❞ كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب ❝  ⏤ يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر

❞ كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب ❝ ⏤ يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر

الاستيعاب في معرفة الأصحاب هو كتاب في ترجمة الصحابة، ألفه الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري المعروف بابن عبد البر (368-463)، يعتبر الكتاب من أوائل الكتب التي ألفت في الصحابة، وكان منهج المؤلف في كتابه أن كان يذكر الصحابي ومن روى عنه، وشيئا ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض أمور تتعلق به ووفاته وعمره.

جمع فيه ابن عبد البر ما استطاع جمعه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر ابن عبد البر في مقدمة كتابه الاستيعاب ما يلي:

الاستيعاب في معرفة الأصحابأما بعد فإن أولى ما نظر فيه الطالب وعُني به العالم بعد كتاب الله عز وجل سنن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فهي المبنية لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه والدالة على حدوده والمسرة له والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله من اتبعها اهتدى ومن سلك غير سبيلها ضل وغوى وولاه الله ما تولى، ومن أوكد آلات السنن المعنية عليها والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة وحفظوها عليه وبلغوها عنه وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى كمل بما نقلوه الدين وثبت بهم حجة الله على المسلمين فهم خير القرون وخير أمة أخرجت للناس الاستيعاب في معرفة الأصحاب
وقد أثنى ابن حزم الأندلسي على مجموع مؤلفات شيخه ابن عبد البر عامة، في معرض حديثه عن فضائل الأندلس، منوِّهًا خاصة بكتابه الاستيعاب قائلا:

ومنها كتابه في الصحابة [سماه كتاب الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنفات من الصحابة رضي الله عنهم، والتعريف بهم؛ وتلخيص أحوالهم ومنازلهم؛ وعيون أخبارهم على حروف المعجم، اثنا عشر جزءًا] ليس لأحد من المتقدمين مِثْله، على كَثْرة ما صنَّفوا في ذلك

أهمية الكتاب
يعد من الكتب الأساسية في التاريخ الإسلامي، وقد استفاد منه كثيرًا كلٌ من ابن الأثير وابن حجر.
يعد معجمًا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواة الحديث أيضًا، بما فيهم الرجال والنساء.
شمل الكتاب كل مسلم كان حيًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم استطاع المؤلف جمع معلومات عنه، وليس فقط من كان يعيش في المدينة.
مضمون الكتاب
قسم المؤلف كتابه إلى عدة أقسام:

1- المقدمة: كتب فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأولاده وفضائله وغزواته ونبوته. وأتى فيها على ذكر أهمية الاعتناء بالسنة النبوية، باعتبارها الأداة "المُبَيِّنَة لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه، والدالة على حدوده، والمفسرة له"، وأن معرفة ناقليها عن النبي؛ صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة، من أَوْكَدِ السُّبُل المُعِينَةِ على حفظها. ثم أوضح ثبوت عدالة الصحابة، وتحدث عن فضلهم ومنزلتهم. ذكر أنَّه يجب معرفة عن الصحابة: اسم الصحابي، ونسبه، والبحث عن سيرته للاقتداء بها، أما عدالته فهي من الأمور المسلم بها. ثم استعرض أسماء الكتب التي وضعها أصحابها في هذا اللون من الـتأليف، منتقدًا طريقة عرضهم لمضامين الترجمة قائلا: "نظرت إلى كثير مما صنفوه في ذلك وتأمّلت ما ألّفوه، فرأيتهم -رحمة الله عليهم- قد طوَّلوا في بعض ذلك وأكثروا من تكرار الرفع في الأنساب ومخارج الروايات"، في حين فاتهم استيعاب أخبار المترجمين لهم وبيان أحوالهم.

2- أسماء رجال الصحابة، وجعله أبوابًا.

3- كنى الرجال: فبعد انتهاءه من ذكر أسماء رجال الصحابة، بدأ بذكر كُناهم، ممن عرفوا بها ولم تُعرفهم أسماؤهم، أو كان الغالب مناداته بكنيته بدل اسمه.

4- أسماء نساء الصحابة: فذكر فيه الراويات وغيرهن ممن ذُكرت أسماؤهن في الروايات.

5- كنى النساء: وكما في كتاب كُنى الرجال، قام هنا بذكر أسماء النساء اللواتي اشتهرن بكنيتهن، سواء عرف اسمهن أم لم يعرف.

شمل ابن عبد البر في الكتاب 3500 ترجمة لصحابة رجال ونساء، لكن استدرك عليه بمرور الزمن تراجم كثيرة أخرى، أُخذت بعضها من ذيول الكتاب، واستدراكات بعض تلاميذه، وبلغ مجموع التراجم في الكتاب المطبوع اليوم: 4225 ترجمة.

والإمام ابن عبد البر لا يزعم أنه استقصى جميع تراجم الصحابة، واستوعب أسماءهم، بل هو يُصَرِّح في طالعة كتابه قائلا: " على أنِّي لا أدَّعي الإحاطة، بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس".

لذلك عهد ابن عبد البر إلى تلميذه أبي علي الحسين الغسَّاني الجيَّاني (ت 478هـ) وأوصاه بأن يلحق بكتابه، ما فاته من أسماء الصحابة الكرام، قائلا له: "أمانة الله في عنقك متى عثرت على اسم من الصحابة لم أذكره، إلا ألحقته في كتابي الذي في الصحابة".

منهج ابن عبد البر في كتابه
1- بدأ فيه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسماء الصحابة ثم كُناهم ثم أسماء الصحابيات ثم كُناهم.

2- كان يذكر كل من وجد اسمه أو كنيته من المسلمين الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان هذا من شرطه في الكتاب فقال:

الاستيعاب في معرفة الأصحابولم أقتصر في هذا الكتاب على ذكر من صحت صحبته ومجالسته حتى ذكرنا من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولو لقته واحدة مؤمنًا به، أو رآه رؤية، أو سمع منه لفظة فأداها عنه، واتصل ذلك بنا على حسب روايتنا، وكذلك ذكرنا من ولد على عهده من أبوين مسلمين فدعا له، أو نظر إليه، وبارك عليه، ونحو هذا، ومن كان مؤمنا به قد أدى الصدقة إليه ولم يرد عليه. الاستيعاب في معرفة الأصحاب
3- رتَّب ابن عبد البر تراجم كتابه ترتيبًا أبجديًا تبعًا للترتيب المتعارف عليه في المغرب، حسب الترتيب السائد في المغرب والأندلس. ولكن من طبعه جعلوه على ترتيب حروف أهل المشرق ليسهل البحث فيه.

