❞ كتاب التسامح في الإسلام: المبدأ والتطبيق ❝  ⏤ شوقي أبو خليل

❞ كتاب التسامح في الإسلام: المبدأ والتطبيق ❝ ⏤ شوقي أبو خليل

يُعَدُ الإسلام دين التسامح، فَقَدْ دَعَا اللهُ -تَعالى- للتسامُحِ، في آياتٍ عديدةٍ مِنَ القُرآن الكَريم، ورَّغَّبَ بِهِ رَسولُ الله، وَكَانَ تَطبيقُهُ للتسامُحِ جَليًا في سيرَتِهِ، وَحَثَّ الإِسلامُ على العفوِ عندَ المقدرةِ عَليهِا، وَجَعَلَ التسامح أَيْ عَفو الإنسان والصفحَ عمن أساءَ إليهِ، خلقٌ إسلاميٌ، نبيلٌ وعدَّ ذلكَ تساميًا عن الدنيا، وترفُعًا عنها، والدليلُ على فضل التسامح في الإسلام ،ما قالهَ تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}، وَغيرها الكَثيرُ مِنَ الآياتِ التي دَعَتْ المُسلمينَ للتسامُحِ ومن ثم نستعرض لكم فضل التسامح في الإسلام والآيات التى طالبت بالتسامح

فضل التسامح فى الإسلام

ومِن صُورِ سَماحةِ الإسلام وَتسامُحِهِ، أنَّهُ جعلَ أهلُ الذّمَةِ الذين يَعيشُونَ مَعَ المُسلمينَ، يُمارسونَ دِيانَتَهُم، دُونَ التعرُضِ لهم بأيِ أذى، وَتركِهِم على دينِهِم، وَكَذلِكَ عَدم مَنعِهِ صِلَّة غَيرِ المُسلمين، ما لم يكونوا في حربٍ مَعَ المُسلمين، حيثُ قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.

ومما يَدُلُ على أنَّ الإسلام دين التسامح، هو مُعاملةُ المُسلمينَ لِغيرِهِم، ممن لا يَدينونَ بالإسلامِ بكل إحسان، فكانوا يُحسِنونَ إليهم وَيعدِلونَ في أحكامِهم تِجَاهَهُم، كما ويبيح الإسلام طعام.

وذبائِحِ أهلِ الكتاب للمسلمين، كما ويأمر بِحسنِ جدالِهم والرِّفقَ في التعامُلِ مَعَهُم وَدعوَتِهم للإسلامِ، ومن عظيمِ صُورِ السماحةِ في الإسلامِ، هو أمرُ اللهِ لنبيهِ، أَنْ يَنشُرَ الدين الإسلاميَّ ويُبلِغَ النّاسَ بدعوةِ الله، من غير أنْ يحملَ النّاس على ذَلِكَ بالقوةِ، حيثُ قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}.

وظهرَ التسامحُ جليًا عِندَ رَسولِ الله لمّا عفا عن أَهلِ مَكةَ يومَ الفتحِ، مع أنّهُ تعرضَ للإيذاءِ منهم. وأجازَ الإسلامُ ردَّ الإساءةِ بمثلها، ولكن جعلَ الأمثلَ والأفضَلَ هو العفو والإحسانَ للمُسيئ، حيثُ قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، فبينَ الله المنهج وهو أنَّ السيئة تُردُ بسيئةٍ مثلها، ثم بينَ الأمثلَ في ذلك، وهو العفو، وكَما أَمَرَ الله رسوله أَنْ يُحسنَ في مُعاملَتِهِ للنّاسِ، وَيتواضَعَ لَهُم.

فوائد التسامح في المجتمع
إنّ للمسامحة آثار حسنة كثيرة في المجتمع، ومن ذلك:

الحدُّ من انتشار الفساد والشّرّ بين المسلمين، لأنَّ الذي يخطئ ويتمُّ العفو عنه يحاول جاهدًا ألَّا يقع في ذات الخطأ، حتى يحافظَ على العفو الذي تَكرَّم به صاحب العفو عليه. لمّ شمل الأمة، وتوحيد كلمة المسلمين على أعدائهم ومن أراد بهم سوءًًا.

إزالة الأحقاد والضّغائن والكراهية من صدور الذين يتسامحون مع غيرهم.

