❞ كتاب أبو داود الإمام الحافظ الفقيه ❝  ⏤ تقي الدين الندوي المظاهري

❞ كتاب أبو داود الإمام الحافظ الفقيه ❝ ⏤ تقي الدين الندوي المظاهري

أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني المشهور بأبي داود (202-275 هـ) إمام أهل الحديث في زمانه، محدث البصرة، وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي داود ، ولد أبو داود سنة 202 هـ في عهد المأمون في إقليم صغير مجاور لمكران أرض البلوش الأزد يُدعي سجستان. طلب الحديث فزار خراسان، والري، وهراة، وزار الكوفة في 221 هـ، وقدم بغداد عدة مرات، وآخر مرة زارها كانت سنة 271 هـ، وأقام بطرطوس عشرين سنة، كما سمع الحديث بدمشق ومصر، ثم سكن البصرة بطلب من الأمير أبي أحمد الموفق الذي جاء إلى منزله في بغداد واستأذن عليه ورجاه أن يسكن البصرة ليرحل إليها طلبة العلم من أقطار الأرض فتعمر بسببه بعد أن خربت وهُجرت وانقطع الناس عنها لما جرى عليها من فتنة الزنج.

تتلمذ أبو داود على يد الإمام أحمد بن حنبل وتأثر به في منهجه في الحديث، كما تتلمذ على يد يحيى بن معين وعلي بن المديني وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. وتتلمذ عليه الترمذي والنسائي وغيرهم، صنف كتابه السنن، وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه. وله مؤلفات أخرى في الفقه والعقيدة والجرح والتعديل والناسخ والمنسوخ وعلم الحديث مثل: مسائل الإمام أحمد، وسؤالات أبي عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري، وأسئلة لأحمد بن حنبل عن الرواة والثقات والضعفاء، والرد على أهل القدر، وكتاب البعث والنشور، وكتاب الزهد، ودلائل النبوة، وفضائل الأنصار، والتفرد في السنن، وغيرها، توفي أبو داود في 16 شوال سنة 275 هـ.

ذُكر في عدة مصادر أن أبا داود كان حنبلي المذهب، فقد عده أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء من جملة أصحاب أحمد بن حنبل، كما ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وقد أكثر أبو داود النقل عن أحمد بن حنبل، قال ابن أبي يعلى: «ونقل عَنْ إمامنا أشياء.»، ثم أخذ يسرد ما رواه أبو داود عن ابن حنبل، كما ألف كتابًا في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ورتبه حسب أبواب الفقه، وهو كتاب "مسائل الإمام أحمد". قال الذهبي: «كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء، فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد، لازم مجلسه مدة، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول، وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها، وترك الخوض في مضائق الكلام.»

جمعه لكتاب السنن
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سنن أبي داود

فهرس سنن أبي داود برواية اللؤلؤي عن الخطيب.
ألّفَ أبو داودَ السننَ مبكرًا في بداية عمره، حيث ذكر أنه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستحسنه واستجاده، لذلك رجح العلماء أنه ألفه قبل سنة 241 هـ أي قبل وفاة أحمد بن حنبل، كما يُرجح أنه ألفه بطرطوس وظل يؤلفه مدة طويلة؛ حيث يقول: «أقمت بِطَرْسُوس عشرين سنة، واجتهدت في المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث». وقد راجع أبو داود السنن مرات عدة، فيقول أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي عن أحد الأحاديث: «هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَقْرَأْهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْعَرْضَةِ الرَّابِعَةِ.»، مما يعني أنه كان يراجعه ويُنقِص منه الأحاديث التي لا يراها صالحة للاعتبار، كما كان يقرأه دائمًا على تلاميذه ويذيعه بين الناس، فيقول علي بن الحسن بن العبد: «سمعت كتاب السنن من أبي داود ست مرار بقيت من المرة السادسة بقية»، وظل يقرأه على تلاميذه حتى وفاته. لذلك كَثُرَ الرواة لسنن أبي داود، حتى قال ابن كثير: «الروايات عند أبي داود بكتابه السنن كثيرة جدًا، ويوجد في بعضها من الكلام بل والأحاديث ما ليس في الأخرى.»

ذكر أبو داود أنه جمع في سننه حوالي 5300 حديثًا، اهتم أبو داود بأحاديث الأحكام التي استدل بها الفقهاء، وبنى عليها علماءُ الأمصار الأحكامَ الفقهية، حيث قال في رسالته لأهل مكة: «فهذه الأحاديث أحاديث السنن كلها في الأحكام، فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل، وغيرها من غير هذا فلم أخرجها.»، وقد قسّم كتابه إلى 36 كتابًا، وقسّم كل كتاب إلى أبواب وعددها 1871 بابًا، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه العلماء. ويحتوي الكتاب على الأحاديث المرفوعة إلى النبي محمد، وكذلك الأحاديث الموقوفة على الصحابة، والآثار المنسوبة إلى علماء التابعين.

وفاته
توفى أبو داود يوم الجمعة 16 شوال سنة 275 هـ بالبصرة، قال أبو عبيد الآجري: «مات لأربع عشرة بقين من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين»، وأوصى أن يغسله الحسن بن المثنى، فإن لم يكن الحسن فلينظروا في كتاب سليمان بن حرب عن حماد بن زيد في الغسل فيعملوا به، ودفن بجانب قبر سفيان الثوري.

منهجه في الحديث

الصفحة الأولى من الجزء الواحد والعشرين من سنن أبي داود برواية اللؤلؤي رواها عنه القاسم الهاشمي رواها عنه الحافظ الخطيب رواها عنه أبو الحسين بن أبي يعلى الفراء.

مجموعة من كتب الحديث: الصحيحان والسنن الأربعة، ويطلق عليهم كتب الحديث الستة.
يشترط أبو داود في الحديث أن يكون صالحًا للاعتبار والاحتجاج به، ويترك ما هو شديد الوهن، ولا يروي عن من اجتُمِعَ على تركه حديثه من الرجال، حيث قال: «ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض»، قال ابن الصلاح: «وروي عنه أنه يذكر في كل باب أصح ما عرفه فيه.» وروى المنذري وابن الصلاح وغيرهما ذكروا أن محمد بن إسحاق بن منده حكى أن شرط أبي داود والنسائي إخراج حديث أقوام لم يجتمع على تركهم، ويحكون عن أبي داود أنه قال: «ما ذكرت في كتابي حديثًا اجتمع الناس على تركه».

