❞ كتاب الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري (دكتوراه) ❝  ⏤ محمود إسماعيل عمار

❞ كتاب الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري (دكتوراه) ❝ ⏤ محمود إسماعيل عمار

الخوارج اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام كانوا يسمون أنفسهم بـ"اهل الأيمان"، ظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان، واشتهرت بالخروج على علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم.

وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف. وأهم عقائدهم: تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة، ويقولون ويحرضون بالخروج على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى.

ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والشراة والبغاة والمُحَكِّمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب ولم يرجعوا معه إلى الكوفة واعتزلوا صفوفه ونزلوا بحروراء في البداية، وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة، وسموا مارقة، وذلك للحديث النبوي الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب، وسموا المحكمة لإنكارهم الحَكَمين (عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري) وقالوا لا حكم إلا لله.

ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه، ومحاولته إقناعهم بالحجة، ولكنهم لم يستجيبوا، ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى سجستان وحضرموت، وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها صولات وجولات من حين لآخر على الحكام والأئمة المسلمين.

التعريف بالخوارج:
قال الشهرستاني في الملل والنحل: «كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان». وزاد ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل بأن اسم الخارجي يلحق كل من أشبه الخارجين على الإمام علي أو شاركهم في آرائهم في أي زمن.

وهو يتفق مع تعريف الشهرستاني. وعرفهم الدكتور علي عبد الفتاح المغربي في كتابه (الفرق الكلامية الإسلامية) بأنهم هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب وهم حزب سياسي ديني، قام في وجه السلطة القائمة من أجل الدين كما فهموه، وهم لا يعدون أنفسهم خارجين عن الدين بل خارجين من أجل الدين، ومن أجل إقامة شرع الله، متمسكين بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولقد تشبثوا بهذا المبدأ وتطبيقه، حتى أصبح علامة من علاماتهم، وراموا إلى إقامة دولة إسلامية تقوم على الدين وأحكامه.

أسماء الخوارج:
أطلق الخوارج على أنفسهم أهل الإيمان، أو جماعة المؤمنين، بينما أطلق عليهم مخالفوهم اسم "الخوارج" لخروجهم على الخليفة علي بن أبي طالب، وثوراتهم المتعددة. ولما شاع هذا الاسم عليهم وكان يستخدم بصفته وصفًا سلبيًّا، قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه: خروج على أئمة الجور والفسق وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل الله.

وللخوارج أسماء كثيرة، بعضها يقبلونه وبعضها يرفضونه، ومن تلك الأسماء:

الخوارج: أشهر أسمائهم، قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين: «والسبب الذي سُمّوا له خوارج؛ خروجهم على علي بن أبي طالب».

الحرورية: نسبة إلى حروراء، بلدة قرب الكوفة. ويقال لمن يعتقد مذهب الخوارج حروري لأن أول فرقة منهم خرجوا على علي بها فاشتهروا بالنسبة إليها وهم فرق كثيرة. ووردت هذه التسمية في قول السيدة عائشة: «أحرورية أنت» قالته للمرأة التي استشكلت قضاء الحائض والصوم دون الصلاة.

الشراة: نسبة إلى الشراء المذكور في الآية (111) من سورة التوبة. وهم يفتخرون بهذه التسمية ويسمون من عداهم بذوي الجعائل: أي يقاتلون من أجل الجُعْل الذي بذل لهم.

المارقة: وهذه التسمية من خصوم الخوارج، لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم من الدين كمروق السهم من الرمية.

المُحَكِّمة: من أول أسمائهم التي أطلقت عليهم وقيل أن السبب في إطلاقه عليهم إما لرفضهم تحكيم الحكمين وإما لتردادهم شعارهم "لا حكم إلا لله".

النواصب: وأما تسميتهم بالنواصب فلمبالغتهم في نصب العداء لعلي بن أبي طالب.

أهل النهروان: نسبة إلى معركة النهروان إحدى المواقع التي خاضوها في ثوراتهم.


لعبت الخوراج دوراً بارزاً في تاريخ بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري، وأثروا في أحوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما كانت بلاد المغرب أكثر بقاع العالم الإسلامي تقبلاً لعقائد الخوارج وأكثرها حماساً لنصرتهم. فباعتناق المغاربة مذهب الخوارج، رفعوا علم الثورة على الأمويين والعباسيين، وانتهى بهم الأمر إلى إقامة إمارتين مستقلتين هما إمارة بنى مدرار وإمارة بنى رستم.