نشر المودة والتآخي بين الناس، فإنَّ الإساءة إذا قوبلت بإساءة مثلها فإنّ ذلك يكون سببًًا في بقاء الحقد والغلّ بين النّفوس، أمّا إذا قوبلت ذات الإساءة بالإحسان والعفو؛ فإنّ ذلك يهدّئ النّفس ويُطفئ غضبها .

نشر المحبّة التي من شأنها الجمع بين النّاس لا التّفرقة. التّسبب في أن تعمّ البركة وتنتشر بين المسلمين.

الآيات الواردة في فضل التسامح

(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). الفضل المستفاد من الآية: جعَلَ الله العفو والصّفح من صفات المتّقين، وحثَّ عباده على أن يحدُّوا من غضبهم ويعفوا عمَّن أساء إليهم لنيل رضاه تعالى.

(ولَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ). الفضل المستفاد من الآية: يجب على المسلم أن يعفو عمَّن أساء إليه، وأنّ هذا العفو يكون سببًا في عفو الله عن العبد.

(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). الفضل المستفاد من الآية: من حقِّ المسلم أن يردَّ السّيئة بمثلها، ولكنَّ الذي يعفوا عن السّيّئة له أجرٌ كبيرٌ من الله عزَّ وجلَّ.

(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). الفضل المستفاد من الآية: جعل اللهُ الغفران من عزائم الأمور أي من عظيمها التي ينبغي على العاقل أن يجعلها واجبةً على نفسه.

أرسل الله عز وجل النبى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء و المرسلين حاملا رسالة للأمة جمعاء، تلك الرسالة هى رسالة الإسلام الذى جاء خيرا وسلاما لكل من ىمن به و اتبعه، واتصف الاسلام بخصائص كثيرة أهمها التسامح..
شوقي أبو خليل - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ جرجي زيدان في الميزان ❝ ❞ معركة الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين ❝ ❞ أطلس دول العالم الإسلامي ❝ ❞ أطلس التاريخ العربي الإسلامي ❝ ❞ غريزة أم تقدير إلهي ❝ ❞ التسامح في الإسلام: المبدأ والتطبيق ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الفكر المعاصر ❝ ❞ دار الآفاق العربية ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
التسامح في الإسلام: المبدأ والتطبيق

1993م - 1445هـ
يُعَدُ الإسلام دين التسامح، فَقَدْ دَعَا اللهُ -تَعالى- للتسامُحِ، في آياتٍ عديدةٍ مِنَ القُرآن الكَريم، ورَّغَّبَ بِهِ رَسولُ الله، وَكَانَ تَطبيقُهُ للتسامُحِ جَليًا في سيرَتِهِ، وَحَثَّ الإِسلامُ على العفوِ عندَ المقدرةِ عَليهِا، وَجَعَلَ التسامح أَيْ عَفو الإنسان والصفحَ عمن أساءَ إليهِ، خلقٌ إسلاميٌ، نبيلٌ وعدَّ ذلكَ تساميًا عن الدنيا، وترفُعًا عنها، والدليلُ على فضل التسامح في الإسلام ،ما قالهَ تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}، وَغيرها الكَثيرُ مِنَ الآياتِ التي دَعَتْ المُسلمينَ للتسامُحِ ومن ثم نستعرض لكم فضل التسامح في الإسلام والآيات التى طالبت بالتسامح

فضل التسامح فى الإسلام

ومِن صُورِ سَماحةِ الإسلام وَتسامُحِهِ، أنَّهُ جعلَ أهلُ الذّمَةِ الذين يَعيشُونَ مَعَ المُسلمينَ، يُمارسونَ دِيانَتَهُم، دُونَ التعرُضِ لهم بأيِ أذى، وَتركِهِم على دينِهِم، وَكَذلِكَ عَدم مَنعِهِ صِلَّة غَيرِ المُسلمين، ما لم يكونوا في حربٍ مَعَ المُسلمين، حيثُ قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.

ومما يَدُلُ على أنَّ الإسلام دين التسامح، هو مُعاملةُ المُسلمينَ لِغيرِهِم، ممن لا يَدينونَ بالإسلامِ بكل إحسان، فكانوا يُحسِنونَ إليهم وَيعدِلونَ في أحكامِهم تِجَاهَهُم، كما ويبيح الإسلام طعام.

