❞ كتاب تجديد الفكر العربي ❝  ⏤ زكي نجيب محمود

❞ كتاب تجديد الفكر العربي ❝ ⏤ زكي نجيب محمود

تجديد الفكر العربي
تأليف : زكي نجيب محمود
الناشر : مكتبة الأسرة دار الشروق

إن موضوع المحاورة الذي اجتمع من أجله جماعة من مفكري العصر ، هو مشكلة علاقة الإنسان بالطبيعة حين يواجهها ، ما أصلها ‏وما فصلها ؟ وافترضنا هنا وجود مفكر عربي مع تلك الجماعة ، ليشارك بالرأي من وجهة نظر عربية أصلية ، فماذا عساه يقول ‏على سبيل الإضافة المفيدة ، فالمواجهة عندهم مواجهة للطبيعة تنتهي بعلم ، والمواجهة عنده مواجهة للمجتمع الإنسانى تنتهي بالقيم ‏، فيدرك كل من الفريقين بأي طابع يتميز ، وما الذي ينقصه ليكتمل الإنسان إنساناً .‏

كتاب قيم ومهم لكل متقف عربي الفكر العربي
يعالج مواضيع مهمة من أبروها مشكلة علاقة الإنسان بالطبيعة حين يواجهها فيطرح الفكر العربي في قالب جميل ومفيد
علاقة الإنسان والقيم وما ينقص الإنسان كي يكون مكتمل


التجديد سمة صحة وسلامة طالما لازم تطورات الأمة ، ولا ينمو النزوع إلى التجديد إلا في جو تسوده الحرية ليتاح التعبير عن الرأي ولا يتهيأ هذا الجو إلا إذا كانت شؤون الأمة موكولة إليها لتشرف على تسييرها بهذا الأسلوب أو بذاك.
وإذا كانت أمة في حاجة إلى تجديد تفكيرها لتبدأ عند ذلك بتجديد أسلوب حياتها على جميع المستويات فهي الأمة العربية المسلمة لأنها ذات ثروة حضارية غنية بالفكر، وذات رسالة خالدة أسدت للإنسان الكثير من الخير، ولا تزال هذه الرسالة مستعدة للعطاء من جديد رغم الإنجازات العظيمة التي تمت في ميدان العلوم والتقنيات والتحولات الخطيرة التي طرأت على الشعوب والأمم ، وغيرت كثيرا من مفاهيمها عن الكون والحياة والإنسان ، وتكونت فلسفات كثيرة وحدثت ثورات جبارة كان لبعضها أكبر التأثير على سير الإنسانية ، ومع ذلك فالرسالة الإسلامية صامدة لا تقبل أن تكون في موقف الدفاع السلبي وإنما هي تتقدم دائما متحدية خلال تاريخنا الحديث مما يفزع كثيرا من المراقبين الراصدين لسيرها كما يتبين ذلك في كثير من الدراسات والأبحاث والتقارير عنها منذ وعي أعداؤها مدى ما تملكه من قوى فكرية وبشرية ومادية !!.
ومن مظاهر حيوية هذه الأمة أنها من حين لآخر تنبت من صميم تربتها رجالا أفذاذا في مجال الفكرة والسلام : دعاة تجديد أو قادة مقاومة حتى في عصر الجفاف والعقم والتدهور ، وفي العصر الحاضر يبرز كثير من دعاة التجديد ولكل منهم ظروفه ومناخه وثقافته ومزاجه مما كان له أثر في تنويع مدارس التجديد ، ومذاهبه إلا أن أحدا منهم لم يخرج عن الفكرة الأصيلة وهي وجوب الانطلاق من الإسلام كمنبع لحضارتنا وتطورنا وما نأمله من تقدم ومعاصرة بما يناسب ماضينا العظيم .
ولعل من أبسط ما يجب أن يتحقق في الداعي إلى التجديد:
أولا: إيمان بدين الأمة وعقيدتها.
ثانيا: معرفة واسعة بفكرها وماضيها وتاريخها.
ثالثا : استعداد فكري يؤهله للمقارنة والاستشراف والاستنباط والاستنتاج والإبداع بالإضافة إلى وعيه العميق بمصره وعصره .
فالتجديد ليس نزوات طائش ولا فقاقيع هوى ولا فرقعات مغامرة ولا عمليات ترقيع أو أفكارا?
تبريرية بدافع عقدة نقص أو محاولات جريئة للفت الأنظار وتخطي المراحل نحو الزعامة الفكرية أو الأدبية أو السياسية .
إن الكثير مما وقع في هذا المجال خلال هذا القرن كان من تلك الأنواع، وبخاصة من أولئك المفكرين الذين بعثوا إلى الخارج ليعودوا إلى بلادهم معجبين ببلاد الغرب وعازمين على التجديد والدعوة إلى اللحاق بالحضارة على النمط الأوربي وقد أدرك بعضهم بعد فوات الأوان أنه كان من الدعاة لفكر مستلب مستغربا من بساطة طلابه ومريديه وتحمسهم لفكرته التي لم يكن هو مقتنعا بها . ولئن صحا هذا البعض من الغفوة الكابوسية فإن البعض الآخر لا يزال في المتاهات المحكمة يتخبط في توتراته، ومهما يكن من شيء فإن ظاهرة القلق لمحاولة المراجعة والتمحيص تطفو أحيانا في ظروف تمتاز بالتقلب والرجة والمفاجأة وتغيير الأوضاع تغييرا ماديا ومعنويا تنعكس في حياة بعض" المفكرين " ومن ثم على تفكيرهم . وهناك نماذج من المفكرين حاولوا استدراك ما بدر منهم من تفكير، وأعلنوا بكل صراحة وصدق ووضوح أنهم كانوا يفكرون بفكر أجنبي عندما تصدوا لعلاج مشاكل أمتهم وأدركوا أنهم أنتجوا أفكارا متناقضة ورغم ذلك فهم لا يزالون مصرين على التفكير في مشاكل أمتهم وتقديم الحلول ....لتخلفها ولهم الحق في ذلك بل إنه واجبهم. ومن هؤلاء المفكر المصري الدكتور زكي نجيب محمود الأستاذ الجامعي الكبير وصاحب المؤلفات العديدة، ومن هذه المؤلفات كتابه :" تجديد الفكر العربي " وفي هذا الكتاب يستعرض الكاتب ما كان يعانيه من اضطراب شديد حيث تسلطت عليه حيرة تنازعته في منتصف طريقه الفكرية الذي يسير فيه منذ عدة سنوات ولكن عقله الفلسفي لم يستطع أن يجد جوابا لسؤال ملح وهو كيف يمكن للعالم العربي أن يجمع بين التراث والمعاصرة ؟ وقد تطور موقفه من هذا السؤال منذ ...تعرض له واعترضه من أمد بعيد.
زكي نجيب محمود - د. زكي نجيب محمود (1 فبراير 1905م/26 ذوالقعدة 1322 هـ - 12 ربيع الأول 1414 هـ/8 سبتمبر 1993م) كاتب وأكاديمي واستاذ فلسفة مصري.

❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ نافذة علي فلسفة العصر ❝ ❞ قصة نفس ❝ ❞ قيم من التراث ❝ ❞ الكوميديا الارضية ❝ ❞ عربي بين ثقافتين ❝ ❞ في حياتنا العقلية ❝ ❞ تجديد الفكر العربي ❝ ❞ الشرق الفنان ❝ ❞ مفترق الطرق ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❝ ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ مكتبة الأسرة المصرية ❝ ❞ وزارة الثقافة والارشاد القومي ❝ ❱
من كتب متنوعة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.


اقتباسات من كتاب تجديد الفكر العربي

نبذة عن الكتاب:
تجديد الفكر العربي

تجديد الفكر العربي
تأليف : زكي نجيب محمود
الناشر : مكتبة الأسرة دار الشروق

إن موضوع المحاورة الذي اجتمع من أجله جماعة من مفكري العصر ، هو مشكلة علاقة الإنسان بالطبيعة حين يواجهها ، ما أصلها ‏وما فصلها ؟ وافترضنا هنا وجود مفكر عربي مع تلك الجماعة ، ليشارك بالرأي من وجهة نظر عربية أصلية ، فماذا عساه يقول ‏على سبيل الإضافة المفيدة ، فالمواجهة عندهم مواجهة للطبيعة تنتهي بعلم ، والمواجهة عنده مواجهة للمجتمع الإنسانى تنتهي بالقيم ‏، فيدرك كل من الفريقين بأي طابع يتميز ، وما الذي ينقصه ليكتمل الإنسان إنساناً .‏

كتاب قيم ومهم لكل متقف عربي الفكر العربي
يعالج مواضيع مهمة من أبروها مشكلة علاقة الإنسان بالطبيعة حين يواجهها فيطرح الفكر العربي في قالب جميل ومفيد
علاقة الإنسان والقيم وما ينقص الإنسان كي يكون مكتمل


