❞ كتاب أقصوصات وخواطر ❝ ⏤ عبدالرحمن الخالدي
هذا الكتاب هو مجموعة من القصص الخيالية والخواطر التى جرت على لسان كاتبها من اجل العبرة والموعظة مثل قصة حسن الخاتمة وايمان ملحد والمزيد من القصص التى تدعو الى الموعظة الحسنة
رسالة إلى كل من يقول بماذا أنعم الله عليّ..لن أتكلم هنا عن نعم الله التي في جسمك؛ من نعمة سمع، وبصر، وغيرها فهي لا تعد ولا تحصى. فأنت تملك عينين وغيرك لا يملك، وتملك يدين وغيرك لا يملك إلا واحدة أو ربما من دونهما، وغيرها من تلك النعم الظاهرية التي لو جلست يومًا كاملًا لن تحصيها لأن الله يقول (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
ولكني سأتكلم قليلاً عن نعمةٍ ربما لا تشعر بها لإنك وُلِدتَ وقد وُلِدَتْ معك.
إن من أعظم نعم الله عليك بل أعظمها على الإطلاق هي أن جعلك مسلماً وأخرجك من أبٍ وأمٍ مسلمين، وجعلك تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
فتخيل نفسك لو كنت تملك الملايين وتملك العقارات والسيارات ولكنك لا تؤمن بالله الواحد القهار، فقط لإنك ملحد ولا تؤمن بوجود إله فبماذا ستنفعك أموالك حينها؟ أو تخيل نفسك وأنت تعبد بقرةً أو صنماً أو جرذاً أو غير ذلك! إنها والله لحسرةٌ وندامة.
أو تخيل نفسك وأنت تمتلك عقلاً بارعاً وأنت من أهم العلماء على وجه الأرض ولكن عقلك هذا لم يدلك على الطريق الصحيح وصرت تعبد من لا يضر ولا ينفع، ليس هذا وحسب بل بالرغم من كل ذلك العلم الذي تحمله أنت تغتسل في نهرٍ مملوءٍ بالنجاسات والجراثيم والأمراض وأنت مؤمنٌ بأنَّ هذا النهر يغسل خطاياك؛
يالخسارتك وتفاهة عقلك وذهاب علمك سدًى، في الحقيقة
إن من واجبك أن تشكر الله في كل سجود على أن هداك لهذا الطريق وجعلك من أمة خير الأنام: محمد عليه الصلاة والسلام، وتسأله الثبات على الإسلام وأن لا يزيغ قلبك فتموت على الضلالة، فإنك إن متَّ مسلماً موحداً فغمسة واحدة في الجنة ستنسيك كل تعبٍ أو ضيقٍ أو مرضٍ أو حزنٍ في الدنيا،
وإن متَّ على غير ذلك فغمسة واحدة في نار جهنم ستنسيك كل ذرةٍ من الراحة التي عشتها في دنياك. ولا تنسَ أن تستغفر الله سبحانه من كل تقصيرٍ في حقه وفي عبادته، ولا تركض وراء الدنيا فهي لم تنفع من كان قبلك حتى تنفعك أنت، ولا تغتر بنفسك أبداً فأنت لا تدري بماذا يختم لك.
عبدالرحمن الخالدي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أقصوصات وخواطر ❝ الناشرين : ❞ دار المستقبل العربي ❝ ❱
من كتب النقد الأدبي - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.