وذبائِحِ أهلِ الكتاب للمسلمين، كما ويأمر بِحسنِ جدالِهم والرِّفقَ في التعامُلِ مَعَهُم وَدعوَتِهم للإسلامِ، ومن عظيمِ صُورِ السماحةِ في الإسلامِ، هو أمرُ اللهِ لنبيهِ، أَنْ يَنشُرَ الدين الإسلاميَّ ويُبلِغَ النّاسَ بدعوةِ الله، من غير أنْ يحملَ النّاس على ذَلِكَ بالقوةِ، حيثُ قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}.

وظهرَ التسامحُ جليًا عِندَ رَسولِ الله لمّا عفا عن أَهلِ مَكةَ يومَ الفتحِ، مع أنّهُ تعرضَ للإيذاءِ منهم. وأجازَ الإسلامُ ردَّ الإساءةِ بمثلها، ولكن جعلَ الأمثلَ والأفضَلَ هو العفو والإحسانَ للمُسيئ، حيثُ قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، فبينَ الله المنهج وهو أنَّ السيئة تُردُ بسيئةٍ مثلها، ثم بينَ الأمثلَ في ذلك، وهو العفو، وكَما أَمَرَ الله رسوله أَنْ يُحسنَ في مُعاملَتِهِ للنّاسِ، وَيتواضَعَ لَهُم.

فوائد التسامح في المجتمع
إنّ للمسامحة آثار حسنة كثيرة في المجتمع، ومن ذلك:

الحدُّ من انتشار الفساد والشّرّ بين المسلمين، لأنَّ الذي يخطئ ويتمُّ العفو عنه يحاول جاهدًا ألَّا يقع في ذات الخطأ، حتى يحافظَ على العفو الذي تَكرَّم به صاحب العفو عليه. لمّ شمل الأمة، وتوحيد كلمة المسلمين على أعدائهم ومن أراد بهم سوءًًا.

إزالة الأحقاد والضّغائن والكراهية من صدور الذين يتسامحون مع غيرهم.

نشر المودة والتآخي بين الناس، فإنَّ الإساءة إذا قوبلت بإساءة مثلها فإنّ ذلك يكون سببًًا في بقاء الحقد والغلّ بين النّفوس، أمّا إذا قوبلت ذات الإساءة بالإحسان والعفو؛ فإنّ ذلك يهدّئ النّفس ويُطفئ غضبها .

نشر المحبّة التي من شأنها الجمع بين النّاس لا التّفرقة. التّسبب في أن تعمّ البركة وتنتشر بين المسلمين.

الآيات الواردة في فضل التسامح

(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). الفضل المستفاد من الآية: جعَلَ الله العفو والصّفح من صفات المتّقين، وحثَّ عباده على أن يحدُّوا من غضبهم ويعفوا عمَّن أساء إليهم لنيل رضاه تعالى.

(ولَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ). الفضل المستفاد من الآية: يجب على المسلم أن يعفو عمَّن أساء إليه، وأنّ هذا العفو يكون سببًا في عفو الله عن العبد.

(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). الفضل المستفاد من الآية: من حقِّ المسلم أن يردَّ السّيئة بمثلها، ولكنَّ الذي يعفوا عن السّيّئة له أجرٌ كبيرٌ من الله عزَّ وجلَّ.

(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). الفضل المستفاد من الآية: جعل اللهُ الغفران من عزائم الأمور أي من عظيمها التي ينبغي على العاقل أن يجعلها واجبةً على نفسه.

أرسل الله عز وجل النبى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء و المرسلين حاملا رسالة للأمة جمعاء، تلك الرسالة هى رسالة الإسلام الذى جاء خيرا وسلاما لكل من ىمن به و اتبعه، واتصف الاسلام بخصائص كثيرة أهمها التسامح.. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

 يُعَدُ الإسلام دين التسامح، فَقَدْ دَعَا اللهُ -تَعالى- للتسامُحِ، في آياتٍ عديدةٍ مِنَ القُرآن الكَريم، ورَّغَّبَ بِهِ رَسولُ الله، وَكَانَ تَطبيقُهُ للتسامُحِ جَليًا في سيرَتِهِ، وَحَثَّ الإِسلامُ على العفوِ عندَ المقدرةِ عَليهِا، وَجَعَلَ التسامح أَيْ عَفو الإنسان والصفحَ عمن أساءَ إليهِ، خلقٌ إسلاميٌ، نبيلٌ وعدَّ ذلكَ تساميًا عن الدنيا، وترفُعًا عنها، والدليلُ على فضل التسامح في الإسلام ،ما قالهَ تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}، وَغيرها الكَثيرُ مِنَ الآياتِ التي دَعَتْ المُسلمينَ للتسامُحِ ومن ثم نستعرض لكم  فضل التسامح في الإسلام والآيات التى طالبت بالتسامح 