أما بالنسبة لتخريج الأحاديث، فقد كان ينبّه على الأحاديث شديدة الوهن، أمّا الأحاديث الصحيحة والحسنة فيسكت عنها، حيث قال: «ذكرت فيه الصحيح وما يشابهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض.»، واختلف علماء الحديث في الأحاديث المسكوت عنها، فيرى ابن الصلاح ويحيى بن شرف النووي وابن كثير الدمشقي أنها حسنة إن لم تكن في الصحيحين، ويرى آخرون أنها متنوعة بين صحيح وحسن، ومنها ضعيف صالح للاعتبار. ويلخص الألباني أقوال علماء الحديث فيما سكت عنه أبو داود فيقول:

أبو داوداشتهر عن أبي داود أنه قال في حق كتابه السنن: "ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته ومالم أذكر فيه شيئًا فهو صالح". فاختلف العلماء في فهم مراده من قوله: "صالح" فذهب بعضهم إلى أنه أراد أنه حسن يحتج به. وذهب آخرون إلى أنه أراد ما هو أعم من ذلك فيشمل ما يحتج به وما يستشد به وهو الضعيف الذي لم يشتد ضعفه وهذا هو الصواب بقرينة قوله: "وما فيه وهن شديد بينته" فإنه يدل بمفهومه على أن ما كان فيه وهن غير شديد لا يبينه. فدل على أنه ليس كل ما سكت عليه حسنًا، عنده ويشهد لهذا وجود أحاديث كثيرة عنده لا يشك عالم في ضعفها وهي ممن سكت أبو داود عليها حتى إن النووي يقول في بعضها: وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر. أبو داود
أخلاقه
كان يوصف أبي داود بورعه، وعدم محابة أحدًا على حساب ما يراه أنه الحق، ومما يُروى في ذلك أنه: «جاءه الأمير أبو أحمد الموفق ولي العهد فدخل، ثم أقبل عليه أبو داود، فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ قال: خلال ثلاث. قال: وما هي؟ قال: «تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنًا، ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنها الناس، لما جرى عليها من محنة الزنج»، فقال: «هذه واحدة»، قال: «وتروي لأولادي السنن»، قال: «نعم، هات الثالثة.» قال: «وتفرد لهم مجلسًا، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة»، قال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس في العلم سواء.»، كما رُوى عنه قوله عن ابنه عبد الله أنه كذّاب لا يُأخذ منه الحديث، قال على بن الحسين بن الجنيد: «سمعت أبا داود يقول ابني عبد الله كذاب». كما كان يوصف بالورع والصلاح، فيقول ابن ياسين الهروي عنه: «في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع».

مكانته عند العلماء
كان لأبي داود مكانة عالية عند أقرانه وتلاميذه ومن جاء بعده من علماء المسلمين، فقد تحدث العلماء عن فضله، خاصة لشهرة كتابه السنن، فمن أقوال العلماء فيه:

قال موسى بن هارون: «خلق أبو داود في الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه.»
وقال أبو حاتم بن حبان: «كان أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا ونسكًا وورعًا وإتقانًا، جمع وصنف وذبّ عن السنن.»
وقال ابن منده: «الذين أخرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة: البخاري ومسلم، وبعدهما أبو داود والنسائي.»
وقال الحاكم النيسابوري: «أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة.»
وقال أبو بكر الخلال: «أبو داود سليمان الأشعث، الإمام المقدّم في زمانه رجلٌ لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها أحدٌ في زمانه، رجل ورع مقدم.»
وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي: «سليمان بن الأشعث أبو داود السجزي، كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله وعمله وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع، كان من فرسان الحديث.»
وروي أن كتاب السنن قُرئ على ابن الأعرابي فأشار إلى النسخة، وهي بين يديه، وقال: «لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا الكتاب - أي سنن أبي داود -، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة.»
وقال ابن داسة: «كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق فقيل له في ذلك فقال الواسع للكتب والآخر لا يحتاج إليه.»
وقال إبراهيم الحربي: «لما صنف أبو داود كتاب السنن ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.»
وقال محمد بن مخلد: «كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حديث وأقرّ له أهل زمانه بالحفظ.»
وقال ابن الجوزي: «كان عالماً حافظاً عارفاً بعلل الحديث، ذا عفاف وورع وكان يشبه بأحمد بن حنبل.»
وقال الذهبي: «بلغنا أنًّ أبا داود كان من العلماء حتى إن بعض الأئمة قال: كان أبو داود يشبه أحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، وكان أحمد يشبه في ذلك وكيع، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله.»
وأنشد أبو طاهر السلفي في مدحه فقال:
أولى كتاب لذي فقْه وذي نظرٍومن يكون من الأوزار في وزر
ما قدْ تولى أبو داود محْتسبًاتأليفه فأتى كالضوء في القمر
لا يستطيعُ عليه الطعن مبتدعولو تقطع من ضغن ومن ضجر
فليس يوجدُ في الدُنيا أصحُولا أقْوى من السنة الغراء والأثر
وكل ما فيه من قول النبيومن قول الصحابة أهلُ العلم والبصر
يرويه عن ثقة عن مثله ثقةعن مثله ثقة كالأنجُم الزهر
وكان في نفسه فيما أحقولا أشك فيه إماماً عالي الخطر
يدري الصحيح من الآثار يحفظُهُومن روى ذاك من أنثى ومن ذكر
محققا صادقاً فيما يجيء به قد شاعفي البدو عنه ذا وفي الحضر
والصدقُ للمرء في الداريْنمنقبة ما فوقها أبداً فخرٌ لمفتخر

مؤلفاته
كان لأبي داود مؤلفات أخرى غير كتابه السنن:

المراسيل، ويحتوي على الأحاديث المرسلة المُلحقة بالسنن، حققه شعيب الأرناؤوط وعبد العزيز عز الدين السيروان وغيرهما، ذكر فؤاد سزكين أن مخطوطاته محفوظة في تركيا ومصر، وطبع أول مرة في القاهرة سنة 1310 هـ.
مسائل الإمام أحمد، كتاب في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ومُرتَّب على أبواب الفقه، يذكر فيه أبي داود الأسئلة التي وُجِّهت لابن حنبل وإجاباته لها، ذكر ابن حجر العسقلاني أن أبا عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري هو راوي الكتاب عن أبي داود، حققه محمد رشيد رضا، وطبع أول مرة بالقاهرة بتحقيقه.
الناسخ والمنسوخ، يتحدث عن الناسخ والمنسوخ من أحكام القرآن، رواه أحمد بن سليمان النجاد عن أبي داود، ونقل جلال الدين السيوطي عنه.
سؤالات أبي عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري، هو كتاب في الجرح والتعديل، سماه ابن كثير "أسئلة في الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل"، وذكر سزكين بعنوان أن مخطوطاته محفوظة في مكتبة كوبريللي وباريس.
رسالة أبي داود إلى أهل مكة، هو رسالة تعتبر بمثابة وصف لكتاب السنن، ومخطوطتها في المكتبة الظاهرية في دمشق.
الزهد، وتوجد منه نسخة بجامعة القرويين بفاس.
كتاب البعث أو البعث والنشور، ذكر بروكلمان أنه موجود في دمشق، وطبع حديثًا بتحقيق أبي إسحاق الحويني.
سؤالات أبي داود السجستياني للإمام أحمد بن حنبل في الرواة، أو أسئلة لأحمد بن حنبل عن الرواة والثقات والضعفاء، مخطوطته محفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، قال محمد ناصر الدين الألباني: «رتبت أسماؤهم على أسماء بلادهم، ثقات مكة، ثقات المدينة، وينتهي بضعفاء المدينة.»
كتاب القدر أو الرد على أهل القدر، رواه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري، يرد فيه على القدرية.
المسائل التي حلف عليها الامام أحمد، ذكر فؤاد سزكين أنه موجود في دمشق، وهناك كتاب بنفس الاسم يُنسب إلى ابن أبي يعلى.
كتاب تسمية الإخوة الذين روي عنهم الحديث، وهي رسالة من ثماني ورقات محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق، وهي من رواية السّلفي.
دلائل النبوة، ذكره إسماعيل البغدادي، وابن حجر العسقلاني.
التفرد في السنن، ذكره إسماعيل البغدادي.
مسند مالك، رواه إسماعيل بن محمد المطار، وذكره ابن حجر العسقلاني.
أصحاب شعبة، رواه عنه أخوه محمد بن الأشعث.
فضائل الأنصار.
أخبار الخوارج.
الدعاء.
تقي الدين الندوي المظاهري - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين ❝ ❞ أبو داود الإمام الحافظ الفقيه ❝ الناشرين : ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
أبو داود الإمام الحافظ الفقيه

