❞ كتاب التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا  ❝  ⏤ أحمد سالم بادويلان

❞ كتاب التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا ❝ ⏤ أحمد سالم بادويلان


الحجاب (الجمع: أَحْجِبَة أو حُجُب) في الإسلام هو اللباس الساتر لجميع بدن المرأة وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، فإن كانت المرأة في بيتها فيكون الحجاب من وراء الـجُدران، وإن كانت في مواجهة رجل أجنبي عنها داخل البيت أو خارجه فيكون باللباس الشرعي، والحجاب هو أحد الفروض الواجبة على المرأة في الشريعة الإسلامية متى ما بلغت الفتاة سن التكليف أي السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض، وتبلغ فيه مبلغ النساء. أما لغويا فيدور معنى الحجاب على السَّتر والحيلولة والمنع، وحجب الشئ أي ستره، وامرأة مُحَجَّبَة أي امرأة قد سُترت بستر. وجاء في سورة مريم في الآية 17: ﴿فاتخذت من دونهم حجابًا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا﴾ أي: "فاتخذت من دون أهلها سترًا يسترها عنهم وعن الناس".

دل على وجوب الحجاب الأدلة المتعددة من القرآن والسنة، والإجماع العملي من نساء المؤمنين من عصر النبي محمد مرورًا بعصر الخلافة الراشدة وما بعدها، واستمر العمل به حتى بعد انحلال الدولة الإسلامية إلى دويلات في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقد انعقد عليه إجماع الأمة ولم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفاً ولا خلفاً، وبذلك تواتر عمل المسلمين كافة على مر العصور وأجمعوا على أن المرأة إذا كشفت ما وجب عليها ستره، فقد ارتكبت محرماً يجب عليها التوبة إلى الله تعالى منه.

وهناك بعض الدول تمنع أو تقيد ارتداء غطاء الرأس أو ما يعرف بالحجاب في المؤسسات العامة كالجامعات والمدارس أو المؤسسات الحكومية؛ مثل فرنسا وسابقا تركيا - في عهد أتاتورك - وتونس - في عهد بورقيبة وبن علي-. بينما توجد دول ومنظمات أخرى تفرضه على مواطناتها وحتى الأجنبيات منهن مثل إيران ، وحالياً حركة طالبان في أفغانستان بعد السيطرة مجدداً عليها .

فرض الإسلام الحجاب لعدة أسباب، إذ تذكر الآية ال 59 من سورة الأحزاب الغرض من الحجاب وهو : ﴿ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ وذلك لحماية المؤمنات وصيانتهن وإظهار عفافهن ومنع الفساق من التعرض لهن. وفي قول الله ﴿ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ فيه إشارة إلى وجود صلة بين ما تراه العين وما يتعلق به القلب ، فالعين طريق الهوى والنظر بريد الشهوة، فإذا لم تر العين لا يشتهي القلب، كما فُرض الحجاب على المرأة لأنها محل لنظر الرجال الذين أمروا أيضا في الإسلام بغض أبصارهم، ولكي لا يكون تعامل الرجل الأجنبي مع المرأة بحسب شكلها وجمالها، وإنما يكون بحسب إنسانيتها وأخلاقها وهو ما يترتب عليه حصولها على حقوقها بلا تمييز.

تتعرض العديد من النساء في بعض دول العالم إلى التمييز بسبب ارتدائهن للحجاب، مُنعت العديد منهن من ارتداء الحجاب وتعرض بعضهن للمضايقات وصلت حتى الطرد من العمل والمنع من دخول بعض الأماكن العامة والإعتداء عليهن في الشوارع، ففي حين أنه من الصعب الحصول على إحصائيات دقيقة حول هذا النوع من الحوادث، إلا أن حالات التمييز المبلغ عنها موجودة وفي ارتفاع دائم.

وقد تم اعتبار يوم 1 فبراير من كل عام " اليوم العالمي للحجاب" حيث قامت بإطلاق هذه المبادرة الناشطة الأمريكية " ناظمة خان" والتي بررت سبب قيامها بهذه المبادرة بقولها: «من أجل القضاء على الكراهية في العالم، يجب أن نتعلم أن نتقبل الآخرين وكل اختلافاتهم. لذا يا اخواتي عندما تخترن ارتداء الحجاب في هذا اليوم تضامنا مع النساء المسلمات فأنتن تساعدن في التصدي للتمييز الذي تتعرض له النساء المحجبات، ولكن أهم من ذلك ستعرفن أن تحت الحجاب هناك إنسان وقلب وروح مثل أي شخص آخر».