فضل التسامح فى الإسلام 

ومِن صُورِ سَماحةِ الإسلام وَتسامُحِهِ، أنَّهُ جعلَ أهلُ الذّمَةِ الذين يَعيشُونَ مَعَ المُسلمينَ، يُمارسونَ دِيانَتَهُم، دُونَ التعرُضِ لهم بأيِ أذى، وَتركِهِم على دينِهِم، وَكَذلِكَ عَدم مَنعِهِ صِلَّة غَيرِ المُسلمين، ما لم يكونوا في حربٍ مَعَ المُسلمين، حيثُ قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.

 ومما يَدُلُ على أنَّ الإسلام دين التسامح، هو مُعاملةُ المُسلمينَ لِغيرِهِم، ممن لا يَدينونَ بالإسلامِ بكل إحسان، فكانوا يُحسِنونَ إليهم وَيعدِلونَ في أحكامِهم تِجَاهَهُم، كما ويبيح الإسلام طعام.

وذبائِحِ أهلِ الكتاب للمسلمين، كما ويأمر بِحسنِ جدالِهم والرِّفقَ في التعامُلِ مَعَهُم وَدعوَتِهم للإسلامِ، ومن عظيمِ صُورِ السماحةِ في الإسلامِ، هو أمرُ اللهِ لنبيهِ، أَنْ يَنشُرَ الدين الإسلاميَّ ويُبلِغَ النّاسَ بدعوةِ الله، من غير أنْ يحملَ النّاس على ذَلِكَ بالقوةِ، حيثُ قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}.
 
وظهرَ التسامحُ جليًا عِندَ رَسولِ الله لمّا عفا عن أَهلِ مَكةَ يومَ الفتحِ، مع أنّهُ تعرضَ للإيذاءِ منهم. وأجازَ الإسلامُ ردَّ الإساءةِ بمثلها، ولكن جعلَ الأمثلَ والأفضَلَ هو العفو والإحسانَ للمُسيئ، حيثُ قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، فبينَ الله المنهج وهو أنَّ السيئة تُردُ بسيئةٍ مثلها، ثم بينَ الأمثلَ في ذلك، وهو العفو، وكَما أَمَرَ الله رسوله أَنْ يُحسنَ في مُعاملَتِهِ للنّاسِ، وَيتواضَعَ لَهُم.

فوائد التسامح في المجتمع 
إنّ للمسامحة آثار حسنة كثيرة في المجتمع، ومن ذلك:

 الحدُّ من انتشار الفساد والشّرّ بين المسلمين، لأنَّ الذي يخطئ ويتمُّ العفو عنه يحاول جاهدًا ألَّا يقع في ذات الخطأ، حتى يحافظَ على العفو الذي تَكرَّم به صاحب العفو عليه. لمّ شمل الأمة، وتوحيد كلمة المسلمين على أعدائهم ومن أراد بهم سوءًًا. 

إزالة الأحقاد والضّغائن والكراهية من صدور الذين يتسامحون مع غيرهم. 

نشر المودة والتآخي بين الناس، فإنَّ الإساءة إذا قوبلت بإساءة مثلها فإنّ ذلك يكون سببًًا في بقاء الحقد والغلّ بين النّفوس، أمّا إذا قوبلت ذات الإساءة بالإحسان والعفو؛ فإنّ ذلك يهدّئ النّفس ويُطفئ غضبها . 

نشر المحبّة التي من شأنها الجمع بين النّاس لا التّفرقة. التّسبب في أن تعمّ البركة وتنتشر بين المسلمين.

الآيات الواردة في فضل التسامح 

 (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). الفضل المستفاد من الآية: جعَلَ الله العفو والصّفح من صفات المتّقين، وحثَّ عباده على أن يحدُّوا من غضبهم ويعفوا عمَّن أساء إليهم لنيل رضاه تعالى. 

(ولَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ). الفضل المستفاد من الآية: يجب على المسلم أن يعفو عمَّن أساء إليه، وأنّ هذا العفو يكون سببًا في عفو الله عن العبد. 

(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). الفضل المستفاد من الآية: من حقِّ المسلم أن يردَّ السّيئة بمثلها، ولكنَّ الذي يعفوا عن السّيّئة له أجرٌ كبيرٌ من الله عزَّ وجلَّ.

 (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). الفضل المستفاد من الآية: جعل اللهُ الغفران من عزائم الأمور أي من عظيمها التي ينبغي على العاقل أن يجعلها واجبةً على نفسه. 

أرسل الله عز وجل النبى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء و المرسلين حاملا رسالة للأمة جمعاء، تلك الرسالة هى رسالة الإسلام الذى جاء خيرا وسلاما لكل من ىمن به و اتبعه، واتصف الاسلام بخصائص كثيرة أهمها التسامح..



سنة النشر : 1993م / 1413هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 2.5 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة التسامح في الإسلام: المبدأ والتطبيق

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل التسامح في الإسلام: المبدأ والتطبيق
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
شوقي أبو خليل - Shawki_Abo_Khalil

كتب شوقي أبو خليل ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ جرجي زيدان في الميزان ❝ ❞ معركة الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين ❝ ❞ أطلس دول العالم الإسلامي ❝ ❞ أطلس التاريخ العربي الإسلامي ❝ ❞ غريزة أم تقدير إلهي ❝ ❞ التسامح في الإسلام: المبدأ والتطبيق ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الفكر المعاصر ❝ ❞ دار الآفاق العربية ❝ ❱. المزيد..

