❞ كتاب الدين في مواجهة العلم ❝ ⏤ وحيد الدين خان
إذا أردنا بالعلم: العلم بمفهومه الشائع اليوم، وهو المادي القائم على المشاهدة الحسيَّة والتجربة – فلا ننكر قيمة هذا العلم، وحاجةَ الناس إليه، لأن العلم الماديَّ مطلوب للإنسان، ولا شك، ولكنه مطلوب طلب الوسائل لا طلب الغايات.
وهو يعين الإنسان على الحياة، وييسِّر له سبلها، ويختصر له الزمان، ويطوي له المكان: فيقرِّب البعيد، ويلين الحديد، ولكنه وحده لا يستطيع إسعاد البشر، كما لا يمكنه وحده أن يضبط سيْر البشر، ويقاوم أنانيَّة الإنسان ونزَعات نفسه الأمَّارة بالسوء.
الإلحاد بمعناه الواسع هو عدم الاعتقاد أو الإيمان بوجود الآلهة. وبالمعنى الضيق، يعتبر الإلحاد على وجه التحديد موقف أنه لا توجد آلهة. عمومًا يشير مصطلح الإلحاد إلى غياب الاعتقاد بأن الآلهة موجودة. ويتناقض هذا الفكر مع فكرة الإيمان بالله أو الألوهية، إذ أنّ مصطلح الألوهية يعني الاعتقاد بأنه يوجد على الأقل إله واحد.
تبلور مصطلح الإلحاد عقب انتشار الفكر الحر والشكوكيّة العلميّة وتنامي نشاط التيارات الفكرية في نقد الأديان. حيث مال الملحدون الأوائل إلى تعريف أنفسهم باستخدام كلمة "ملحد" في القرن الثامن عشر في عصر التنوير. وشهدت الثورة الفرنسية أول حركة سياسية كبرى في التاريخ للدفاع عن سيادة العقل البشري فضلًا عن تيار من الإلحاد لم يسبق له مثيل.
تتراوح الحجج الإلحادية بين الحجج الفلسفية إلى الاجتماعية والتاريخية. حيث أن المبررات لعدم الإيمان بوجود إله تشمل الحجج وأن هناك نقصًا في الأدلة التجريبية. على الرغم من أن بعض الملحدين تبّنى فلسفات علمانية (مثل الإنسانية والتشكك)، إلّا أنه ليس هناك أيديولوجية واحدة أو مجموعة من السلوكيات التي يلتزم بها الملحدون جميعًا.
كما لا توجد مدرسة فلسفية واحدة تجمع الملحدين، فمنهم من ينطوي تحت لواء المدرسة المادية أو الطبيعية والكثير يميلون باتجاه العلم والتشكيك خصوصًا فيما يتصل بعالم ما وراء الطبيعة. يرى بعض الملحدين بأنه ليس هناك عناد بين الإلحاد ودين البوذية لأن البوذيين أو بعضهم يعتنقون البوذية ولكنهم لا يعتقدون بوجود إله.
كما يرى كثير من الملحدين أن الإلحاد نظرة أكثر صحة من الإلوهية، وبالتالي فإنّ عبء الإثبات لا يقع على عاتق الملحد لدحض وجود الله بل على المؤمن بالله تقديم مبررات للإيمان به حسب قولهم.
بسبب تعدد مفاهيم الإلحاد فإنّ من الصعب معرفة التقديرات الدقيقة عن الأعداد الحالية للملحدين. وقد أجريت عدة استطلاعات عالمية شاملة حول هذا الموضوع أبرزها استطلاع قامت به مؤسسة غالوب الدولية سنة 2015 حيث شارك في الاستطلاع أكثر من 64,000 مشاركاً، أشار 11% منهم إلى أنه "ملحد بقناعة" في حين كانت نتيجة سنة 2012 في استطلاع سابق 13% من أفراد العينة عرفوا عن أنفسهم أنهم "ملحدين بقناعة". وبحسب مسح من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، في عام 2004، وجد أن نسبة الملحدين كانت حوالي 8% من سكان العالم.
