❞ كتاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان ❝  ⏤ كلود ريفيير

❞ كتاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان ❝ ⏤ كلود ريفيير

يناقش كلود ريفيير، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة السوربون، في كتابه «الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان»، ثلاثة جوانب رئيسة تتعلق بأنثروبولوجيا الأديان؛ وهي: الانثروبولوجيا الدينية، مكانة الأساطير في مباحثها، الطقوس والشعائر الدينية من منظور أنثروبولوجي – اجتماعي. في الجزء الأول يعرض المؤلف لإشكالية الدين والمقدس في ثلاثة فصول بدأها بتعريف كل من: الدين والمقدس، ثم عرض بعد ذلك للأشكال الافتراضية للأديان البدائية والوثنية؛ كالطوطم والمانا والتابو، منتهياً إلى تقديم نبذة مختصرة جداً حول تاريخ الأنثروبولوجيا الدينية، ورموزها، ووظائفها.

أما الجزء الثاني من كتابه؛ والذي أفرده لمعالجة إشكالية الأساطير الدينية وأبعادها الاجتماعية من منظور أنثروبولوجي، فقد تحدث فيه عن السمات الرئيسة للأسطورة: شكلاً وموضوعًا، معولاً في ذلك – بصفة خاصة – على نتائج أبحاث كل من: ليفي شتراوس، وفرويد، ويونغ، وروجيي كايوا، ومالينوفسكي، وغيرهم. وتبعاً لذلك، تحدث ريفيير باستفاضة عن معنى الأساطير، وغاياتها، ومقاصدها، وتأثيرها في المشاعر الدينية بصفة خاصة، كما عرض لبحث علائقها المختلفة بالتحليل النفسي؛ كما في أسطورة أوديب، وعرض أيضاً لوظائف الأساطير النفسية، والإدراكية، والتربوية، والاجتماعية، والسياسية. وقد أفضى به ذلك كله إلى دراسة علاقة الأسطورة بالمقدس الديني، مع توضيح الخلط الواقع بينها وبين الدين.

في الجزء الثالث من كتابه استفاض ريفيير في الحديث عن الطقوس والممارسات والشعائر؛ معرفاً إياها بالقول: «الشعيرة عبارة عن مجموعة من الأفعال المتكررة والمقننة التي تحظى غالباً بالاحترام، ولها نظام تأدية شفهي أو حركي، ومحملة بالرّمزية، وقائمة على الإيمان بالقوة الفعالة للقدرة العليا التي يحاول الإنسان أن يتصل بها بغرض الحصول على نتيجة مرجوة». ومن هنا جاء حديثه حول ارتباط الشعائر بنزعات التطهير والكفارة في الديانات السماوية والهندوسية، وبطبيعة الحال في الأديان البدائية التي كانت تقام فيها الشعائر التكفيرية وسط جو من التوتر والحزن حتى تعم التعاسة أو البؤس الباعث على الجزع!

أما الجزء الرابع، والذي يعد أهم أجزاء الكتاب في ما يؤكد المترجم؛ فقد انصب اهتمام المؤلف فيه على معالجة مسائل السحر والشعوذة، فعرض فيه لأهم تفسيراتهما، بخاصة على نحو ما تجلت في كتابات عالم الاجتماع جيمس فريزر الذي أكد أسبقية السحر للعلم، واختلافه كلياً عن الدين. كما تناول المؤلف في هذا الجزء الذي عنونه بـ «هوامش الدين» أيضاً مسالة الطقوس والشعائر وارتباطاتها بالسحر والشعوذة، وعد كلًّا من التنجيم وقراءة الطالع والأبراج والاتصال بأرواح الموتى، من أشكال السحر المنتشرة حاليًا. وأخيرا تناول المؤلف في الجزء الخامس من كتابه ما سماه «الديناميكية الدينية المعاصرة»، والذي تحدث فيه عن صحوة الممارسات الدينية في الزمن الراهن، وتفسير سبب انتشارها في العالم المعلمن، مؤكداً خطأ المقاربات التي قامت على الربط بين الحداثة من جهة، وتراجع الممارسات الدينية من جهة أخرى. وضمن هذا السياق وجه المؤلف انتقادات حادة لنظريات العلمنة الإقصائية، مؤكدًا أن معطياتها ناقصة، وأنها لا تتعامل بموضوعية مع الدول التي تلعب فيها الأديان أدوارًا إصلاحية.

فقد زعم ثلة من الباحثين، أمثال: بيرجير، ولوكمان، وبريان وليسون، وديفيد مارتان وغيرهم، أن الدين والعالم الحديث لا يتوافقان أبداً، مستدلين على ذلك بشيوع موجة العلمنة، وتضاؤل المجال الديني في مستقبل البشرية؛ وصولاً إلى النتائج/التوقعات التالية: زيادة العقلنة وتراجع الإيمان، والتحرر من التأثير الديني من خلال الرأسمالية التي وضعت بذورها في الأخلاق البروتستانتية، واتساع رقعة العلمنة من خلال فصل مجالات التربية غير الدينية وتلاشي انتماءاتها، وانسحاب الآلهة من الساحة اليومية/المجال العام، وتهميش كل ما هو ذو طابع كنسي، وإنهاء احتكار التقاليد الدينية، وخصخصة الالتزامات من خلال الاختيار الحر للمعتقدات وأنماط الولاء المختلفة.

ضمن هذا السياق أيضاً تحدث بعضهم عن انهيار أو تصدع بنيان المقدس the Sacred Canopy بلهجة خيبة الأمل التي قصدها ماكس فيبر. ووفق ديفيد مارتان؛ فإن العلمنة هي عبارة عن عملية تسير في اتجاه واحد، بحيث لا تقبل المراجعة! ما دفع ريفيير إلى التساؤل: أليست نظريات العلمنة بناء براغماتياً قائمًا على معطيات ناقصة؟! أليست ركامًا من أفكار ليست خاطئة في مجملها ولكن تعوزوها الأدلة القاطعة، ولا تأخذ في حسبانها: لا البلاد التي يلعب الدين دورًا في إصلاحها وتمردها وثورتها، ولا أسباب انتشار حركات جديدة، وطوائف دينية، أو صوفية باطنية؟! وينتهي من كل ذلك إلى تأكيد أن العلمنة على العكس مما يروج لها ما هي إلا عملية محدودة ذاتياً، وليس أدل على ذلك من السطحية التي تغلب على أتباع الاتجاهات الإلحادية المعاصرة؛ أو بالأحرى عدم المبالاة باعتبار الدين لغة ميتة لا يمثل لهم أي مشكلة، واعتبار الإله ميتاً من دون إعلان وفاته!