البحث والتعمق في ما وراء التصنيف، وما يحتف بعملية إنتاج المقولات المعرفية والاختيارات الفقهية والكلامية من عوامل غير معرفية ترجع إلى التحيز والميل النفسي والعقلي – أمر ضروري؛ في تحليل المنتجات المعرفية، والوقوف على العوامل التي تتحكم فيها.

ولأن النقد العمومي يثير الكثير من التساؤلات، ولا يطرح إلا القليل من الإجابات – فلا بد من متابعته بتفصيلات نقدية تقوي حججه، وتبرز قوته.

لأجل هذا فقد استكمل الباحثان شيئا من معمار نقدهم للخطاب السلفي المعاصر بنموذج للنقد التطبيقي العملي، متناولين رسالة ((الحجاب في الشرع والفطرة)) للشيخ عبد العزيز الطريفي، بنقد تطبيقي، ومن خلال اختبار البعد التحيزي ، بالاعتماد على جملة من القرائن والدلائل التي تشير إلى هذا التحيز.

يسعى الباحثان من خلال هذه الأطروحة النقدية، التي تصدر عن مركز تفكر، إلى بيان أثر التحيز على اختيارات العالم السلفي في ترجيح أقوال فقهية تصب في مسار ترسيخ منظومة الأقوال التي تشكل الهوية الفقهية السلفية، وتتطور لتصل إلى مستوى الحاجة إلى صبغها بصبغة القطع الدلالي والثبوتي لمزيد حسم للترجيح الذي يتعصب له الكاتب.

أظهر الباحثان من خلال الدراسة كيف يؤدي هذا النمط التصنيفي الترجيحي إلى تحيز ونظر غير موضوعي جعل للسلفية المعاصرة نموذجها الخاص للتحيز المذموم والعصبية المذهبية، وهو ما يراه الباحثان مخالفا لما تقتضيه سلفية المنهج حقا.

تطرح الدراسة، التي تأتي ضمن إصدارات مركز تفكر؛ لتضيف مع الغرض النقدي التطبيقي غرضا آخر يتعلق بإعانة القراء والباحثين على التمرس والتمرين وتجويد التعامل مع المدونات الفقهية ومسالك تفسير نصوص الفقهاء والتأمل فيها؛ سعيا لإنتاج معرفي شرعي مجرد قدر الطاقة من التحيزات المذمومة، ومجود قدر الاستطاعة من جهة أدوات تفسير النصوص وتحليل كلام الفقهاء.
أحمد سالم بادويلان - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ لا تيأس ❝ ❞ السبل المرضية لطلب العلوم الشرعية ❝ ❞ التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا ❝ ❞ جمع القرآن مدخل في سؤال وجواب لـ أحمد سالم ❝ الناشرين : ❞ دار الفاروق للنشر والتوزيع ❝ ❞ مركز تفكر للبحوث والدراسات ❝ ❱
من إسلامية متنوعة كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.


اقتباسات من كتاب التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا

نبذة عن الكتاب:
التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا

2016م - 1445هـ

الحجاب (الجمع: أَحْجِبَة أو حُجُب) في الإسلام هو اللباس الساتر لجميع بدن المرأة وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، فإن كانت المرأة في بيتها فيكون الحجاب من وراء الـجُدران، وإن كانت في مواجهة رجل أجنبي عنها داخل البيت أو خارجه فيكون باللباس الشرعي، والحجاب هو أحد الفروض الواجبة على المرأة في الشريعة الإسلامية متى ما بلغت الفتاة سن التكليف أي السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض، وتبلغ فيه مبلغ النساء. أما لغويا فيدور معنى الحجاب على السَّتر والحيلولة والمنع، وحجب الشئ أي ستره، وامرأة مُحَجَّبَة أي امرأة قد سُترت بستر. وجاء في سورة مريم في الآية 17: ﴿فاتخذت من دونهم حجابًا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا﴾ أي: "فاتخذت من دون أهلها سترًا يسترها عنهم وعن الناس".

دل على وجوب الحجاب الأدلة المتعددة من القرآن والسنة، والإجماع العملي من نساء المؤمنين من عصر النبي محمد مرورًا بعصر الخلافة الراشدة وما بعدها، واستمر العمل به حتى بعد انحلال الدولة الإسلامية إلى دويلات في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقد انعقد عليه إجماع الأمة ولم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفاً ولا خلفاً، وبذلك تواتر عمل المسلمين كافة على مر العصور وأجمعوا على أن المرأة إذا كشفت ما وجب عليها ستره، فقد ارتكبت محرماً يجب عليها التوبة إلى الله تعالى منه.

