❞ كتاب المسيح والتثليث ❝ ⏤ د. محمد وصفي
ترى عقيدة الثالوث في المسيحية (باللاتينية: Trinitas) من (باللاتينية: trinus) أن الله هو إله واحد لكن في ثلاثة أشخاص أو أقانيم— الآب، الابن (يسوع) الروح القدس—أي أن "الله واحد في ثلاثة أقانيم إلهية". الأقانيم الثلاثة مستقلة ولكنها "واحدة في المادة، الجوهر والطبيعة" (homoousios). في هذا السياق فإن "الطبيعة" هي ما يكونه الشخص، في حين أن "الأقنوم" هو من يكونه الشخص. والعلاقة بين الثالوث متكاملة، فبينما أرسل الآب الابن إلى العالم، تم ذلك بواسطة الروح القدس، وبينما يعتبر الروح القدس أقنومًا خاصًا يطلق عليه في الوقت نفسه روح الآب وروح يسوع.
يشار إلى وجهات النظر المختلفة عن الثالوثية باسم "اللاثالوثية". تتناقض عقيدة الثالوث مع وجهات النظر الأخرى مثل "Binitarianism" (إله واحد في شخصين أو إلهين) والموناركية (لا يوجد تعدد في الأشخاص داخل الإله)، وتنقسم الموناركية إلى "Modalistic Monarchianism" (إله واحد يظهر في ثلاثة أوضاع)، والتوحيدية (إله واحد في شخص واحد).
في حين أن عقيدة الثالوث لم يتم التعبير عنها في الكتب التي تشكل العهد الجديد، يعتقد أن العهد الجديد يمتلك فهم "ثلاثي" لله ويحتوي على عدد من الصيغ الثالوثية. تم وضع عقيدة الثالوث لأول مرة من قبل المسيحيين الأوائل وآباء الكنيسة في محاولة لفهم العلاقة بين يسوع والله في الوثائق الدينية والتقاليد السابقة.
تؤمن المسيحية بإله واحد كما صرّح الكتاب في مواضع عدّة منها: "اسمع يا إسرائيل، الرّب إلهنا ربّ واحد، فأحبّ الرب إلهك، بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل فكرك، وبكل قوتك، هذه هي الوصية الأولى"؛[مر 12:30] وهو في آن: واحد وثالوث، واحد من حيث الجوهر والطبيعة، الإرادة والمشيئة، القدرة والفعل، وثالوث من حيث إعلانه عن نفسه ومن حيث أعماله: فقد خلق العالم بكلمته، وكلمته هي في ذاته نفسها؛ وهو حي، وروحه في ذاته نفسها؛ وتدعى أطراف الثالوث الإلهي "أقانيم"؛ ويعدّ سر الثالوث من أسرار الله الفائقة، ويستدلّ عليها من مواضع شتّى في الكتاب؛[لو 1:35] وقد رفض هذا السر عبر التاريخ جماعات قليلة تدعى لاثالوثية.
يعتقد المسيحيون أنه لا يمكن قبول أحد الأقانيم منفردًا بل يجب التسليم بها جميعًا، ويقول القديس غريغوريوس النياسي فيما يخص الثالوث:
ثالوثإن الأقانيم الثلاثة الإلهية: الآب والابن والروح القدس، لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، كما لا يمكن فهمها عن بعضها البعض، كذلك لا يمكن استيعابها كحقائق بشرية، بل هي الطريقة التي عبّر فيها الله عن طبيعته التي لا يمكن تسميتها ولا التحدث عنها، ويتكيف مفهومنا عنها وفقًا لمحدودية عقولنا البشرية.
إن لفظة ”أقنوم“ المشتقة من اللغة الآرامية لا يوجد ما يقابها في لغاتنا اليوم، وهي تشير إلى وحدة الكيان، فالنفس أقنوم والجسد أقنوم، وهما يتحدان سوية لتكوين الإنسان فهل الإنسان اثنان؟(8) واستنادًا إلى ذلك لم يقل المسيح في خاتمة إنجيل متى عمدوهم بأسماء الآب والأبن والروح القدس بل باسم الآب والابن والروح القدس.
ثالوث
لا يرد مصطلح الثالوث مطلقًا في الكتاب المقدس، وأول مرة استعمل بها كانت في مجمع نيقية، لكن الثالوث مجتمعًا يظهر عدة مرات في الأناجيل، في متى 4/ 16-17 أول ظهور للثالوث مجتمعًا خلال عماد يسوع، وقبيل صعوده إلى السماء وفق المعتقدات المسيحية دعا يسوع تلاميذه صراحة لتعليم الأمم وتعميدهم باسم الثالوث مجتمعًا، وقد اشتهر في الكنسية حتى اليوم السلام البولسي، والذي ختمت فيه رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس ويذكر فيه الثالوث مجتمعًا أيضًا، إضافة إلى مواقع أخرى عديدة يرجع بعضها إلى العهد القديم.
يتكون هذا الكتاب من خمسة مباحث هامة حول المسيح والتثليث وعقيدة النصارى المحرفة والصحيحة، ويبدأ المؤلف في المبحث الأول من الكتاب بالحديث عن المسيح في العهد الجديد، ثم في المبحث الثاني يتحدث عن دعوى ألوهية المسيح، وفي المبحث الثالث يخصصه المؤلف للحديث عن مسألة التثليث، ويتناول في المبحث الرابع عقيدتا الفداء والصلب، وفي المبحث الخامس يتناول المسيح في القرآن الكريم، والعقيدة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى.
د. محمد وصفي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ المسيح والتثليث ❝ ❞ ألإرتباط الزمنى والعقائدى بين الأنبياء والرسل ❝ الناشرين : ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفضيلة ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.