❞ كتاب الوجيز في حكم زيارة القبور الشرعية والبدعية ❝  ⏤ عبد الله بن علي الصويلح

❞ كتاب الوجيز في حكم زيارة القبور الشرعية والبدعية ❝ ⏤ عبد الله بن علي الصويلح

زيارة القبور سنة مؤكدة ثابتة عن نبينا ﷺ فقد كان ﷺ يزور القبور، ويقول: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وكان عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية وفي رواية أخرى كان يقول ﷺ: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد.

فالسنة للرجال أن يزوروا القبور ؛ لأنها تذكر الآخرة وتذكر الموت، وتعين على الاستعداد للآخرة، ويستحب له أن يقول ما علمه النبي أصحابه عليه الصلاة والسلام، فيقول الزائر: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية غفر الله لنا ولكم ورحمنا وإياكم وما أشبه من هذا الدعاء الطيب.

أما النساء فلا، النساء لا يزرن القبور؛ لأنه ﷺ لعن زائرات القبور، فالنساء لا يزرن القبور، وأما الرجال فيشرع لهم زيارة القبور ولكن لا يقولوا هزواً، يعني: لا يقولوا كلاماً سيئاً، فلا يجوز دعاء الأموات ولا الاستغاثة بالأموات ولا طلبهم المدد كما يفعله بعض الجهال، هذا منكر وشرك، فلا يجوز للمسلم ولا لغيره أن يدعو الأموات أو يستغيث بهم ؛ لأن الميت قد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، أما كونه يسأل المدد أو العون أو الغوث سواء كان نبياً أو ولياً أو غيرهما فلا يجوز ذلك، بل هذا يختص بالله وحده هو الذي يدعى ويسأل، وهكذا يجوز مع المخلوق الحي الحاضر لا بأس، تقول لأخيك الحاضر: أعطني كذا.. ساعدني بكذا، أقرضني، ساعدني على بناء بيتي.. على إصلاح سيارتي لا بأس، أما الميت فلا يسأل، قال الرسول ﷺ إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله والله يقول سبحانه: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] وأما ما يفعله بعض الجهال عند بعض القبور، يقول: يا سيدي فلان المدد المدد أو أغثني أو اشف مريضي، هذا كله منكر وكله من الشرك الأكبر كما بين ذلك أهل العلم، والله المستعان.

والمقصود من هذا أنه يزور القبور ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة ولا يزيد على ذلك في طلبهم شيئاً من عندهم، أن يقول: اشفعوا لي أو اشفوا مريضي أو المدد المدد، أو ما أشبه ذلك.

ولا يجوز أن يتخذ القبور محلاً للصلاة عندها، أو الطواف بها، أو الدعاء عندها لا، إنما يزورهم كما زارهم النبي ﷺ، وكما زارهم أصحاب النبي ﷺ يسلمون عليهم، ويدعون لهم بالمغفرة والرحمة، ويحصل في هذا ذكر الموت وذكر الآخرة، هكذا ثبتت السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام والله ولي التوفيق.

أما تخصيص زيارة القبور بعد صلاة العيد كأنه يزور الأحياء والأموات ما أعرف لهذا أصلاً، ولم أعلم عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة أنهم كانوا يخرجون إلى البقيع بعد صلاة العيد، والخير في اتباع السلف الصالح، الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال الله : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31] فكونه يعني يتخذ زيارة للقبور بعد صلاة العيد طريقة متبعة، الذي أرى ترك ذلك.
أما إذا كان أفرغ له يعني يكون فارغ ذلك الوقت وزارهم لا لقصد أن هذا سنة أو أن هذا وقت مناسب هذا لا بأس به، يزورهم يزور صباحاً أو مساءً أو في الليل أو بعد صلاة الفجر كل هذا لا بأس به، لكن كونه يخصص بعد صلاة العيد ويرى أن هذا قربة أو سنة خاصة هذا لا نعلم له أصلاً، أما إذا جاءهم وزارهم من غير قصد مرة يوم العيد أو بعد صلاة العيد أو في آخر نهار العيد وزار القبور لا لقصد أن هذا سنة أو أن هذا الوقت مناسب لها، فلا حرج في هذا. نعم.


قال المُصنِّف وفقه الله : «فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان وغيره من الأزمنة أن الناس في زيارة القبور بين جاف وغالٍ، فتجد الجافي منهم لا يعرف المقابر ولا زيارتها ولا الذهاب إليها إلا إذا توفي له قريب أو صديق، أما أن يزورها من أجل العظة والاعتبار ونفع إخوانه الموتى بالدعاء لهم والترحم عليهم واتباع السنة في ذلك واحتساب الأجر فقل أن تجده يفعل ذلك.

وفي المقابل فئام من أبناء المسلمين في شتى أصقاع الأرض غلوا في زيارة القبور وأكثروا من الذهاب إليها وجعلوا جُلَّ عباداتهم وتقربهم إلى الله تعالى في زيارة هؤلاء الموتى من الأولياء والصالحين، واعتقدوا فيهم النفع والضرر ..