4- اقتصر في الترتيب على الحروف في الاسم فقط، أما في الآباء فلم يلتزم ذلك دائمًا (مثلًا: 1 / 142 - 143، 150، 152، 171).

5- كان يذكر عدة روايات للموضوع الواحد، وذلك بغية المقارنة بينها، فيخلص إلى الأدق. ومن ذلك ذكره لروايات متعددة في وفاة عبد الله بن عمرو بن العاص، ثم رجح أكثرها صحة لما رأى فيها من تفاصيل الخبر من السنة والشهر واليوم. وبعض روايات أبي الدرداء التي تعارضت في تحديد سنة وفاته، ثم اختار الراجح منها.

6- كان ينتقد الرواية التي يرى فيها خطئًا (كما في انتقاده لبعض روايات نسب أبي يزيد بن سلمة الأنصاري)، وأحيانًا يكون محايدًا تجاه الروايات فلا ينقد إحداها.

7- اعتمد ابن عبد البر كُتبَ كثيرٍ ممنْ سبقوه، واستند إليها في صياغة كتابة تراجمه، مراعيًا الاختصار في الاقتباس منها، وكان حريصًا على توثيق طرق تحمل تلك المؤلفات التي أفاد منها، دلّت على سعة مروياته وعلى تباين الأسانيد الموصولة بمؤلفها.

انتقادات على الكتاب
لم يصب ابن عبد البر جميع الصحابة المذكورين في المرويات المنقولة. فقد جمع في كتابه 3500 اسمًا، لكن جمعه لهذا العدد وفي ذلك الوقت يجعل من إغفاله عددًا من الأسماء أمرًا طبيعيًا، ويجعل من جهده كبيرًا.

ألف محمد بن فتحون أيضًا كتابًا ذكر فيه أنَّ لابن عبد البر بعض الأوهام في كتابه الاستيعاب.

مصادر ابن عبد البر في كتابه
ذكر ابن عبد البر المصادر التي استند إليها نسبةً إلى مؤلفيها وهم:

1- موسى بن عقبة (ت 141 هـ).

2- محمد بن إسحاق (ت 150 هـ).

3- محمد بن عُمر الواقدي (ت 207 هـ).

4- خليفة بن خياط (ت 240 هـ).

5- الزبير بن أبي بكر - بكار - (ت 256 هـ).

6- مصعب بن عبد الله الزبيري (ت 236 هـ) ، وعلي بن محمد المدائني (ت 224 أو 225 هـ) ، وأبو معشر (ت 170 هـ) ، يروي عن ثلاثتهم من كتاب "التاريخ" لابن أبي خيثمة.

7- أبو عبد الله البخاري من "تاريخه الكبير".

8- أبو العباس محمد بن إسحاق السراج (ت 313 هـ) من كتابه "التاريخ".

9- ابن جرير الطبري (ت310 هـ) من كتابه المسمى "ذيل المذيل".

10- أبو بشر الدولابي (ت 320 هـ) من كتابه "المولد والوفاة".

11- أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن (ت 353 هـ) من كتابه "الحروف في الصحابة".

12- أبو محمد عبد الله بن محمد بن الجارود (ت 307 هـ) من كتابه "الآحاد".

13- أبو جعفر محمد بن عمرو العُقيلي (ت 322 هـ) من كتابه "الصحابة".

ثم قال: "وقد طالعت أيضًا كتاب ابن أبي حاتم الرازي، وكتاب الأزرق إسحاق بن يوسف (ت 195 هـ) ، والدولابي، والبغوي (ت 317 هـ) في الصحابة، وفي كتابي هذا من غير هذه الكتب من منثور الروايات والفوائد والمعلقات عن الشيوخ ما لا يخفى على ما لا يخفى على متأمل ذي عناية والحمد الله...اهـ

ما أضيف وكُتب إلى وعن الكتاب
كان لكتاب الاستيعاب مكانة كبيرة عند أهل العلم، لذلك أحاطوه بعناية خاصة، فكتبوا فيه كتبًا، من تهذيب واختصار واستدراك وتذييل، وممن كتب فيه:

1- قام أبو علي الحسين الغَسَّاني الجيَّاني بتأليف تذييل على كتاب الاستيعاب، وقد قام النساخ بإضافة بعض مواده في متن الكتاب، أفاد منه ابن الأثير في أسد الغابة، وابن حجر في الإصابة وغيرهما.

2- أضاف أبو الوليد الوَقَّشي الطُّلَيْطِلي حاشية على كتاب الاستيعاب، أفاد منها ابن حجر في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة".

3- ألف محمد بن خَلَف ابن فَتْحُون الأندلسي كتابًا شهيرًا تحت مسمى:" الاستلحاق على كتاب الاستيعاب".

4- ألف محمد بن فتحون أيضًا كتابًا آخر، بيَّن فيه أوهام أبي عمر ابن عبد البر في الاستيعاب.

5- كتب أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى القرطبي المعروف بابن الأمين الطليطلي استدراكًا تحت اسم: "الإعلام بالخِيَرَة الأعلام من أصحاب النبي عليه السلام".

6- كتب أيضًا يوسف بن محمد بن مِقْلَد التَّنُوخي الجُمَاهِري، المعروف بابن الدَّوَانِيقِي(ت 558هـ)، استدركًا على كتاب الاستيعاب سماه (الارتجال في أسماء الرجال).

7- أضاف أبو محمد الأَشِيري الصنهاجي حواشي وتعليقات على نسخته من الاستيعاب، وقد استفاد منها ابن الأثير في كتابه "أسد الغابة في معرفة الصحابة".

