📘 قراءة كتاب التسامح في الإسلام: المبدأ والتطبيق أونلاين
يُعَدُ الإسلام دين التسامح، فَقَدْ دَعَا اللهُ -تَعالى- للتسامُحِ، في آياتٍ عديدةٍ مِنَ القُرآن الكَريم، ورَّغَّبَ بِهِ رَسولُ الله، وَكَانَ تَطبيقُهُ للتسامُحِ جَليًا في سيرَتِهِ، وَحَثَّ الإِسلامُ على العفوِ عندَ المقدرةِ عَليهِا، وَجَعَلَ التسامح أَيْ عَفو الإنسان والصفحَ عمن أساءَ إليهِ، خلقٌ إسلاميٌ، نبيلٌ وعدَّ ذلكَ تساميًا عن الدنيا، وترفُعًا عنها، والدليلُ على فضل التسامح في الإسلام ،ما قالهَ تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}، وَغيرها الكَثيرُ مِنَ الآياتِ التي دَعَتْ المُسلمينَ للتسامُحِ ومن ثم نستعرض لكم فضل التسامح في الإسلام والآيات التى طالبت بالتسامح
فضل التسامح فى الإسلام
ومِن صُورِ سَماحةِ الإسلام وَتسامُحِهِ، أنَّهُ جعلَ أهلُ الذّمَةِ الذين يَعيشُونَ مَعَ المُسلمينَ، يُمارسونَ دِيانَتَهُم، دُونَ التعرُضِ لهم بأيِ أذى، وَتركِهِم على دينِهِم، وَكَذلِكَ عَدم مَنعِهِ صِلَّة غَيرِ المُسلمين، ما لم يكونوا في حربٍ مَعَ المُسلمين، حيثُ قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
ومما يَدُلُ على أنَّ الإسلام دين التسامح، هو مُعاملةُ المُسلمينَ لِغيرِهِم، ممن لا يَدينونَ بالإسلامِ بكل إحسان، فكانوا يُحسِنونَ إليهم وَيعدِلونَ في أحكامِهم تِجَاهَهُم، كما ويبيح الإسلام طعام.
وذبائِحِ أهلِ الكتاب للمسلمين، كما ويأمر بِحسنِ جدالِهم والرِّفقَ في التعامُلِ مَعَهُم وَدعوَتِهم للإسلامِ، ومن عظيمِ صُورِ السماحةِ في الإسلامِ، هو أمرُ اللهِ لنبيهِ، أَنْ يَنشُرَ الدين الإسلاميَّ ويُبلِغَ النّاسَ بدعوةِ الله، من غير أنْ يحملَ النّاس على ذَلِكَ بالقوةِ، حيثُ قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}.
وظهرَ التسامحُ جليًا عِندَ رَسولِ الله لمّا عفا عن أَهلِ مَكةَ يومَ الفتحِ، مع أنّهُ تعرضَ للإيذاءِ منهم. وأجازَ الإسلامُ ردَّ الإساءةِ بمثلها، ولكن جعلَ الأمثلَ والأفضَلَ هو العفو والإحسانَ للمُسيئ، حيثُ قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، فبينَ الله المنهج وهو أنَّ السيئة تُردُ بسيئةٍ مثلها، ثم بينَ الأمثلَ في ذلك، وهو العفو، وكَما أَمَرَ الله رسوله أَنْ يُحسنَ في مُعاملَتِهِ للنّاسِ، وَيتواضَعَ لَهُم.
فوائد التسامح في المجتمع
إنّ للمسامحة آثار حسنة كثيرة في المجتمع، ومن ذلك:
الحدُّ من انتشار الفساد والشّرّ بين المسلمين، لأنَّ الذي يخطئ ويتمُّ العفو عنه يحاول جاهدًا ألَّا يقع في ذات الخطأ، حتى يحافظَ على العفو الذي تَكرَّم به صاحب العفو عليه. لمّ شمل الأمة، وتوحيد كلمة المسلمين على أعدائهم ومن أراد بهم سوءًًا.
إزالة الأحقاد والضّغائن والكراهية من صدور الذين يتسامحون مع غيرهم.
نشر المودة والتآخي بين الناس، فإنَّ الإساءة إذا قوبلت بإساءة مثلها فإنّ ذلك يكون سببًًا في بقاء الحقد والغلّ بين النّفوس، أمّا إذا قوبلت ذات الإساءة بالإحسان والعفو؛ فإنّ ذلك يهدّئ النّفس ويُطفئ غضبها .
نشر المحبّة التي من شأنها الجمع بين النّاس لا التّفرقة. التّسبب في أن تعمّ البركة وتنتشر بين المسلمين.
الآيات الواردة في فضل التسامح
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). الفضل المستفاد من الآية: جعَلَ الله العفو والصّفح من صفات المتّقين، وحثَّ عباده على أن يحدُّوا من غضبهم ويعفوا عمَّن أساء إليهم لنيل رضاه تعالى.
(ولَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ). الفضل المستفاد من الآية: يجب على المسلم أن يعفو عمَّن أساء إليه، وأنّ هذا العفو يكون سببًا في عفو الله عن العبد.
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). الفضل المستفاد من الآية: من حقِّ المسلم أن يردَّ السّيئة بمثلها، ولكنَّ الذي يعفوا عن السّيّئة له أجرٌ كبيرٌ من الله عزَّ وجلَّ.
(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). الفضل المستفاد من الآية: جعل اللهُ الغفران من عزائم الأمور أي من عظيمها التي ينبغي على العاقل أن يجعلها واجبةً على نفسه.
أرسل الله عز وجل النبى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء و المرسلين حاملا رسالة للأمة جمعاء، تلك الرسالة هى رسالة الإسلام الذى جاء خيرا وسلاما لكل من ىمن به و اتبعه، واتصف الاسلام بخصائص كثيرة أهمها التسامح..
سنة النشر : 1993م / 1413هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 2.5 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'