1996م - 1446هـ
أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني المشهور بأبي داود (202-275 هـ) إمام أهل الحديث في زمانه، محدث البصرة، وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي داود ، ولد أبو داود سنة 202 هـ في عهد المأمون في إقليم صغير مجاور لمكران أرض البلوش الأزد يُدعي سجستان. طلب الحديث فزار خراسان، والري، وهراة، وزار الكوفة في 221 هـ، وقدم بغداد عدة مرات، وآخر مرة زارها كانت سنة 271 هـ، وأقام بطرطوس عشرين سنة، كما سمع الحديث بدمشق ومصر، ثم سكن البصرة بطلب من الأمير أبي أحمد الموفق الذي جاء إلى منزله في بغداد واستأذن عليه ورجاه أن يسكن البصرة ليرحل إليها طلبة العلم من أقطار الأرض فتعمر بسببه بعد أن خربت وهُجرت وانقطع الناس عنها لما جرى عليها من فتنة الزنج.

تتلمذ أبو داود على يد الإمام أحمد بن حنبل وتأثر به في منهجه في الحديث، كما تتلمذ على يد يحيى بن معين وعلي بن المديني وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. وتتلمذ عليه الترمذي والنسائي وغيرهم، صنف كتابه السنن، وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه. وله مؤلفات أخرى في الفقه والعقيدة والجرح والتعديل والناسخ والمنسوخ وعلم الحديث مثل: مسائل الإمام أحمد، وسؤالات أبي عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري، وأسئلة لأحمد بن حنبل عن الرواة والثقات والضعفاء، والرد على أهل القدر، وكتاب البعث والنشور، وكتاب الزهد، ودلائل النبوة، وفضائل الأنصار، والتفرد في السنن، وغيرها، توفي أبو داود في 16 شوال سنة 275 هـ.

ذُكر في عدة مصادر أن أبا داود كان حنبلي المذهب، فقد عده أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء من جملة أصحاب أحمد بن حنبل، كما ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وقد أكثر أبو داود النقل عن أحمد بن حنبل، قال ابن أبي يعلى: «ونقل عَنْ إمامنا أشياء.»، ثم أخذ يسرد ما رواه أبو داود عن ابن حنبل، كما ألف كتابًا في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ورتبه حسب أبواب الفقه، وهو كتاب "مسائل الإمام أحمد". قال الذهبي: «كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء، فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد، لازم مجلسه مدة، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول، وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها، وترك الخوض في مضائق الكلام.»

جمعه لكتاب السنن
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سنن أبي داود

فهرس سنن أبي داود برواية اللؤلؤي عن الخطيب.
ألّفَ أبو داودَ السننَ مبكرًا في بداية عمره، حيث ذكر أنه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستحسنه واستجاده، لذلك رجح العلماء أنه ألفه قبل سنة 241 هـ أي قبل وفاة أحمد بن حنبل، كما يُرجح أنه ألفه بطرطوس وظل يؤلفه مدة طويلة؛ حيث يقول: «أقمت بِطَرْسُوس عشرين سنة، واجتهدت في المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث». وقد راجع أبو داود السنن مرات عدة، فيقول أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي عن أحد الأحاديث: «هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَقْرَأْهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْعَرْضَةِ الرَّابِعَةِ.»، مما يعني أنه كان يراجعه ويُنقِص منه الأحاديث التي لا يراها صالحة للاعتبار، كما كان يقرأه دائمًا على تلاميذه ويذيعه بين الناس، فيقول علي بن الحسن بن العبد: «سمعت كتاب السنن من أبي داود ست مرار بقيت من المرة السادسة بقية»، وظل يقرأه على تلاميذه حتى وفاته. لذلك كَثُرَ الرواة لسنن أبي داود، حتى قال ابن كثير: «الروايات عند أبي داود بكتابه السنن كثيرة جدًا، ويوجد في بعضها من الكلام بل والأحاديث ما ليس في الأخرى.»

ذكر أبو داود أنه جمع في سننه حوالي 5300 حديثًا، اهتم أبو داود بأحاديث الأحكام التي استدل بها الفقهاء، وبنى عليها علماءُ الأمصار الأحكامَ الفقهية، حيث قال في رسالته لأهل مكة: «فهذه الأحاديث أحاديث السنن كلها في الأحكام، فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل، وغيرها من غير هذا فلم أخرجها.»، وقد قسّم كتابه إلى 36 كتابًا، وقسّم كل كتاب إلى أبواب وعددها 1871 بابًا، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه العلماء. ويحتوي الكتاب على الأحاديث المرفوعة إلى النبي محمد، وكذلك الأحاديث الموقوفة على الصحابة، والآثار المنسوبة إلى علماء التابعين.

وفاته
توفى أبو داود يوم الجمعة 16 شوال سنة 275 هـ بالبصرة، قال أبو عبيد الآجري: «مات لأربع عشرة بقين من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين»، وأوصى أن يغسله الحسن بن المثنى، فإن لم يكن الحسن فلينظروا في كتاب سليمان بن حرب عن حماد بن زيد في الغسل فيعملوا به، ودفن بجانب قبر سفيان الثوري.

منهجه في الحديث

الصفحة الأولى من الجزء الواحد والعشرين من سنن أبي داود برواية اللؤلؤي رواها عنه القاسم الهاشمي رواها عنه الحافظ الخطيب رواها عنه أبو الحسين بن أبي يعلى الفراء.