ومن خلال مقارنة بعضهم بين سمات الدين الشعبي والدين المؤسسي فإنهم يستخلصون أن الدين الشعبي انفعالي وغير واقعي، بينما الدين المؤسسي عقلاني وروتيني، وأن الأول يتسم بأصولية ذات طابع أو تراث شفهي، فيما يتميز الثاني بتراثه المكتوب والمدون، وفيما يتمحور أولهما حول عبادة القديسين والآلهة، يتميز ثانيهما بطابعة التوحيدي. وعلى العكس من ذلك يقرر ريفيير أن هذه المقابلات «مبالغ فيها»؛ لأن هذين النمطين من الدين يؤثر بعضهما في بعض، من دون أن يقضي أحدهما على الآخر. أضف إلى ذلك أيضاً العلاقة الجدلية بينهما، فعندما يضعف النظام الديني فإن النظرة التلقائية يمكن أن تستوحى من التقاليد الشعبية الموروثة، وعندما تتجمد الطقوس والشعائر الدينية فإن البشر يمارسون شعائر عابرة؛ كالتعميد، والاحتفالات المقدسة وغيرهما.

وينتهي ريفيير إلى موافقة هيرفييه ليجر في تأكيد أنَّه من الخطأ بمكان اعتقاد بأن الدين الشعبي له طابع خاص ومحلي. ويتساءل: إذا كان الدين الشعبي يسخر القدرة الإلهية لخدمة الاحتياجات الفردية؛ فكيف يكون حال الدين المؤسسي الذي لا يقدم هكذا خدمة؟ وإذا كان الدين الشعبي عبارة عن مجموعة من العقائد والممارسات؛ فهل من الممكن أن يكون الدين الآخر الأكثر تنظيماً؟ ويجيب على ذلك بنعم، ولكنه يستطرد: إن ذلك لا يتحقق إلا بسبب تدخل رجال الدين من خلال المجامع الكنسية، كما أن الدين الشعبي يأخذ في اعتباره مسائل القرب الجسدي، والمحن اليومية، وأشكال التضامن الاجتماعي، فما الذي يوجد من كل ذلك في الكنيسة المسيحية البدائية؟!

وعلى رغم إقراره بما سماه «تآكل المقدس»؛ فإنه عاد ليؤكد ثانية أن ذلك لا يفضي بالضرورة إلى تلاشي كل أنواع السمو في الزمن الراهن كما يتوهم بعضهم. ويكفي للتدليل على ذلك: التقدم الكبير الذي تحرزه الأديان الكبرى في العالم المعاصر: المسيحية والإسلام في إفريقية وأوقيانوسيا، والبوذية في الشرق، والتي يرافقها عادة حماسة المعتنقين الجدد لها. ففي إفريقيا السوداء – على سبيل المثال – زاد عدد الكاثوليك من مليون إلى مئة مليون في الفترة من 1890 إلى 1990. وما بين عامي 1995 و 2000 أنشئت ستون أبريشية كاهن جديدة في إفريقية.

أما بالنسبة إلى الإسلام؛ فقد كان متجذراً في إفريقيا الساحلية منذ القرن الحادي عشر إلى القرن السابع عشر. إذ يمثل «الإسلام العربي» الحضارةَ الأكثر تقدمًا، وارتبط نجاحه الشعبي – إبان القرن التاسع عشر الميلادي – بحركات إعادة هيكلة سياسية دينية – ذات صبغة صوفية – انتشرت من السنغال إلى نيجيريا تحت زعامة الحاجين عمر وعثمان فوديو على وجه الخصوص. كما ساهمت الطرق الصوفية القادرية، والسنية، والأحمدية، والتيجانية، والمريدية، في ارتقاء الإسلام إفريقيًا من خلال الثقافة، والتربية، والتعليم. أما في حقبة الاستعمار؛ فقد أقام الإسلام حاجزاً ثقافياً ورمزياً منيعاً ضد الغرب المستعمر، وتأكد كدين صحيح لإفريقيا؛ خلافاً للمسيحية المستوردة، فالإحساس بالقرابة الروحية عند الإفريقي المسلم كفيلة بإبعاد شبح الاغتراب عنه في محيطة الاجتماعي.

يعمل هذا الكتاب على الربط بين مفاهيم مختلفة في مجال علم الإنسان ومواجهتها بعلم الاجتماع الحديث وبالإشكاليات العالمية الكلاسيكية التي تتعلق بعم الأعراق على وجه الخصوص. ومن خلال منهجية مقارنة وتاريخية، يستحضر المؤلف علم الأنثروبولوجيا الدينية، والمعتقدات، والأساطير، والأعياد، والطقوس، وممارسات قراءة الطالع والمس.

وتكمن أهمية إصدار هذا المرجع من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية في النفع الذي يعود ليس فقط على القارئ العادي، ولكن أيضا على الباحث والمتخصص في علوم : الإنسان والاجتماع والأديان.;

لذا أرى في ترجمة ونشر هذا العمل الناضج باللغة العربية إسهاما في تثقيف القارئ العربي من خلال علم حديث، من شأنه توسيع مدارك فكر الإنسان العربي والاطلاع على ثقافات أخرى، تدفعه إلى الاعتراف بالتعددية الثقافية والدينية ولا تجعله يرى الأشياء من منظور واحد أو من ثقافة واحدة.