وبقيامهما شهدت بلاد المغرب عصراً من الاستقلال السياسي والازدهار الاقتصادي والثقافي كان لها عوضاً عن فترة القلاقل والاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية التي صحبت عصر الثورة.

ثم قامت الدولة الفاطمية، وقضت على دول المغرب المستقلة، فهب الخوارج من جديد ضد الفاطميين وسياستهم القائمة على التعصب للمذهب الشيعي، وهددوا بإزالة النفوذ الفاطمي من بلاد المغرب. حقيقة لم يقدر لثوراتهم النجاح، إلا أنها أرغمت الفاطميين على التحول من سياسة العنف والتعصب إلى اللين والاعتدال.

قصارى القول –أن تاريخ المغرب الإسلامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري تأثر بحركات الخوارج تأثراً كبيراً. وعلى الرغم من ذلك، ما زال هذا التاريخ يفتقر إلى دراسة متكاملة عن الخوارج في المغرب وأثرهم في تطوره السياسي، ودورهم في تاريخه من بدء الثورة إلى تحقيق الاستقلال، ثم العودة إلى الثورة مرة أخرى. لا ننكر أنه ظهرت بعض الدراسات الخاصة بثورات الخوارج، لكنها عولجت في ثنايا التاريخ العام للمغرب الإسلامي، أو في ثنايا الحديث عن سياسة عمال الخلافة في البلاد. كما ظهرت كتب تعرض لدول الخوارج في المغرب لكنها لم تتناول أكثر من ظروف قيامها فقط. هذا هو ما قرره ثقاة الدارسين من أمثال جوتييه، وفورنل، وجوليان، وبيكيه، وجورج مارسيه.

انطلاقاً من هنا فقد ارتأى الدكتور "محمد إسماعيل عبد الرزاق" وضع دراسة التي بين يدينا في محاولة لسد هذه الثغرة التاريخية فعرض لتاريخ الخوارج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري وذلك بعد أن قام بتقسيم مادة دراسته إلى أبواب خمسة تناول الباب الأول دعوة الخوارج في بلاد المغرب، وتضمن ظروف الخوارج في الشرق الإسلامي التي دفعت بهم إلى الهجرة والانتشار في بلاد المغرب. وعرض لأحوال بلاد المغرب قبيل ظهور الخوارج وملاءمتها لدعوتهم. ثم عالج كيفية انتشار مبادئ الخوارج الصفرية والإباضية في بلاد المغرب وإقبال البربر على اعتناق هذه المبادئ.

وخصص الباب الثاني لثورات الخوارج في بلاد المغرب، حيث تضمن دراسة لأسباب ثورات الخوارج –صفرية وإباضية- ووقائع تلك الثورات وتبيان نتائجها وآثارها. أما الباب الثالث فقد تضمن تاريخاً لدول الخوارج في بلاد المغرب، تناول دولتي بنى مدرار الصفرية وبنى رستم الإباضية من حيث ظروف قيامهما وعرض سياستهما الداخلية، وتحديد علائقهما الخارجية. وأفرد الباب الرابع لدراسة الخوارج والفاطميين، حيث عرض لدور الفاطميين في إسقاط دولتي بنى مدرار وبنى رستم، ثم ثورات الصفرية والإباضية على الحكم الفاطمي.

ونظراً لما أحدثه الخوارج من آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية فضلاً عن آثارهم السياسية في بلاد المغرب، ولما كانت تلك الجوانب تحتاج لدراسة مستفيضة متعمقة، فقد أفرد لها الباب الخامس من البحوث. وفي الخاتمة، تم إيجاز النتائج التي تمخضت عنها هذه الدراسة .
محمود إسماعيل عمار - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجر ❝ ❞ فرق الشيعة بين التفكير السياسي والنفي الديني لـ دمحمود إسماعيل ❝ ❞ الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري (دكتوراه) ❝ ❞ الأدارسة في المغرب الأقصى هـ حقائق جديدة لـ دكتور محمود إسماعيل ❝ الناشرين : ❞ عالم الكتب ❝ ❞ مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ❝ ❞ سينا للنشر ❝ ❞ دار الثقافة،المغرب الأقصى ❝ ❱
من كتب تاريخ العالم العربي - مكتبة كتب التاريخ.