مجموعة من كتب الحديث: الصحيحان والسنن الأربعة، ويطلق عليهم كتب الحديث الستة.
يشترط أبو داود في الحديث أن يكون صالحًا للاعتبار والاحتجاج به، ويترك ما هو شديد الوهن، ولا يروي عن من اجتُمِعَ على تركه حديثه من الرجال، حيث قال: «ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض»، قال ابن الصلاح: «وروي عنه أنه يذكر في كل باب أصح ما عرفه فيه.» وروى المنذري وابن الصلاح وغيرهما ذكروا أن محمد بن إسحاق بن منده حكى أن شرط أبي داود والنسائي إخراج حديث أقوام لم يجتمع على تركهم، ويحكون عن أبي داود أنه قال: «ما ذكرت في كتابي حديثًا اجتمع الناس على تركه».

أما بالنسبة لتخريج الأحاديث، فقد كان ينبّه على الأحاديث شديدة الوهن، أمّا الأحاديث الصحيحة والحسنة فيسكت عنها، حيث قال: «ذكرت فيه الصحيح وما يشابهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض.»، واختلف علماء الحديث في الأحاديث المسكوت عنها، فيرى ابن الصلاح ويحيى بن شرف النووي وابن كثير الدمشقي أنها حسنة إن لم تكن في الصحيحين، ويرى آخرون أنها متنوعة بين صحيح وحسن، ومنها ضعيف صالح للاعتبار. ويلخص الألباني أقوال علماء الحديث فيما سكت عنه أبو داود فيقول:

أبو داوداشتهر عن أبي داود أنه قال في حق كتابه السنن: "ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته ومالم أذكر فيه شيئًا فهو صالح". فاختلف العلماء في فهم مراده من قوله: "صالح" فذهب بعضهم إلى أنه أراد أنه حسن يحتج به. وذهب آخرون إلى أنه أراد ما هو أعم من ذلك فيشمل ما يحتج به وما يستشد به وهو الضعيف الذي لم يشتد ضعفه وهذا هو الصواب بقرينة قوله: "وما فيه وهن شديد بينته" فإنه يدل بمفهومه على أن ما كان فيه وهن غير شديد لا يبينه. فدل على أنه ليس كل ما سكت عليه حسنًا، عنده ويشهد لهذا وجود أحاديث كثيرة عنده لا يشك عالم في ضعفها وهي ممن سكت أبو داود عليها حتى إن النووي يقول في بعضها: وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر. أبو داود
أخلاقه
كان يوصف أبي داود بورعه، وعدم محابة أحدًا على حساب ما يراه أنه الحق، ومما يُروى في ذلك أنه: «جاءه الأمير أبو أحمد الموفق ولي العهد فدخل، ثم أقبل عليه أبو داود، فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ قال: خلال ثلاث. قال: وما هي؟ قال: «تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنًا، ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنها الناس، لما جرى عليها من محنة الزنج»، فقال: «هذه واحدة»، قال: «وتروي لأولادي السنن»، قال: «نعم، هات الثالثة.» قال: «وتفرد لهم مجلسًا، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة»، قال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس في العلم سواء.»، كما رُوى عنه قوله عن ابنه عبد الله أنه كذّاب لا يُأخذ منه الحديث، قال على بن الحسين بن الجنيد: «سمعت أبا داود يقول ابني عبد الله كذاب». كما كان يوصف بالورع والصلاح، فيقول ابن ياسين الهروي عنه: «في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع».

مكانته عند العلماء
كان لأبي داود مكانة عالية عند أقرانه وتلاميذه ومن جاء بعده من علماء المسلمين، فقد تحدث العلماء عن فضله، خاصة لشهرة كتابه السنن، فمن أقوال العلماء فيه:

قال موسى بن هارون: «خلق أبو داود في الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه.»
وقال أبو حاتم بن حبان: «كان أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا ونسكًا وورعًا وإتقانًا، جمع وصنف وذبّ عن السنن.»
وقال ابن منده: «الذين أخرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة: البخاري ومسلم، وبعدهما أبو داود والنسائي.»
وقال الحاكم النيسابوري: «أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة.»
وقال أبو بكر الخلال: «أبو داود سليمان الأشعث، الإمام المقدّم في زمانه رجلٌ لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها أحدٌ في زمانه، رجل ورع مقدم.»
وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي: «سليمان بن الأشعث أبو داود السجزي، كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله وعمله وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع، كان من فرسان الحديث.»
وروي أن كتاب السنن قُرئ على ابن الأعرابي فأشار إلى النسخة، وهي بين يديه، وقال: «لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا الكتاب - أي سنن أبي داود -، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة.»
وقال ابن داسة: «كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق فقيل له في ذلك فقال الواسع للكتب والآخر لا يحتاج إليه.»
وقال إبراهيم الحربي: «لما صنف أبو داود كتاب السنن ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.»
وقال محمد بن مخلد: «كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حديث وأقرّ له أهل زمانه بالحفظ.»
وقال ابن الجوزي: «كان عالماً حافظاً عارفاً بعلل الحديث، ذا عفاف وورع وكان يشبه بأحمد بن حنبل.»
وقال الذهبي: «بلغنا أنًّ أبا داود كان من العلماء حتى إن بعض الأئمة قال: كان أبو داود يشبه أحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، وكان أحمد يشبه في ذلك وكيع، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله.»
وأنشد أبو طاهر السلفي في مدحه فقال:
أولى كتاب لذي فقْه وذي نظرٍومن يكون من الأوزار في وزر
ما قدْ تولى أبو داود محْتسبًاتأليفه فأتى كالضوء في القمر
لا يستطيعُ عليه الطعن مبتدعولو تقطع من ضغن ومن ضجر
فليس يوجدُ في الدُنيا أصحُولا أقْوى من السنة الغراء والأثر
وكل ما فيه من قول النبيومن قول الصحابة أهلُ العلم والبصر
يرويه عن ثقة عن مثله ثقةعن مثله ثقة كالأنجُم الزهر
وكان في نفسه فيما أحقولا أشك فيه إماماً عالي الخطر
يدري الصحيح من الآثار يحفظُهُومن روى ذاك من أنثى ومن ذكر
محققا صادقاً فيما يجيء به قد شاعفي البدو عنه ذا وفي الحضر
والصدقُ للمرء في الداريْنمنقبة ما فوقها أبداً فخرٌ لمفتخر

مؤلفاته
كان لأبي داود مؤلفات أخرى غير كتابه السنن:

المراسيل، ويحتوي على الأحاديث المرسلة المُلحقة بالسنن، حققه شعيب الأرناؤوط وعبد العزيز عز الدين السيروان وغيرهما، ذكر فؤاد سزكين أن مخطوطاته محفوظة في تركيا ومصر، وطبع أول مرة في القاهرة سنة 1310 هـ.
مسائل الإمام أحمد، كتاب في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ومُرتَّب على أبواب الفقه، يذكر فيه أبي داود الأسئلة التي وُجِّهت لابن حنبل وإجاباته لها، ذكر ابن حجر العسقلاني أن أبا عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري هو راوي الكتاب عن أبي داود، حققه محمد رشيد رضا، وطبع أول مرة بالقاهرة بتحقيقه.
الناسخ والمنسوخ، يتحدث عن الناسخ والمنسوخ من أحكام القرآن، رواه أحمد بن سليمان النجاد عن أبي داود، ونقل جلال الدين السيوطي عنه.
سؤالات أبي عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري، هو كتاب في الجرح والتعديل، سماه ابن كثير "أسئلة في الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل"، وذكر سزكين بعنوان أن مخطوطاته محفوظة في مكتبة كوبريللي وباريس.
رسالة أبي داود إلى أهل مكة، هو رسالة تعتبر بمثابة وصف لكتاب السنن، ومخطوطتها في المكتبة الظاهرية في دمشق.
الزهد، وتوجد منه نسخة بجامعة القرويين بفاس.
كتاب البعث أو البعث والنشور، ذكر بروكلمان أنه موجود في دمشق، وطبع حديثًا بتحقيق أبي إسحاق الحويني.
سؤالات أبي داود السجستياني للإمام أحمد بن حنبل في الرواة، أو أسئلة لأحمد بن حنبل عن الرواة والثقات والضعفاء، مخطوطته محفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، قال محمد ناصر الدين الألباني: «رتبت أسماؤهم على أسماء بلادهم، ثقات مكة، ثقات المدينة، وينتهي بضعفاء المدينة.»
كتاب القدر أو الرد على أهل القدر، رواه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري، يرد فيه على القدرية.
المسائل التي حلف عليها الامام أحمد، ذكر فؤاد سزكين أنه موجود في دمشق، وهناك كتاب بنفس الاسم يُنسب إلى ابن أبي يعلى.
كتاب تسمية الإخوة الذين روي عنهم الحديث، وهي رسالة من ثماني ورقات محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق، وهي من رواية السّلفي.
دلائل النبوة، ذكره إسماعيل البغدادي، وابن حجر العسقلاني.
التفرد في السنن، ذكره إسماعيل البغدادي.
مسند مالك، رواه إسماعيل بن محمد المطار، وذكره ابن حجر العسقلاني.
أصحاب شعبة، رواه عنه أخوه محمد بن الأشعث.
فضائل الأنصار.
أخبار الخوارج.
الدعاء. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني المشهور بأبي داود (202-275 هـ) إمام أهل الحديث في زمانه، محدث البصرة، وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي داود ، ولد أبو داود سنة 202 هـ في عهد المأمون في إقليم صغير مجاور لمكران أرض البلوش الأزد يُدعي سجستان. طلب الحديث فزار خراسان، والري، وهراة، وزار الكوفة في 221 هـ، وقدم بغداد عدة مرات، وآخر مرة زارها كانت سنة 271 هـ، وأقام بطرطوس عشرين سنة، كما سمع الحديث بدمشق ومصر، ثم سكن البصرة بطلب من الأمير أبي أحمد الموفق الذي جاء إلى منزله في بغداد واستأذن عليه ورجاه أن يسكن البصرة ليرحل إليها طلبة العلم من أقطار الأرض فتعمر بسببه بعد أن خربت وهُجرت وانقطع الناس عنها لما جرى عليها من فتنة الزنج.

تتلمذ أبو داود على يد الإمام أحمد بن حنبل وتأثر به في منهجه في الحديث، كما تتلمذ على يد يحيى بن معين وعلي بن المديني وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. وتتلمذ عليه الترمذي والنسائي وغيرهم، صنف كتابه السنن، وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه. وله مؤلفات أخرى في الفقه والعقيدة والجرح والتعديل والناسخ والمنسوخ وعلم الحديث مثل: مسائل الإمام أحمد، وسؤالات أبي عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري، وأسئلة لأحمد بن حنبل عن الرواة والثقات والضعفاء، والرد على أهل القدر، وكتاب البعث والنشور، وكتاب الزهد، ودلائل النبوة، وفضائل الأنصار، والتفرد في السنن، وغيرها، توفي أبو داود في 16 شوال سنة 275 هـ.

ذُكر في عدة مصادر أن أبا داود كان حنبلي المذهب، فقد عده أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء من جملة أصحاب أحمد بن حنبل، كما ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وقد أكثر أبو داود النقل عن أحمد بن حنبل، قال ابن أبي يعلى: «ونقل عَنْ إمامنا أشياء.»، ثم أخذ يسرد ما رواه أبو داود عن ابن حنبل، كما ألف كتابًا في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ورتبه حسب أبواب الفقه، وهو كتاب "مسائل الإمام أحمد". قال الذهبي: «كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء، فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد، لازم مجلسه مدة، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول، وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها، وترك الخوض في مضائق الكلام.»

جمعه لكتاب السنن
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سنن أبي داود

فهرس سنن أبي داود برواية اللؤلؤي عن الخطيب.
ألّفَ أبو داودَ السننَ مبكرًا في بداية عمره، حيث ذكر أنه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستحسنه واستجاده، لذلك رجح العلماء أنه ألفه قبل سنة 241 هـ أي قبل وفاة أحمد بن حنبل، كما يُرجح أنه ألفه بطرطوس وظل يؤلفه مدة طويلة؛ حيث يقول: «أقمت بِطَرْسُوس عشرين سنة، واجتهدت في المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث». وقد راجع أبو داود السنن مرات عدة، فيقول أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي عن أحد الأحاديث: «هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَقْرَأْهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْعَرْضَةِ الرَّابِعَةِ.»، مما يعني أنه كان يراجعه ويُنقِص منه الأحاديث التي لا يراها صالحة للاعتبار، كما كان يقرأه دائمًا على تلاميذه ويذيعه بين الناس، فيقول علي بن الحسن بن العبد: «سمعت كتاب السنن من أبي داود ست مرار بقيت من المرة السادسة بقية»، وظل يقرأه على تلاميذه حتى وفاته. لذلك كَثُرَ الرواة لسنن أبي داود، حتى قال ابن كثير: «الروايات عند أبي داود بكتابه السنن كثيرة جدًا، ويوجد في بعضها من الكلام بل والأحاديث ما ليس في الأخرى.»

ذكر أبو داود أنه جمع في سننه حوالي 5300 حديثًا، اهتم أبو داود بأحاديث الأحكام التي استدل بها الفقهاء، وبنى عليها علماءُ الأمصار الأحكامَ الفقهية، حيث قال في رسالته لأهل مكة: «فهذه الأحاديث أحاديث السنن كلها في الأحكام، فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل، وغيرها من غير هذا فلم أخرجها.»، وقد قسّم كتابه إلى 36 كتابًا، وقسّم كل كتاب إلى أبواب وعددها 1871 بابًا، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه العلماء. ويحتوي الكتاب على الأحاديث المرفوعة إلى النبي محمد، وكذلك الأحاديث الموقوفة على الصحابة، والآثار المنسوبة إلى علماء التابعين.

