❞ كتاب قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات ❝  ⏤ عبدالله بن محمد الجهني

❞ كتاب قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات ❝ ⏤ عبدالله بن محمد الجهني

قال المؤلف:
إن من أشرف العلوم على الاطلاق : العلم بالله عز وجل , والتعرف عليه , بمعرفة أسمائه وصفاته .

ولما كان الإيمان بالله أحد أركان الإيمان الستة التي لا يصح إيمان عبد إلا بتحقيقها , ولا يتحقق الإيمان بالله إلا بالإيمان بأسماء الله عز وجل وصفاته على وفق مراد الله , كانت معرفة ذلك من أسنى المطالب , وأشرف المقاصد .

وإن من الجهل الفاضح أن يقضي الإنسان عمره في تعلم أمور كثيرة شرعية , وغير شرعية , ثم يكون من أجهل الناس بربه , وما له من صفات الجلال والكمال .

وإن من التقصير البين أن تحيط نعم الله بالعبد صباح مساء , وهو في غفلة عن مشاهدة ذلك , فلا يلتفت لحفظ الله له في كل لحظة , ولا لستر الله عليه وهو يعصيه , ولا لإمداد الله له بالصحة والعافية والمال و...

إن الإيمان بأسماء الله وصفاته على الحقيقة يجعل العبد دائم المراقبة لله تعالى , فلا يغيب عنه لحظه علم الله بالسر وأخفى , وأنه السميع البصير , الذي لا تخفى عليه خافية .

ويجعله يعيش بين الخوف والرجاء , فينظر إلى سعة رحمة الله , وحلمه , وواسع مغفرته , فتطمع نفسه بتلك المكارم , ويحسن الظن بربه .

ويطالع ما وصف الله به نفسه من أنه شديد العقاب , وأنه يمكر بالماكرين , ويكيد للكائدين , فيخشى من ذلك .

ومن ثمرات التعرف على أسماء الله وصفاته : أن العبد يعرف قدره وحجمه , فلا يتعالى ولا يتكبر .

ولذا فإن العناية بهذا الباب من أعظم الأسباب لحياة القلب , وزيادة الإيمان , ولهذا كانت آي القرآن أكثرها في هذا الباب لمن تدبر ذلك .

يقول ابن تيمية : والقرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة , والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدراً من آيات المعاد , فأعظم آية في القرآن ( آية الكرسي ) المتضمنة لذلك , كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي أنه قال لأبي بن كعب : أتدري أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) فضرب بيده في صدره وقال : ليهنك العلم أبا المنذر .

وأفضل سورة ( سورة أم القرآن ) كما ثبت ذلك في حديث أبي سعيد بن المعلى في الصحيح قال له النبي : إنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها , وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته .

وفيها من ذكر أسماء الله وصفاته أعظم مما فيها من ذكر المعاد .

وقد ثبت في الصحيح عنه من غير وجه أن ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن .
وثبت في الصحيح أنه بشر الذي كان يقرأها ويقول : إني لأحبها لأنها صفة الرحمن , بأن الله يحبه . فبين أن الله يحب من يحب ذكر صفاته سبحانه وتعالى , وهذا باب واسع أ.هـ

إن من المؤسف أن تكون دراسة هذا الباب العظيم ردة فعل لأقوال المنحرفين في هذا الباب من طوائف أهل البدع والضلال , بعيداً عن معايشة آثار تلك الأسماء والصفات .

وقد كان السلف الصالح يعيشون ظلال تلك المعاني دون التقعر والتعمق فيما لا يعنيهم .

سمع أعرابي النبي يقول ( يضحك ربنا ) فقال الأعرابي : لا نعدم الخير من رب يضحك .

وفي قصة المجادلة قالت عائشة : سبحان من وسع سمعه الأصوات , إني لفي الحجرة وإنه ليخفى علي بعض حديثها!
عبدالله بن محمد الجهني - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات ❝ ❞ أ كثر من مائة خطأ في الصلاة من كلام ابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة ❝ ❞ بدر التمام في شرح نواقض الإسلام ❝ ❞ الأصول في مسائل الفقه كتاب الحج ❝ ❞ الوجيز في شرح التوحيد ج4، 5 ❝ ❞ المحصول في شرح ثلاثة الأصول ❝ ❞ الوجيز في شرح التوحيد ج2، 3 ❝ ❞ التعليقات السنية على الفتوى الحموية ❝ ❞ التنبيهات في شرح كشف الشبهات (ت: الجهني) ❝ ❱
من توحيد الأسماء والصفات - مكتبة .