8- قام أحمد بن يوسف بن إبراهيم الأذرعي المالكي بتأليف مختصر للكتاب تحت اسم "روضة الأحباب لاختصار الاستيعاب".

9- كتب يحيى بن حميدة بن أبي طي الحلبي كتاب "تهذيب الاستيعاب".

10- ألف محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْمَاز الذَّهَبي كتاب: "منتقى الاستيعاب"

11- كتب محمد بن يعقوب بن محمد الخليلي اختصارًا للكتاب تحت اسم "إعلام الإصابة بأعلام الصحابة".

12- كتب أبو علي عمر بن علي العثماني الوِرْيَاغْلِي ثم الفاسي اختصارًا على الاستيعاب تحت مسمى "أنوار أولي الألباب، باختصار الاستيعاب".

13- كتب محمد بن أحمد بن يزيد بن خليفة الفَزَارِي كتابًا على كتاب الاستيعاب سماه (تقريب الاستيعاب).

14- كتب جماعة ابن عمر بن عبد الله الزهري ملخصًا لكتاب الاستيعاب سماه "ملخص الاستيعاب".

15- كتب أيضًا محمد بن محمد الحسينى السَّنْدَرُوسِي الطرابلسي ملخصًا لكتاب الاستيعاب سماه "الشموس المضية في ذكر أصحاب خير البرية".
يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر -
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الاستيعاب في أسماء الأصحاب ❝ ❞ الاستيعاب في معرفة الأصحاب / كامل (ت: البجاوي) ❝ ❞ الاستيعاب في أسماء الأصحاب ج1 ❝ ❞ الاستيعاب في أسماء الأصحاب ج2 ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الجيل للنشر والتوزيع ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الاستيعاب في أسماء الأصحاب

2006م - 1445هـ
الاستيعاب في معرفة الأصحاب هو كتاب في ترجمة الصحابة، ألفه الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري المعروف بابن عبد البر (368-463)، يعتبر الكتاب من أوائل الكتب التي ألفت في الصحابة، وكان منهج المؤلف في كتابه أن كان يذكر الصحابي ومن روى عنه، وشيئا ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض أمور تتعلق به ووفاته وعمره.

جمع فيه ابن عبد البر ما استطاع جمعه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر ابن عبد البر في مقدمة كتابه الاستيعاب ما يلي:

الاستيعاب في معرفة الأصحابأما بعد فإن أولى ما نظر فيه الطالب وعُني به العالم بعد كتاب الله عز وجل سنن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فهي المبنية لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه والدالة على حدوده والمسرة له والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله من اتبعها اهتدى ومن سلك غير سبيلها ضل وغوى وولاه الله ما تولى، ومن أوكد آلات السنن المعنية عليها والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة وحفظوها عليه وبلغوها عنه وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى كمل بما نقلوه الدين وثبت بهم حجة الله على المسلمين فهم خير القرون وخير أمة أخرجت للناس الاستيعاب في معرفة الأصحاب
وقد أثنى ابن حزم الأندلسي على مجموع مؤلفات شيخه ابن عبد البر عامة، في معرض حديثه عن فضائل الأندلس، منوِّهًا خاصة بكتابه الاستيعاب قائلا:

ومنها كتابه في الصحابة [سماه كتاب الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنفات من الصحابة رضي الله عنهم، والتعريف بهم؛ وتلخيص أحوالهم ومنازلهم؛ وعيون أخبارهم على حروف المعجم، اثنا عشر جزءًا] ليس لأحد من المتقدمين مِثْله، على كَثْرة ما صنَّفوا في ذلك

أهمية الكتاب
يعد من الكتب الأساسية في التاريخ الإسلامي، وقد استفاد منه كثيرًا كلٌ من ابن الأثير وابن حجر.
يعد معجمًا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواة الحديث أيضًا، بما فيهم الرجال والنساء.
شمل الكتاب كل مسلم كان حيًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم استطاع المؤلف جمع معلومات عنه، وليس فقط من كان يعيش في المدينة.
مضمون الكتاب
قسم المؤلف كتابه إلى عدة أقسام:

1- المقدمة: كتب فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأولاده وفضائله وغزواته ونبوته. وأتى فيها على ذكر أهمية الاعتناء بالسنة النبوية، باعتبارها الأداة "المُبَيِّنَة لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه، والدالة على حدوده، والمفسرة له"، وأن معرفة ناقليها عن النبي؛ صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة، من أَوْكَدِ السُّبُل المُعِينَةِ على حفظها. ثم أوضح ثبوت عدالة الصحابة، وتحدث عن فضلهم ومنزلتهم. ذكر أنَّه يجب معرفة عن الصحابة: اسم الصحابي، ونسبه، والبحث عن سيرته للاقتداء بها، أما عدالته فهي من الأمور المسلم بها. ثم استعرض أسماء الكتب التي وضعها أصحابها في هذا اللون من الـتأليف، منتقدًا طريقة عرضهم لمضامين الترجمة قائلا: "نظرت إلى كثير مما صنفوه في ذلك وتأمّلت ما ألّفوه، فرأيتهم -رحمة الله عليهم- قد طوَّلوا في بعض ذلك وأكثروا من تكرار الرفع في الأنساب ومخارج الروايات"، في حين فاتهم استيعاب أخبار المترجمين لهم وبيان أحوالهم.

2- أسماء رجال الصحابة، وجعله أبوابًا.

3- كنى الرجال: فبعد انتهاءه من ذكر أسماء رجال الصحابة، بدأ بذكر كُناهم، ممن عرفوا بها ولم تُعرفهم أسماؤهم، أو كان الغالب مناداته بكنيته بدل اسمه.

4- أسماء نساء الصحابة: فذكر فيه الراويات وغيرهن ممن ذُكرت أسماؤهن في الروايات.

5- كنى النساء: وكما في كتاب كُنى الرجال، قام هنا بذكر أسماء النساء اللواتي اشتهرن بكنيتهن، سواء عرف اسمهن أم لم يعرف.

