مرمدوك بكثال مسلم بريطاني
هذه السيرة رحلة ممتعة، كما كانت القصة الواقعية لبطلها؛ الأديب والإنجليزي مرمدوك بكثال. منحنا هذه المتعة المؤلف السيد ، وهو مغرم بصاحب السيرة، ويشاركه – رغم فارق الزمان بعض وجوهها، فكلاهما إنكليزي عاش في الشرق وتعلق به، وكلاهما منغمس في الأدب وخاصة الرواية والسرد عن هذا العالم، وكانت حياة بكثال وثقافته ومغامراته غنية ومغرية بالدراسة والتتبع. تمتع بكثال بعمق ووعي وانفتاح لقلب حي خلي من العقد، فأعطاه هذا الشرق أحسن ما فيه، مما ساعده أن يشارك في إدراك كثير من قضايا عصره، ويندمج بنضوج في شؤون العالم الإسلامي وثقافته ويصبح صاحب رؤية وتأثير في عصره، وقد واجه بشجاعة توجهات قومه السياسية والثقافية المتحيزة. لم يعلم هذا الشاب الذي وقع في سحر كتاب ''ألف ليلة وليلة'' أن تلك البداية ستجره إلى القرآن ليبلغ الانفعال به تمامه، فيؤمن به ويترجمه ويدافع عن أمته، وبعد وفاته كانت زوجته ترتب أوراقه فإذا آخر سطر كتبه – كما هو منقوش على شاهد قبره – قوله تعالى : " بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون '' البقرة، 112. . المزيد..