❞ كتاب من أسرار الصيام وحكمه ❝  ⏤ عبد الكريم بن صنيتان العمري

❞ كتاب من أسرار الصيام وحكمه ❝ ⏤ عبد الكريم بن صنيتان العمري

كل العبادات إنما جاءت لانتشال الفرد من مستنقع الروتين الوظيفي الدنيوي الترابي، وزراعته في قلب الفعل الاجتماعي المؤمن، حيث تتجلى قيم خلافة الله في الأرض، وإعمارها وفق الشريعة الإلهية الخالدة.

ولا يمكن إنكار دور العبادات في تنظيم الحياة الدنيا، ونيلِ السعادة السرمدية في الآخرة. وكل هذا يعود على الفرد بالطمأنينة والاتزان النفسي والقوةِ المادية.

فاللهُ تعالى هو خالق الإنسان، وأعلم به منه، ويعرف -سُبحانَه وتعالى- ما يُصلح الإنسانَ وما يُفسده.

ولم يتم تشريع العبادات للتضييق على الناس، إنما شُرعت لإنقاذ الإنسان ومنحه الخلود في الدارين: خلودُ ذِكره الطَّيب في الدنيا، وخلوده في الجنة في الآخرة.

فالصَّوْمُ في الإسلام نوع من العبادات الهامة، وأصل الصَّوْمُ (ص و مـ)، يقال: صام صَوْمًا وصِيامًا أيضًا، في اللغة: مطلق الإمساك، أو الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن مريم: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا..﴾ أي: إمساكاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية».

ولا يقتصر على صوم شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صوم شهر رمضان من كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أو النذر أو الكفارة. وإما تطوع ويشمل: المسنون المؤكد، والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع تركه وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم عيدي الفطر والأضحى.

والصوم في الإسلام هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج النبي في تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهو بمعنى: «الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما أن صوم شهر رمضان من كل عام: فرض بإجماع المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه، وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة الفطر، وهو عند المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد الخير. وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: ﴿ْكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامَُ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..﴾

وحديث: «بني الإسلام على خمس..» وذكر منها: صوم رمضان، وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل علي غيره؟ أي: صوم رمضان، قال في الحديث: «لا، إلا أن تطوع شيئا». وصوم شهر رمضان من كل عام: فرض على كل مسلم مكلف مطيق للصوم غير مترخص بسبب المرض أو السفر، ولا يصح الصوم إلا من مسلم عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس.

وللصوم أحكام مفصلة في علم فروع الفقه، ومنها وجوب الصوم، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته، ومكروهاته، وأحكام الفطر، والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم، لدخول الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر، والإفطار، والقضاء والأداء وغير ذلك.

وللصوم فوائد حسية ومعنوية إذ أن فية تهذيب السلوك النفسي وتقويم اعوجاج النفس، وتغيير النمط الذي اعتاد الشخص عليه في حياته اليومية، وفي هذا تعليم لمعنى الطاعة والامتثال في عبادة الله، وتخليص النفس من قيود الهوى وتزكيتها وتهذيبها، وتعليم النفس معنى الصبر بالامتناع عن المفطرات، حتى يشعر الإنسان بحال الجائع والبائس الفقير، لتحصيل العطف والمودة والتراحم بين المجتمع. وفي الحديث: «وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ». بمعنى: أنه وقاية من النار، كما أن من فوائد الصوم في الإسلام أنه يعين على تهذيب النفس وكسر الشهوة لمن خاف على نفسه العزوبة، ويدل على هذا حديث: "عن إبراهيم عن علقمة قال بينا أنا أمشي مع عبد الله رضى الله تعالى عنه، فقال: كنا مع النبي ﷺ فقال: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»". فالزواج مستحب لمن يقدر عليه، ومن لم يقدر عليه فعليه بالصوم فإنه يكون له كالوجاء في كسر الشهوة، ولا وسيلة لذلك غير الصوم.

قال أبو جعفر الطبري: وأما تأويل قوله: ﴿لعلكم تتقون﴾ فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه، يقول: فرضت عليكم الصوم والكف عما تكونون بترك الكف عنه مفطرين، لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم. وبمثل الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

قال فخر الدين الرازي: في تفسير قوله تعالى: ﴿لعلكم تتقون﴾: أنه سبحانه بين بهذا الكلام أن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعا له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم، ولما اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى أن يقول عند إيجابها: ﴿لعلكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ لأن ما يمنع النفس عن المعاصي لا بد وأن يكون واجبا.