وفقًا لدراسات أخرى، فإن معدلات الإلحاد هي الأعلى في أوروبا وشرق آسيا: 40% في فرنسا، و39% في بريطانيا، و34% في السويد، و29% في النرويج، و15% في ألمانيا، و25% في هولندا، و12% في النمسا أجابوا أنهم لا يؤمنون بوجود أرواح أو آلهة أو قوة خارقة، وجاءت النسب أعلى لمن عبروا عن إيمانهم بوجود روح أو قوة ما وهؤلاء يطلق عليهم لادينيين أو لاأدريين. بلغت النسب في شرق آسيا 61% في الصين و47% في كوريا الجنوبية بينما تعد اليابان حالة معقدة إذ يتبنى الفرد الواحد أكثر من معتقد في وقت واحد. في أميركا الشمالية، 12% في الولايات المتحدة يعتبرون أنفسهم ملحدين و17% لا أدريين و37% يؤمنون بوجود روح ما ولكنهم لا دينيين. و28% في كندا.
يتصدى المؤلف المفكر الهندي الكبير "وحيد الدين خان" في هذا الكتاب المهم لمعظم المدارس الإلحادية التي راجت في القرون الثلاثة الماضية, إبتداء من التفسير الميكانيكي, والماركسية, والداروينية, والدين الإنساني, الي برتراندرسل, وكاريل, وهكسلي , وتوينبي واخرين..
والمؤلف رئيس تحرير " الجمعية الأسبوعية" اكبر المجلات الإسلامية في الهند وأوسعها انتشارا..
وهو مؤسس مدرسة إسلامية فكرية جديدة, تؤمن بوجوب مواجهة التحديات التي يواجهها الإسلام والمسلمون بنفس المصطلحات والوسائل والأساليب التي يستخدمها الاعداء, وبوجوب إيجاد فكر إسلامي عصري متكامل, ونبذ الحزبية تماما في المرحلة الراهنة والتركيز على تعليم الشعوب الإسلامية وتصنيع البلاد الإسلامية وتقوية اقتصادياتها كتمهيد لا بد منه لأية نهضة إسلامية ناجحة..
ولقد ترجم له الى العربية "الإسلام يتحدى" الذي أجمع العلماء والناقدون على أنه كان أحسن كتاب إسلامي ظهر في السنوات الاخيرة..
وحيد الدين خان - وحيد الدين خان (10 أكتوبر 1925- 21 أبريل 2021). مفكر مسلم هندي معاصر، لهُ فكر متميز يحاول الجمع بين المنهج الإسلامي والمنهج العلمي والفلسفي وبهذا المنهج كان يحاور الملحدين واللادينيين في العديد من كتبهِ. تتميز مؤلفاته بأنها تجمع بين البساطة والعمق وبالتالي تناسب مختلف أنواع القراء، و تأثر كثيراً بأبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي في أول نشأته ثم خالف و ناقش علميا وفكريا ضد إيديولوجيات المودودي في العديد من كتبه.
حياته
كانت دعوتهُ قائمة على مهاجمة العنف وجماعات العنف المسلح، والدعوة لتبني المنهج العلمي في الدعوة. ولعلً كثيراً من القراء العرب يعرفون وحيد الدين خان من مؤلفه المشهور «الإسلام يتحدى» ولكنّه من المؤسف مازال مجهولاً على الصعيد الفكري المنهجي بسبب تأخر ترجمة مؤلفاته إلى اللغة العربية، ومن عرف وحيد الدين المفكر المنهجي سوف يجد أمامه نوعية فريدة من الفكر الإسلامي الإيجابي. فهو مفكر عملاق يتصدى لمعالجة أعقد قضايا الفكر بأسلوب علمي يبهر العقول. والميزة التي يمتاز بها وحيد الدين خان من بين أقرانه من مفكري العصر إدمانه القاتل على دراسة الكتب العلمية و الفكرية باللغة الانكليزية ويمكن تقدير سعة اطلاعه وعمق دراسته من خلال مؤلفاتهِ، ولقد أخبر بأنه ّلكي يستوعب الفلسفة الماركسية ظل منكّباً على قراءة أهم المصادر الأساسية والأولية حتى قرأ أكثر من عشرة ألف صفحة في صميم الموضوع قبل أن يكتب عن الماركسية كتابه « الماركسية في الميزان » وعندما تصدى للرد على المدارس الفكرية الإلحادية وعلى رأسهم « برتراند رسل » الذي يعد دعامة الفكر الإلحادي في العصر الحديث قرأ كافة أعماله، ولقد أخبر عنه أيضا أنّه ربما قرأ مائة صفحة ليكتب صفحة واحدة فقط.
وتمتاز كتاباته بالأسلوب العلمي والتحليلي، فهو أحد المفكرين المسلمين القلائل الذين تمكنوا من استيعاب ثقافة العصر، وربما وصل اطلاعه على الفكر المعاصر درجة لم يصلها مفكر مسلم من قبلهِ وفي نفس الوقت فهو متمكن من العلوم والدراسات الإسلامية في أدق خفاياها وكما جاء في وصفه:« وحيد الدين خان أحد المفكرين المسلمين القلائل الذين جمعوا بين ثقافة العصر في أعمق ظواهرها وأعقد تشعبانها، وبين ثقافة الإسلام الخالدة في أدق خصائصها وأشمل معطياتها وهي ميزة؟ قلما وجدت بين مثقفي هذا العصر» مجلة الأمة القطرية ذو القعدة 1405هـ.
ولد وحيد الدين خان في أول يناير سنة ( 1925) في مدينة أعظم كره بالهند وتعلم في جامعة الإصلاح العربية الإسلامية، وبدأ وحيد الدين يقدم حصيلة فكره بعد دراسات عميقة وفي البدء انتظم في سلك لجنة التآلف التابعة للجماعة الإسلامية بالهند وعمل سنوات معدودة، ثم أمضى ثلاث سنوات مكباً على التآلف في المجمع الإسلامي العلمي التابع لندوة العلماء بلكناؤ، ثم شغل رئيس تحرير الجمعية الأسبوعية في دلهي (1967) لمدة سبع سنوات حتى أغلقت المجلة من قبل السلطات وفي أكتوبر سنة (1976) أصدر لأول مرة ومستقلاً عن كافة الهيئات مجلة (الرسالة) ودأبت هذه المجلة الشهرية على الصدور حتى الآن ونالت حظاً كبيراً من النجاح و القبول ولقد ألف الأستاذ وحيد عدّة مؤلفات هامة نذكر منها على الخصوص « الإسلام يتحدى »، « الدين في مواجهة العلم»، « تجديد الدين»، «الإسلام والعصر الحديث»، « حكمة الدين »، «قضية البعث الإسلامي»، « الإنسان القرآني»، «الإسلام » وكل هذه المؤلفات ترجمت إلى العربية ومن المؤلفات الهامة التي لم تترجم له: « محمد رسول الثورة»، «ظهور الإسلام »، « الله أكبر»، بالإضافة إلى تفسيره للقرآن « تذكير القران» إلى غير ذلك من المؤلفات التي تربو على خمسين كتاباً، وآلالف المقالات المنشورة وغير المنشورة.
وفاته
تُوفي وحيد الدين خان في اليوم التاسع من شهر رمضان سنة 1442 هـ الموافق لـ21 أبريل 2021 م، عن عمر ناهز 96 عامًا.
من مؤلفاته
لوحيد الدين خان الكثير من المؤلفات باللغة الإنجليزية منها:
Religion and Science
God Arises: Evidence of God in Nature & Science
In Search of God
Islam and Modern Challenges
The Way to Find God
The Quran, an abiding wonder
The Moral Vision : Islamic Ethics for Success in Life
Women Between Islam and Western Society
A Treasury Of The Qur'an
The Prophet Muhammad : A Simple Guide to His Life
ISLAM: THE VOICE OF HUMAN NATURE
Islam and the Modern Man
ISLAM: CREATOR OF THE MODERN AGE
Islam As It Is
A Treasury Of The Qur'an
وله عدد من المؤلفات المترجمة إلى العربية منها:
الإسلام يتحدى
الدين في مواجهة العلم
حكمة الدين
تجديد علوم الدين
المسلمون بين الماضي والحاضر والمستقبل
خواطر وعبر ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ المرأة بين شريعة الإسلام والحضارة الغربية ❝ ❞ تاريخ الدعوة إلى الإسلام ❝ ❞ عليكم بسنتي ❝ ❞ امكانات جديدة للدعوة الإسلامية ❝ ❞ حقيقة الحج ❝ ❞ واقعنا ومستقبلنا في ضوء الإسلام ❝ ❞ الإسلام يتحدى (مدخل علمي إلى الإيمان) ❝ ❞ مصطلح "الدعوة" ومصطلح "الجهاد" مترادفان أم متناقضان؟ ❝ ❞ المستقبل الجديد ❝ الناشرين : ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.