❞ كتاب تاريخ لبنان الطائفي ❝ ⏤ د علي عبد فتوني
كانت الدولة اللبنانية دوماً هي الضامن الأساسي لإنتاج الطوائف سياسياً وضبط نزعاتها. وهكذا بقي الخلل يضرب في الكيان اللبناني، يتعمق مع الزمن ويتحول إلى فجوات تسربت من خلالها هبّات التفجير التي عصفت بالوطن أكثر من مرة وآخرها الحرب الأهلية (1975 ـ 1990). وسيستمر ذلك إذا بقيت الطائفية الركيزة الأولى والأهم في بنية النظام اللبناني. ومن جهة ثانية فإن هذا الوضع الطائفي جعل عملية التوجيه القومي والتربية الوطنية في تبلبل بعد أن تخرّجت أجيال من اللبنانيين متباينة الأفكار والمذاهب، متباينة المثل والأهداف تختلف في نظرتها إلى ماضي بلادها، كما تختلف في نظرتها إلى حاضرها ومستقبلها. فتكوّن من ذلك مجتمع متنافر الأجزاء يعيش أفراده منكمشين على أنفسهم ضمن تقوقعات طائفية، أو أنانية فردية لا تبالي بمصلحة عامة ولا مصير مشترك. كما نشأ عن هذا الواقع التوجهي تباين في نظرة اللبنانيين إلى مصالحهم المشتركة ومصيرهم المحتوم، وإلى أوضاعهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تتوقف عليها حياتهم.
د علي عبد فتوني - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تاريخ لبنان الطائفي ❝ الناشرين : ❞ دار الفاربي بيروت ❝ ❱
من تاريخ لبنان كتب تاريخ العالم العربي - مكتبة كتب التاريخ.