وذكر في معنى «لعل»: المعنى ينبغي لكم بالصوم أن يقوى وجاؤكم في التقوى وهذا معنى «لعل» في سياق الآية، والمعنى: ﴿لعلكم تتقون﴾ الله بصومكم وترككم للشهوات، فإن الشيء كلما كانت الرغبة فيه أكثر كان الاتقاء عنه أشق، والرغبة في المطعوم والمنكوح أشد من الرغبة في سائر الأشياء، فإذا سهل عليكم اتقاء الله بترك المطعوم والمنكوح؛ كان اتقاء الله بترك سائر الأشياء أسهل وأخف. ورابعها: المراد ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ إهمالها وترك المحافظة عليها بسبب عظم درجاتها وأصالتها. وخامسها: لعلكم تنتظمون بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين؛ لأن الصوم شعارهم.

قال ابن كثير في تفسيره: «لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة. وفيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»».

في هذا الكتاب تتعرف أكثر عن الفوائد الفقهية والإنسانية المكنونة داخل التشريع الإسلامي للصوم..
عبد الكريم بن صنيتان العمري - عبدالكريم بن صنيتان العمري عالم فقيه سعودي وهو أستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. له العديد من المؤلفات والبحوث المتعلقة بالفقه الإسلامي وأمن المجتمع.

❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ من أسرار الصيام وحكمه ❝ ❞ تسهيل المناسك ❝ ❞ صفحات رمضانية ❝ الناشرين : ❞ دار المآثر ❝ ❱
من المكتبة الرمضانية وكتب الصيام الفقه الإسلامي - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
من أسرار الصيام وحكمه

2006م - 1446هـ
كل العبادات إنما جاءت لانتشال الفرد من مستنقع الروتين الوظيفي الدنيوي الترابي، وزراعته في قلب الفعل الاجتماعي المؤمن، حيث تتجلى قيم خلافة الله في الأرض، وإعمارها وفق الشريعة الإلهية الخالدة.

ولا يمكن إنكار دور العبادات في تنظيم الحياة الدنيا، ونيلِ السعادة السرمدية في الآخرة. وكل هذا يعود على الفرد بالطمأنينة والاتزان النفسي والقوةِ المادية.

فاللهُ تعالى هو خالق الإنسان، وأعلم به منه، ويعرف -سُبحانَه وتعالى- ما يُصلح الإنسانَ وما يُفسده.

ولم يتم تشريع العبادات للتضييق على الناس، إنما شُرعت لإنقاذ الإنسان ومنحه الخلود في الدارين: خلودُ ذِكره الطَّيب في الدنيا، وخلوده في الجنة في الآخرة.

فالصَّوْمُ في الإسلام نوع من العبادات الهامة، وأصل الصَّوْمُ (ص و مـ)، يقال: صام صَوْمًا وصِيامًا أيضًا، في اللغة: مطلق الإمساك، أو الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن مريم: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا..﴾ أي: إمساكاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية».

ولا يقتصر على صوم شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صوم شهر رمضان من كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أو النذر أو الكفارة. وإما تطوع ويشمل: المسنون المؤكد، والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع تركه وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم عيدي الفطر والأضحى.

والصوم في الإسلام هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج النبي في تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهو بمعنى: «الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما أن صوم شهر رمضان من كل عام: فرض بإجماع المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه، وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة الفطر، وهو عند المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد الخير. وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: ﴿ْكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامَُ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..﴾

وحديث: «بني الإسلام على خمس..» وذكر منها: صوم رمضان، وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل علي غيره؟ أي: صوم رمضان، قال في الحديث: «لا، إلا أن تطوع شيئا». وصوم شهر رمضان من كل عام: فرض على كل مسلم مكلف مطيق للصوم غير مترخص بسبب المرض أو السفر، ولا يصح الصوم إلا من مسلم عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس.

وللصوم أحكام مفصلة في علم فروع الفقه، ومنها وجوب الصوم، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته، ومكروهاته، وأحكام الفطر، والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم، لدخول الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر، والإفطار، والقضاء والأداء وغير ذلك.