نبذة عن الكتاب:
الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري (دكتوراه)

1985م - 1446هـ
الخوارج اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام كانوا يسمون أنفسهم بـ"اهل الأيمان"، ظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان، واشتهرت بالخروج على علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم.

وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف. وأهم عقائدهم: تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة، ويقولون ويحرضون بالخروج على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى.

ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والشراة والبغاة والمُحَكِّمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب ولم يرجعوا معه إلى الكوفة واعتزلوا صفوفه ونزلوا بحروراء في البداية، وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة، وسموا مارقة، وذلك للحديث النبوي الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب، وسموا المحكمة لإنكارهم الحَكَمين (عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري) وقالوا لا حكم إلا لله.

ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه، ومحاولته إقناعهم بالحجة، ولكنهم لم يستجيبوا، ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى سجستان وحضرموت، وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها صولات وجولات من حين لآخر على الحكام والأئمة المسلمين.

التعريف بالخوارج:
قال الشهرستاني في الملل والنحل: «كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان». وزاد ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل بأن اسم الخارجي يلحق كل من أشبه الخارجين على الإمام علي أو شاركهم في آرائهم في أي زمن.

وهو يتفق مع تعريف الشهرستاني. وعرفهم الدكتور علي عبد الفتاح المغربي في كتابه (الفرق الكلامية الإسلامية) بأنهم هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب وهم حزب سياسي ديني، قام في وجه السلطة القائمة من أجل الدين كما فهموه، وهم لا يعدون أنفسهم خارجين عن الدين بل خارجين من أجل الدين، ومن أجل إقامة شرع الله، متمسكين بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولقد تشبثوا بهذا المبدأ وتطبيقه، حتى أصبح علامة من علاماتهم، وراموا إلى إقامة دولة إسلامية تقوم على الدين وأحكامه.

أسماء الخوارج:
أطلق الخوارج على أنفسهم أهل الإيمان، أو جماعة المؤمنين، بينما أطلق عليهم مخالفوهم اسم "الخوارج" لخروجهم على الخليفة علي بن أبي طالب، وثوراتهم المتعددة. ولما شاع هذا الاسم عليهم وكان يستخدم بصفته وصفًا سلبيًّا، قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه: خروج على أئمة الجور والفسق وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل الله.

وللخوارج أسماء كثيرة، بعضها يقبلونه وبعضها يرفضونه، ومن تلك الأسماء:

الخوارج: أشهر أسمائهم، قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين: «والسبب الذي سُمّوا له خوارج؛ خروجهم على علي بن أبي طالب».

الحرورية: نسبة إلى حروراء، بلدة قرب الكوفة. ويقال لمن يعتقد مذهب الخوارج حروري لأن أول فرقة منهم خرجوا على علي بها فاشتهروا بالنسبة إليها وهم فرق كثيرة. ووردت هذه التسمية في قول السيدة عائشة: «أحرورية أنت» قالته للمرأة التي استشكلت قضاء الحائض والصوم دون الصلاة.

الشراة: نسبة إلى الشراء المذكور في الآية (111) من سورة التوبة. وهم يفتخرون بهذه التسمية ويسمون من عداهم بذوي الجعائل: أي يقاتلون من أجل الجُعْل الذي بذل لهم.

المارقة: وهذه التسمية من خصوم الخوارج، لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم من الدين كمروق السهم من الرمية.

المُحَكِّمة: من أول أسمائهم التي أطلقت عليهم وقيل أن السبب في إطلاقه عليهم إما لرفضهم تحكيم الحكمين وإما لتردادهم شعارهم "لا حكم إلا لله".

النواصب: وأما تسميتهم بالنواصب فلمبالغتهم في نصب العداء لعلي بن أبي طالب.

أهل النهروان: نسبة إلى معركة النهروان إحدى المواقع التي خاضوها في ثوراتهم.


لعبت الخوراج دوراً بارزاً في تاريخ بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري، وأثروا في أحوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما كانت بلاد المغرب أكثر بقاع العالم الإسلامي تقبلاً لعقائد الخوارج وأكثرها حماساً لنصرتهم. فباعتناق المغاربة مذهب الخوارج، رفعوا علم الثورة على الأمويين والعباسيين، وانتهى بهم الأمر إلى إقامة إمارتين مستقلتين هما إمارة بنى مدرار وإمارة بنى رستم.