وفاته
توفى أبو داود يوم الجمعة 16 شوال سنة 275 هـ بالبصرة، قال أبو عبيد الآجري: «مات لأربع عشرة بقين من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين»، وأوصى أن يغسله الحسن بن المثنى، فإن لم يكن الحسن فلينظروا في كتاب سليمان بن حرب عن حماد بن زيد في الغسل فيعملوا به، ودفن بجانب قبر سفيان الثوري.

منهجه في الحديث

الصفحة الأولى من الجزء الواحد والعشرين من سنن أبي داود برواية اللؤلؤي رواها عنه القاسم الهاشمي رواها عنه الحافظ الخطيب رواها عنه أبو الحسين بن أبي يعلى الفراء.

مجموعة من كتب الحديث: الصحيحان والسنن الأربعة، ويطلق عليهم كتب الحديث الستة.
يشترط أبو داود في الحديث أن يكون صالحًا للاعتبار والاحتجاج به، ويترك ما هو شديد الوهن، ولا يروي عن من اجتُمِعَ على تركه حديثه من الرجال، حيث قال: «ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض»، قال ابن الصلاح: «وروي عنه أنه يذكر في كل باب أصح ما عرفه فيه.» وروى المنذري وابن الصلاح وغيرهما ذكروا أن محمد بن إسحاق بن منده حكى أن شرط أبي داود والنسائي إخراج حديث أقوام لم يجتمع على تركهم، ويحكون عن أبي داود أنه قال: «ما ذكرت في كتابي حديثًا اجتمع الناس على تركه».

أما بالنسبة لتخريج الأحاديث، فقد كان ينبّه على الأحاديث شديدة الوهن، أمّا الأحاديث الصحيحة والحسنة فيسكت عنها، حيث قال: «ذكرت فيه الصحيح وما يشابهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض.»، واختلف علماء الحديث في الأحاديث المسكوت عنها، فيرى ابن الصلاح ويحيى بن شرف النووي وابن كثير الدمشقي أنها حسنة إن لم تكن في الصحيحين، ويرى آخرون أنها متنوعة بين صحيح وحسن، ومنها ضعيف صالح للاعتبار. ويلخص الألباني أقوال علماء الحديث فيما سكت عنه أبو داود فيقول:

   أبو داود    اشتهر عن أبي داود أنه قال في حق كتابه السنن: "ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته ومالم أذكر فيه شيئًا فهو صالح". فاختلف العلماء في فهم مراده من قوله: "صالح" فذهب بعضهم إلى أنه أراد أنه حسن يحتج به. وذهب آخرون إلى أنه أراد ما هو أعم من ذلك فيشمل ما يحتج به وما يستشد به وهو الضعيف الذي لم يشتد ضعفه وهذا هو الصواب بقرينة قوله: "وما فيه وهن شديد بينته" فإنه يدل بمفهومه على أن ما كان فيه وهن غير شديد لا يبينه. فدل على أنه ليس كل ما سكت عليه حسنًا، عنده ويشهد لهذا وجود أحاديث كثيرة عنده لا يشك عالم في ضعفها وهي ممن سكت أبو داود عليها حتى إن النووي يقول في بعضها: وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر.       أبو داود
أخلاقه
كان يوصف أبي داود بورعه، وعدم محابة أحدًا على حساب ما يراه أنه الحق، ومما يُروى في ذلك أنه: «جاءه الأمير أبو أحمد الموفق ولي العهد فدخل، ثم أقبل عليه أبو داود، فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ قال: خلال ثلاث. قال: وما هي؟ قال: «تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنًا، ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنها الناس، لما جرى عليها من محنة الزنج»، فقال: «هذه واحدة»، قال: «وتروي لأولادي السنن»، قال: «نعم، هات الثالثة.» قال: «وتفرد لهم مجلسًا، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة»، قال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس في العلم سواء.»، كما رُوى عنه قوله عن ابنه عبد الله أنه كذّاب لا يُأخذ منه الحديث، قال على بن الحسين بن الجنيد: «سمعت أبا داود يقول ابني عبد الله كذاب». كما كان يوصف بالورع والصلاح، فيقول ابن ياسين الهروي عنه: «في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع».

مكانته عند العلماء
كان لأبي داود مكانة عالية عند أقرانه وتلاميذه ومن جاء بعده من علماء المسلمين، فقد تحدث العلماء عن فضله، خاصة لشهرة كتابه السنن، فمن أقوال العلماء فيه:

قال موسى بن هارون: «خلق أبو داود في الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه.»
وقال أبو حاتم بن حبان: «كان أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا ونسكًا وورعًا وإتقانًا، جمع وصنف وذبّ عن السنن.»
وقال ابن منده: «الذين أخرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة: البخاري ومسلم، وبعدهما أبو داود والنسائي.»
وقال الحاكم النيسابوري: «أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة.»
وقال أبو بكر الخلال: «أبو داود سليمان الأشعث، الإمام المقدّم في زمانه رجلٌ لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها أحدٌ في زمانه، رجل ورع مقدم.»
وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي: «سليمان بن الأشعث أبو داود السجزي، كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله وعمله وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع، كان من فرسان الحديث.»
وروي أن كتاب السنن قُرئ على ابن الأعرابي فأشار إلى النسخة، وهي بين يديه، وقال: «لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا الكتاب - أي سنن أبي داود -، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة.»
وقال ابن داسة: «كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق فقيل له في ذلك فقال الواسع للكتب والآخر لا يحتاج إليه.»
وقال إبراهيم الحربي: «لما صنف أبو داود كتاب السنن ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.»
وقال محمد بن مخلد: «كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حديث وأقرّ له أهل زمانه بالحفظ.»
وقال ابن الجوزي: «كان عالماً حافظاً عارفاً بعلل الحديث، ذا عفاف وورع وكان يشبه بأحمد بن حنبل.»
وقال الذهبي: «بلغنا أنًّ أبا داود كان من العلماء حتى إن بعض الأئمة قال: كان أبو داود يشبه أحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، وكان أحمد يشبه في ذلك وكيع، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله.»
وأنشد أبو طاهر السلفي في مدحه فقال:
أولى كتاب لذي فقْه وذي نظرٍ        ومن يكون من الأوزار في وزر
ما قدْ تولى أبو داود محْتسبًا        تأليفه فأتى كالضوء في القمر
لا يستطيعُ عليه الطعن مبتدع        ولو تقطع من ضغن ومن ضجر
فليس يوجدُ في الدُنيا أصحُ        ولا أقْوى من السنة الغراء والأثر
وكل ما فيه من قول النبي        ومن قول الصحابة أهلُ العلم والبصر
يرويه عن ثقة عن مثله ثقة        عن مثله ثقة كالأنجُم الزهر
وكان في نفسه فيما أحق        ولا أشك فيه إماماً عالي الخطر
يدري الصحيح من الآثار يحفظُهُ        ومن روى ذاك من أنثى ومن ذكر
محققا صادقاً فيما يجيء به قد شاع        في البدو عنه ذا وفي الحضر
والصدقُ للمرء في الداريْن        منقبة ما فوقها أبداً فخرٌ لمفتخر