وللصوم فوائد حسية ومعنوية إذ أن فية تهذيب السلوك النفسي وتقويم اعوجاج النفس، وتغيير النمط الذي اعتاد الشخص عليه في حياته اليومية، وفي هذا تعليم لمعنى الطاعة والامتثال في عبادة الله، وتخليص النفس من قيود الهوى وتزكيتها وتهذيبها، وتعليم النفس معنى الصبر بالامتناع عن المفطرات، حتى يشعر الإنسان بحال الجائع والبائس الفقير، لتحصيل العطف والمودة والتراحم بين المجتمع. وفي الحديث: «وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ». بمعنى: أنه وقاية من النار، كما أن من فوائد الصوم في الإسلام أنه يعين على تهذيب النفس وكسر الشهوة لمن خاف على نفسه العزوبة، ويدل على هذا حديث: "عن إبراهيم عن علقمة قال بينا أنا أمشي مع عبد الله رضى الله تعالى عنه، فقال: كنا مع النبي ﷺ فقال: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»". فالزواج مستحب لمن يقدر عليه، ومن لم يقدر عليه فعليه بالصوم فإنه يكون له كالوجاء في كسر الشهوة، ولا وسيلة لذلك غير الصوم.

قال أبو جعفر الطبري: وأما تأويل قوله: ﴿لعلكم تتقون﴾ فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه، يقول: فرضت عليكم الصوم والكف عما تكونون بترك الكف عنه مفطرين، لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم. وبمثل الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

قال فخر الدين الرازي: في تفسير قوله تعالى: ﴿لعلكم تتقون﴾: أنه سبحانه بين بهذا الكلام أن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعا له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم، ولما اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى أن يقول عند إيجابها: ﴿لعلكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ لأن ما يمنع النفس عن المعاصي لا بد وأن يكون واجبا.

وذكر في معنى «لعل»: المعنى ينبغي لكم بالصوم أن يقوى وجاؤكم في التقوى وهذا معنى «لعل» في سياق الآية، والمعنى: ﴿لعلكم تتقون﴾ الله بصومكم وترككم للشهوات، فإن الشيء كلما كانت الرغبة فيه أكثر كان الاتقاء عنه أشق، والرغبة في المطعوم والمنكوح أشد من الرغبة في سائر الأشياء، فإذا سهل عليكم اتقاء الله بترك المطعوم والمنكوح؛ كان اتقاء الله بترك سائر الأشياء أسهل وأخف. ورابعها: المراد ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ إهمالها وترك المحافظة عليها بسبب عظم درجاتها وأصالتها. وخامسها: لعلكم تنتظمون بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين؛ لأن الصوم شعارهم.

قال ابن كثير في تفسيره: «لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة. وفيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»».

في هذا الكتاب تتعرف أكثر عن الفوائد الفقهية والإنسانية المكنونة داخل التشريع الإسلامي للصوم..

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

الصَّوْمُ في الإسلام نوع من العبادات الهامة، وأصل الصَّوْمُ (ص و مـ)، يقال: صام صَوْمًا وصِيامًا أيضًا، في اللغة: مطلق الإمساك، أو الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن مريم: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا..﴾ أي: إمساكاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية». 

ولا يقتصر على صوم شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صوم شهر رمضان من كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أو النذر أو الكفارة. وإما تطوع ويشمل: المسنون المؤكد، والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع تركه وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم عيدي الفطر والأضحى.

والصوم في الإسلام هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج النبي في تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهو بمعنى: «الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما أن صوم شهر رمضان من كل عام: فرض بإجماع المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه، وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة الفطر، وهو عند المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد الخير. وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: ﴿ْكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامَُ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..﴾

 وحديث: «بني الإسلام على خمس..» وذكر منها: صوم رمضان، وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل علي غيره؟ أي: صوم رمضان، قال في الحديث: «لا، إلا أن تطوع شيئا». وصوم شهر رمضان من كل عام: فرض على كل مسلم مكلف مطيق للصوم غير مترخص بسبب المرض أو السفر، ولا يصح الصوم إلا من مسلم عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس.

 وللصوم أحكام مفصلة في علم فروع الفقه، ومنها وجوب الصوم، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته، ومكروهاته، وأحكام الفطر، والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم، لدخول الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر، والإفطار، والقضاء والأداء وغير ذلك.