وهناك بعض الدول تمنع أو تقيد ارتداء غطاء الرأس أو ما يعرف بالحجاب في المؤسسات العامة كالجامعات والمدارس أو المؤسسات الحكومية؛ مثل فرنسا وسابقا تركيا - في عهد أتاتورك - وتونس - في عهد بورقيبة وبن علي-. بينما توجد دول ومنظمات أخرى تفرضه على مواطناتها وحتى الأجنبيات منهن مثل إيران ، وحالياً حركة طالبان في أفغانستان بعد السيطرة مجدداً عليها .

فرض الإسلام الحجاب لعدة أسباب، إذ تذكر الآية ال 59 من سورة الأحزاب الغرض من الحجاب وهو : ﴿ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ وذلك لحماية المؤمنات وصيانتهن وإظهار عفافهن ومنع الفساق من التعرض لهن. وفي قول الله ﴿ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ فيه إشارة إلى وجود صلة بين ما تراه العين وما يتعلق به القلب ، فالعين طريق الهوى والنظر بريد الشهوة، فإذا لم تر العين لا يشتهي القلب، كما فُرض الحجاب على المرأة لأنها محل لنظر الرجال الذين أمروا أيضا في الإسلام بغض أبصارهم، ولكي لا يكون تعامل الرجل الأجنبي مع المرأة بحسب شكلها وجمالها، وإنما يكون بحسب إنسانيتها وأخلاقها وهو ما يترتب عليه حصولها على حقوقها بلا تمييز.

تتعرض العديد من النساء في بعض دول العالم إلى التمييز بسبب ارتدائهن للحجاب، مُنعت العديد منهن من ارتداء الحجاب وتعرض بعضهن للمضايقات وصلت حتى الطرد من العمل والمنع من دخول بعض الأماكن العامة والإعتداء عليهن في الشوارع، ففي حين أنه من الصعب الحصول على إحصائيات دقيقة حول هذا النوع من الحوادث، إلا أن حالات التمييز المبلغ عنها موجودة وفي ارتفاع دائم.

وقد تم اعتبار يوم 1 فبراير من كل عام " اليوم العالمي للحجاب" حيث قامت بإطلاق هذه المبادرة الناشطة الأمريكية " ناظمة خان" والتي بررت سبب قيامها بهذه المبادرة بقولها: «من أجل القضاء على الكراهية في العالم، يجب أن نتعلم أن نتقبل الآخرين وكل اختلافاتهم. لذا يا اخواتي عندما تخترن ارتداء الحجاب في هذا اليوم تضامنا مع النساء المسلمات فأنتن تساعدن في التصدي للتمييز الذي تتعرض له النساء المحجبات، ولكن أهم من ذلك ستعرفن أن تحت الحجاب هناك إنسان وقلب وروح مثل أي شخص آخر».

البحث والتعمق في ما وراء التصنيف، وما يحتف بعملية إنتاج المقولات المعرفية والاختيارات الفقهية والكلامية من عوامل غير معرفية ترجع إلى التحيز والميل النفسي والعقلي – أمر ضروري؛ في تحليل المنتجات المعرفية، والوقوف على العوامل التي تتحكم فيها.

ولأن النقد العمومي يثير الكثير من التساؤلات، ولا يطرح إلا القليل من الإجابات – فلا بد من متابعته بتفصيلات نقدية تقوي حججه، وتبرز قوته.

لأجل هذا فقد استكمل الباحثان شيئا من معمار نقدهم للخطاب السلفي المعاصر بنموذج للنقد التطبيقي العملي، متناولين رسالة ((الحجاب في الشرع والفطرة)) للشيخ عبد العزيز الطريفي، بنقد تطبيقي، ومن خلال اختبار البعد التحيزي ، بالاعتماد على جملة من القرائن والدلائل التي تشير إلى هذا التحيز.

يسعى الباحثان من خلال هذه الأطروحة النقدية، التي تصدر عن مركز تفكر، إلى بيان أثر التحيز على اختيارات العالم السلفي في ترجيح أقوال فقهية تصب في مسار ترسيخ منظومة الأقوال التي تشكل الهوية الفقهية السلفية، وتتطور لتصل إلى مستوى الحاجة إلى صبغها بصبغة القطع الدلالي والثبوتي لمزيد حسم للترجيح الذي يتعصب له الكاتب.