وربما يساعد هذا المرجع على ترسيخ فكرة الحوار بين الثقافات والأديان التي تبحث في الآونة الأخيرة عن دبلوماسية جديدة تدعم التفاهم بين الشعوب. كلود ريفيير - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان ❝ الناشرين : ❞ المركز القومي للترجمة ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

نبذة عن الكتاب:
الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان

2015م - 1446هـ
يناقش كلود ريفيير، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة السوربون، في كتابه «الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان»، ثلاثة جوانب رئيسة تتعلق بأنثروبولوجيا الأديان؛ وهي: الانثروبولوجيا الدينية، مكانة الأساطير في مباحثها، الطقوس والشعائر الدينية من منظور أنثروبولوجي – اجتماعي. في الجزء الأول يعرض المؤلف لإشكالية الدين والمقدس في ثلاثة فصول بدأها بتعريف كل من: الدين والمقدس، ثم عرض بعد ذلك للأشكال الافتراضية للأديان البدائية والوثنية؛ كالطوطم والمانا والتابو، منتهياً إلى تقديم نبذة مختصرة جداً حول تاريخ الأنثروبولوجيا الدينية، ورموزها، ووظائفها.

أما الجزء الثاني من كتابه؛ والذي أفرده لمعالجة إشكالية الأساطير الدينية وأبعادها الاجتماعية من منظور أنثروبولوجي، فقد تحدث فيه عن السمات الرئيسة للأسطورة: شكلاً وموضوعًا، معولاً في ذلك – بصفة خاصة – على نتائج أبحاث كل من: ليفي شتراوس، وفرويد، ويونغ، وروجيي كايوا، ومالينوفسكي، وغيرهم. وتبعاً لذلك، تحدث ريفيير باستفاضة عن معنى الأساطير، وغاياتها، ومقاصدها، وتأثيرها في المشاعر الدينية بصفة خاصة، كما عرض لبحث علائقها المختلفة بالتحليل النفسي؛ كما في أسطورة أوديب، وعرض أيضاً لوظائف الأساطير النفسية، والإدراكية، والتربوية، والاجتماعية، والسياسية. وقد أفضى به ذلك كله إلى دراسة علاقة الأسطورة بالمقدس الديني، مع توضيح الخلط الواقع بينها وبين الدين.

في الجزء الثالث من كتابه استفاض ريفيير في الحديث عن الطقوس والممارسات والشعائر؛ معرفاً إياها بالقول: «الشعيرة عبارة عن مجموعة من الأفعال المتكررة والمقننة التي تحظى غالباً بالاحترام، ولها نظام تأدية شفهي أو حركي، ومحملة بالرّمزية، وقائمة على الإيمان بالقوة الفعالة للقدرة العليا التي يحاول الإنسان أن يتصل بها بغرض الحصول على نتيجة مرجوة». ومن هنا جاء حديثه حول ارتباط الشعائر بنزعات التطهير والكفارة في الديانات السماوية والهندوسية، وبطبيعة الحال في الأديان البدائية التي كانت تقام فيها الشعائر التكفيرية وسط جو من التوتر والحزن حتى تعم التعاسة أو البؤس الباعث على الجزع!

أما الجزء الرابع، والذي يعد أهم أجزاء الكتاب في ما يؤكد المترجم؛ فقد انصب اهتمام المؤلف فيه على معالجة مسائل السحر والشعوذة، فعرض فيه لأهم تفسيراتهما، بخاصة على نحو ما تجلت في كتابات عالم الاجتماع جيمس فريزر الذي أكد أسبقية السحر للعلم، واختلافه كلياً عن الدين. كما تناول المؤلف في هذا الجزء الذي عنونه بـ «هوامش الدين» أيضاً مسالة الطقوس والشعائر وارتباطاتها بالسحر والشعوذة، وعد كلًّا من التنجيم وقراءة الطالع والأبراج والاتصال بأرواح الموتى، من أشكال السحر المنتشرة حاليًا. وأخيرا تناول المؤلف في الجزء الخامس من كتابه ما سماه «الديناميكية الدينية المعاصرة»، والذي تحدث فيه عن صحوة الممارسات الدينية في الزمن الراهن، وتفسير سبب انتشارها في العالم المعلمن، مؤكداً خطأ المقاربات التي قامت على الربط بين الحداثة من جهة، وتراجع الممارسات الدينية من جهة أخرى. وضمن هذا السياق وجه المؤلف انتقادات حادة لنظريات العلمنة الإقصائية، مؤكدًا أن معطياتها ناقصة، وأنها لا تتعامل بموضوعية مع الدول التي تلعب فيها الأديان أدوارًا إصلاحية.

فقد زعم ثلة من الباحثين، أمثال: بيرجير، ولوكمان، وبريان وليسون، وديفيد مارتان وغيرهم، أن الدين والعالم الحديث لا يتوافقان أبداً، مستدلين على ذلك بشيوع موجة العلمنة، وتضاؤل المجال الديني في مستقبل البشرية؛ وصولاً إلى النتائج/التوقعات التالية: زيادة العقلنة وتراجع الإيمان، والتحرر من التأثير الديني من خلال الرأسمالية التي وضعت بذورها في الأخلاق البروتستانتية، واتساع رقعة العلمنة من خلال فصل مجالات التربية غير الدينية وتلاشي انتماءاتها، وانسحاب الآلهة من الساحة اليومية/المجال العام، وتهميش كل ما هو ذو طابع كنسي، وإنهاء احتكار التقاليد الدينية، وخصخصة الالتزامات من خلال الاختيار الحر للمعتقدات وأنماط الولاء المختلفة.

ضمن هذا السياق أيضاً تحدث بعضهم عن انهيار أو تصدع بنيان المقدس the Sacred Canopy بلهجة خيبة الأمل التي قصدها ماكس فيبر. ووفق ديفيد مارتان؛ فإن العلمنة هي عبارة عن عملية تسير في اتجاه واحد، بحيث لا تقبل المراجعة! ما دفع ريفيير إلى التساؤل: أليست نظريات العلمنة بناء براغماتياً قائمًا على معطيات ناقصة؟! أليست ركامًا من أفكار ليست خاطئة في مجملها ولكن تعوزوها الأدلة القاطعة، ولا تأخذ في حسبانها: لا البلاد التي يلعب الدين دورًا في إصلاحها وتمردها وثورتها، ولا أسباب انتشار حركات جديدة، وطوائف دينية، أو صوفية باطنية؟! وينتهي من كل ذلك إلى تأكيد أن العلمنة على العكس مما يروج لها ما هي إلا عملية محدودة ذاتياً، وليس أدل على ذلك من السطحية التي تغلب على أتباع الاتجاهات الإلحادية المعاصرة؛ أو بالأحرى عدم المبالاة باعتبار الدين لغة ميتة لا يمثل لهم أي مشكلة، واعتبار الإله ميتاً من دون إعلان وفاته!