وللصوم فوائد حسية ومعنوية إذ أن فية تهذيب السلوك النفسي وتقويم اعوجاج النفس، وتغيير النمط الذي اعتاد الشخص عليه في حياته اليومية، وفي هذا تعليم لمعنى الطاعة والامتثال في عبادة الله، وتخليص النفس من قيود الهوى وتزكيتها وتهذيبها، وتعليم النفس معنى الصبر بالامتناع عن المفطرات، حتى يشعر الإنسان بحال الجائع والبائس الفقير، لتحصيل العطف والمودة والتراحم بين المجتمع. وفي الحديث: «وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ». بمعنى: أنه وقاية من النار، كما أن من فوائد الصوم في الإسلام أنه يعين على تهذيب النفس وكسر الشهوة لمن خاف على نفسه العزوبة، ويدل على هذا حديث: "عن إبراهيم عن علقمة قال بينا أنا أمشي مع عبد الله رضى الله تعالى عنه، فقال: كنا مع النبي ﷺ فقال: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»". فالزواج مستحب لمن يقدر عليه، ومن لم يقدر عليه فعليه بالصوم فإنه يكون له كالوجاء في كسر الشهوة، ولا وسيلة لذلك غير الصوم.

قال أبو جعفر الطبري: وأما تأويل قوله: ﴿لعلكم تتقون﴾ فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه، يقول: فرضت عليكم الصوم والكف عما تكونون بترك الكف عنه مفطرين، لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم. وبمثل الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

قال فخر الدين الرازي: في تفسير قوله تعالى: ﴿لعلكم تتقون﴾: أنه سبحانه بين بهذا الكلام أن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعا له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم، ولما اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى أن يقول عند إيجابها: ﴿لعلكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ لأن ما يمنع النفس عن المعاصي لا بد وأن يكون واجبا.

وذكر في معنى «لعل»: المعنى ينبغي لكم بالصوم أن يقوى وجاؤكم في التقوى وهذا معنى «لعل» في سياق الآية، والمعنى: ﴿لعلكم تتقون﴾ الله بصومكم وترككم للشهوات، فإن الشيء كلما كانت الرغبة فيه أكثر كان الاتقاء عنه أشق، والرغبة في المطعوم والمنكوح أشد من الرغبة في سائر الأشياء، فإذا سهل عليكم اتقاء الله بترك المطعوم والمنكوح؛ كان اتقاء الله بترك سائر الأشياء أسهل وأخف. ورابعها: المراد ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ إهمالها وترك المحافظة عليها بسبب عظم درجاتها وأصالتها. وخامسها: لعلكم تنتظمون بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين؛ لأن الصوم شعارهم.

قال ابن كثير في تفسيره: «لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة. وفيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»».

في هذا الكتاب تتعرف أكثر عن الفوائد الفقهية والإنسانية المكنونة داخل التشريع الإسلامي للصوم..

قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة : 183 ).  هذا أمرٌ إلهي بصوم رمضان الذي هو الإمساك عن كافة المفطِّرات مع النية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وفوائد الصيام لا يمكن حصرها، فهي تشتمل على تهذيب النفس وتطهيرها من الآثام والشوائب والأخلاق السيئة، وتضييق مسالك الشيطان عبر قطع الشهوة. فالصيامُ نظامٌ دِيني ودُنيوي ينتشل الفرد من مستنقع الماديات الروتينية ليعيد صناعته من جديد وفق منظور إيماني.

وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن صام يوماً في سبيل الله، باعدَ اللهُ وَجْهَه عن النار سبعين خريفاً" (متفق عليه). ومن الواضح من خلال آية الصيام أنه كان مفروضاً على أهل الكتاب الذين كانوا قبل أتباع الرسالة المحمدية الإسلامية. فالله تعالى يقول: " كما كُتب على الذين من قبلكم" في إشارة واضحة إلى أهل الكتاب. والجمهورُ على أن التشبيه واقع على نفس الصوم لا صيام رمضان.
 