أظهر الباحثان من خلال الدراسة كيف يؤدي هذا النمط التصنيفي الترجيحي إلى تحيز ونظر غير موضوعي جعل للسلفية المعاصرة نموذجها الخاص للتحيز المذموم والعصبية المذهبية، وهو ما يراه الباحثان مخالفا لما تقتضيه سلفية المنهج حقا.

تطرح الدراسة، التي تأتي ضمن إصدارات مركز تفكر؛ لتضيف مع الغرض النقدي التطبيقي غرضا آخر يتعلق بإعانة القراء والباحثين على التمرس والتمرين وتجويد التعامل مع المدونات الفقهية ومسالك تفسير نصوص الفقهاء والتأمل فيها؛ سعيا لإنتاج معرفي شرعي مجرد قدر الطاقة من التحيزات المذمومة، ومجود قدر الاستطاعة من جهة أدوات تفسير النصوص وتحليل كلام الفقهاء. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:


الحجاب (الجمع: أَحْجِبَة أو حُجُب) في الإسلام هو اللباس الساتر لجميع بدن المرأة وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، فإن كانت المرأة في بيتها فيكون الحجاب من وراء الـجُدران، وإن كانت في مواجهة رجل أجنبي عنها داخل البيت أو خارجه فيكون باللباس الشرعي، والحجاب هو أحد الفروض الواجبة على المرأة في الشريعة الإسلامية متى ما بلغت الفتاة سن التكليف أي السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض، وتبلغ فيه مبلغ النساء. أما لغويا فيدور معنى الحجاب على السَّتر والحيلولة والمنع، وحجب الشئ أي ستره، وامرأة مُحَجَّبَة أي امرأة قد سُترت بستر. وجاء في سورة مريم في الآية 17: ﴿فاتخذت من دونهم حجابًا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا﴾ أي: "فاتخذت من دون أهلها سترًا يسترها عنهم وعن الناس".

دل على وجوب الحجاب الأدلة المتعددة من القرآن والسنة، والإجماع العملي من نساء المؤمنين من عصر النبي محمد مرورًا بعصر الخلافة الراشدة وما بعدها، واستمر العمل به حتى بعد انحلال الدولة الإسلامية إلى دويلات في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقد انعقد عليه إجماع الأمة ولم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفاً ولا خلفاً، وبذلك تواتر عمل المسلمين كافة على مر العصور وأجمعوا على أن المرأة إذا كشفت ما وجب عليها ستره، فقد ارتكبت محرماً يجب عليها التوبة إلى الله تعالى منه.

وهناك بعض الدول تمنع أو تقيد ارتداء غطاء الرأس أو ما يعرف بالحجاب في المؤسسات العامة كالجامعات والمدارس أو المؤسسات الحكومية؛ مثل فرنسا وسابقا تركيا - في عهد أتاتورك - وتونس - في عهد بورقيبة وبن علي-. بينما توجد دول ومنظمات أخرى تفرضه على مواطناتها وحتى الأجنبيات منهن مثل إيران ، وحالياً حركة طالبان في أفغانستان بعد السيطرة مجدداً عليها .

فرض الإسلام الحجاب لعدة أسباب، إذ تذكر الآية ال 59 من سورة الأحزاب الغرض من الحجاب وهو : ﴿ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ وذلك لحماية المؤمنات وصيانتهن وإظهار عفافهن ومنع الفساق من التعرض لهن. وفي قول الله ﴿ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ فيه إشارة إلى وجود صلة بين ما تراه العين وما يتعلق به القلب ، فالعين طريق الهوى والنظر بريد الشهوة، فإذا لم تر العين لا يشتهي القلب، كما فُرض الحجاب على المرأة لأنها محل لنظر الرجال الذين أمروا أيضا في الإسلام بغض أبصارهم، ولكي لا يكون تعامل الرجل الأجنبي مع المرأة بحسب شكلها وجمالها، وإنما يكون بحسب إنسانيتها وأخلاقها وهو ما يترتب عليه حصولها على حقوقها بلا تمييز.

تتعرض العديد من النساء في بعض دول العالم إلى التمييز بسبب ارتدائهن للحجاب، مُنعت العديد منهن من ارتداء الحجاب وتعرض بعضهن للمضايقات وصلت حتى الطرد من العمل والمنع من دخول بعض الأماكن العامة والإعتداء عليهن في الشوارع، ففي حين أنه من الصعب الحصول على إحصائيات دقيقة حول هذا النوع من الحوادث، إلا أن حالات التمييز المبلغ عنها موجودة وفي ارتفاع دائم.