شمل ابن عبد البر في الكتاب 3500 ترجمة لصحابة رجال ونساء، لكن استدرك عليه بمرور الزمن تراجم كثيرة أخرى، أُخذت بعضها من ذيول الكتاب، واستدراكات بعض تلاميذه، وبلغ مجموع التراجم في الكتاب المطبوع اليوم: 4225 ترجمة.

والإمام ابن عبد البر لا يزعم أنه استقصى جميع تراجم الصحابة، واستوعب أسماءهم، بل هو يُصَرِّح في طالعة كتابه قائلا: " على أنِّي لا أدَّعي الإحاطة، بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس".

لذلك عهد ابن عبد البر إلى تلميذه أبي علي الحسين الغسَّاني الجيَّاني (ت 478هـ) وأوصاه بأن يلحق بكتابه، ما فاته من أسماء الصحابة الكرام، قائلا له: "أمانة الله في عنقك متى عثرت على اسم من الصحابة لم أذكره، إلا ألحقته في كتابي الذي في الصحابة".

منهج ابن عبد البر في كتابه
1- بدأ فيه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسماء الصحابة ثم كُناهم ثم أسماء الصحابيات ثم كُناهم.

2- كان يذكر كل من وجد اسمه أو كنيته من المسلمين الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان هذا من شرطه في الكتاب فقال:

الاستيعاب في معرفة الأصحابولم أقتصر في هذا الكتاب على ذكر من صحت صحبته ومجالسته حتى ذكرنا من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولو لقته واحدة مؤمنًا به، أو رآه رؤية، أو سمع منه لفظة فأداها عنه، واتصل ذلك بنا على حسب روايتنا، وكذلك ذكرنا من ولد على عهده من أبوين مسلمين فدعا له، أو نظر إليه، وبارك عليه، ونحو هذا، ومن كان مؤمنا به قد أدى الصدقة إليه ولم يرد عليه. الاستيعاب في معرفة الأصحاب
3- رتَّب ابن عبد البر تراجم كتابه ترتيبًا أبجديًا تبعًا للترتيب المتعارف عليه في المغرب، حسب الترتيب السائد في المغرب والأندلس. ولكن من طبعه جعلوه على ترتيب حروف أهل المشرق ليسهل البحث فيه.

4- اقتصر في الترتيب على الحروف في الاسم فقط، أما في الآباء فلم يلتزم ذلك دائمًا (مثلًا: 1 / 142 - 143، 150، 152، 171).

5- كان يذكر عدة روايات للموضوع الواحد، وذلك بغية المقارنة بينها، فيخلص إلى الأدق. ومن ذلك ذكره لروايات متعددة في وفاة عبد الله بن عمرو بن العاص، ثم رجح أكثرها صحة لما رأى فيها من تفاصيل الخبر من السنة والشهر واليوم. وبعض روايات أبي الدرداء التي تعارضت في تحديد سنة وفاته، ثم اختار الراجح منها.

6- كان ينتقد الرواية التي يرى فيها خطئًا (كما في انتقاده لبعض روايات نسب أبي يزيد بن سلمة الأنصاري)، وأحيانًا يكون محايدًا تجاه الروايات فلا ينقد إحداها.

7- اعتمد ابن عبد البر كُتبَ كثيرٍ ممنْ سبقوه، واستند إليها في صياغة كتابة تراجمه، مراعيًا الاختصار في الاقتباس منها، وكان حريصًا على توثيق طرق تحمل تلك المؤلفات التي أفاد منها، دلّت على سعة مروياته وعلى تباين الأسانيد الموصولة بمؤلفها.

انتقادات على الكتاب
لم يصب ابن عبد البر جميع الصحابة المذكورين في المرويات المنقولة. فقد جمع في كتابه 3500 اسمًا، لكن جمعه لهذا العدد وفي ذلك الوقت يجعل من إغفاله عددًا من الأسماء أمرًا طبيعيًا، ويجعل من جهده كبيرًا.

ألف محمد بن فتحون أيضًا كتابًا ذكر فيه أنَّ لابن عبد البر بعض الأوهام في كتابه الاستيعاب.

مصادر ابن عبد البر في كتابه
ذكر ابن عبد البر المصادر التي استند إليها نسبةً إلى مؤلفيها وهم:

1- موسى بن عقبة (ت 141 هـ).

2- محمد بن إسحاق (ت 150 هـ).

3- محمد بن عُمر الواقدي (ت 207 هـ).

4- خليفة بن خياط (ت 240 هـ).

5- الزبير بن أبي بكر - بكار - (ت 256 هـ).

6- مصعب بن عبد الله الزبيري (ت 236 هـ) ، وعلي بن محمد المدائني (ت 224 أو 225 هـ) ، وأبو معشر (ت 170 هـ) ، يروي عن ثلاثتهم من كتاب "التاريخ" لابن أبي خيثمة.

7- أبو عبد الله البخاري من "تاريخه الكبير".

8- أبو العباس محمد بن إسحاق السراج (ت 313 هـ) من كتابه "التاريخ".

9- ابن جرير الطبري (ت310 هـ) من كتابه المسمى "ذيل المذيل".

10- أبو بشر الدولابي (ت 320 هـ) من كتابه "المولد والوفاة".

11- أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن (ت 353 هـ) من كتابه "الحروف في الصحابة".

12- أبو محمد عبد الله بن محمد بن الجارود (ت 307 هـ) من كتابه "الآحاد".

13- أبو جعفر محمد بن عمرو العُقيلي (ت 322 هـ) من كتابه "الصحابة".

ثم قال: "وقد طالعت أيضًا كتاب ابن أبي حاتم الرازي، وكتاب الأزرق إسحاق بن يوسف (ت 195 هـ) ، والدولابي، والبغوي (ت 317 هـ) في الصحابة، وفي كتابي هذا من غير هذه الكتب من منثور الروايات والفوائد والمعلقات عن الشيوخ ما لا يخفى على ما لا يخفى على متأمل ذي عناية والحمد الله...اهـ

ما أضيف وكُتب إلى وعن الكتاب
كان لكتاب الاستيعاب مكانة كبيرة عند أهل العلم، لذلك أحاطوه بعناية خاصة، فكتبوا فيه كتبًا، من تهذيب واختصار واستدراك وتذييل، وممن كتب فيه:

1- قام أبو علي الحسين الغَسَّاني الجيَّاني بتأليف تذييل على كتاب الاستيعاب، وقد قام النساخ بإضافة بعض مواده في متن الكتاب، أفاد منه ابن الأثير في أسد الغابة، وابن حجر في الإصابة وغيرهما.