اقتباسات من كتاب قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات

نبذة عن الكتاب:
قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات

قال المؤلف:
إن من أشرف العلوم على الاطلاق : العلم بالله عز وجل , والتعرف عليه , بمعرفة أسمائه وصفاته .

ولما كان الإيمان بالله أحد أركان الإيمان الستة التي لا يصح إيمان عبد إلا بتحقيقها , ولا يتحقق الإيمان بالله إلا بالإيمان بأسماء الله عز وجل وصفاته على وفق مراد الله , كانت معرفة ذلك من أسنى المطالب , وأشرف المقاصد .

وإن من الجهل الفاضح أن يقضي الإنسان عمره في تعلم أمور كثيرة شرعية , وغير شرعية , ثم يكون من أجهل الناس بربه , وما له من صفات الجلال والكمال .

وإن من التقصير البين أن تحيط نعم الله بالعبد صباح مساء , وهو في غفلة عن مشاهدة ذلك , فلا يلتفت لحفظ الله له في كل لحظة , ولا لستر الله عليه وهو يعصيه , ولا لإمداد الله له بالصحة والعافية والمال و...

إن الإيمان بأسماء الله وصفاته على الحقيقة يجعل العبد دائم المراقبة لله تعالى , فلا يغيب عنه لحظه علم الله بالسر وأخفى , وأنه السميع البصير , الذي لا تخفى عليه خافية .

ويجعله يعيش بين الخوف والرجاء , فينظر إلى سعة رحمة الله , وحلمه , وواسع مغفرته , فتطمع نفسه بتلك المكارم , ويحسن الظن بربه .

ويطالع ما وصف الله به نفسه من أنه شديد العقاب , وأنه يمكر بالماكرين , ويكيد للكائدين , فيخشى من ذلك .

ومن ثمرات التعرف على أسماء الله وصفاته : أن العبد يعرف قدره وحجمه , فلا يتعالى ولا يتكبر .

ولذا فإن العناية بهذا الباب من أعظم الأسباب لحياة القلب , وزيادة الإيمان , ولهذا كانت آي القرآن أكثرها في هذا الباب لمن تدبر ذلك .

يقول ابن تيمية : والقرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة , والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدراً من آيات المعاد , فأعظم آية في القرآن ( آية الكرسي ) المتضمنة لذلك , كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي أنه قال لأبي بن كعب : أتدري أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) فضرب بيده في صدره وقال : ليهنك العلم أبا المنذر .

وأفضل سورة ( سورة أم القرآن ) كما ثبت ذلك في حديث أبي سعيد بن المعلى في الصحيح قال له النبي : إنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها , وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته .

وفيها من ذكر أسماء الله وصفاته أعظم مما فيها من ذكر المعاد .

وقد ثبت في الصحيح عنه من غير وجه أن ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن .
وثبت في الصحيح أنه بشر الذي كان يقرأها ويقول : إني لأحبها لأنها صفة الرحمن , بأن الله يحبه . فبين أن الله يحب من يحب ذكر صفاته سبحانه وتعالى , وهذا باب واسع أ.هـ

إن من المؤسف أن تكون دراسة هذا الباب العظيم ردة فعل لأقوال المنحرفين في هذا الباب من طوائف أهل البدع والضلال , بعيداً عن معايشة آثار تلك الأسماء والصفات .

وقد كان السلف الصالح يعيشون ظلال تلك المعاني دون التقعر والتعمق فيما لا يعنيهم .

سمع أعرابي النبي يقول ( يضحك ربنا ) فقال الأعرابي : لا نعدم الخير من رب يضحك .

وفي قصة المجادلة قالت عائشة : سبحان من وسع سمعه الأصوات , إني لفي الحجرة وإنه ليخفى علي بعض حديثها!

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

قال المؤلف: 
إن من أشرف العلوم على الاطلاق : العلم بالله عز وجل , والتعرف عليه , بمعرفة أسمائه وصفاته .

ولما كان الإيمان بالله أحد أركان الإيمان الستة التي لا يصح إيمان عبد إلا بتحقيقها , ولا يتحقق الإيمان بالله إلا بالإيمان بأسماء الله عز وجل وصفاته على وفق مراد الله , كانت معرفة ذلك من أسنى المطالب , وأشرف المقاصد .