ومن خلال مقارنة بعضهم بين سمات الدين الشعبي والدين المؤسسي فإنهم يستخلصون أن الدين الشعبي انفعالي وغير واقعي، بينما الدين المؤسسي عقلاني وروتيني، وأن الأول يتسم بأصولية ذات طابع أو تراث شفهي، فيما يتميز الثاني بتراثه المكتوب والمدون، وفيما يتمحور أولهما حول عبادة القديسين والآلهة، يتميز ثانيهما بطابعة التوحيدي. وعلى العكس من ذلك يقرر ريفيير أن هذه المقابلات «مبالغ فيها»؛ لأن هذين النمطين من الدين يؤثر بعضهما في بعض، من دون أن يقضي أحدهما على الآخر. أضف إلى ذلك أيضاً العلاقة الجدلية بينهما، فعندما يضعف النظام الديني فإن النظرة التلقائية يمكن أن تستوحى من التقاليد الشعبية الموروثة، وعندما تتجمد الطقوس والشعائر الدينية فإن البشر يمارسون شعائر عابرة؛ كالتعميد، والاحتفالات المقدسة وغيرهما.

وينتهي ريفيير إلى موافقة هيرفييه ليجر في تأكيد أنَّه من الخطأ بمكان اعتقاد بأن الدين الشعبي له طابع خاص ومحلي. ويتساءل: إذا كان الدين الشعبي يسخر القدرة الإلهية لخدمة الاحتياجات الفردية؛ فكيف يكون حال الدين المؤسسي الذي لا يقدم هكذا خدمة؟ وإذا كان الدين الشعبي عبارة عن مجموعة من العقائد والممارسات؛ فهل من الممكن أن يكون الدين الآخر الأكثر تنظيماً؟ ويجيب على ذلك بنعم، ولكنه يستطرد: إن ذلك لا يتحقق إلا بسبب تدخل رجال الدين من خلال المجامع الكنسية، كما أن الدين الشعبي يأخذ في اعتباره مسائل القرب الجسدي، والمحن اليومية، وأشكال التضامن الاجتماعي، فما الذي يوجد من كل ذلك في الكنيسة المسيحية البدائية؟!

وعلى رغم إقراره بما سماه «تآكل المقدس»؛ فإنه عاد ليؤكد ثانية أن ذلك لا يفضي بالضرورة إلى تلاشي كل أنواع السمو في الزمن الراهن كما يتوهم بعضهم. ويكفي للتدليل على ذلك: التقدم الكبير الذي تحرزه الأديان الكبرى في العالم المعاصر: المسيحية والإسلام في إفريقية وأوقيانوسيا، والبوذية في الشرق، والتي يرافقها عادة حماسة المعتنقين الجدد لها. ففي إفريقيا السوداء – على سبيل المثال – زاد عدد الكاثوليك من مليون إلى مئة مليون في الفترة من 1890 إلى 1990. وما بين عامي 1995 و 2000 أنشئت ستون أبريشية كاهن جديدة في إفريقية.

أما بالنسبة إلى الإسلام؛ فقد كان متجذراً في إفريقيا الساحلية منذ القرن الحادي عشر إلى القرن السابع عشر. إذ يمثل «الإسلام العربي» الحضارةَ الأكثر تقدمًا، وارتبط نجاحه الشعبي – إبان القرن التاسع عشر الميلادي – بحركات إعادة هيكلة سياسية دينية – ذات صبغة صوفية – انتشرت من السنغال إلى نيجيريا تحت زعامة الحاجين عمر وعثمان فوديو على وجه الخصوص. كما ساهمت الطرق الصوفية القادرية، والسنية، والأحمدية، والتيجانية، والمريدية، في ارتقاء الإسلام إفريقيًا من خلال الثقافة، والتربية، والتعليم. أما في حقبة الاستعمار؛ فقد أقام الإسلام حاجزاً ثقافياً ورمزياً منيعاً ضد الغرب المستعمر، وتأكد كدين صحيح لإفريقيا؛ خلافاً للمسيحية المستوردة، فالإحساس بالقرابة الروحية عند الإفريقي المسلم كفيلة بإبعاد شبح الاغتراب عنه في محيطة الاجتماعي.

يعمل هذا الكتاب على الربط بين مفاهيم مختلفة في مجال علم الإنسان ومواجهتها بعلم الاجتماع الحديث وبالإشكاليات العالمية الكلاسيكية التي تتعلق بعم الأعراق على وجه الخصوص. ومن خلال منهجية مقارنة وتاريخية، يستحضر المؤلف علم الأنثروبولوجيا الدينية، والمعتقدات، والأساطير، والأعياد، والطقوس، وممارسات قراءة الطالع والمس.

وتكمن أهمية إصدار هذا المرجع من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية في النفع الذي يعود ليس فقط على القارئ العادي، ولكن أيضا على الباحث والمتخصص في علوم : الإنسان والاجتماع والأديان.;

لذا أرى في ترجمة ونشر هذا العمل الناضج باللغة العربية إسهاما في تثقيف القارئ العربي من خلال علم حديث، من شأنه توسيع مدارك فكر الإنسان العربي والاطلاع على ثقافات أخرى، تدفعه إلى الاعتراف بالتعددية الثقافية والدينية ولا تجعله يرى الأشياء من منظور واحد أو من ثقافة واحدة.

وربما يساعد هذا المرجع على ترسيخ فكرة الحوار بين الثقافات والأديان التي تبحث في الآونة الأخيرة عن دبلوماسية جديدة تدعم التفاهم بين الشعوب.
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

يناقش كلود ريفيير، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة السوربون، في كتابه «الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان»، ثلاثة جوانب رئيسة تتعلق بأنثروبولوجيا الأديان؛ وهي: الانثروبولوجيا الدينية، مكانة الأساطير في مباحثها، الطقوس والشعائر الدينية من منظور أنثروبولوجي – اجتماعي. في الجزء الأول يعرض المؤلف لإشكالية الدين والمقدس في ثلاثة فصول بدأها بتعريف كل من: الدين والمقدس، ثم عرض بعد ذلك للأشكال الافتراضية للأديان البدائية والوثنية؛ كالطوطم والمانا والتابو، منتهياً إلى تقديم نبذة مختصرة جداً حول تاريخ الأنثروبولوجيا الدينية، ورموزها، ووظائفها.