2- أضاف أبو الوليد الوَقَّشي الطُّلَيْطِلي حاشية على كتاب الاستيعاب، أفاد منها ابن حجر في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة".

3- ألف محمد بن خَلَف ابن فَتْحُون الأندلسي كتابًا شهيرًا تحت مسمى:" الاستلحاق على كتاب الاستيعاب".

4- ألف محمد بن فتحون أيضًا كتابًا آخر، بيَّن فيه أوهام أبي عمر ابن عبد البر في الاستيعاب.

5- كتب أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى القرطبي المعروف بابن الأمين الطليطلي استدراكًا تحت اسم: "الإعلام بالخِيَرَة الأعلام من أصحاب النبي عليه السلام".

6- كتب أيضًا يوسف بن محمد بن مِقْلَد التَّنُوخي الجُمَاهِري، المعروف بابن الدَّوَانِيقِي(ت 558هـ)، استدركًا على كتاب الاستيعاب سماه (الارتجال في أسماء الرجال).

7- أضاف أبو محمد الأَشِيري الصنهاجي حواشي وتعليقات على نسخته من الاستيعاب، وقد استفاد منها ابن الأثير في كتابه "أسد الغابة في معرفة الصحابة".

8- قام أحمد بن يوسف بن إبراهيم الأذرعي المالكي بتأليف مختصر للكتاب تحت اسم "روضة الأحباب لاختصار الاستيعاب".

9- كتب يحيى بن حميدة بن أبي طي الحلبي كتاب "تهذيب الاستيعاب".

10- ألف محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْمَاز الذَّهَبي كتاب: "منتقى الاستيعاب"

11- كتب محمد بن يعقوب بن محمد الخليلي اختصارًا للكتاب تحت اسم "إعلام الإصابة بأعلام الصحابة".

12- كتب أبو علي عمر بن علي العثماني الوِرْيَاغْلِي ثم الفاسي اختصارًا على الاستيعاب تحت مسمى "أنوار أولي الألباب، باختصار الاستيعاب".

13- كتب محمد بن أحمد بن يزيد بن خليفة الفَزَارِي كتابًا على كتاب الاستيعاب سماه (تقريب الاستيعاب).

14- كتب جماعة ابن عمر بن عبد الله الزهري ملخصًا لكتاب الاستيعاب سماه "ملخص الاستيعاب".

15- كتب أيضًا محمد بن محمد الحسينى السَّنْدَرُوسِي الطرابلسي ملخصًا لكتاب الاستيعاب سماه "الشموس المضية في ذكر أصحاب خير البرية". .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

الاستيعاب في معرفة الأصحاب هو كتاب في ترجمة الصحابة، ألفه الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري المعروف بابن عبد البر (368-463)، يعتبر الكتاب من أوائل الكتب التي ألفت في الصحابة، وكان منهج المؤلف في كتابه أن كان يذكر الصحابي ومن روى عنه، وشيئا ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض أمور تتعلق به ووفاته وعمره.

جمع فيه ابن عبد البر ما استطاع جمعه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر ابن عبد البر في مقدمة كتابه الاستيعاب ما يلي:

   الاستيعاب في معرفة الأصحاب    أما بعد فإن أولى ما نظر فيه الطالب وعُني به العالم بعد كتاب الله عز وجل سنن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فهي المبنية لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه والدالة على حدوده والمسرة له والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله من اتبعها اهتدى ومن سلك غير سبيلها ضل وغوى وولاه الله ما تولى، ومن أوكد آلات السنن المعنية عليها والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة وحفظوها عليه وبلغوها عنه وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى كمل بما نقلوه الدين وثبت بهم حجة الله على المسلمين فهم خير القرون وخير أمة أخرجت للناس       الاستيعاب في معرفة الأصحاب
وقد أثنى ابن حزم الأندلسي على مجموع مؤلفات شيخه ابن عبد البر عامة، في معرض حديثه عن فضائل الأندلس، منوِّهًا خاصة بكتابه الاستيعاب قائلا:

ومنها كتابه في الصحابة [سماه كتاب الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنفات من الصحابة رضي الله عنهم، والتعريف بهم؛ وتلخيص أحوالهم ومنازلهم؛ وعيون أخبارهم على حروف المعجم، اثنا عشر جزءًا] ليس لأحد من المتقدمين مِثْله، على كَثْرة ما صنَّفوا في ذلك

أهمية الكتاب
يعد من الكتب الأساسية في التاريخ الإسلامي، وقد استفاد منه كثيرًا كلٌ من ابن الأثير وابن حجر.
يعد معجمًا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواة الحديث أيضًا، بما فيهم الرجال والنساء.
شمل الكتاب كل مسلم كان حيًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم استطاع المؤلف جمع معلومات عنه، وليس فقط من كان يعيش في المدينة.
مضمون الكتاب
قسم المؤلف كتابه إلى عدة أقسام:

1- المقدمة: كتب فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأولاده وفضائله وغزواته ونبوته. وأتى فيها على ذكر أهمية الاعتناء بالسنة النبوية، باعتبارها الأداة "المُبَيِّنَة لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه، والدالة على حدوده، والمفسرة له"، وأن معرفة ناقليها عن النبي؛ صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة، من أَوْكَدِ السُّبُل المُعِينَةِ على حفظها. ثم أوضح ثبوت عدالة الصحابة، وتحدث عن فضلهم ومنزلتهم. ذكر أنَّه يجب معرفة عن الصحابة: اسم الصحابي، ونسبه، والبحث عن سيرته للاقتداء بها، أما عدالته فهي من الأمور المسلم بها. ثم استعرض أسماء الكتب التي وضعها أصحابها في هذا اللون من الـتأليف، منتقدًا طريقة عرضهم لمضامين الترجمة قائلا: "نظرت إلى كثير مما صنفوه في ذلك وتأمّلت ما ألّفوه، فرأيتهم -رحمة الله عليهم- قد طوَّلوا في بعض ذلك وأكثروا من تكرار الرفع في الأنساب ومخارج الروايات"، في حين فاتهم استيعاب أخبار المترجمين لهم وبيان أحوالهم.

2- أسماء رجال الصحابة، وجعله أبوابًا.

3- كنى الرجال: فبعد انتهاءه من ذكر أسماء رجال الصحابة، بدأ بذكر كُناهم، ممن عرفوا بها ولم تُعرفهم أسماؤهم، أو كان الغالب مناداته بكنيته بدل اسمه.

4- أسماء نساء الصحابة: فذكر فيه الراويات وغيرهن ممن ذُكرت أسماؤهن في الروايات.

5- كنى النساء: وكما في كتاب كُنى الرجال، قام هنا بذكر أسماء النساء اللواتي اشتهرن بكنيتهن، سواء عرف اسمهن أم لم يعرف.

شمل ابن عبد البر في الكتاب 3500 ترجمة لصحابة رجال ونساء، لكن استدرك عليه بمرور الزمن تراجم كثيرة أخرى، أُخذت بعضها من ذيول الكتاب، واستدراكات بعض تلاميذه، وبلغ مجموع التراجم في الكتاب المطبوع اليوم: 4225 ترجمة.

والإمام ابن عبد البر لا يزعم أنه استقصى جميع تراجم الصحابة، واستوعب أسماءهم، بل هو يُصَرِّح في طالعة كتابه قائلا: " على أنِّي لا أدَّعي الإحاطة، بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس".

لذلك عهد ابن عبد البر إلى تلميذه أبي علي الحسين الغسَّاني الجيَّاني (ت 478هـ) وأوصاه بأن يلحق بكتابه، ما فاته من أسماء الصحابة الكرام، قائلا له: "أمانة الله في عنقك متى عثرت على اسم من الصحابة لم أذكره، إلا ألحقته في كتابي الذي في الصحابة".

منهج ابن عبد البر في كتابه
1- بدأ فيه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسماء الصحابة ثم كُناهم ثم أسماء الصحابيات ثم كُناهم.

2- كان يذكر كل من وجد اسمه أو كنيته من المسلمين الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان هذا من شرطه في الكتاب فقال:

   الاستيعاب في معرفة الأصحاب    ولم أقتصر في هذا الكتاب على ذكر من صحت صحبته ومجالسته حتى ذكرنا من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولو لقته واحدة مؤمنًا به، أو رآه رؤية، أو سمع منه لفظة فأداها عنه، واتصل ذلك بنا على حسب روايتنا، وكذلك ذكرنا من ولد على عهده من أبوين مسلمين فدعا له، أو نظر إليه، وبارك عليه، ونحو هذا، ومن كان مؤمنا به قد أدى الصدقة إليه ولم يرد عليه.       الاستيعاب في معرفة الأصحاب
3- رتَّب ابن عبد البر تراجم كتابه ترتيبًا أبجديًا تبعًا للترتيب المتعارف عليه في المغرب، حسب الترتيب السائد في المغرب والأندلس. ولكن من طبعه جعلوه على ترتيب حروف أهل المشرق ليسهل البحث فيه.

4- اقتصر في الترتيب على الحروف في الاسم فقط، أما في الآباء فلم يلتزم ذلك دائمًا (مثلًا: 1 / 142 - 143، 150، 152، 171).

5- كان يذكر عدة روايات للموضوع الواحد، وذلك بغية المقارنة بينها، فيخلص إلى الأدق. ومن ذلك ذكره لروايات متعددة في وفاة عبد الله بن عمرو بن العاص، ثم رجح أكثرها صحة لما رأى فيها من تفاصيل الخبر من السنة والشهر واليوم. وبعض روايات أبي الدرداء التي تعارضت في تحديد سنة وفاته، ثم اختار الراجح منها.

6- كان ينتقد الرواية التي يرى فيها خطئًا (كما في انتقاده لبعض روايات نسب أبي يزيد بن سلمة الأنصاري)، وأحيانًا يكون محايدًا تجاه الروايات فلا ينقد إحداها.

7- اعتمد ابن عبد البر كُتبَ كثيرٍ ممنْ سبقوه، واستند إليها في صياغة كتابة تراجمه، مراعيًا الاختصار في الاقتباس منها، وكان حريصًا على توثيق طرق تحمل تلك المؤلفات التي أفاد منها، دلّت على سعة مروياته وعلى تباين الأسانيد الموصولة بمؤلفها.

انتقادات على الكتاب
لم يصب ابن عبد البر جميع الصحابة المذكورين في المرويات المنقولة. فقد جمع في كتابه 3500 اسمًا، لكن جمعه لهذا العدد وفي ذلك الوقت يجعل من إغفاله عددًا من الأسماء أمرًا طبيعيًا، ويجعل من جهده كبيرًا.

ألف محمد بن فتحون أيضًا كتابًا ذكر فيه أنَّ لابن عبد البر بعض الأوهام في كتابه الاستيعاب.

مصادر ابن عبد البر في كتابه
ذكر ابن عبد البر المصادر التي استند إليها نسبةً إلى مؤلفيها وهم:

1- موسى بن عقبة (ت 141 هـ).

2- محمد بن إسحاق (ت 150 هـ).

3- محمد بن عُمر الواقدي (ت 207 هـ).

4- خليفة بن خياط (ت 240 هـ).

5- الزبير بن أبي بكر - بكار - (ت 256 هـ).

6- مصعب بن عبد الله الزبيري (ت 236 هـ) ، وعلي بن محمد المدائني (ت 224 أو 225 هـ) ، وأبو معشر (ت 170 هـ) ، يروي عن ثلاثتهم من كتاب "التاريخ" لابن أبي خيثمة.

7- أبو عبد الله البخاري من "تاريخه الكبير".

8- أبو العباس محمد بن إسحاق السراج (ت 313 هـ) من كتابه "التاريخ".

9- ابن جرير الطبري (ت310 هـ) من كتابه المسمى "ذيل المذيل".

10- أبو بشر الدولابي (ت 320 هـ) من كتابه "المولد والوفاة".

11- أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن (ت 353 هـ) من كتابه "الحروف في الصحابة".

12- أبو محمد عبد الله بن محمد بن الجارود (ت 307 هـ) من كتابه "الآحاد".

13- أبو جعفر محمد بن عمرو العُقيلي (ت 322 هـ) من كتابه "الصحابة".

ثم قال: "وقد طالعت أيضًا كتاب ابن أبي حاتم الرازي، وكتاب الأزرق إسحاق بن يوسف (ت 195 هـ) ، والدولابي، والبغوي (ت 317 هـ) في الصحابة، وفي كتابي هذا من غير هذه الكتب من منثور الروايات والفوائد والمعلقات عن الشيوخ ما لا يخفى على ما لا يخفى على متأمل ذي عناية والحمد الله...اهـ

ما أضيف وكُتب إلى وعن الكتاب
كان لكتاب الاستيعاب مكانة كبيرة عند أهل العلم، لذلك أحاطوه بعناية خاصة، فكتبوا فيه كتبًا، من تهذيب واختصار واستدراك وتذييل، وممن كتب فيه:

1- قام أبو علي الحسين الغَسَّاني الجيَّاني بتأليف تذييل على كتاب الاستيعاب، وقد قام النساخ بإضافة بعض مواده في متن الكتاب، أفاد منه ابن الأثير في أسد الغابة، وابن حجر في الإصابة وغيرهما.

2- أضاف أبو الوليد الوَقَّشي الطُّلَيْطِلي حاشية على كتاب الاستيعاب، أفاد منها ابن حجر في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة".

3- ألف محمد بن خَلَف ابن فَتْحُون الأندلسي كتابًا شهيرًا تحت مسمى:" الاستلحاق على كتاب الاستيعاب".

4- ألف محمد بن فتحون أيضًا كتابًا آخر، بيَّن فيه أوهام أبي عمر ابن عبد البر في الاستيعاب.

5- كتب أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى القرطبي المعروف بابن الأمين الطليطلي استدراكًا تحت اسم: "الإعلام بالخِيَرَة الأعلام من أصحاب النبي عليه السلام".

6- كتب أيضًا يوسف بن محمد بن مِقْلَد التَّنُوخي الجُمَاهِري، المعروف بابن الدَّوَانِيقِي(ت 558هـ)، استدركًا على كتاب الاستيعاب سماه (الارتجال في أسماء الرجال).

7- أضاف أبو محمد الأَشِيري الصنهاجي حواشي وتعليقات على نسخته من الاستيعاب، وقد استفاد منها ابن الأثير في كتابه "أسد الغابة في معرفة الصحابة".

8- قام أحمد بن يوسف بن إبراهيم الأذرعي المالكي بتأليف مختصر للكتاب تحت اسم "روضة الأحباب لاختصار الاستيعاب".

9- كتب يحيى بن حميدة بن أبي طي الحلبي كتاب "تهذيب الاستيعاب".

10- ألف محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْمَاز الذَّهَبي كتاب: "منتقى الاستيعاب"

11- كتب محمد بن يعقوب بن محمد الخليلي اختصارًا للكتاب تحت اسم "إعلام الإصابة بأعلام الصحابة".

12- كتب أبو علي عمر بن علي العثماني الوِرْيَاغْلِي ثم الفاسي اختصارًا على الاستيعاب تحت مسمى "أنوار أولي الألباب، باختصار الاستيعاب".

13- كتب محمد بن أحمد بن يزيد بن خليفة الفَزَارِي كتابًا على كتاب الاستيعاب سماه (تقريب الاستيعاب).

14- كتب جماعة ابن عمر بن عبد الله الزهري ملخصًا لكتاب الاستيعاب سماه "ملخص الاستيعاب".

15- كتب أيضًا محمد بن محمد الحسينى السَّنْدَرُوسِي الطرابلسي ملخصًا لكتاب الاستيعاب سماه "الشموس المضية في ذكر أصحاب خير البرية".

الاستيعاب في أسماء الاصحاب 

الاستيعاب في معرفة الأصحاب دار الجيل pdf

منهج الاستيعاب في معرفة الأصحاب

تحميل كتاب الاستيعاب في معرفة الصحابة pdf مجانا

كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب إسلام ويب

الاستيعاب في معرفة الأصحاب أبو هريرة

ابن عبد البر

أسد الغابة في معرفة الصحابة

الاستيعاب في معرفة الأصحاب المكتبة الشاملة الحديثة



سنة النشر : 2006م / 1427هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 11.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الاستيعاب في أسماء الأصحاب

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الاستيعاب في أسماء الأصحاب
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر - Yusuf Abdullah Muhammad Abdul Bar Abu Omar