وإن من الجهل الفاضح أن يقضي الإنسان عمره في تعلم أمور كثيرة شرعية , وغير شرعية , ثم يكون من أجهل الناس بربه , وما له من صفات الجلال والكمال .

وإن من التقصير البين أن تحيط نعم الله بالعبد صباح مساء , وهو في غفلة عن مشاهدة ذلك , فلا يلتفت لحفظ الله له في كل لحظة , ولا لستر الله عليه وهو يعصيه , ولا لإمداد الله له بالصحة والعافية والمال و...

إن الإيمان بأسماء الله وصفاته على الحقيقة يجعل العبد دائم المراقبة لله تعالى , فلا يغيب عنه لحظه علم الله بالسر وأخفى , وأنه السميع البصير , الذي لا تخفى عليه خافية .

ويجعله يعيش بين الخوف والرجاء , فينظر إلى سعة رحمة الله , وحلمه , وواسع مغفرته , فتطمع نفسه بتلك المكارم , ويحسن الظن بربه .

ويطالع ما وصف الله به نفسه من أنه شديد العقاب , وأنه يمكر بالماكرين , ويكيد للكائدين , فيخشى من ذلك .

ومن ثمرات التعرف على أسماء الله وصفاته : أن العبد يعرف قدره وحجمه , فلا يتعالى ولا يتكبر .

ولذا فإن العناية بهذا الباب من أعظم الأسباب لحياة القلب , وزيادة الإيمان , ولهذا كانت آي القرآن أكثرها في هذا الباب لمن تدبر ذلك .

يقول ابن تيمية : والقرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة , والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدراً من آيات المعاد , فأعظم آية في القرآن ( آية الكرسي ) المتضمنة لذلك , كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي  أنه قال لأبي بن كعب : أتدري أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) فضرب بيده في صدره وقال : ليهنك العلم أبا المنذر .

وأفضل سورة ( سورة أم القرآن ) كما ثبت ذلك في حديث أبي سعيد بن المعلى في الصحيح قال له النبي : إنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها , وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته . 

وفيها من ذكر أسماء الله وصفاته أعظم مما فيها من ذكر المعاد . 

 وقد ثبت في الصحيح عنه من غير وجه أن ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن .
 وثبت في الصحيح أنه بشر الذي كان يقرأها ويقول : إني لأحبها لأنها صفة الرحمن , بأن الله يحبه . فبين أن الله يحب من يحب ذكر صفاته سبحانه وتعالى , وهذا باب واسع أ.هـ 

إن من المؤسف أن تكون دراسة هذا الباب العظيم ردة فعل لأقوال المنحرفين في هذا الباب من طوائف أهل البدع والضلال , بعيداً عن معايشة آثار تلك الأسماء والصفات .

وقد كان السلف الصالح يعيشون ظلال تلك المعاني دون التقعر والتعمق فيما لا يعنيهم .

سمع أعرابي النبي  يقول ( يضحك ربنا ) فقال الأعرابي : لا نعدم الخير من رب يضحك .

وفي قصة المجادلة قالت عائشة : سبحان من وسع سمعه الأصوات , إني لفي الحجرة وإنه ليخفى علي بعض حديثها!

أهل السُّنَّة والجماعة هم أكبر مجموعة دينية إسلامية من المسلمين في معظم الفترات من تاريخ الإسلام، وينتسب إليهم غالبية المسلمين، ويُعرِّف بهم علماؤهم أنهم هم المجتمعون على اتباع منهج السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأصحاب المذاهب الفقهية المعتبرة من فقهاء أهل الرأي وأهل الحديث، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم وأخذ عنهم طريقتهم بالنقل والإسناد المتصل. ولم تكن هذه التسمية مصطلحا متعارفا عليه في بداية التاريخ الإسلامي حيث لم يكن هناك انقسام ولا تفرق، وإنما ظهرت هذه التسمية تدريجياً بسبب ظهور الفرق المنشقة عن جماعة المسلمين تحت مسميات مختلفة، وكان لقب أهل السنة يطلق على أهل العلم من أئمة الصحابة ومن تبع طريقتهم المسلوكة في الدين، حيث ورد في مقدمة صحيح مسلم عن ابن سيرين أنه لما وقعت أحداث مقتل الخليفة عثمان بن عفان، والتي يشير إليها باسم "الفتنة" أنه قال: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم»، فالأئمة في الدين من الصحابة ومن تبعهم بإحسان هم أهل السنة أي: أصحاب الطريقة المتبعة في الدين باعتبار أن طريقتهم التي كانوا عليها قائمة على اتباع منهاج الهدي النبوي حيث نقلوا علم الدين بعمومه، واستند عليه علمهم فيما بينوه وفيما استنبطوه وفق أصول الشريعة.