وبقيامهما شهدت بلاد المغرب عصراً من الاستقلال السياسي والازدهار الاقتصادي والثقافي كان لها عوضاً عن فترة القلاقل والاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية التي صحبت عصر الثورة.

ثم قامت الدولة الفاطمية، وقضت على دول المغرب المستقلة، فهب الخوارج من جديد ضد الفاطميين وسياستهم القائمة على التعصب للمذهب الشيعي، وهددوا بإزالة النفوذ الفاطمي من بلاد المغرب. حقيقة لم يقدر لثوراتهم النجاح، إلا أنها أرغمت الفاطميين على التحول من سياسة العنف والتعصب إلى اللين والاعتدال.

قصارى القول –أن تاريخ المغرب الإسلامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري تأثر بحركات الخوارج تأثراً كبيراً. وعلى الرغم من ذلك، ما زال هذا التاريخ يفتقر إلى دراسة متكاملة عن الخوارج في المغرب وأثرهم في تطوره السياسي، ودورهم في تاريخه من بدء الثورة إلى تحقيق الاستقلال، ثم العودة إلى الثورة مرة أخرى. لا ننكر أنه ظهرت بعض الدراسات الخاصة بثورات الخوارج، لكنها عولجت في ثنايا التاريخ العام للمغرب الإسلامي، أو في ثنايا الحديث عن سياسة عمال الخلافة في البلاد. كما ظهرت كتب تعرض لدول الخوارج في المغرب لكنها لم تتناول أكثر من ظروف قيامها فقط. هذا هو ما قرره ثقاة الدارسين من أمثال جوتييه، وفورنل، وجوليان، وبيكيه، وجورج مارسيه.

انطلاقاً من هنا فقد ارتأى الدكتور "محمد إسماعيل عبد الرزاق" وضع دراسة التي بين يدينا في محاولة لسد هذه الثغرة التاريخية فعرض لتاريخ الخوارج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري وذلك بعد أن قام بتقسيم مادة دراسته إلى أبواب خمسة تناول الباب الأول دعوة الخوارج في بلاد المغرب، وتضمن ظروف الخوارج في الشرق الإسلامي التي دفعت بهم إلى الهجرة والانتشار في بلاد المغرب. وعرض لأحوال بلاد المغرب قبيل ظهور الخوارج وملاءمتها لدعوتهم. ثم عالج كيفية انتشار مبادئ الخوارج الصفرية والإباضية في بلاد المغرب وإقبال البربر على اعتناق هذه المبادئ.

وخصص الباب الثاني لثورات الخوارج في بلاد المغرب، حيث تضمن دراسة لأسباب ثورات الخوارج –صفرية وإباضية- ووقائع تلك الثورات وتبيان نتائجها وآثارها. أما الباب الثالث فقد تضمن تاريخاً لدول الخوارج في بلاد المغرب، تناول دولتي بنى مدرار الصفرية وبنى رستم الإباضية من حيث ظروف قيامهما وعرض سياستهما الداخلية، وتحديد علائقهما الخارجية. وأفرد الباب الرابع لدراسة الخوارج والفاطميين، حيث عرض لدور الفاطميين في إسقاط دولتي بنى مدرار وبنى رستم، ثم ثورات الصفرية والإباضية على الحكم الفاطمي.

ونظراً لما أحدثه الخوارج من آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية فضلاً عن آثارهم السياسية في بلاد المغرب، ولما كانت تلك الجوانب تحتاج لدراسة مستفيضة متعمقة، فقد أفرد لها الباب الخامس من البحوث. وفي الخاتمة، تم إيجاز النتائج التي تمخضت عنها هذه الدراسة . .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

الخوارج اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام كانوا يسمون أنفسهم بـ"اهل الأيمان"، ظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان، واشتهرت بالخروج على علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم.

 وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف. وأهم عقائدهم: تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة، ويقولون ويحرضون بالخروج على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى. 

ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والشراة والبغاة والمُحَكِّمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب ولم يرجعوا معه إلى الكوفة واعتزلوا صفوفه ونزلوا بحروراء في البداية، وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة، وسموا مارقة، وذلك للحديث النبوي الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب، وسموا المحكمة لإنكارهم الحَكَمين (عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري) وقالوا لا حكم إلا لله. 

ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه، ومحاولته إقناعهم بالحجة، ولكنهم لم يستجيبوا، ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى سجستان وحضرموت، وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها صولات وجولات من حين لآخر على الحكام والأئمة المسلمين.