الصيامُ جُنَّة، أي وقاية من الوقوع في المحرَّمات والشهوات والأخلاق القبيحة، ومانعٌ من النار، فمن صام يوماً لله باعد اللهُ النارَ عنه سبعين سنة. وعلى الصائم أن يبتعد عن الشهوة والصياح وكل الأخلاق الذميمة.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/ 178): (أما قوله: "كُتب " فمعناه فُرض. والمراد بالمكتوب فيه اللوح المحفوظ. وأما قوله: "كما " فاختلف في التشبيه الذي دلت عليه الكاف، هل هو على الحقيقة فيكون صيام رمضان قد كُتب على الذين من قبلنا، أو المراد مُطْلَق الصيام دون وقته وقَدْره… وفي قوله: " لعلكم تتقون " إشارة إلى أن من قبلنا كان فرض الصوم عليهم من قبيل الآصار (الأثقال)، التي كُلِّفوا بها. وأما هذه الأمة فتكليفها بالصوم ليكون سبباً لاتقاء المعاصي وحائلاً بينهم وبينها). وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يُفرض رمضان.. فلما فرض اللهُ رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن شاء أن يَصومه فَلْيَصُمْه، وَمَن شاء أن يتركه فليتركه -يعني صوم عاشوراء-" ( رواه البخاري واللفظ له ومسلم ).
 

وكل العبادات إنما جاءت لانتشال الفرد من مستنقع الروتين الوظيفي الدنيوي الترابي، وزراعته في قلب الفعل الاجتماعي المؤمن، حيث تتجلى قيم خلافة الله في الأرض، وإعمارها وفق الشريعة الإلهية الخالدة. ولا يمكن إنكار دور العبادات في تنظيم الحياة الدنيا، ونيلِ السعادة السرمدية في الآخرة. وكل هذا يعود على الفرد بالطمأنينة والاتزان النفسي والقوةِ المادية. فاللهُ تعالى هو خالق الإنسان، وأعلم به منه، ويعرف -سُبحانَه وتعالى- ما يُصلح الإنسانَ وما يُفسده. ولم يتم تشريع العبادات للتضييق على الناس، إنما شُرعت لإنقاذ الإنسان ومنحه الخلود في الدارين: خلودُ ذِكره الطَّيب في الدنيا، وخلوده في الجنة في الآخرة.
 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أَجزي به، والصيامُ جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يَرْفُث ولا يَصْخَب، فإن سَابَّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم. والذي نَفْس محمد بيده لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح، وإذا لقي رَبَّه فرح بصومه" (متفق عليه) وهذا الحديث يُقدِّم لنا منهجاً متكاملاً في فقه الصيام. فالصيامُ عبادةٌ خفية لا يدخلها الرياء مطلقاً لأنها متوارية عن أعين الناس. أما باقي العبادات كالصلاة والحج -مع فضلها الجليل- فيمكن أن يدخلها الرياءُ والسُّمعة، وحبُّ الظهور، واستمالةُ عيون الناس، واستدعاءُ انتباههم، فهي عبادات ظاهرية أمام عيون الناس وأسماعهم. أما الصيامُ فسرٌّ بين العبد وخالقه -تعالى-، لا يعلم وجودَه من عدمه سوى الله تعالى. لذلك كان الصيامُ لله تعالى يجزي به.
 

والصيامُ جُنَّة، أي وقاية من الوقوع في المحرَّمات والشهوات والأخلاق القبيحة، ومانعٌ من النار، فمن صام يوماً لله باعد اللهُ النارَ عنه سبعين سنة. وعلى الصائم أن يبتعد عن الشهوة والصياح وكل الأخلاق الذميمة. وهذا أمرٌ شاملٌ في حال الصوم أو عدمه.
 

والصيامُ سدٌّ منيع يحمي الإنسانَ من الغرق في الأخلاق الذميمة أو الانجرار إلى الخطايا المهلِكة. وهذه الحمايةُ الشاملة تجعل من الفرد كائناً نورانياً يمكن تمييزه بين الناس بسبب صفته وسَمْته، فهو ليس إنساناً عادياً أو عابرَ سبيل في هذه الحياة. إنه يملك بصمته الشخصية المؤثرة في مسار المجتمع الإنساني ومصيره. إنه ليس رقماً هامشياً يُضاف إلى أعداد البشر لأنه حاملُ الرسالة الإلهية إلى الناس، سائراً على خطى الأنبياء -عليهم السلام-. وهذا هو التميز الحقيقي بلا غرور أو تطاول على الآخرين.
 