كان أخذ علم الدين مختصا بالحاملين له من الصحابة وكانوا في صدر الإسلام يسمونهم القراء لقراءتهم القرآن وعلمهم في الدين، وبحسب ما ذكر ابن خلدون أنه بعد تمكن الاستنباط الفقهي وكمل الفقه وصار علما بدلوا باسم الفقهاء والعلماء بدلا من القراء، وانتقل علم الصحابة إلى التابعين وأخذ عنهم الأئمة من بعدهم، ثم انقسم الفقه فيهم إلى: طريقة أهل الرأي في العراق ومقدم جماعتهم الذي استقر المذهب فيه وفي أصحابه أبو حنيفة، وطريقة أهل الحديث في الحجاز وإمامهم مالك بن أنس والشافعي من بعده.

بعد القرن الهجري الثاني بحسب ما ذكر ابن خلدون وغيره أن جماعة من السلف تعلقوا بظواهر نصوص متشابهة وبالغوا في إثبات الصفات فوقعوا في التجسيم، وبالمقابل فأن المعتزلة بالغوا في التنزيه فأنكروا صفات ثابتة، وأما أهل السنة حينها فكان منهم جماعة مثل: أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وآخرون أخذوا بمنهج المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث كمالك بن أنس وغيره فقالوا في النصوص المتشابهة: نؤمن بها كما هي ولا نتعرض لتأويلها، وكان جماعة من أهل السنة في عصر السلف أيدوا عقائد السلف بحجج كلامية وبراهين أصولية. بعد حدوث بدعة المعتزلة والمشبهة وغيرها وانتشار مقولاتهم في أواخر عصر السلف بحسب ما ذكر ابن خلدون وغيره قام أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي بإيضاح عقائد السلف من أهل السنة ودفع الشبه عنها وتأييدها بالأدلة العقلية والنقلية بمناهج كلامية وكتبا عن مقالات الفِرق، فكان من ذلك تمايز هذه الفِرق التي كتب العلماء عنها في "كتب الفِرق" جلها في القرن الرابع الهجري ومنهم عبد القاهر البغدادي من فقهاء المذهب الشافعي في كتابه: "الفَرق بين الفِرق"، ذكر فيه أهل السنة والجماعة هي الفِرقة الثالثة والسبعون وأنهم جماعة واحدة من فريقي الرأي والحديث، وكلهم متفقون على قول واحد في أصول الدين، وربما اختلفوا في بعض فروعها اختلافا لا يوجب تضليلا ولا تفسيقا، وكانت التسمية تطلق على أهل السنة والجماعة تمييزا لهم عن الخوارج والمعتزلة والمجسمة وفرق التشيع وغيرها من الفِرق.

والسُّنة لغةً الطريقة والسيرة، وتكون بمعنى الطريقة المسلوكة في الدين، أو المثال المتبع والإمام المؤتم به، أو في مقابل البدعة، ويختلف معنى السنة عند علماء الشريعة بحسب المقصود منها. قال الشافعي: «إطلاق السنة يتناول سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم». وسنة الرسول منهج لكل المسلمين، فهو إمام الأمة وأولى الناس بأمته ومعلمهم الأول، والمقصود بالسنة التي دلت نصوص الشرع على لزومها ووجوب اتباعها هي الطريقة النبوية المشار إليها في النصوص إشارة نوعية لا شخصية، قال العيني: السُّنَّة: «طريقة النبي صلى الله عليه وسلم» وسنته طريقته في الدين وسبيله إلى الله وعلمه ومنهجه وهديه الذي كان عليه هو وأصحابه، فإنهم أخذوا عنه علم الدين واهتدوا بهديه وكانوا من بعده قدوة للأمة، فالسنة هي الطريقة المسلوكة في الدين التي كان عليها هو وأصحابه والخلفاء الراشدون من بعده في الهدى والعلم والعمل والاعتقاد، وهذه الطريقة عند أئمة أهل السنة والجماعة هي المثال المتبع في الدين، الذي كان عليه الخلفاء الراشدون وأئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فيشمل سنة الخلفاء الراشدين ومن سار سيرتهم من أئمة الإسلام المجتهدين في الأحكام فإنهم خلفاؤه من بعده المبلغون عنه الحاملون لهديه، واتباع طريقتهم في الدين عند الاختلاف هو اتباع لطريقته في الرجوع إليهم فيما أشكل من الأمور، واتباعهم فيما اجتهدوا فيه واجتمعوا عليه بعد عصر النبوة، لكونه اتباعا لسنة ثبتت عندهم لم تنقل إلينا، أو اجتهادا مجتمعا عليه منهم أو من خلفائهم؛ فإن إجماعهم إجماع. ويدخل كل ما حدث منهم مثل جمع القرآن في مصحف واحد وتدوين الدواوين وكتب العلم وغير ذلك من الأمور لكونها موافقة لأصول الدين وإن أحدثت بعد عصر النبوة. قال الله تعالى: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله... الآية﴾[النساء:80] وقال تعالى: ﴿يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم... الآية﴾[النساء:59].