كتب شوقي أبو خليل
الناشر:
دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا
كتب دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ تاريخ ابن خلدون ❝ ❞ الطب النبوي لابن القيم (ت. عبد الخالق) ❝ ❞ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وبالهامش رواية قالون ❝ ❞ عمدة الأحكام من كلام خير الأنام ❝ ❞ جمل من أنساب الأشراف الجزء الأول: السيرة النبوية ❝ ❞ فتوح مصر وأخبارها ❝ ❞ صيد الخاطر ❝ ❞ مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ❝ ❞ الموجز في قواعد اللغة العربية ❝ ❞ معاني النحو الجزء الأول ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ احمد خيرى العمرى ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ علي الطنطاوي ❝ ❞ أبو الحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ فاضل صالح السامرائي ❝ ❞ عبد الرحمن بن خلدون ❝ ❞ مالك بن نبي ❝ ❞ ابن عساكر ❝ ❞ أحمد شوقى ❝ ❞ د. سهيل زكار ❝ ❞ عبد الوهاب المسيري ❝ ❞ محمد بن علي الشوكاني ❝ ❞ صلاح الدين الصفدي ❝ ❞ ستيفن كوفي ❝ ❞ خالد محمد خالد ❝ ❞ وهبة الزحيلي ❝ ❞ ابن خلدون ❝ ❞ ابن حزم الظاهري الأندلسي ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ❝ ❞ ابن كثير ❝ ❞ محمد المنسي قنديل ❝ ❞ محمد بن مكرم الشهير بابن منظور ❝ ❞ محمد أحمد الراشد ❝ ❞ محمد سعيد رمضان البوطي ❝ ❞ محمود شيت خطاب ❝ ❞ إبراهيم عوض ❝ ❞ نور الدين عتر ❝ ❞ مسلم بن حجاج ❝ ❞ أبو الأعلي المودودى ❝ ❞ غازلي نعيمة ❝ ❞ شوقي أبو خليل ❝ ❞ ابن حجر الهيتمي ❝ ❞ يوسف بن عبد الله بن عبد البر ❝ ❞ أبو الحسن الماوردي ❝ ❞ الحارث المحاسبي ❝ ❞ ابن هشام الأنصاري ❝ ❞ سعيد الأفغاني ❝ ❞ بهجت عبد الواحد صالح ❝ ❞ محمد رواس قلعه جي ❝ ❞ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أبو الحسين ❝ ❞ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الديالكتبي أبو محمد ❝ ❞ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ❝ ❞ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب زين الدين أبو الفرج الحنبلي الدمشقي ❝ ❞ محمد بن محمد بن عبد الرزاق المرتضى الزبيدي ❝ ❞ أحمد بن عبد الله الأصفهاني أبو نعيم ❝ ❞ شوقي أبو خليل ❝ ❞ سهيل زكار ❝ ❞ أبو إسحاق الشيرازي ❝ ❞ د. إبراهيم عوض ❝ ❞ ابن الأبار ❝ ❞ د وهبة الزحيلي ❝ ❞ حمد بن محمد الخطابي البستي أبو سليمان ❝ ❞ شوقى ابو خليل ❝ ❞ د. فؤاد زكريا ❝ ❞ عبدالرحمن النحلاوي ❝ ❞ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ❝ ❞ يوسف درويش غوانمة ❝ ❞ شعبان محمد إسماعيل ❝ ❞ د. محمد صبرى محسوب د. محمد إبراهيم أرباب ❝ ❞ محمد بن الأبار القضاعي البلنسي أبو عبد الله ❝ ❞ د. محمد رضوان الداية - د. فايز الداية ❝ ❞ عصام عبد الفتاح ❝ ❞ أبو البركات بن الأنباري ❝ ❞ جمال البنا ❝ ❞ جيفرى لانغ ❝ ❞ حنان اللحام ❝ ❞ د. عبد الرحمن حميدة ❝ ❞ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ❝ ❞ محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري الخرائطي أبو بكر ❝ ❞ محمد أمين المصري ❝ ❞ شوقى أبو خليل ❝ ❞ د. الكتب الدين حاطوم ❝ ❞ موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي ❝ ❞ إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أبو عثمان ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ طالب عمران ❝ ❞ د. علي إبراهيم النملة ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ محمد بن عبد الهادي السندي أبو الحسن ❝ ❞ أحمد بن يحي بن جابر البلاذري ❝ ❞ د. محبات الشرابى ❝ ❞ يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر ❝ ❞ د. عبد الرحمن الصابوني ❝ ❞ خالد عبد الرحمن العك ❝ ❞ د. شوقى أبو خليل ود. نزار اباظة ❝ ❞ محمد المبارك ❝ ❞ محمد بن أحمد عليش ❝ ❞ إميلي براملت ❝ ❞ لوثروب ستودارد ❝ ❞ عبد الرحمن النحلاوي ❝ ❞ د. منى أبو الفضل د. أميمة عبود د. سليمان الخطيب ❝ ❞ أحمد قائد الشعيبي ❝ ❞ كلام الله عز وجل ❝ ❞ حسين عبد الله العمري ❝ ❞ الصاحب كمال الدين ابن العديم عمر بن أحمد بن أبي جرادة ❝ ❞ د. صفوت خير ❝ ❞ أحمد بن عبد السلام الجراوي التادلي أبو العباس ❝ ❞ جمعة محمد براج ❝ ❞ محمد هشام البرهاني ❝ ❞ د. محمد بركات حمدى أبو على ❝ ❞ رينيه كلوزييه ❝ ❞ عبد الرحمن محمد الحسن هبة الله ابن عساكر الشافعي أبو منصور ❝ ❞ أبو منصور الجواليقي موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر ❝ ❞ محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري ❝ ❞ عمر مسقاوي ❝ ❞ أحمد وصفى زكريا ❝ ❞ على سليم العلاونة ❝ ❞ د. سعدي أبوجبيب ❝ ❞ الدكتور شوقي ابوخليل ❝ ❞ يوسف العش ❝ ❞ فايز الداية ❝ ❞ فولفغانغ مولرفيز ❝ ❞ علي بن عبد السلام التسولي أبو الحسن ❝ ❞ إبراهيم شبوح ❝ ❞ نعيم فرح ❝ ❞ نزار اباطة ❝ ❞ بول فيين ❝ ❞ يوسف بن أبي سعيد الحسن عبد الله بن المرزبان السيرافي أبو محمد ❝ ❞ الإمام أبي العباس المبرد ❝ ❞ أبو بكر بن حسن بن عبد الله الكشناوي ❝ ❞ ابن إياز ❝ ❞ السيد حامد ❝ ❞ عادل أبو العز احمد سلامة ❝ ❞ مروان الماضي ❝ ❞ د. حسن الزين ❝ ❞ إسماعيل الأنصاري ❝ ❞ عبد الكريم العثمان ❝ ❞ احسان النص ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا