عصبة الرؤوس الحمراء
تتسم قصص شيرلوك هولمز آثر كونان دويل بأهمية عامة وأكاديمية على حد سواء. في الاثنتي عشرة سنة الماضية تطور النقد الموجه إليها ليصبح حواراً بناءً ومستمراً. وتعرض هذه المجموعة أولاً أهم قصص شيرلوك هولمز وأكثرها تشويقاً وهي "" بالإضافة إلى جزء من "دراسة في اللون القرمزي" ونبذة عن حياة دويل. من شأنها مساعدة القارئ على فهم أعمال هذا الكاتب. وأما الكتاب الثاني فقد ضم قصة "المشكلة الأخيرة" وضم الكتاب الثالث قصة "الوهج الفضي" ظهر شيرلوك هولمز، أول "رجل تحري استشاري غير رسمي" في العالم، في الأدب الإنكليزى قبل نحو قرن تقريباً، وسرعان ما فرض نفسه في الثقافة الإنكليزية عامة، وأصبح أحد أشهر الشخصيات الأدبية، وما زال يحتفظ بهذه المكانة حتى اليوم. والصورة المتداولة عنه هي صورة رجل طويل القامة، نحيل الوجه، بهيّ الطلعة، يعتمر قبعة قاتل الأيائل، وفي فمه غليون وعلى كتفيه كاب وسيكتشف القارئ في هذه القصة شخصية شيرلوك هولمز على حقيقتها والتي هي جزء من شخصية آثر كونان دويل، وهذه الحادثة تثبت ذلك إذ طلب منه إحدى السيدات ذات يوم نصيحة تحية، قائلة ان نسيبها اختفى قبل أسابيع في لندن، وقد حيّر لغزه الشرطة في غير أن تعرف ماذا حلّ به! قرر دويل أن يستلم القضية كما اعتاد أن يفعل بين الحين والآخر، فنجح في غضون ساعة في حل اللغز من دون أن يبرح مكانه، وكتب يقول: "نسيبك موجود في اسكتلندا. ابحثي عنه في كلاسكو أو أدنبره وأؤكد أنك ستجدينه هناك"، وبالفعل، عثر عليه في اسكتلندا بعد أن مر بلندن. إنما استطاع دويل فك اللغز بهذه السرعة بمجرد "بحث المسألة من منظار السيد هولمز". أثبتت هذه الحادثة، وغيرها الكثير، أن ثمة نفحة من روح شيرلوك هولمز في ، فهو شأنه شأن شخصيته البارزة، متنبه لأدنى التفاصيل، ويتمتع بمخيلة واسعة وخبرة اجتماعية وفكرية غنية وميل إلى الدراما. والأهم من ذلك قدراته اللاذعة والتحليلية، وهو لم يكتسب قدراته التحليلية عن طريق الصدفة، بل ساعدته في ذلك دراسته وخبرته المهنية، في سنوات الدراسة المدرسية الثمان أولاً وسندات دراسة الطب الخمس في جامعة أدنبرة ثانيا. وقد مارس بعد تخرجه من الجامعة الطب مدة عشر سنوات، قبل أن يتفرغ للكتابة. ويبدو أن تدريبه الطبي كان وراء تصوره الخاص لشيرلوك هولمز "كرجل تحريات علمي يحل القضايا بناءً على قدراته الخاصة، وكمفتش يتقن المبادئ التحليلية وأهمية التفاصيل في آن. ومع قصة "" يمضي القارئ لحظات مملوءة بالشغف والترقب والحذر، ملقياً عن كاهله جميع الهموم ومنصرفاً فقط إلى متابعة مغامرات شيرلوك هولمز وهذه المجموعة موجهة إلى الناشئة وذلك بهدف إغناء ثقافة الناشئ وتحريك قلة التفكر والاستنتاج لديه من خلال مجموعة الأسئلة التي تحمل في طياتها الكثير من المتعة والفائدة. . المزيد..