فالسنة عند أئمة أهل السنة والجماعة هي هذه الطريقة المأمور في الشرع باتباعها على أساس أن اتباع هؤلاء الأئمة قائم على اتباع هدي النبوة الذي هو سبيل الاهتداء إلى الصراط المستقيم. والمتفقون على هذه الطريقة هم الجماعة وهم أهل العلم الشرعي. والجماعة في هذه التسمية تشير إلى جماعة أهل السنة والجماعة من معنى الاجتماع على هذه الطريقة. وقد جاء في الحديث الأمر باتباع السنة واجتناب البدعة، وأهل السنة والجماعة يفسرون البدعة بمعناها الشرعي بأنها البدعة في الدين التي لا أصل لها في الشريعة، وهي التي ورد في الشرع ذمها ووصف صاحبها بالضلال والموعود عليها بالنار، وهي عندهم تشمل صنوف البدع التي استحدثتها الفرق التي ظهرت في العصور المتقدمة من التاريخ الإسلامي، مثل: بدع الخوارج ومن تبعهم والقدرية والمجسمة وغيرهم، وكانت أول بدعة ظهرت في الإسلام فتنة الخوارج الذين انشقوا عن جماعة المسلمين وأعلنوا خروجهم عن علي بن أبي طالب، وغالوا في الوعيد فقالوا بتكفير العصاة وتخليدهم في النار، واتخذوا من تكفير المسلمين مبررا للخروج على ولاة الأمر واستباحوا بذلك دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم بغير حق، وقصروا الإيمان على جماعتهم، وتشعبت منهم فرق كثيرة.

وأهل السنة والجماعة هم السواد الأعظم من أهل العلم الشرعي أصحاب المذاهب الفقهية الأئمة المجتهدون وعلماء الشريعة عبر التاريخ الإسلامي، ويدخل فيهم من سواهم ممن تبعهم ووافقهم من المسلمين، واستقر الفقه عندهم في عصور المتأخرين على تقليد المذاهب الأربعة في الأمصار وعمل كل فقلد بمذهب من قلده، وأئمتهم المتقدمون قد اتفقوا على قول واحد في أصول الاعتقاد، وعلى صحة خلافة الخلفاء الأربعة الأوائل: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ويؤمنون بعدالة كل الصحابة، وبوجوب السكوت عما جرى بين الصحابة، وإثبات أجر الاجتهاد لهم، ولا يكفرون أحدا من أهل القبلة بذنب يرتكبه، واتفقوا على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور وعدم جواز الخروج عليهم. وإن كانوا عصاة، قال النووي: «وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين».



حجم الكتاب عند التحميل : 696 كيلوبايت .
نوع الكتاب : doc.
عداد القراءة: عدد قراءة قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات docقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات doc
يمكن تحميلة من هنا 'http://www.microsoftstore.com/store/msmea/ar_EG/pdp/Office-365-Personal/productID.299498600'

المؤلف:
عبدالله بن محمد الجهني - Abdullah bin Mohammed Al Juhani

كتب عبدالله بن محمد الجهني ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات ❝ ❞ أ كثر من مائة خطأ في الصلاة من كلام ابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة ❝ ❞ بدر التمام في شرح نواقض الإسلام ❝ ❞ الأصول في مسائل الفقه كتاب الحج ❝ ❞ الوجيز في شرح التوحيد ج4، 5 ❝ ❞ المحصول في شرح ثلاثة الأصول ❝ ❞ الوجيز في شرح التوحيد ج2، 3 ❝ ❞ التعليقات السنية على الفتوى الحموية ❝ ❞ التنبيهات في شرح كشف الشبهات (ت: الجهني) ❝ ❱. المزيد..

كتب عبدالله بن محمد الجهني