اقتصاديات وسائل الإعلام المرئية المسموعة لـ دكتور
يثير الانفجار الكبير في أعداد القنوات التلفزيونية والإذاعية، الفضائية والأرضية وعبر الانترنات، عديد التساؤلات ونقاط الاستفهام، منها ما هو سياسي أو اجتماعي أو مهني وبالخصوص اقتصادي. فمن المعلوم أن المنطقة العربية وحدها قد شهدت، وعلى غرار كل المناطق الأخرى في العالم ، تزايدا غير مسبوق في عدد القنوات التلفزيونية الفضائية خلال العشرية الأخيرة، مثلما يبرزه التقرير السنوي حول البث الفضائي، الذي يصدره اتحاد إذاعات الدول العربية. فقد أفادت نسخة 2011 من التقرير أن عدد تلك القنوات قد تجاوز الألف قناة رغم اختفاء عدد غير قليل من تلك الهيئات خلال السنوات الماضية، مما جعل البعض يتحدث عن "تلفزيون الوفرة" الذي جاء ليعوض "تلفزيون الندرة". وتغلب الملكية الخاصة على هذه القنوات، مما ساهم في انقلاب كامل لخصائص المشهد السمعي البصري العربي ظهرا على عقب. من ذلك أن القنوات الحكومية أو العمومية التي كانت الوحيدة على الساحة تقريبا منذ حوالي عقدين لم تعد تمثل الآن سوى قرابة 12 بالمائة من مجموع القنوات. ولا شك أن إنشاء هذا الكم الهائل من القنوات يتطلب أموالا طائلة واستثمارات ضخمة، لا يضاهيها إلا ما يتطلبه السهر على تسييرها وتوفير الإنتاح الكافي لمادة بثها من أموال وإمكانيات. كما أن المداخيل المتأتية من استغلال المؤسسات السمعية البصرية، وخاصة مداخيل الإعلان، لا تقل ضخامة عما تم صرفه عند تركيزها والتصرف فيها. فما هي أبرز مصادر تلك الأموال وكيف يتم توفيها والتصرف فيها وما هي الأطراف المنتفعة، أو المتضررة منها؟ اهتم اتحاد إذاعات الدول العربية بمحاولة الإجابة على مثل هذه الأسئلة وغيرها من خلال سلسلة البحوث والدراسات التي يصدرها أو يرعاها. فقد حملت آخر حلقة من تلك السلسلة رقم 74 وجاءت تحت عنوان "اقتصاديات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة"، وهي من تأليف الدكتور . ضمت الدراسة 102 صفحة، وانقسمت إلى مقدمة وستة أبواب وخاتمة، وهي الأبواب التالية: • الإعلام في النظرية الاقتصادية • صناعة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة • بنية وسائل الإعلام • الطلب على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة • عرض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة • تدويل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وقد شمل هذا البحث، حسب مؤلفه، "مجالات الإنتاج وعوامل العرض وما يميزها من خصوصيات المنتجات وتكلفتها وطبيعة عرض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وعامل التكلفة وتأثيره على السوق الوطنية والدولية والطلب وما يكتنفه من خصوصيات العوامل المؤثرة فيه وطبيعة تطوره واتجاهاته وحضور وسائل الإعلام الأجنبية في السوق الوطنية بأشكال مختلفة: استيراد المنتجات المرئية والمسموعة وحضور القنوات الأجنبية المتنافسة وتأثير ذلك على سلوك المؤسسات الوطنية". . المزيد..