الاستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب
دراسة الحرب وفهمها مسألة حيوية ليس بالنسبة للمختصين فحسب، وإنما أيضا بالنسبة للمثقفين والصحفيين والسياسيين والفنيين والعلماء والمناضلين والجماهير. بل إن ظاهرة تحول الثقافة العسكرية الى ثقافة عامة للشعب، أصبحت ظاهرة عالمية في كل البلدان. لأن الحرب ومسائلها أصبحت تعتمد اليوم أكثر من أي يوم مضى على الجهد الجماعي للأمة كلها سواء أكان في عمليات المؤخرة أم الميدان. إذ لم تعد عملية قيادة الحرب ووضع استراتيجيتها من اختصاص الجنرالات وحدهم فقد أصبحت استراتيجية –حتى في الدول الغربية الرأسمالية– ترسم على طاولة مستديرة يلتف حولها القادة السياسيون والجنرالات وأصحاب الاختصاصات المختلفة. أما في الصين الشعبية، فان دراسة الحرب وقواعدها جزء أساسي من برامج التعليم في المدارس والجامعات، ومن الثقافة العامة للشعب كله. وعندما نتحدث عن الثقافة العسكرية أو دراسة قواعد فن الحرب لا نقصد التدريبات أو التمرينات العسكرية على فك السلاح وإطلاق النار والصف بالطابور فهذه تحصيل حاصل، وإنما نقصد دراسة الموضوع على أعلى مستوى الإستراتيجية والعمليات والتكتيك. . المزيد..