انفصال جنوب السودان وتأثيراته على الأمن القومي المصري
2016م - 1446هـ
نسجت اعتبارات الجغرافيا والتمازج العرقي المشترك علاقة حيوية تربط الشعبين المصري والسوداني على الأصعدة كافة؛ السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي كافة الدوائر الخارجية لهما بدءا من الدائرة العربية ومرورا بالدائرة الإفريقية وانتهاء بالدائرة النيلية فكل منهما يمثل للآخر فضاء استراتيجيا وعمقا لمنه القومي، فالتاريخ يثبت أن كل الحملات العسكرية التي غزت السودان جاءت عن طريق مصر، كما يمثل السودان أيضا مجالا حيويا لمصر فقد كان قبل انفصال الجنوب يشكل أكبر وعاء لمياه النيل في حوض النيل وبوابة مصر إلى القارة الأفريقية، مما استدعى دائما التنسيق الدائم والمتواصل بينهما، فكل ما يمس السودان يمس مصر، وكل ما يمس مصر يمس السودان ولكن الإرادة السياسية لكلا البلدين غابت في الآونة الأخيرة عن تفعيل مشروع الوحدة والتعاون بينهما، وغلبت لغة العاطفة على لغة الفعل الواقع، وأصبحت القرارات التي تخرج من اللجان المشتركة بين البلدين – سواء على مستوى القمة أو على المستويات الوزارية – حبيسة أدراج المسئولين في كلا البلدين دون إعارة أي انتباه أو اهتمام لها، كما غابت مصر – أيضا – عن قضايا السودان، رغم خطورة ما يحدث فيه على منظومة أمنها القومي، واتجه صانع القرار السوداني إلى دوائر أخرى دولية وإقليمية، يتباحث فيها بشأن قضاياه الداخلية مما أسهم في تباعد وجهات النظر بين البلدين الشقيقين وغلبت لغة المد والجذر على العلاقات بين البلدين. . المزيد..