التجديد سمة صحة وسلامة طالما لازم تطورات الأمة ، ولا ينمو النزوع إلى التجديد إلا في جو تسوده الحرية ليتاح التعبير عن الرأي ولا يتهيأ هذا الجو إلا إذا كانت شؤون الأمة موكولة إليها لتشرف على تسييرها بهذا الأسلوب أو بذاك.
وإذا كانت أمة في حاجة إلى تجديد تفكيرها لتبدأ عند ذلك بتجديد أسلوب حياتها على جميع المستويات فهي الأمة العربية المسلمة لأنها ذات ثروة حضارية غنية بالفكر، وذات رسالة خالدة أسدت للإنسان الكثير من الخير، ولا تزال هذه الرسالة مستعدة للعطاء من جديد رغم الإنجازات العظيمة التي تمت في ميدان العلوم والتقنيات والتحولات الخطيرة التي طرأت على الشعوب والأمم ، وغيرت كثيرا من مفاهيمها عن الكون والحياة والإنسان ، وتكونت فلسفات كثيرة وحدثت ثورات جبارة كان لبعضها أكبر التأثير على سير الإنسانية ، ومع ذلك فالرسالة الإسلامية صامدة لا تقبل أن تكون في موقف الدفاع السلبي وإنما هي تتقدم دائما متحدية خلال تاريخنا الحديث مما يفزع كثيرا من المراقبين الراصدين لسيرها كما يتبين ذلك في كثير من الدراسات والأبحاث والتقارير عنها منذ وعي أعداؤها مدى ما تملكه من قوى فكرية وبشرية ومادية !!.
ومن مظاهر حيوية هذه الأمة أنها من حين لآخر تنبت من صميم تربتها رجالا أفذاذا في مجال الفكرة والسلام : دعاة تجديد أو قادة مقاومة حتى في عصر الجفاف والعقم والتدهور ، وفي العصر الحاضر يبرز كثير من دعاة التجديد ولكل منهم ظروفه ومناخه وثقافته ومزاجه مما كان له أثر في تنويع مدارس التجديد ، ومذاهبه إلا أن أحدا منهم لم يخرج عن الفكرة الأصيلة وهي وجوب الانطلاق من الإسلام كمنبع لحضارتنا وتطورنا وما نأمله من تقدم ومعاصرة بما يناسب ماضينا العظيم .
ولعل من أبسط ما يجب أن يتحقق في الداعي إلى التجديد:
أولا: إيمان بدين الأمة وعقيدتها.
ثانيا: معرفة واسعة بفكرها وماضيها وتاريخها.
ثالثا : استعداد فكري يؤهله للمقارنة والاستشراف والاستنباط والاستنتاج والإبداع بالإضافة إلى وعيه العميق بمصره وعصره .
فالتجديد ليس نزوات طائش ولا فقاقيع هوى ولا فرقعات مغامرة ولا عمليات ترقيع أو أفكارا?
تبريرية بدافع عقدة نقص أو محاولات جريئة للفت الأنظار وتخطي المراحل نحو الزعامة الفكرية أو الأدبية أو السياسية .
إن الكثير مما وقع في هذا المجال خلال هذا القرن كان من تلك الأنواع، وبخاصة من أولئك المفكرين الذين بعثوا إلى الخارج ليعودوا إلى بلادهم معجبين ببلاد الغرب وعازمين على التجديد والدعوة إلى اللحاق بالحضارة على النمط الأوربي وقد أدرك بعضهم بعد فوات الأوان أنه كان من الدعاة لفكر مستلب مستغربا من بساطة طلابه ومريديه وتحمسهم لفكرته التي لم يكن هو مقتنعا بها . ولئن صحا هذا البعض من الغفوة الكابوسية فإن البعض الآخر لا يزال في المتاهات المحكمة يتخبط في توتراته، ومهما يكن من شيء فإن ظاهرة القلق لمحاولة المراجعة والتمحيص تطفو أحيانا في ظروف تمتاز بالتقلب والرجة والمفاجأة وتغيير الأوضاع تغييرا ماديا ومعنويا تنعكس في حياة بعض" المفكرين " ومن ثم على تفكيرهم . وهناك نماذج من المفكرين حاولوا استدراك ما بدر منهم من تفكير، وأعلنوا بكل صراحة وصدق ووضوح أنهم كانوا يفكرون بفكر أجنبي عندما تصدوا لعلاج مشاكل أمتهم وأدركوا أنهم أنتجوا أفكارا متناقضة ورغم ذلك فهم لا يزالون مصرين على التفكير في مشاكل أمتهم وتقديم الحلول ....لتخلفها ولهم الحق في ذلك بل إنه واجبهم. ومن هؤلاء المفكر المصري الدكتور زكي نجيب محمود الأستاذ الجامعي الكبير وصاحب المؤلفات العديدة، ومن هذه المؤلفات كتابه :" تجديد الفكر العربي " وفي هذا الكتاب يستعرض الكاتب ما كان يعانيه من اضطراب شديد حيث تسلطت عليه حيرة تنازعته في منتصف طريقه الفكرية الذي يسير فيه منذ عدة سنوات ولكن عقله الفلسفي لم يستطع أن يجد جوابا لسؤال ملح وهو كيف يمكن للعالم العربي أن يجمع بين التراث والمعاصرة ؟ وقد تطور موقفه من هذا السؤال منذ ...تعرض له واعترضه من أمد بعيد.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

كتب اخرى

 

تجديد الفكر العربي
تأليف : زكي نجيب محمود
الناشر :  مكتبة الأسرة دار الشروق

إن موضوع المحاورة الذي اجتمع من أجله جماعة من مفكري العصر ، هو مشكلة علاقة الإنسان بالطبيعة حين يواجهها ، ما أصلها ‏وما فصلها ؟ وافترضنا هنا وجود مفكر عربي مع تلك الجماعة ، ليشارك بالرأي من وجهة نظر عربية أصلية ، فماذا عساه يقول ‏على سبيل الإضافة المفيدة ، فالمواجهة عندهم مواجهة للطبيعة تنتهي بعلم ، والمواجهة عنده مواجهة للمجتمع الإنسانى تنتهي بالقيم ‏، فيدرك كل من الفريقين بأي طابع يتميز ، وما الذي ينقصه ليكتمل الإنسان إنساناً .‏

كتاب قيم ومهم لكل متقف عربي الفكر العربي 
 يعالج مواضيع مهمة من أبروها مشكلة علاقة الإنسان بالطبيعة حين يواجهها فيطرح الفكر العربي في قالب جميل ومفيد
علاقة الإنسان والقيم وما ينقص الإنسان كي يكون مكتمل


التجديد سمة صحة وسلامة طالما لازم تطورات الأمة ، ولا ينمو النزوع إلى التجديد إلا في جو تسوده الحرية ليتاح التعبير عن الرأي ولا يتهيأ هذا الجو إلا إذا كانت شؤون الأمة موكولة إليها لتشرف على تسييرها بهذا الأسلوب أو بذاك.
وإذا  كانت أمة في حاجة إلى تجديد تفكيرها لتبدأ عند ذلك بتجديد أسلوب حياتها على جميع المستويات فهي الأمة العربية المسلمة لأنها ذات ثروة حضارية غنية بالفكر، وذات رسالة خالدة أسدت للإنسان الكثير من الخير، ولا تزال هذه الرسالة مستعدة للعطاء من جديد رغم الإنجازات العظيمة التي تمت في ميدان العلوم والتقنيات والتحولات الخطيرة  التي طرأت على الشعوب والأمم ، وغيرت كثيرا من مفاهيمها  عن الكون والحياة والإنسان ، وتكونت فلسفات كثيرة وحدثت ثورات جبارة كان لبعضها أكبر التأثير على سير الإنسانية ، ومع ذلك فالرسالة الإسلامية صامدة لا تقبل أن تكون في موقف الدفاع السلبي وإنما هي تتقدم دائما متحدية خلال تاريخنا الحديث مما يفزع كثيرا من المراقبين الراصدين لسيرها كما يتبين ذلك في كثير من الدراسات والأبحاث  والتقارير عنها منذ وعي أعداؤها مدى ما تملكه من قوى فكرية وبشرية ومادية !!.
ومن مظاهر حيوية هذه الأمة أنها من حين لآخر تنبت من صميم تربتها رجالا أفذاذا في مجال الفكرة والسلام : دعاة تجديد أو قادة مقاومة حتى في عصر الجفاف والعقم والتدهور ، وفي العصر الحاضر يبرز كثير من دعاة التجديد ولكل منهم ظروفه ومناخه وثقافته ومزاجه مما كان له أثر في تنويع مدارس التجديد ، ومذاهبه إلا أن أحدا منهم لم يخرج عن الفكرة الأصيلة وهي وجوب الانطلاق من الإسلام كمنبع لحضارتنا وتطورنا وما نأمله من تقدم ومعاصرة بما يناسب ماضينا العظيم .
ولعل من أبسط ما يجب أن يتحقق في الداعي إلى التجديد:
أولا: إيمان بدين الأمة وعقيدتها.
ثانيا: معرفة واسعة بفكرها وماضيها وتاريخها.
ثالثا : استعداد فكري يؤهله للمقارنة والاستشراف والاستنباط والاستنتاج والإبداع بالإضافة إلى وعيه العميق بمصره وعصره .
فالتجديد ليس نزوات طائش ولا فقاقيع هوى ولا فرقعات مغامرة ولا عمليات ترقيع أو أفكارا?
تبريرية بدافع عقدة نقص أو محاولات جريئة للفت الأنظار وتخطي المراحل نحو الزعامة الفكرية أو الأدبية أو السياسية .
إن الكثير مما وقع في هذا المجال خلال هذا القرن كان من تلك الأنواع، وبخاصة من أولئك  المفكرين الذين بعثوا إلى الخارج ليعودوا إلى بلادهم معجبين ببلاد الغرب وعازمين على التجديد والدعوة إلى اللحاق بالحضارة على النمط الأوربي وقد أدرك بعضهم بعد فوات الأوان أنه كان من الدعاة لفكر مستلب مستغربا من بساطة طلابه ومريديه وتحمسهم لفكرته التي لم يكن هو مقتنعا بها . ولئن صحا هذا البعض من الغفوة الكابوسية فإن البعض الآخر لا يزال في المتاهات المحكمة يتخبط في توتراته، ومهما يكن من شيء فإن ظاهرة القلق لمحاولة المراجعة والتمحيص تطفو أحيانا في ظروف تمتاز بالتقلب والرجة والمفاجأة وتغيير الأوضاع تغييرا ماديا ومعنويا تنعكس في حياة بعض" المفكرين " ومن ثم على تفكيرهم . وهناك نماذج من المفكرين حاولوا استدراك ما بدر منهم من تفكير، وأعلنوا بكل صراحة وصدق  ووضوح أنهم كانوا يفكرون بفكر أجنبي عندما تصدوا لعلاج مشاكل أمتهم وأدركوا أنهم أنتجوا أفكارا متناقضة ورغم ذلك فهم لا يزالون مصرين على التفكير في مشاكل أمتهم وتقديم الحلول ....لتخلفها ولهم الحق في ذلك بل إنه واجبهم. ومن هؤلاء المفكر المصري الدكتور زكي نجيب محمود الأستاذ الجامعي الكبير وصاحب المؤلفات العديدة، ومن هذه المؤلفات كتابه :" تجديد الفكر العربي " وفي هذا الكتاب يستعرض الكاتب ما كان يعانيه من اضطراب شديد حيث تسلطت عليه حيرة تنازعته في منتصف طريقه الفكرية الذي يسير فيه منذ عدة سنوات ولكن عقله  الفلسفي لم يستطع أن يجد جوابا لسؤال ملح وهو كيف يمكن للعالم العربي أن يجمع بين التراث والمعاصرة ؟ وقد تطور موقفه من هذا السؤال منذ ...تعرض له واعترضه من أمد بعيد.

تجديد الفكر العربي
نقد كتاب تجديد الفكر العربي

زكي نجيب محمود pdf

مقالات زكي نجيب محمود

زكي نجيب محمود الكتب

اقوال زكى نجيب محمود



حجم الكتاب عند التحميل : 7.7 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تجديد الفكر العربي

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تجديد الفكر العربي
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
زكي نجيب محمود - Zaki Naguib Mahmoud

كتب زكي نجيب محمود د. زكي نجيب محمود (1 فبراير 1905م/26 ذوالقعدة 1322 هـ - 12 ربيع الأول 1414 هـ/8 سبتمبر 1993م) كاتب وأكاديمي واستاذ فلسفة مصري. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ نافذة علي فلسفة العصر ❝ ❞ قصة نفس ❝ ❞ قيم من التراث ❝ ❞ الكوميديا الارضية ❝ ❞ عربي بين ثقافتين ❝ ❞ في حياتنا العقلية ❝ ❞ تجديد الفكر العربي ❝ ❞ الشرق الفنان ❝ ❞ مفترق الطرق ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❝ ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ مكتبة الأسرة المصرية ❝ ❞ وزارة الثقافة والارشاد القومي ❝ ❱. المزيد..

كتب زكي نجيب محمود