التعريف بالخوارج:
قال الشهرستاني في الملل والنحل: «كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان». وزاد ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل بأن اسم الخارجي يلحق كل من أشبه الخارجين على الإمام علي أو شاركهم في آرائهم في أي زمن. 

وهو يتفق مع تعريف الشهرستاني. وعرفهم الدكتور علي عبد الفتاح المغربي في كتابه (الفرق الكلامية الإسلامية) بأنهم هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب وهم حزب سياسي ديني، قام في وجه السلطة القائمة من أجل الدين كما فهموه، وهم لا يعدون أنفسهم خارجين عن الدين بل خارجين من أجل الدين، ومن أجل إقامة شرع الله، متمسكين بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولقد تشبثوا بهذا المبدأ وتطبيقه، حتى أصبح علامة من علاماتهم، وراموا إلى إقامة دولة إسلامية تقوم على الدين وأحكامه.

أسماء الخوارج:
أطلق الخوارج على أنفسهم أهل الإيمان، أو جماعة المؤمنين، بينما أطلق عليهم مخالفوهم اسم "الخوارج" لخروجهم على الخليفة علي بن أبي طالب، وثوراتهم المتعددة. ولما شاع هذا الاسم عليهم وكان يستخدم بصفته وصفًا سلبيًّا، قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه: خروج على أئمة الجور والفسق وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل الله.

وللخوارج أسماء كثيرة، بعضها يقبلونه وبعضها يرفضونه، ومن تلك الأسماء:

الخوارج: أشهر أسمائهم، قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين: «والسبب الذي سُمّوا له خوارج؛ خروجهم على علي بن أبي طالب».

الحرورية: نسبة إلى حروراء، بلدة قرب الكوفة. ويقال لمن يعتقد مذهب الخوارج حروري لأن أول فرقة منهم خرجوا على علي بها فاشتهروا بالنسبة إليها وهم فرق كثيرة. ووردت هذه التسمية في قول السيدة عائشة: «أحرورية أنت» قالته للمرأة التي استشكلت قضاء الحائض والصوم دون الصلاة.

الشراة: نسبة إلى الشراء المذكور في الآية (111) من سورة التوبة. وهم يفتخرون بهذه التسمية ويسمون من عداهم بذوي الجعائل: أي يقاتلون من أجل الجُعْل الذي بذل لهم.

المارقة: وهذه التسمية من خصوم الخوارج، لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم من الدين كمروق السهم من الرمية.

المُحَكِّمة: من أول أسمائهم التي أطلقت عليهم وقيل أن السبب في إطلاقه عليهم إما لرفضهم تحكيم الحكمين وإما لتردادهم شعارهم "لا حكم إلا لله".

النواصب: وأما تسميتهم بالنواصب فلمبالغتهم في نصب العداء لعلي بن أبي طالب.

أهل النهروان: نسبة إلى معركة النهروان إحدى المواقع التي خاضوها في ثوراتهم.

الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري محمود إسماعيل عبد الرزاق

الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري 

عمليات بحث متعلقة بـ الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري

الخوارج في بلاد المغرب pdf

الخوارج في بلاد المغرب ويكيبيديا

عقيدة الخوارج

نشأة الخوارج

متى ظهر الخوارج

أسماء الخوارج

من هو رأس الخوارج

من هم الخوارج الآن

مبادئ الخوارج

من هم الخوارج وما صفاتهم



سنة النشر : 1985م / 1405هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 11 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري (دكتوراه)

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري (دكتوراه)
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمود إسماعيل عمار - Mahmoud Ismail Ammar

كتب محمود إسماعيل عمار ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجر ❝ ❞ فرق الشيعة بين التفكير السياسي والنفي الديني لـ دمحمود إسماعيل ❝ ❞ الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري (دكتوراه) ❝ ❞ الأدارسة في المغرب الأقصى هـ حقائق جديدة لـ دكتور محمود إسماعيل ❝ الناشرين : ❞ عالم الكتب ❝ ❞ مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ❝ ❞ سينا للنشر ❝ ❞ دار الثقافة،المغرب الأقصى ❝ ❱. المزيد..

كتب محمود إسماعيل عمار
الناشر:
دار الثقافة،المغرب الأقصى
كتب دار الثقافة،المغرب الأقصى ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري (دكتوراه) ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمود إسماعيل عمار ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الثقافة،المغرب الأقصى