وقد قمتُ بكتابة هذه الرسالة المختصرة لبيان ما هو المشروع من هذه الزيارة وما هو المحظور منها راجيًا من الله أن تنفع كلاً من والقارئ لها». عبد الله بن علي الصويلح - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الوجيز في حكم زيارة القبور الشرعية والبدعية ❝ الناشرين : ❞ دار ابن الأثير للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الوجيز في حكم زيارة القبور الشرعية والبدعية

زيارة القبور سنة مؤكدة ثابتة عن نبينا ﷺ فقد كان ﷺ يزور القبور، ويقول: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وكان عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية وفي رواية أخرى كان يقول ﷺ: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد.

فالسنة للرجال أن يزوروا القبور ؛ لأنها تذكر الآخرة وتذكر الموت، وتعين على الاستعداد للآخرة، ويستحب له أن يقول ما علمه النبي أصحابه عليه الصلاة والسلام، فيقول الزائر: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية غفر الله لنا ولكم ورحمنا وإياكم وما أشبه من هذا الدعاء الطيب.

أما النساء فلا، النساء لا يزرن القبور؛ لأنه ﷺ لعن زائرات القبور، فالنساء لا يزرن القبور، وأما الرجال فيشرع لهم زيارة القبور ولكن لا يقولوا هزواً، يعني: لا يقولوا كلاماً سيئاً، فلا يجوز دعاء الأموات ولا الاستغاثة بالأموات ولا طلبهم المدد كما يفعله بعض الجهال، هذا منكر وشرك، فلا يجوز للمسلم ولا لغيره أن يدعو الأموات أو يستغيث بهم ؛ لأن الميت قد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، أما كونه يسأل المدد أو العون أو الغوث سواء كان نبياً أو ولياً أو غيرهما فلا يجوز ذلك، بل هذا يختص بالله وحده هو الذي يدعى ويسأل، وهكذا يجوز مع المخلوق الحي الحاضر لا بأس، تقول لأخيك الحاضر: أعطني كذا.. ساعدني بكذا، أقرضني، ساعدني على بناء بيتي.. على إصلاح سيارتي لا بأس، أما الميت فلا يسأل، قال الرسول ﷺ إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله والله يقول سبحانه: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] وأما ما يفعله بعض الجهال عند بعض القبور، يقول: يا سيدي فلان المدد المدد أو أغثني أو اشف مريضي، هذا كله منكر وكله من الشرك الأكبر كما بين ذلك أهل العلم، والله المستعان.

والمقصود من هذا أنه يزور القبور ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة ولا يزيد على ذلك في طلبهم شيئاً من عندهم، أن يقول: اشفعوا لي أو اشفوا مريضي أو المدد المدد، أو ما أشبه ذلك.

ولا يجوز أن يتخذ القبور محلاً للصلاة عندها، أو الطواف بها، أو الدعاء عندها لا، إنما يزورهم كما زارهم النبي ﷺ، وكما زارهم أصحاب النبي ﷺ يسلمون عليهم، ويدعون لهم بالمغفرة والرحمة، ويحصل في هذا ذكر الموت وذكر الآخرة، هكذا ثبتت السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام والله ولي التوفيق.

أما تخصيص زيارة القبور بعد صلاة العيد كأنه يزور الأحياء والأموات ما أعرف لهذا أصلاً، ولم أعلم عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة أنهم كانوا يخرجون إلى البقيع بعد صلاة العيد، والخير في اتباع السلف الصالح، الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال الله : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31] فكونه يعني يتخذ زيارة للقبور بعد صلاة العيد طريقة متبعة، الذي أرى ترك ذلك.
أما إذا كان أفرغ له يعني يكون فارغ ذلك الوقت وزارهم لا لقصد أن هذا سنة أو أن هذا وقت مناسب هذا لا بأس به، يزورهم يزور صباحاً أو مساءً أو في الليل أو بعد صلاة الفجر كل هذا لا بأس به، لكن كونه يخصص بعد صلاة العيد ويرى أن هذا قربة أو سنة خاصة هذا لا نعلم له أصلاً، أما إذا جاءهم وزارهم من غير قصد مرة يوم العيد أو بعد صلاة العيد أو في آخر نهار العيد وزار القبور لا لقصد أن هذا سنة أو أن هذا الوقت مناسب لها، فلا حرج في هذا. نعم.


قال المُصنِّف وفقه الله : «فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان وغيره من الأزمنة أن الناس في زيارة القبور بين جاف وغالٍ، فتجد الجافي منهم لا يعرف المقابر ولا زيارتها ولا الذهاب إليها إلا إذا توفي له قريب أو صديق، أما أن يزورها من أجل العظة والاعتبار ونفع إخوانه الموتى بالدعاء لهم والترحم عليهم واتباع السنة في ذلك واحتساب الأجر فقل أن تجده يفعل ذلك.

