جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية في المغربين الأوسط والأقصى من القرن إلى هـ / م من خلال المعيار للونشريسي
2009م - 1446هـ
لا يبدو أن المصادر الإخبارية التي ظلت عمدة الدراسات التاريخية قادرة للإجابة عن العديد من الإشكالات التي يثيرها المؤرخ في هذا العصر ولا سيما عندما يحاول الحفر في البنى الاجتماعية والحياة الاقتصادية، والحركة الفكرية والثقافية ومؤسساتها، ولأنها مرتبطة أكثر بحياة الحكام وتنقلاتهم وحروبهم وصراعاتهم فإنها نادرا ما تمدنا بمعلومات عن علاقة تلك التنقلات والصراعات بالحياة العامة للمجتمع، بما في ذلك أنماط العيش وأساليب التفكير ومظاهر الحياة اليومية، كيف كان الناس ينظمون شؤونهم اليومية؟ وما هي طبيعة الصراعات التي كانت تنتاب علاقاتهم؟ ما هي مساهمة الفقهاء في الحفاظ على التوازنات الاجتماعية؟ ما هي حدود تفاعل الأحكام الشرعية مع الأعراف والتقاليد المحلية في المغربين الأوسط والأقصى؟ ثم ما العلاقة بين ''المسؤولية الجماعية'' التي ولدت الفروض الكفائية وبين ''المسؤولية الفردية'' التي تضمنتها الفروض العينية، وكيف تجلت هذه العلاقة في الممارسات الاجتماعية؟ وما حصيلتها من منظور الكدح الإنساني والترقي الحضاري؟ وأسئلة أخرى متعلقة بالحياة الاقتصادية من زراعة ومسائل الأرض والمياه والأنظمة الزراعية، وعن الحياة الصناعية وما يرتبط بها من الحرف وتنظيمها، ومسائل التجارة وما يتفرع عنها من شؤون الأسواق والقائمين عليها، وأصول المعاملات والبيوع والعيوب في المادة المبيعة، وتوثيق البيوع؟ وتساؤلات خص الحياة الثقافية والعلمية ومعرفة ما يتعلق بها من وسائل التربية والتعليم، وعن حياة العلماء وطلبة العلم، والدور الذي اضطلعت به الأوقاف في تنشيط الحركة الثقافية وعن طبيعة المناقشات العلمية والمطارحات الفكرية وعن أشكال التواصل العلمي بين مختلف حواضر المغرب الإسلامي... . المزيد..