وقد تم اعتبار يوم 1 فبراير من كل عام " اليوم العالمي للحجاب" حيث قامت بإطلاق هذه المبادرة الناشطة الأمريكية " ناظمة خان" والتي بررت سبب قيامها بهذه المبادرة بقولها: «من أجل القضاء على الكراهية في العالم، يجب أن نتعلم أن نتقبل الآخرين وكل اختلافاتهم. لذا يا اخواتي عندما تخترن ارتداء الحجاب في هذا اليوم تضامنا مع النساء المسلمات فأنتن تساعدن في التصدي للتمييز الذي تتعرض له النساء المحجبات، ولكن أهم من ذلك ستعرفن أن تحت الحجاب هناك إنسان وقلب وروح مثل أي شخص آخر».

 البحث والتعمق في ما وراء التصنيف، وما يحتف بعملية إنتاج المقولات المعرفية والاختيارات الفقهية والكلامية من عوامل غير معرفية ترجع إلى التحيز والميل النفسي والعقلي – أمر ضروري؛ في تحليل المنتجات المعرفية، والوقوف على العوامل التي تتحكم فيها. 

ولأن النقد العمومي يثير الكثير من التساؤلات، ولا يطرح إلا القليل من الإجابات – فلا بد من متابعته بتفصيلات نقدية تقوي حججه، وتبرز قوته.

 لأجل هذا فقد استكمل الباحثان شيئا من معمار نقدهم للخطاب السلفي المعاصر بنموذج للنقد التطبيقي العملي، متناولين رسالة ((الحجاب في الشرع والفطرة)) للشيخ عبد العزيز الطريفي، بنقد تطبيقي، ومن خلال اختبار البعد التحيزي ، بالاعتماد على جملة من القرائن والدلائل التي تشير إلى هذا التحيز. 

يسعى الباحثان من خلال هذه الأطروحة النقدية، التي تصدر عن مركز تفكر، إلى بيان أثر التحيز على اختيارات العالم السلفي في ترجيح أقوال فقهية تصب في مسار ترسيخ منظومة الأقوال التي تشكل الهوية الفقهية السلفية، وتتطور لتصل إلى مستوى الحاجة إلى صبغها بصبغة القطع الدلالي والثبوتي لمزيد حسم للترجيح الذي يتعصب له الكاتب. 

أظهر الباحثان من خلال الدراسة كيف يؤدي هذا النمط التصنيفي الترجيحي إلى تحيز ونظر غير موضوعي جعل للسلفية المعاصرة نموذجها الخاص للتحيز المذموم والعصبية المذهبية، وهو ما يراه الباحثان مخالفا لما تقتضيه سلفية المنهج حقا. 

تطرح الدراسة، التي تأتي ضمن إصدارات مركز تفكر؛ لتضيف مع الغرض النقدي التطبيقي غرضا آخر يتعلق بإعانة القراء والباحثين على التمرس والتمرين وتجويد التعامل مع المدونات الفقهية ومسالك تفسير نصوص الفقهاء والتأمل فيها؛ سعيا لإنتاج معرفي شرعي مجرد قدر الطاقة من التحيزات المذمومة، ومجود قدر الاستطاعة من جهة أدوات تفسير النصوص وتحليل كلام الفقهاء. 



سنة النشر : 2016م / 1437هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 7.1 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
أحمد سالم بادويلان - Ahmed Salem Badwylan

كتب أحمد سالم بادويلان ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ لا تيأس ❝ ❞ السبل المرضية لطلب العلوم الشرعية ❝ ❞ التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا ❝ ❞ جمع القرآن مدخل في سؤال وجواب لـ أحمد سالم ❝ الناشرين : ❞ دار الفاروق للنشر والتوزيع ❝ ❞ مركز تفكر للبحوث والدراسات ❝ ❱. المزيد..

كتب أحمد سالم بادويلان
الناشر:
مركز تفكر للبحوث والدراسات
كتب مركز تفكر للبحوث والدراسات ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ مآلات الخطاب المدني ❝ ❞ لا أعلم هويتي؟ "حوار بين متشكك ومتيقن ❝ ❞ التحيز وضرره على المعرفة: رسالة الحجاب للطريفي نموذجا ❝ ❞ لا أعلم هويتي ❝ ❞ جمع القرآن مدخل في سؤال وجواب لـ أحمد سالم ❝ ❞ الإلحاد وثوقية التوهم وخواء العدم ❝ ❞ ظل النديم ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ إبراهيم السكران ❝ ❞ أحمد سالم بادويلان ❝ ❞ وجدان على ❝ ❞ د.حسام الدين حامد ❝ ❞ حسام الدين حامد ❝ ❱.المزيد.. كتب مركز تفكر للبحوث والدراسات