وفي المقابل فئام من أبناء المسلمين في شتى أصقاع الأرض غلوا في زيارة القبور وأكثروا من الذهاب إليها وجعلوا جُلَّ عباداتهم وتقربهم إلى الله تعالى في زيارة هؤلاء الموتى من الأولياء والصالحين، واعتقدوا فيهم النفع والضرر ..

وقد قمتُ بكتابة هذه الرسالة المختصرة لبيان ما هو المشروع من هذه الزيارة وما هو المحظور منها راجيًا من الله أن تنفع كلاً من والقارئ لها».
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذه عن الكتاب:
قال المُصنِّف وفقه الله : «فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان وغيره من الأزمنة أن الناس في زيارة القبور بين جاف وغالٍ، فتجد الجافي منهم لا يعرف المقابر ولا زيارتها ولا الذهاب إليها إلا إذا توفي له قريب أو صديق، أما أن يزورها من أجل العظة والاعتبار ونفع إخوانه الموتى بالدعاء لهم والترحم عليهم واتباع السنة في ذلك واحتساب الأجر فقل أن تجده يفعل ذلك. وفي المقابل فئام من أبناء المسلمين في شتى أصقاع الأرض غلوا في زيارة القبور وأكثروا من الذهاب إليها وجعلوا جُلَّ عباداتهم وتقربهم إلى الله تعالى في زيارة هؤلاء الموتى من الأولياء والصالحين، واعتقدوا فيهم النفع والضرر ..
 وقد قمتُ بكتابة هذه الرسالة المختصرة لبيان ما هو المشروع من هذه الزيارة وما هو المحظور منها راجيًا من الله أن تنفع كلاً من والقارئ لها».

معنى الاسلام
ما هو الاسلام
ما هو الاسلام الصحيح
شرح تعريف الاسلام
معلومات عن الاسلام
بحث عن الدين الاسلامي
تعريف الاسلام للاطفال
موقع الاسلام

مفهوم الدين pdf
معنى الدين
الدين الاسلامي
ما هو الدين الحقيقي في العالم
المعتقدات الدينية الاسلامية
الدين المال
تعريف الدين الحق
بحث عن الدين

 



حجم الكتاب عند التحميل : 5.3 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الوجيز في حكم زيارة القبور الشرعية والبدعية

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الوجيز في حكم زيارة القبور الشرعية والبدعية
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
عبد الله بن علي الصويلح - ABD ALLH BN ALI ALSOILH

كتب عبد الله بن علي الصويلح ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الوجيز في حكم زيارة القبور الشرعية والبدعية ❝ الناشرين : ❞ دار ابن الأثير للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب عبد الله بن علي الصويلح
الناشر:
دار ابن الأثير للنشر والتوزيع
كتب دار ابن الأثير للنشر والتوزيع‏‏دار تهتم بطباعة ونشر وتوزيع الكتاب الإسلامي ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ القنوت في الوتر ❝ ❞ فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة ❝ ❞ الإشارة إلى وفيات الأعيان المنتقى من تاريخ الإسلام ❝ ❞ المشاهير والسجون ❝ ❞ صفة الحج ❝ ❞ آداب الموعظة الحسنة ❝ ❞ ثلاث تراجم نفيسة للائمة الاعلام ابن تيمية والبرزالي والمزي من كتاب ذيل تاريخ الإسلام ❝ ❞ حكم الإختلاط ❝ ❞ الصدق الفضيلة الجامعة ❝ ❞ الأيام الفاضلة عشر ذى الحجة ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ❝ ❞ عبد المحسن بن حمد العباد البدر ❝ ❞ نزار مصطفى الملاح ❝ ❞ ابن ناصر الدين الدمشقي ❝ ❞ فالح بن محمد الصغير ❝ ❞ سليمان بن صالح الخراشى ❝ ❞ أحمد العمران ❝ ❞ سليمان بن محمد الصغير ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ أ.د. طارق يونس أحمد ❝ ❞ محمد إبراهيم السبر ❝ ❞ الوليد بن عبد الرحمن بن محمد آل فريان ❝ ❞ عبد الله بن سعد الفالح ❝ ❞ سعاد الغامدي ❝ ❞ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وآخرون ❝ ❞ صالح بن راشد الهويمل ❝ ❞ حسن بن محمد آل شريم ❝ ❞ صغير بن علي الشمري ❝ ❞ د. فاطمة قاسم الحيالي ود. مظفر أحمد الموصلي ❝ ❞ حرب بن إسماعيل الكرماني ❝ ❞ خالد بن علي بن محمد الحيان ❝ ❞ عبد الله بن علي الصويلح ❝ ❞ أمل بنت زيد المنقور ❝ ❞ مارجورى هوى ❝ ❞ اسامة بن زيد ❝ ❱.المزيد.. كتب دار ابن الأثير للنشر والتوزيع