أما الجزء الثاني من كتابه؛ والذي أفرده لمعالجة إشكالية الأساطير الدينية وأبعادها الاجتماعية من منظور أنثروبولوجي، فقد تحدث فيه عن السمات الرئيسة للأسطورة: شكلاً وموضوعًا، معولاً في ذلك – بصفة خاصة – على نتائج أبحاث كل من: ليفي شتراوس، وفرويد، ويونغ، وروجيي كايوا، ومالينوفسكي، وغيرهم. وتبعاً لذلك، تحدث ريفيير باستفاضة عن معنى الأساطير، وغاياتها، ومقاصدها، وتأثيرها في المشاعر الدينية بصفة خاصة، كما عرض لبحث علائقها المختلفة بالتحليل النفسي؛ كما في أسطورة أوديب، وعرض أيضاً لوظائف الأساطير النفسية، والإدراكية، والتربوية، والاجتماعية، والسياسية. وقد أفضى به ذلك كله إلى دراسة علاقة الأسطورة بالمقدس الديني، مع توضيح الخلط الواقع بينها وبين الدين.

في الجزء الثالث من كتابه استفاض ريفيير في الحديث عن الطقوس والممارسات والشعائر؛ معرفاً إياها بالقول: «الشعيرة عبارة عن مجموعة من الأفعال المتكررة والمقننة التي تحظى غالباً بالاحترام، ولها نظام تأدية شفهي أو حركي، ومحملة بالرّمزية، وقائمة على الإيمان بالقوة الفعالة للقدرة العليا التي يحاول الإنسان أن يتصل بها بغرض الحصول على نتيجة مرجوة». ومن هنا جاء حديثه حول ارتباط الشعائر بنزعات التطهير والكفارة في الديانات السماوية والهندوسية، وبطبيعة الحال في الأديان البدائية التي كانت تقام فيها الشعائر التكفيرية وسط جو من التوتر والحزن حتى تعم التعاسة أو البؤس الباعث على الجزع!

أما الجزء الرابع، والذي يعد أهم أجزاء الكتاب في ما يؤكد المترجم؛ فقد انصب اهتمام المؤلف فيه على معالجة مسائل السحر والشعوذة، فعرض فيه لأهم تفسيراتهما، بخاصة على نحو ما تجلت في كتابات عالم الاجتماع جيمس فريزر الذي أكد أسبقية السحر للعلم، واختلافه كلياً عن الدين. كما تناول المؤلف في هذا الجزء الذي عنونه بـ «هوامش الدين» أيضاً مسالة الطقوس والشعائر وارتباطاتها بالسحر والشعوذة، وعد كلًّا من التنجيم وقراءة الطالع والأبراج والاتصال بأرواح الموتى، من أشكال السحر المنتشرة حاليًا. وأخيرا تناول المؤلف في الجزء الخامس من كتابه ما سماه «الديناميكية الدينية المعاصرة»، والذي تحدث فيه عن صحوة الممارسات الدينية في الزمن الراهن، وتفسير سبب انتشارها في العالم المعلمن، مؤكداً خطأ المقاربات التي قامت على الربط بين الحداثة من جهة، وتراجع الممارسات الدينية من جهة أخرى. وضمن هذا السياق وجه المؤلف انتقادات حادة لنظريات العلمنة الإقصائية، مؤكدًا أن معطياتها ناقصة، وأنها لا تتعامل بموضوعية مع الدول التي تلعب فيها الأديان أدوارًا إصلاحية.

فقد زعم ثلة من الباحثين، أمثال: بيرجير، ولوكمان، وبريان وليسون، وديفيد مارتان وغيرهم، أن الدين والعالم الحديث لا يتوافقان أبداً، مستدلين على ذلك بشيوع موجة العلمنة، وتضاؤل المجال الديني في مستقبل البشرية؛ وصولاً إلى النتائج/التوقعات التالية: زيادة العقلنة وتراجع الإيمان، والتحرر من التأثير الديني من خلال الرأسمالية التي وضعت بذورها في الأخلاق البروتستانتية، واتساع رقعة العلمنة من خلال فصل مجالات التربية غير الدينية وتلاشي انتماءاتها، وانسحاب الآلهة من الساحة اليومية/المجال العام، وتهميش كل ما هو ذو طابع كنسي، وإنهاء احتكار التقاليد الدينية، وخصخصة الالتزامات من خلال الاختيار الحر للمعتقدات وأنماط الولاء المختلفة.

ضمن هذا السياق أيضاً تحدث بعضهم عن انهيار أو تصدع بنيان المقدس the Sacred Canopy بلهجة خيبة الأمل التي قصدها ماكس فيبر. ووفق ديفيد مارتان؛ فإن العلمنة هي عبارة عن عملية تسير في اتجاه واحد، بحيث لا تقبل المراجعة! ما دفع ريفيير إلى التساؤل: أليست نظريات العلمنة بناء براغماتياً قائمًا على معطيات ناقصة؟! أليست ركامًا من أفكار ليست خاطئة في مجملها ولكن تعوزوها الأدلة القاطعة، ولا تأخذ في حسبانها: لا البلاد التي يلعب الدين دورًا في إصلاحها وتمردها وثورتها، ولا أسباب انتشار حركات جديدة، وطوائف دينية، أو صوفية باطنية؟! وينتهي من كل ذلك إلى تأكيد أن العلمنة على العكس مما يروج لها ما هي إلا عملية محدودة ذاتياً، وليس أدل على ذلك من السطحية التي تغلب على أتباع الاتجاهات الإلحادية المعاصرة؛ أو بالأحرى عدم المبالاة باعتبار الدين لغة ميتة لا يمثل لهم أي مشكلة، واعتبار الإله ميتاً من دون إعلان وفاته!

ومن خلال مقارنة بعضهم بين سمات الدين الشعبي والدين المؤسسي فإنهم يستخلصون أن الدين الشعبي انفعالي وغير واقعي، بينما الدين المؤسسي عقلاني وروتيني، وأن الأول يتسم بأصولية ذات طابع أو تراث شفهي، فيما يتميز الثاني بتراثه المكتوب والمدون، وفيما يتمحور أولهما حول عبادة القديسين والآلهة، يتميز ثانيهما بطابعة التوحيدي. وعلى العكس من ذلك يقرر ريفيير أن هذه المقابلات «مبالغ فيها»؛ لأن هذين النمطين من الدين يؤثر بعضهما في بعض، من دون أن يقضي أحدهما على الآخر. أضف إلى ذلك أيضاً العلاقة الجدلية بينهما، فعندما يضعف النظام الديني فإن النظرة التلقائية يمكن أن تستوحى من التقاليد الشعبية الموروثة، وعندما تتجمد الطقوس والشعائر الدينية فإن البشر يمارسون شعائر عابرة؛ كالتعميد، والاحتفالات المقدسة وغيرهما.

وينتهي ريفيير إلى موافقة هيرفييه ليجر في تأكيد أنَّه من الخطأ بمكان اعتقاد بأن الدين الشعبي له طابع خاص ومحلي. ويتساءل: إذا كان الدين الشعبي يسخر القدرة الإلهية لخدمة الاحتياجات الفردية؛ فكيف يكون حال الدين المؤسسي الذي لا يقدم هكذا خدمة؟ وإذا كان الدين الشعبي عبارة عن مجموعة من العقائد والممارسات؛ فهل من الممكن أن يكون الدين الآخر الأكثر تنظيماً؟ ويجيب على ذلك بنعم، ولكنه يستطرد: إن ذلك لا يتحقق إلا بسبب تدخل رجال الدين من خلال المجامع الكنسية، كما أن الدين الشعبي يأخذ في اعتباره مسائل القرب الجسدي، والمحن اليومية، وأشكال التضامن الاجتماعي، فما الذي يوجد من كل ذلك في الكنيسة المسيحية البدائية؟!

وعلى رغم إقراره بما سماه «تآكل المقدس»؛ فإنه عاد ليؤكد ثانية أن ذلك لا يفضي بالضرورة إلى تلاشي كل أنواع السمو في الزمن الراهن كما يتوهم بعضهم. ويكفي للتدليل على ذلك: التقدم الكبير الذي تحرزه الأديان الكبرى في العالم المعاصر: المسيحية والإسلام في إفريقية وأوقيانوسيا، والبوذية في الشرق، والتي يرافقها عادة حماسة المعتنقين الجدد لها. ففي إفريقيا السوداء – على سبيل المثال – زاد عدد الكاثوليك من مليون إلى مئة مليون في الفترة من 1890 إلى 1990. وما بين عامي 1995 و 2000 أنشئت ستون أبريشية كاهن جديدة في إفريقية.

أما بالنسبة إلى الإسلام؛ فقد كان متجذراً في إفريقيا الساحلية منذ القرن الحادي عشر إلى القرن السابع عشر. إذ يمثل «الإسلام العربي» الحضارةَ الأكثر تقدمًا، وارتبط نجاحه الشعبي – إبان القرن التاسع عشر الميلادي – بحركات إعادة هيكلة سياسية دينية – ذات صبغة صوفية – انتشرت من السنغال إلى نيجيريا تحت زعامة الحاجين عمر وعثمان فوديو على وجه الخصوص. كما ساهمت الطرق الصوفية القادرية، والسنية، والأحمدية، والتيجانية، والمريدية، في ارتقاء الإسلام إفريقيًا من خلال الثقافة، والتربية، والتعليم. أما في حقبة الاستعمار؛ فقد أقام الإسلام حاجزاً ثقافياً ورمزياً منيعاً ضد الغرب المستعمر، وتأكد كدين صحيح لإفريقيا؛ خلافاً للمسيحية المستوردة، فالإحساس بالقرابة الروحية عند الإفريقي المسلم كفيلة بإبعاد شبح الاغتراب عنه في محيطة الاجتماعي.

يعمل هذا الكتاب على الربط بين مفاهيم مختلفة في مجال علم الإنسان ومواجهتها بعلم الاجتماع الحديث وبالإشكاليات العالمية الكلاسيكية التي تتعلق بعم الأعراق على وجه الخصوص. ومن خلال منهجية مقارنة وتاريخية، يستحضر المؤلف علم الأنثروبولوجيا الدينية، والمعتقدات، والأساطير، والأعياد، والطقوس، وممارسات قراءة الطالع والمس. 

 وتكمن أهمية إصدار هذا المرجع من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية في النفع الذي يعود ليس فقط على القارئ العادي، ولكن أيضا على الباحث والمتخصص في علوم : الإنسان والاجتماع والأديان.; 

لذا أرى في ترجمة ونشر هذا العمل الناضج باللغة العربية إسهاما في تثقيف القارئ العربي من خلال علم حديث، من شأنه توسيع مدارك فكر الإنسان العربي والاطلاع على ثقافات أخرى، تدفعه إلى الاعتراف بالتعددية الثقافية والدينية ولا تجعله يرى الأشياء من منظور واحد أو من ثقافة واحدة. 

وربما يساعد هذا المرجع على ترسيخ فكرة الحوار بين الثقافات والأديان التي تبحث في الآونة الأخيرة عن دبلوماسية جديدة تدعم التفاهم بين الشعوب. 
 



سنة النشر : 2015م / 1436هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 7.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
كلود ريفيير - KLOD RIFIIR

كتب كلود ريفيير ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان ❝ الناشرين : ❞ المركز القومي للترجمة ❝ ❱. المزيد..

كتب كلود ريفيير
الناشر:
المركز القومي للترجمة
كتب المركز القومي للترجمةالمركز القومي للترجمة مؤسسة وطنية أُنشئ المركز بقرار جمهوري في أكتوبر 2006 وهي مؤسسة خدمية لا تسعى إلى الربح، لكنها في الوقت نفسه تسعى إلى تطوير نفسها، وتنمية مواردها وتوجيهها نحو تحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ علم الشخصية الجزء الأول ❝ ❞ سقراط عقول عظيمة ❝ ❞ القصص القصيرة الكاملة الجزء [2] ❝ ❞ العقيدة العسكرية - دليل مرجعي ❝ ❞ أساطير وقصص إيطالية للأطفال ( الجزء الاول ) ❝ ❞ اليوم الأخير لأدولف هتلر ❝ ❞ حجج فاسدة تجعلنا نبدو أغبياء ❝ ❞ تفسير التوراة باللغة العربية تاريخ ترجمات أسفار اليهود المقدسة ودوافعها ❝ ❞ علم الشخصية ج2 ❝ ❞ أخبار سلاجقة الروم ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ جين وبيستر ❝ ❞ أبو زكريا يحي بن شرف النووي ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ طه حسين ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ سيغموند فرويد ❝ ❞ أفلاطون ❝ ❞ لورانس أ. برافين ❝ ❞ برتراند راسل ❝ ❞ فرانس كافكا ❝ ❞ هـ ج ويلز ❝ ❞ محمد عبد الله عنان ❝ ❞ قاسم عبده قاسم ❝ ❞ جون كينيث جالبريت ❝ ❞ جون ديوي ❝ ❞ أرسطو ❝ ❞ إيمانويل كانط ❝ ❞ جان بول سارتر ❝ ❞ جون جريبين ❝ ❞ إدغار موران ❝ ❞ أحمد زكي ❝ ❞ بيرت تشابمان ❝ ❞ محمد حرب ❝ ❞ أحمد فؤاد نجم ❝ ❞ أرنولد توينبى ❝ ❞ لويس كارول ❝ ❞ بول ديفيز ❝ ❞ كارل بوبر ❝ ❞ ماريو بارغاس يوسا ❝ ❞ هنري برجسون ❝ ❞ إميل دوركايم ❝ ❞ جون ستيوارت ميل ❝ ❞ فرجينيا وولف ❝ ❞ سعديا بن جاؤون بن يوسف الفيومى ❝ ❞ بول أوستر ❝ ❞ محمد سعد بن أحمد بن مسعود اليوبي ❝ ❞ رابندرانات طاغور ❝ ❞ نخبة من الباحثين ❝ ❞ عبد الوهاب علوب ❝ ❞ تساليوت ❝ ❞ تيري إيجلتون ❝ ❞ جيمس هنري بريستيد ❝ ❞ أندريه ميكيل ❝ ❞ سينثيا ستوكس براون ❝ ❞ شوقي جلال ❝ ❞ عبد الرحمن الخميسي ❝ ❞ محمد الجوهري حمد الجوهري ❝ ❞ جورج برنارد شو ❝ ❞ يوليوس فلهوزن ❝ ❞ ابن عربي ❝ ❞ دافيد سولار ❝ ❞ تريسي بويل وجاري كمب ❝ ❞ جيته ❝ ❞ محمد الكتب الدين عبد المنعم ❝ ❞ أوليا جلبي ❝ ❞ لورانس برافين ❝ ❞ فلاتكو فيدرال ❝ ❞ رؤوف وصفي ❝ ❞ ادجار الان بو ❝ ❞ فرنسوا بون ❝ ❞ إرنستو ساباتو ❝ ❞ جون سيرل ❝ ❞ وول سوينكا ❝ ❞ كلاوس دودز ❝ ❞ ميخائيل باختين ❝ ❞ ليزا بورتولوتي ❝ ❞ ماسود شيشبان هيجو بيريز روجاس أنكا تورينو ❝ ❞ جوليان باجيني ❝ ❞ مارك كورتيس ❝ ❞ أرتيميس كوبر ❝ ❞ روجر سكروتون ❝ ❞ أحمد فؤاد الأهواني ❝ ❞ هيوارد كارتر و آرثر ميس ❝ ❞ نيكولاس تي بروفيريس ❝ ❞ شارل سان برو ❝ ❞ كاميل باليا ❝ ❞ كلود ريفيير ❝ ❞ خوان جويتيسولو ❝ ❞ خالد القرني ❝ ❞ ابن البيبي هوتسما ❝ ❞ محمد صبري السوربوني ❝ ❞ ستييفن جابسر ❝ ❞ شلدون واتس ❝ ❞ جلال آل أحمد ❝ ❞ كاشا شباكوفسكا ❝ ❞ روبير سوليه ❝ ❞ هنري هاردي ❝ ❞ بن يوسف بن خدة ❝ ❞ بريجيته فالكينبورج ❝ ❞ إيمي ستيدمان ❝ ❞ بيتر وستبروك ❝ ❞ شارلين هس بيبر ❝ ❞ جليلة القاضي ❝ ❞ بهجت قرني ❝ ❞ ألبرت حوراني ❝ ❞ محمد فؤاد كوبريلي ❝ ❞ دافيد ستاموس ❝ ❞ تشنوا أتشيبي ❝ ❞ كيتى ريشايس ❝ ❞ روديارد كبيلنج ❝ ❞ ميجل دى ثربانتس ❝ ❞ نتنئيل بيرف فيومى ❝ ❞ جوان آيكن ❝ ❞ هيرفي كيمف ❝ ❞ آفسي شليم ❝ ❞ لويس سبينس ❝ ❞ جينز بروكميير ❝ ❞ ماسيميليانوفرانشي ❝ ❞ كاسندرا جاردين ❝ ❞ حبيب عايب ❝ ❞ كريستيان الكتبد ❝ ❞ الفريد إيكس الابن ❝ ❞ فريديريش دورينمات ❝ ❞ جولا إياش ❝ ❞ ماسيمميليا نو فرانشي ❝ ❞ ليز روس ❝ ❞ شتيرنفلد ❝ ❞ جلبرت هايت ❝ ❞ لوسيان جولدمان ❝ ❞ دون ناردو ❝ ❞ مايكل سبينس ❝ ❞ أديب إسحق ❝ ❞ سارة ميلز ❝ ❞ دانييل فرامبتون ❝ ❞ خورشيد باشا ❝ ❞ جوستنيان ❝ ❞ باسكاله جوتشيل وإيمانويله لواييه ❝ ❞ لويس ميناند وأخرون ❝ ❞ تشالمرز جونسون ❝ ❞ خوليو رييس روبيو المجريطي ❝ ❞ جومو كوامي سوندرام ❝ ❞ أليكس روزنبرج ❝ ❞ ڨلاديمير ڨينوجرادوف ❝ ❞ إيلينا سيمينو ❝ ❞ توين فان دايك ❝ ❞ حبيب أفندي بيدابيش ❝ ❞ السيد الندوي ❝ ❞ عزيز العظمة ❝ ❞ رودي بارت ❝ ❞ ولفريد سكاون بلنت ❝ ❞ محمد دبير سياقي ❝ ❞ نيثان غردلز ❝ ❞ مايكل هاج ❝ ❞ ماريا تيموسكو ❝ ❞ كريستيان زيفي كوش ❝ ❞ فدوى الجندي ❝ ❞ لاري راي ❝ ❞ كاس ر سينشتاين ❝ ❞ مفالي بوانار ❝ ❞ ألبرقصيري ❝ ❞ جيرمندر ك بامبرا ❝ ❞ إيدموند ج بورن ❝ ❞ ان افانا سيف ❝ ❞ د. سمير أمين ❝ ❞ موريتس شتينشنيدر ❝ ❞ عبد الله عبد العاطي النجار ❝ ❞ ميشيل إ ماكلو ❝ ❞ لوسيان فيفر ❝ ❞ جون جوليوس الكتبويش ❝ ❞ قيس جواد العزاوي ❝ ❞ فيليب برو ❝ ❞ مريام كوك ❝ ❞ قوشينغ هاو ❝ ❞ بلحيا الطاهر ❝ ❞ إينيكي باسكنز و آن ويب ❝ ❞ رفائيل سانشيت فرلوسيو ❝ ❞ سارة كوتنر ❝ ❞ تمار رودافسكي ❝ ❞ شوشا جوبي ❝ ❞ يوهان هويزنجا ❝ ❞ ستيفن سالايتا ❝ ❞ يهودا بن شموئيل هليفي ❝ ❞ مو يان ❝ ❞ كاري كوستر لوشة ❝ ❞ جمال محجوب ❝ ❞ إزيا برلن ❝ ❞ فرنسين كوستيه تارديو ❝ ❞ فرنسواز ديناند ❝ ❞ نخبة ❝ ❞ جيمس تريفل ❝ ❞ عادل شاهين محمد شاهين ❝ ❞ فريد سباير ❝ ❞ هنري دودويل ❝ ❞ جيل ليبوفيتسكي ❝ ❞ جون بول جيشار ❝ ❞ لوري سيمونسوري ❝ ❞ جوليا براي ❝ ❞ ميشا سليموفيتش ❝ ❞ روبرت أ باستور ❝ ❞ دافيد ن ستاموس ❝ ❞ فاتحة الطايب ❝ ❞ تيم بلانينغ ❝ ❞ ثيوفيل أوبينجا ❝ ❞ ايزابيل صياح وبوديس ❝ ❞ ديڨيد دامروش ❝ ❞ لي دونج ها ❝ ❞ عامر ليوبوفيتش ❝ ❞ مرغريت دوراس ❝ ❞ دانيلي ديل جوديتشيه ❝ ❞ جينادي فاسيليفتش جارياتشكين ❝ ❞ مجيد طهرانيان ❝ ❞ ميشيل دوريتشر دون ❝ ❞ إسماعیل فصیح ❝ ❞ فران لويد ❝ ❞ فيليب رينييه ❝ ❞ فيرجيينيا وولف ❝ ❞ تاسو ❝ ❞ جورج الفريد مارصي ❝ ❞ باربارا بارتوس هوبنر ❝ ❞ بوفو لجى ❝ ❞ فيليبو مارينتى ❝ ❞ عبد الرحمن محمد رضا الرافعي ❝ ❞ مارتن ريس ❝ ❞ ادوارد تودا ❝ ❞ عادل أسعد الميري ❝ ❞ هيليس ميلر ❝ ❞ باتسى لايتاون وتينا سبادا ❝ ❞ جون جالزورذي ❝ ❞ ماريان ونزل ❝ ❞ روجر جى . نيوتن ❝ ❞ ستيفان آورباخ ❝ ❞ انطونيو المود وبار ❝ ❞ عبد الباقي جلبنارلي ❝ ❞ مي التلمساني ❝ ❞ جوناثان رى ❝ ❞ تريسى بويل وجارى كامب ❝ ❞ هانس كينج ❝ ❞ بيكو باريك ❝ ❞ Ken Dancyger , أحمد يوسف ❝ ❞ رفائيل سانشيث فرلوسيو ❝ ❞ عبد النور بيدار ❝ ❞ شارلز داروين ❝ ❞ محمد إبراهيم مبروك ❝ ❞ بيتر سميث ❝ ❞ إسرائيل شفلر ❝ ❞ ماريو بونجى ❝ ❞ تشارلز آدمس ❝ ❞ لندا ستراتشان ❝ ❞ ميشيل ماير ❝ ❞ لوسيان برايس ❝ ❞ روث فوداك ❝ ❞ ماريا لويسا خيفائيل ❝ ❞ مارسيل إيناف ❝ ❞ ريتشارد نورمان ❝ ❞ ديوجينيس اللائرتى ❝ ❞ بياتريكس شنيبنكوتر ❝ ❞ داود روفائيل ❝ ❞ ج. ب. ماك إفوي ❝ ❞ زينب عاطف سيد ❝ ❞ باسل الزين ❝ ❞ باري لوكالا ❝ ❞ ديونيسيو كانياس ❝ ❞ ديفيد أ. كينيدي ❝ ❞ سمير عبد ربه ❝ ❞ مصطفى قاسم ❝ ❞ أميمة حسن المهدي ❝ ❞ آمال علي مظهر ❝ ❞ جين سويلين لافيل ❝ ❞ علي إبراهيم علي منوفي ❝ ❞ بدر الدين مصطفي ❝ ❞ ليلي صلاح لبابيدي ❝ ❞ أحمد إحسان ❝ ❞ كارلوس جونثالث تاردون ❝ ❞ أحمد عبداللة نجم ❝ ❞ نادر أنيس ❝ ❞ كيري كيه ❝ ❞ صلاح الدين إبراهيم حسب النبي ❝ ❞ احمد زايد ❝ ❞ يانغ شيا ❝ ❞ مي حاتم عاشور ❝ ❱.المزيد.. كتب المركز القومي للترجمة