مؤلفاته
كان لأبي داود مؤلفات أخرى غير كتابه السنن:

المراسيل، ويحتوي على الأحاديث المرسلة المُلحقة بالسنن، حققه شعيب الأرناؤوط وعبد العزيز عز الدين السيروان وغيرهما، ذكر فؤاد سزكين أن مخطوطاته محفوظة في تركيا ومصر، وطبع أول مرة في القاهرة سنة 1310 هـ.
مسائل الإمام أحمد، كتاب في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ومُرتَّب على أبواب الفقه، يذكر فيه أبي داود الأسئلة التي وُجِّهت لابن حنبل وإجاباته لها، ذكر ابن حجر العسقلاني أن أبا عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري هو راوي الكتاب عن أبي داود، حققه محمد رشيد رضا، وطبع أول مرة بالقاهرة بتحقيقه.
الناسخ والمنسوخ، يتحدث عن الناسخ والمنسوخ من أحكام القرآن، رواه أحمد بن سليمان النجاد عن أبي داود، ونقل جلال الدين السيوطي عنه.
سؤالات أبي عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري، هو كتاب في الجرح والتعديل، سماه ابن كثير "أسئلة في الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل"، وذكر سزكين بعنوان أن مخطوطاته محفوظة في مكتبة كوبريللي وباريس.
رسالة أبي داود إلى أهل مكة، هو رسالة تعتبر بمثابة وصف لكتاب السنن، ومخطوطتها في المكتبة الظاهرية في دمشق.
الزهد، وتوجد منه نسخة بجامعة القرويين بفاس.
كتاب البعث أو البعث والنشور، ذكر بروكلمان أنه موجود في دمشق، وطبع حديثًا بتحقيق أبي إسحاق الحويني.
سؤالات أبي داود السجستياني للإمام أحمد بن حنبل في الرواة، أو أسئلة لأحمد بن حنبل عن الرواة والثقات والضعفاء، مخطوطته محفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، قال محمد ناصر الدين الألباني: «رتبت أسماؤهم على أسماء بلادهم، ثقات مكة، ثقات المدينة، وينتهي بضعفاء المدينة.»
كتاب القدر أو الرد على أهل القدر، رواه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري، يرد فيه على القدرية.
المسائل التي حلف عليها الامام أحمد، ذكر فؤاد سزكين أنه موجود في دمشق، وهناك كتاب بنفس الاسم يُنسب إلى ابن أبي يعلى.
كتاب تسمية الإخوة الذين روي عنهم الحديث، وهي رسالة من ثماني ورقات محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق، وهي من رواية السّلفي.
دلائل النبوة، ذكره إسماعيل البغدادي، وابن حجر العسقلاني.
التفرد في السنن، ذكره إسماعيل البغدادي.
مسند مالك، رواه إسماعيل بن محمد المطار، وذكره ابن حجر العسقلاني.
أصحاب شعبة، رواه عنه أخوه محمد بن الأشعث.
فضائل الأنصار.
أخبار الخوارج.
الدعاء.

أبو داود الإمام الحافظ الفقيه



سنة النشر : 1996م / 1417هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة أبو داود الإمام الحافظ الفقيه

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل أبو داود الإمام الحافظ الفقيه
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
تقي الدين الندوي المظاهري - TQI ALDIN ALNDOI ALMZAHRI

كتب تقي الدين الندوي المظاهري ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين ❝ ❞ أبو داود الإمام الحافظ الفقيه ❝ الناشرين : ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب تقي الدين الندوي المظاهري
الناشر:
دار القلم للنشر والتوزيع
كتب دار القلم للنشر والتوزيع بدأت دار القلم للنشر والتوزيع – دبي مشوارها مع النشر منذ سنوات عدة، وقدّمت للقارئ العربي في كل مكان إنتاجها المتجدد في مختلف فروع المعارف الإنسانية. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة ❝ ❞ العلاج السلوكي وتعديل السلوك ❝ ❞ الرجل الغامض ❝ ❞ تلبيس إبليس ❝ ❞ مختصر الصرف ❝ ❞ سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها ❝ ❞ الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي ❝ ❞ قواعد الخط العربي - الخط الديواني ❝ ❞ الطفل من الحمل إلى الرشد ❝ ❞ العقيدة الإسلامية وأسسها ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ أجاثا كريستي ❝ ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ محمد الغزالى السقا ❝ ❞ أبو الحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ ابن سينا ❝ ❞ عبد الكريم بكار ❝ ❞ حسان شمسي باشا ❝ ❞ خالد بن صالح المنيف ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ❝ ❞ صالح أحمد الشامي ❝ ❞ سيغموند فرويد ❝ ❞ أنور الجندي ❝ ❞ عبد العزيز بن محمد السدحان ❝ ❞ وهبة الزحيلي ❝ ❞ عبد الستار الشيخ الدمشقي ❝ ❞ هاشم محمد الخطاط ❝ ❞ محمد عبد الله دراز ❝ ❞ ماجد عرسان الكيلاني ❝ ❞ د.صلاح عبدالفتاح الخالدي ❝ ❞ محمود شيت خطاب ❝ ❞ د. محمد رجب البيومي ❝ ❞ إرنست همنغواي ❝ ❞ محمد علي الهاشمي ❝ ❞ أبو الأعلي المودودى ❝ ❞ زكي نجيب محمود ❝ ❞ قاسم عبده قاسم ❝ ❞ عبد الوهاب خلاف ❝ ❞ الراغب الأصفهاني ❝ ❞ سعد المرصفي ❝ ❞ فيكتور إميل فرانكل ❝ ❞ عبدالله خضر حمد ❝ ❞ ابوالحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي أبو علي ❝ ❞ محمد علي البار ❝ ❞ محمد بن إدريس الشافعي ❝ ❞ محمد الخضري بك ❝ ❞ مصطفى أحمد الزرقا ❝ ❞ محمد عثمان شبير ❝ ❞ أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري البغدادي ❝ ❞ إحسان عبد القدوس ❝ ❞ مشعل عبد العزيز الفلاحي ❝ ❞ د. عبد المجيد البيانوني ❝ ❞ لويس كامل مليكة ❝ ❞ محمد عماد ❝ ❞ عبدالحميد محمود طهماز ❝ ❞ مصطفى الخن / مصطفى البغا ❝ ❞ أبو حيان الأندلسي ❝ ❞ محمد حرب ❝ ❞ محمد جلاء إدريس ❝ ❞ عبد الهادى الفضلي ❝ ❞ محمد فتحي عثمان ❝ ❞ عبد الرحمن علي الحجي ❝ ❞ أبو إسحاق الشيرازي ❝ ❞ هدى درويش ❝ ❞ محمد مصطفى الزحيلي ❝ ❞ عبد الغني الدقر ❝ ❞ عمر بن أبي ربيعة ❝ ❞ محمد عبد الحميد الطرزى ❝ ❞ نزار أباظة ❝ ❞ عبد الوهاب عبد السلام طويلة ❝ ❞ سيد سليمان الندوي ❝ ❞ محمد العبده ❝ ❞ أحمد العلاونة ❝ ❞ سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني أبو داود ❝ ❞ مصطفى سعيد الخن ❝ ❞ محمد عيسى الحريري ❝ ❞ محمد تقي العثماني ❝ ❞ أمينة عمر الخراط ❝ ❞ محمد الدسوقي ❝ ❞ حسن ظاظا ❝ ❞ د.كمال إبراهيم مرسي ❝ ❞ محمد الزحيلي ❝ ❞ الإمام العز بن عبد السلام ❝ ❞ عبد الرزاق الكيلاني ❝ ❞ د أحمد عرفة ❝ ❞ أمين رويحه ❝ ❞ د.خلدون الأحدب ❝ ❞ عبد الحليم أبو شقة ❝ ❞ إياد خالد الطباع ❝ ❞ شاكر مصطفى ❝ ❞ محمد أبو الفتح البيانوني ❝ ❞ إبراهيم محمد العلي ❝ ❞ عبد الستار الشيخ ❝ ❞ فتيحة فرحاتي ❝ ❞ أحمد عبد الرحيم مصطفى ❝ ❞ عبد الله التل ❝ ❞ د. فاروق عمر فوزي ❝ ❞ محمد عبد الوهاب خلاف ❝ ❞ المستشار محمد عزت الطهطاوي ❝ ❞ د. يحى الخشاب ❝ ❞ محمد محمد حسن شراب ❝ ❞ صفوان بن عدنان داوودي ❝ ❞ جودة محمود الطحلاوي ❝ ❞ محيي الدين مستو ❝ ❞ حسين والي ❝ ❞ عبدالسلام عبدالعزيز فهمي ❝ ❞ أحمد بن عبد الله الباتلي ❝ ❞ محمد أكرم الندوي ❝ ❞ علي أحمد الندوي ❝ ❞ أبو منصور الجواليقي ❝ ❞ محمد عبد الله أبو صعيليك ❝ ❞ مغلطاي بن قليج ❝ ❞ مجاهد مأمون ديرانية ❝ ❞ سهير الدلال ❝ ❞ باسل شيخو ❝ ❞ نزيه حماد ❝ ❞ محمد نبيل النشواتي ❝ ❞ إبراهيم محمد الجرمي ❝ ❞ مفرح بن سليمان القوسي ❝ ❞ مشهور بن حسن آل سلمان أبو عبيدة ❝ ❞ محمد حسن بريغش ❝ ❞ فاروق حمادة ❝ ❞ سائد بكداش ❝ ❞ إبراهيم أمين الجاف الشهرزوري البغدادي ❝ ❞ د.محمد مطيع الحافظ ❝ ❞ ابو الحسن على الحسنى الندوى ❝ ❞ رفيق يونس المصري ❝ ❞ الرحبي المارديني البقري ❝ ❞ أحمد بن محمد بن أحمد السمرقندي الحدادي ❝ ❞ د. عزية على طه ❝ ❞ د. رؤوف شلبى ❝ ❞ طه عبد المقصود عبية ❝ ❞ وهبي سليمان غاوجي ❝ ❞ مازن صلاح مطبقاني ❝ ❞ عزية علي طه ❝ ❞ طه ياسين ❝ ❞ سامي مكي العاني ❝ ❞ د. عبد المنعم أبوبكر ❝ ❞ محمد رحمة الله الندوي ❝ ❞ قاسم بن قطلوبغا السودوني أبو الفداء ❝ ❞ محمد عثمان جمال ❝ ❞ د. محمد رزق سليم ❝ ❞ كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي ❝ ❞ عدنان محمد زرزور ❝ ❞ العز بن عبد السلام ❝ ❞ عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان ❝ ❞ أد سلوى الملا ❝ ❞ الدكتور ف عبد الرحيم ❝ ❞ حامد محمد خليفة ❝ ❞ محمد بن محمد بن أحمد الغزال الدمشقي سبط المارديني ❝ ❞ عبد التواب هيكل ❝ ❞ د. بول غليونجى ❝ ❞ ذاكر الاعظمي ❝ ❞ عبد الحميد صديقى ❝ ❞ محمد عزت الطهطاوي ❝ ❞ سماء زكي المحاسني ❝ ❞ عصام تليمة ❝ ❞ بديع السيد اللحام ❝ ❞ مثنى أمين الكردستاني ❝ ❞ عبد العزيز سيد هاشم الغزولي ❝ ❞ سيد محمد عاشور ❝ ❞ باولو فرايرى ❝ ❞ رمزي نعناعة ❝ ❞ مازن المبارك ❝ ❞ إبراهيم باجس عبد المجيد المقدسي ❝ ❞ عمر بن علي بن سمرة الجعدي ❝ ❞ يوسف يوسف ❝ ❞ عبد الحميد طهماز ❝ ❞ محمد فوزي فيض الله ❝ ❞ سيف الله أحمد فاضل ❝ ❞ ليلى الخضري ❝ ❞ راشد المبارك ❝ ❞ د.عبدالله محمد الرشيد ❝ ❞ عبد المجيد محمد السوسوة ❝ ❞ محمد علي كاتبي ❝ ❞ هلا أمون ❝ ❞ تقي الدين الندوي المظاهري ❝ ❞ عبد الله نومسوك ❝ ❞ محمدعلي البركوي ❝ ❞ محمد اجتباء الندوي ❝ ❞ بسمة أحمد جستنية ❝ ❞ محمد ياسر القضماني ❝ ❞ د. زهير أحمد السباعى د. محمد على البار ❝ ❞ ولي الدين الندوي ❝ ❞ لقمان الحكيم ❝ ❞ جميل سلطان ❝ ❞ مشهور بن حسن محمود آل سلمان ❝ ❞ عائدة راغب الجراح ❝ ❞ عبد الله محمود ❝ ❞ إسرائيل بن شموئيل الأورشليمى ❝ ❞ حازم زكريا محيي الدين ❝ ❞ د. أحمد نصرى ❝ ❞ مصطفى كمال عبدالعليم وسيد فرج راشد ❝ ❞ عياده أيوب الكبيسي ❝ ❞ الحسين الشبوكي ❝ ❞ علي بن محمد بن عبد الملك ابن القطان أبو الحسن ❝ ❞ ماجد لحام ❝ ❞ عبد الوهاب عبد السلام طويلة و د. محمد أمين شاكر حلواني ❝ ❞ أبو الأعلى المودي ❝ ❞ محمد عطية خميس ❝ ❞ عبد الوهاب عبد السلام الطويلة ❝ ❞ عبد الناصر أبو البصل ❝ ❞ عبد الرازق عيسى ❝ ❞ عماد زكى ❝ ❞ إبراهيم محمد العلي، إبراهيم باجس عبد المجيد ❝ ❞ عبد الله محمود الطنطاوي ❝ ❞ عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف ❝ ❞ عصام الغمامي ❝ ❱.المزيد.. كتب دار القلم للنشر والتوزيع