الصائمُ له فرحتان: الأولى إذا أفطر فرح بِفِطْره، فقد أطاع اللهَ تعالى، وامتثل أمرَه، وأنهى يومَه على أحسن ما يُرام. وأيضاً يفرح بالطعام الطيب والشرابِ اللذيذ. والفرحة الثانية إذا لقي اللهَ فرح بثوابه العظيم ومكافأته التي لا تضيع.

وإن اعتدى أحدٌ على الصائم بشتمه أو مدافعته فليقل إني امرؤ صائم لكي يُذكِّر نفسَه ومن حوله بأنه في حالة إيمانية سامية لا تقبل الشتم والمجادَلة والمقاتَلة. فالصائمُ لا يقع ضحية جهل السفهاء أو كلماتهم الاستفزازية. أما تغيرُ رائحة فم الصائم فهو يؤذي من حول الصائم لأنهم يستقذرونها، لكنها عند الله تعالى أطيب من ريح المسك.
 

والصائمُ له فرحتان: الأولى إذا أفطر فرح بِفِطْره، فقد أطاع اللهَ تعالى، وامتثل أمرَه، وأنهى يومَه على أحسن ما يُرام. وأيضاً يفرح بالطعام الطيب والشرابِ اللذيذ. والفرحة الثانية إذا لقي اللهَ فرح بثوابه العظيم ومكافأته التي لا تضيع.

وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( 8/ 29): اختلف العلماء في معنى الحديث مع كَوْن جميع الطاعات لله تعالى، فقيل: سبب إضافته إلى الله تعالى أنه لَم يُعبَد أحدٌ غير الله تعالى به، فلم يُعظِّم الكفارُ في عصر من الأعصار معبوداً لهم بالصيام، وإن كانوا يُعظِّمونه بصورة الصلاة والسجود والصدقة والذِّكر وغير ذلك. وقِيل: لأن الصوم بعيد من الرياء لخفائه بخلاف الصلاة والحج والغزو والصدقة وغيرها من العبادات الظاهرة. وقيل: لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ، قاله الخطابي، قال: وقيل إن الاستغناء عن الطعام من صفات الله تعالى، فَتَقَرَّبَ الصائمُ بما يتعلق بهذه الصِّفة، وإن كانت صفات الله تعالى لا يُشبهها شيء. وقِيل: معناه أنا المنفرِد بِعِلم مقدار ثوابه أو تضعيف حسناته، وغيره من العبادات أظهرَ -سُبحانَه- بعضَ مخلوقاته على مقدار ثوابها، وقيل: هي إضافة تشريف).



سنة النشر : 2006م / 1427هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.1 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة من أسرار الصيام وحكمه

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل من أسرار الصيام وحكمه
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
عبد الكريم بن صنيتان العمري - AbdulKareem Al Emari

كتب عبد الكريم بن صنيتان العمري عبدالكريم بن صنيتان العمري عالم فقيه سعودي وهو أستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. له العديد من المؤلفات والبحوث المتعلقة بالفقه الإسلامي وأمن المجتمع. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ من أسرار الصيام وحكمه ❝ ❞ تسهيل المناسك ❝ ❞ صفحات رمضانية ❝ الناشرين : ❞ دار المآثر ❝ ❱. المزيد..

كتب عبد الكريم بن صنيتان العمري
الناشر:
دار المآثر
كتب دار المآثر ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ النظم الإسلامية وحاجة البشرية إليها ❝ ❞ التفسير الصحيح: موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ❝ ❞ تفسير القرآن (ابن المنذر) ❝ ❞ التفسير الصحيح [ موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ] ❝ ❞ من أسرار الصيام وحكمه ❝ ❞ الأوقاف الإسلامية ودورها الحضاري الماضي والحاضر والمستقبل ❝ ❞ تسهيل المناسك ❝ ❞ إمتاع المقلة في طرق تحمل الحديث ونقله ❝ ❞ تفسير القرآن ابن المنذر ❝ ❞ صفحات رمضانية ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ مرزوق بن هياس آل مرزوق الزهراني ❝ ❞ حكمت بشير ياسين ❝ ❞ إبراهيم بن المنذر النيسابوري أبو بكر ❝ ❞ عبد الكريم بن صنيتان العمري ❝ ❞ عبد الرحمن الجويبر ❝ ❞ عبد الرحمن بن إبرهيم الضحيان ❝ ❱.المزيد.. كتب دار المآثر