كتب يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الاستيعاب في أسماء الأصحاب ❝ ❞ الاستيعاب في معرفة الأصحاب / كامل (ت: البجاوي) ❝ ❞ الاستيعاب في أسماء الأصحاب ج1 ❝ ❞ الاستيعاب في أسماء الأصحاب ج2 ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الجيل للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر
الناشر:
دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا
كتب دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ تاريخ ابن خلدون ❝ ❞ الطب النبوي لابن القيم (ت. عبد الخالق) ❝ ❞ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وبالهامش رواية قالون ❝ ❞ عمدة الأحكام من كلام خير الأنام ❝ ❞ جمل من أنساب الأشراف الجزء الأول: السيرة النبوية ❝ ❞ فتوح مصر وأخبارها ❝ ❞ صيد الخاطر ❝ ❞ مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ❝ ❞ الموجز في قواعد اللغة العربية ❝ ❞ معاني النحو الجزء الأول ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ احمد خيرى العمرى ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ علي الطنطاوي ❝ ❞ أبو الحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ فاضل صالح السامرائي ❝ ❞ عبد الرحمن بن خلدون ❝ ❞ مالك بن نبي ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ ابن عساكر ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ أحمد شوقى ❝ ❞ د. سهيل زكار ❝ ❞ عبد الوهاب المسيري ❝ ❞ محمد بن علي الشوكاني ❝ ❞ ستيفن كوفي ❝ ❞ صلاح الدين الصفدي ❝ ❞ خالد محمد خالد ❝ ❞ وهبة الزحيلي ❝ ❞ ابن حزم الظاهري الأندلسي ❝ ❞ ابن خلدون ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ❝ ❞ محمد المنسي قنديل ❝ ❞ ابن كثير ❝ ❞ محمد بن مكرم الشهير بابن منظور ❝ ❞ محمد أحمد الراشد ❝ ❞ محمد سعيد رمضان البوطي ❝ ❞ محمود شيت خطاب ❝ ❞ إبراهيم عوض ❝ ❞ نور الدين عتر ❝ ❞ مسلم بن حجاج ❝ ❞ أبو الأعلي المودودى ❝ ❞ غازلي نعيمة ❝ ❞ شوقي أبو خليل ❝ ❞ ابن حجر الهيتمي ❝ ❞ يوسف بن عبد الله بن عبد البر ❝ ❞ أبو الحسن الماوردي ❝ ❞ الحارث المحاسبي ❝ ❞ ابن هشام الأنصاري ❝ ❞ سعيد الأفغاني ❝ ❞ بهجت عبد الواحد صالح ❝ ❞ محمد رواس قلعه جي ❝ ❞ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أبو الحسين ❝ ❞ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الديالكتبي أبو محمد ❝ ❞ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب زين الدين أبو الفرج الحنبلي الدمشقي ❝ ❞ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ❝ ❞ أحمد بن عبد الله الأصفهاني أبو نعيم ❝ ❞ محمد بن محمد بن عبد الرزاق المرتضى الزبيدي ❝ ❞ شوقي أبو خليل ❝ ❞ سهيل زكار ❝ ❞ أبو إسحاق الشيرازي ❝ ❞ د. إبراهيم عوض ❝ ❞ ابن الأبار ❝ ❞ د وهبة الزحيلي ❝ ❞ حمد بن محمد الخطابي البستي أبو سليمان ❝ ❞ شوقى ابو خليل ❝ ❞ د. فؤاد زكريا ❝ ❞ عبدالرحمن النحلاوي ❝ ❞ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ❝ ❞ يوسف درويش غوانمة ❝ ❞ شعبان محمد إسماعيل ❝ ❞ محمد بن الأبار القضاعي البلنسي أبو عبد الله ❝ ❞ د. محمد صبرى محسوب د. محمد إبراهيم أرباب ❝ ❞ د. محمد رضوان الداية - د. فايز الداية ❝ ❞ عصام عبد الفتاح ❝ ❞ جمال البنا ❝ ❞ أبو البركات بن الأنباري ❝ ❞ جيفرى لانغ ❝ ❞ حنان اللحام ❝ ❞ د. عبد الرحمن حميدة ❝ ❞ كلام الله عز وجل ❝ ❞ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ❝ ❞ محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري الخرائطي أبو بكر ❝ ❞ محمد أمين المصري ❝ ❞ شوقى أبو خليل ❝ ❞ طالب عمران ❝ ❞ د. الكتب الدين حاطوم ❝ ❞ موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي ❝ ❞ إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أبو عثمان ❝ ❞ د. علي إبراهيم النملة ❝ ❞ محمد بن عبد الهادي السندي أبو الحسن ❝ ❞ أحمد بن يحي بن جابر البلاذري ❝ ❞ د. محبات الشرابى ❝ ❞ يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر ❝ ❞ د. عبد الرحمن الصابوني ❝ ❞ خالد عبد الرحمن العك ❝ ❞ د. شوقى أبو خليل ود. نزار اباظة ❝ ❞ محمد المبارك ❝ ❞ محمد بن أحمد عليش ❝ ❞ لوثروب ستودارد ❝ ❞ إميلي براملت ❝ ❞ عبد الرحمن النحلاوي ❝ ❞ د. منى أبو الفضل د. أميمة عبود د. سليمان الخطيب ❝ ❞ أحمد قائد الشعيبي ❝ ❞ حسين عبد الله العمري ❝ ❞ الصاحب كمال الدين ابن العديم عمر بن أحمد بن أبي جرادة ❝ ❞ د. صفوت خير ❝ ❞ أحمد بن عبد السلام الجراوي التادلي أبو العباس ❝ ❞ جمعة محمد براج ❝ ❞ محمد هشام البرهاني ❝ ❞ د. محمد بركات حمدى أبو على ❝ ❞ رينيه كلوزييه ❝ ❞ محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري ❝ ❞ عبد الرحمن محمد الحسن هبة الله ابن عساكر الشافعي أبو منصور ❝ ❞ أبو منصور الجواليقي موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر ❝ ❞ عمر مسقاوي ❝ ❞ أحمد وصفى زكريا ❝ ❞ على سليم العلاونة ❝ ❞ الدكتور شوقي ابوخليل ❝ ❞ د. سعدي أبوجبيب ❝ ❞ يوسف العش ❝ ❞ فايز الداية ❝ ❞ فولفغانغ مولرفيز ❝ ❞ علي بن عبد السلام التسولي أبو الحسن ❝ ❞ نعيم فرح ❝ ❞ إبراهيم شبوح ❝ ❞ نزار اباطة ❝ ❞ بول فيين ❝ ❞ يوسف بن أبي سعيد الحسن عبد الله بن المرزبان السيرافي أبو محمد ❝ ❞ الإمام أبي العباس المبرد ❝ ❞ أبو بكر بن حسن بن عبد الله الكشناوي ❝ ❞ ابن إياز ❝ ❞ عادل أبو العز احمد سلامة ❝ ❞ السيد حامد ❝ ❞ مروان الماضي ❝ ❞ د. حسن الزين ❝ ❞ إسماعيل الأنصاري ❝ ❞ عبد الكريم العثمان ❝ ❞ احسان النص ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا