❞ كتاب حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ❝  ⏤ عبد الرحمن بن حماد آل عمر

❞ كتاب حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ❝ ⏤ عبد الرحمن بن حماد آل عمر

لقد كان شيخ الإسلام ، الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي ، المشَرَّفي ، الوهْبي ، التميمي ، رحمه الله ، مجدد القرن الثاني عشر الهجري بحق . فقد كانت ولادته سنة ألف ومائة وخمس عشرة (1115)، ووفاته سنة ألف ومائتين وست (1206) ، فانطبق عليه شرط التجديد ، كما قال ابن الأثير ، رحمه الله : ( المراد من انقضت المائة وهو حي، عالم، مشهور، مشار إليه ) جامع الأصول 11/324 ، وقال السيوطي ، رحمه الله ، في منظومته المسماة ( تحفة المهتدين بأخبار المجددين ) :

والشرط في ذلك أن تمضي المائة *** وهو على حياته بين الفئة
يشار بالعلم إلى مقامــــه *** وينصـر السنة في كلامه

وقد جهر الشيخ بدعوته ، وتصدى للناس ، بعد وفاة والده القاضي عبد الوهاب سنة ألف ومائة وثلاث وخمسين ( 1153) ، وعمره يناهز الأربعين ، فأمضى نصف قرن من الزمان في حركة دائبة ، غيرت مسار التاريخ ، وكان لها ما بعدها . ومن ثمَّ تنازع الكتَّاب والمحللون ، في حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؛ هل كانت تجديداً دينياً، أم نشاطاً علمياً، أم إصلاحاً اجتماعياً، أم مشروعاً سياسيا ؟ً أم هو جميع ذلك ؟ ناهيك عما ينبزها به خصومها الظالمون من الدعاوى المغرضة ؛ بأنها مذهب خامس ، أو حركة خوارج تكفر المسلمين ، وتستبيح دماءهم !!
إن من السهولة بمكان ، على الباحث المنصف ، أن يجد الجواب الصريح على هذه التساؤلات ، والرد المفحم على هذه الشبهات، فيما خلفه الشيخ وتلاميذه من تراث ضخم ، وفيما حفظه التاريخ من وقائع وأعمال تنبئ عن حقيقة هذه الدعوة الفريدة . ويمكننا الإشارة إلى جملة من المعالم البارزة في دعوة الشيخ ، رحمه الله :

أولاً : تحقيق التوحيد :
لا ريب أن عماد دعوة الشيخ، رحمه الله، باتفاق الموالين والمناوئين ، توحيد الله، عز وجل، بأنواعه الثلاثة :
1- توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله ؛ من الخلق، والملك، والتدبير .
2- توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد ؛ كالدعاء، والنذر، والذبح.
3- توحيد الأسماء والصفات ، وهو توحيده بما سمى ووصف به نفسه .

وقد عني الشيخ عناية خاصة بتوحيد العبادة ، وقرره بأوضح عبارة ، فقال في (الأصول الثلاثة) : ( اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملةَ إبراهيم ، أن تعبد الله وحده ، مخلصاً له الدين . وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها ، كما قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ، ومعنى يعبدون : يوحدون . وأعظم ما أمر الله به التوحيد ، وهو إفراد الله بالعبادة ، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، وهو دعوة غيره معه . والدليل قوله تعالى :"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" )

وظل الشيخ يأوي إلى هذا الركن الشديد، في جميع مؤلفاته، ومكاتباته، ومراسلاته يدعو الناس إلى تحقيق التوحيد ، وتصفية العقيدة ، وإخلاص العبادة ، التي بعث بها النبيون . قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون )الأنبياءِ(25) ، فطفق يبين للناس حقيقة التوحيد ، ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ، ومعنى الحنيفية .

وقد استهل الشيخ، رحمه الله ،كتاب التوحيد بالأبواب التالية:
1- باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب .
2- باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب .
3- باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله .
4- باب الدعاء إلى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله .

ثانياً : التحذير من الشرك :
اجتناب الشرك قرين التوحيد، ولازمه ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) الإسراء36، وقال : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ) البقرة256، وقال : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) آل عمران :64
وقد رأى الشيخ بعيني رأسه ما آل إليه حال الأمة الإسلامية ، لا في بلاد نجد فحسب ، بل في جميع الأقطار التي زارها وقت الطلب ؛ في البصرة ، والزبير ، والأحساء ، ومكة ، والمدينة ، حتى إنه صنف أشهر كتبه ؛ (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) حين كان في البصرة لِما رأى من حال العامة ، ووقوعهم في الأعمال الشركية . فلما أنكر عليهم، أخرجوه وقت الهاجرة ، حتى كاد أن يهلك من العطش . وعاين بعض الجهال حال وقوفهم عند الحجرة النبوية ، وهم يدعون ، ويستغيثون بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله شيخه المحدث محمد حياة السندي، رحمه الله : ما تقول ؟ فقال الشيخ :(إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

ومن هنا ، فقد عني الشيخ ، رحمه الله ، بتتبع مظاهر الشرك العملي ، المؤسس ، غالباً ، على شرك اعتقادي . ويظهر ذلك جلياً في أبواب ( كتاب التوحيد ) مثل :
1- باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما ، لرفع البلاء أو دفعه .
2- باب ما جاء في الرقى والتمائم .
3- باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما .
4- باب ما جاء في الذبح لغير الله .
5- باب من الشرك النذر لغير الله .
6- باب من الشرك أن يستغيث بغير الله ، أو يدعو غيره ...الخ

بالإضافة إلى الأبواب المتعلقة ببعض الممارسات الشركية ، كالسحر ، والنشرة ، والطيرة ، والتنجيم ، والأبواب المتعلقة بالشرك الأصغر من الألفاظ ، كقول :(ما شاء الله وشئت)، وقول :(عبدي وأمتي) وقول :(مطرنا بنوء كذا وكذا)،والحلف بغير الله . وفوق ذلك ، عقد أبواباً تتعلق بسد الذرائع المفضية إلى الشرك ، مثل :

1- باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم، وتركهم دينهم، هو الغلو في الصالحين.
2- باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح .
3- باب ما جاء أن الغلو في الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله .
4- باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد ، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك .

إن هذا الحس الإيماني المرهف لدى الشيخ ، وتتبعه لجذور الشرك ، ومظاهره ، وذرائعه ، قد أحيا في الأمة روح التوحيد الخالص ، الذي غشيته غواشي البدع ، وكدرت صفاءه تراكمات الشرك ، والتعلق بغير الله . لقد كان مشروع الشيخ ، رحمه الله ، تجديد دعوة المرسلين ، ونفض غبار السنين الذي حجب نقاء التوحيد .

ثالثاً : الولاء والبراء :
لم تكن دعوة الشيخ ، رحمه الله ، تقريراً عقدياً ، أو تنظيراً علمياً ، فحسب ، بل كانت تطبيقاً عملياً جاداً ، يسعى لتمثل المبادئ والعقائد التي يؤمن بها واقعاً معاشاً ، يترسم السيرة النبوية ، ويحاكيها في مواجهة المخالفين ، مع الأخذ بالاعتبار الفروقات الأساسية في التعاطي مع مجتمع كافر يدعى إلى الإسلام، كما في الحال النبوي ، ومجتمع مسلم دبت فيه بعض مظاهر الشرك ، كما في حالة الشيخ .

إن الولاء والبراء تابعان للإيمان ، ومعتقد أهل السنة والجماعة أنه يمكن أن يجتمع في المؤمن ولاية من وجه، وعداوة من وجه، بناءً على أصلهم العظيم في مسألة الإيمان ؛ أنه يمكن أن يجتمع في المؤمن طاعة ومعصية ، وبر وفجور ، خلافاً للخوارج والمرجئة على حدٍ سواء . فالناس يتفاضلون في ولاية الله، بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى ، فهي تزيد وتنقص، وتكون كاملة وناقصة ، فالمطيع تزيد ولايته ومحبته ، والعاصي تنقص ولايته ومحبته، وتأسيساً على ما تقدم ، فقد ألح الشيخ في كثير من تقريراته على مسألة الولاء والبراء، وضرورة التناصر بين المؤمنين، ومجافاة المبطلين، وإن لم يبلغ الأمر مبلغ الكفر .

وهذه الثلاثية ( تحقيق التوحيد، واجتناب الشرك، والولاء والبراء ) ثلاثية متلازمة عند الشيخ ، رحمه الله ، فهو يقول في ( الأصول الثلاثة ) : ( اعلم ، رحمك الله ، أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمُ هذه المسائل والعملُ بهن :
الأولى : أن الله خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى : إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16) المزمل .
الثانية : أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته؛ لا ملك مقرب،ولا نبي مرسل. والدليل قوله تعالى :وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) الجن .

الثالثة : أن من أطاع الرسول، ووحد الله، لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب . والدليل قوله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (22) المجادلة )
وقد ظن بعض الناس أن ذلك يقتضي تكفير مخالفيه بإطلاق ، وأنه يُلزم الناس بالهجرة إليه ! ولكنه دفع هذه الفرية ، وأنكرها بشدة ، فقال : ( ..وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم : إنا نكفِّر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفِّر من لم يكفِّر ، ومن لم يقاتل ، ومثل هذا وأضعاف أضعافه ؛ فكل هذا من الكذب والبهتان ، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله . وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما ، لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفِّر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ، أو لم يكفر ويقاتل ؟! سبحانك هذا بهتان عظيم ) وقال أيضاً :( وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفّر بالظن، وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله) مجموع مؤلفاتالشيخ : 5/25.وقال في جوابه لابن صياح عندما طلب منه بيان موقفه فيما نسب إليه: ( فمنها : إشاعة البهتان، بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه ، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس، إلا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟! وهل يقول هذا مسلم؟! إني أبرأ إلى الله من هذا القول، الذي لا يصدر إلا عن مختل العقل، فاقد الإدراك؛ فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة) الدرر السنية : 1/80

رابعاً : الاتباع ، ونبذ الابتداع :
لما كان مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ، كما فسرها الشيخ : ( طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ) فقد دعا إلى تعظيم النصوص ، وتقديمها على أقوال الرجال ، والاعتماد على الدليل ، ونبذ التعصب والتقليد ، ولكن ! ليس إلى الحد الذي يهدر الفقه ، ويجرئ السفهاء على أئمة الدين ، وأعلام الأمة ، كلا ! بل لم يزل ، رحمه الله ، وتلاميذه ، وأتباعه ، ينمون أنفسهم إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفروع ، لكونه المذهب السائد في بلاد نجد ، ويتبرأ من إحداث مذهب جديد ، كما يشغب عليه بذلك خصومه .فهو يقول : ( وأما مذهبنا، فمذهب الإمام أحمد بن حنبل ، إمام أهل السنة ، في الفروع . ولا ندعي الاجتهاد . وإذا بانت لنا سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عملنا بها، ولا نقدم عليها قول أحد ، كائناً من كان ) الهدية السنية : 99

ومع تأثر الشيخ بالإمامين ، ابن تيمية، وابن القيم، رحمهم الله ، إلا إنه يقرر بحزم : ( الإمام ابن القيم ، وشيخه ، إماما حق ، من أهل السنة ، وكتبهم عندنا من أعز الكتب ، إلا إنا غير مقلدين لهم في كل مسألة ) الهدية السنية : 53،

وقال ايضاً : (ولست _ولله الحمد_ أدعو إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم، مثل: ابن القيم، والذهبي، وابن كثير،وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) مجموع مؤلفات الشيخ 5 /252

وقد تصدى ، رحمه الله ، للبدع الاعتقادية ، والعملية ، الحادثة في زمانه ، ومن شواهد ذلك ما ذكره مؤرخ الدعوة ، حسين بن غنام :( كان في العيينة ، وما حولها كثير من القباب والمشاهد والمشاهد المبنية على قبور الصحابة والأولياء، والأشجار التي يعظمونها، ويتبركون بها، كقبة قبر زيد بن الخطاب، في الجبيلة، وكشجرة قريوة، وأبي دجانة، والذيب . فخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومعه عثمان بن معمر، وكثير من جماعتهم، إلى تلك الأماكن بالمعاول، فقطعوا الأشجار، وهدموا المشاهد والقبور، وعدلوها على السنة. وكان الشيخ هو الذي هدم قبة زيد بن الخطاب بيده، وكذلك قطع شجرة الذيب مع بعض أصحابه، وقطع شجرة قريوة ثنيان بن سعود، ومشاري بن سعود، وأحمد بن سويلم، وجماعة سواهم ) تاريخ نجد :1/78
عبد الرحمن بن حماد آل عمر - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإرشاد إلى توحيد رب العباد ❝ ❞ (دين الحق صينية ) ❝ ❞ دين الحق ❝ ❞ دین حق ❝ ❞ الذكرى - نصائح عامة ❝ ❞ Die Religion der Wahrheit ❝ ❞ حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ❝ ❞ ديـنُ الحـقّ ❝ ❞ حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ❝ الناشرين : ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار العاصمة للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب

لقد كان شيخ الإسلام ، الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي ، المشَرَّفي ، الوهْبي ، التميمي ، رحمه الله ، مجدد القرن الثاني عشر الهجري بحق . فقد كانت ولادته سنة ألف ومائة وخمس عشرة (1115)، ووفاته سنة ألف ومائتين وست (1206) ، فانطبق عليه شرط التجديد ، كما قال ابن الأثير ، رحمه الله : ( المراد من انقضت المائة وهو حي، عالم، مشهور، مشار إليه ) جامع الأصول 11/324 ، وقال السيوطي ، رحمه الله ، في منظومته المسماة ( تحفة المهتدين بأخبار المجددين ) :

والشرط في ذلك أن تمضي المائة *** وهو على حياته بين الفئة
يشار بالعلم إلى مقامــــه *** وينصـر السنة في كلامه

وقد جهر الشيخ بدعوته ، وتصدى للناس ، بعد وفاة والده القاضي عبد الوهاب سنة ألف ومائة وثلاث وخمسين ( 1153) ، وعمره يناهز الأربعين ، فأمضى نصف قرن من الزمان في حركة دائبة ، غيرت مسار التاريخ ، وكان لها ما بعدها . ومن ثمَّ تنازع الكتَّاب والمحللون ، في حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؛ هل كانت تجديداً دينياً، أم نشاطاً علمياً، أم إصلاحاً اجتماعياً، أم مشروعاً سياسيا ؟ً أم هو جميع ذلك ؟ ناهيك عما ينبزها به خصومها الظالمون من الدعاوى المغرضة ؛ بأنها مذهب خامس ، أو حركة خوارج تكفر المسلمين ، وتستبيح دماءهم !!
إن من السهولة بمكان ، على الباحث المنصف ، أن يجد الجواب الصريح على هذه التساؤلات ، والرد المفحم على هذه الشبهات، فيما خلفه الشيخ وتلاميذه من تراث ضخم ، وفيما حفظه التاريخ من وقائع وأعمال تنبئ عن حقيقة هذه الدعوة الفريدة . ويمكننا الإشارة إلى جملة من المعالم البارزة في دعوة الشيخ ، رحمه الله :

أولاً : تحقيق التوحيد :
لا ريب أن عماد دعوة الشيخ، رحمه الله، باتفاق الموالين والمناوئين ، توحيد الله، عز وجل، بأنواعه الثلاثة :
1- توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله ؛ من الخلق، والملك، والتدبير .
2- توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد ؛ كالدعاء، والنذر، والذبح.
3- توحيد الأسماء والصفات ، وهو توحيده بما سمى ووصف به نفسه .

وقد عني الشيخ عناية خاصة بتوحيد العبادة ، وقرره بأوضح عبارة ، فقال في (الأصول الثلاثة) : ( اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملةَ إبراهيم ، أن تعبد الله وحده ، مخلصاً له الدين . وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها ، كما قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ، ومعنى يعبدون : يوحدون . وأعظم ما أمر الله به التوحيد ، وهو إفراد الله بالعبادة ، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، وهو دعوة غيره معه . والدليل قوله تعالى :"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" )

وظل الشيخ يأوي إلى هذا الركن الشديد، في جميع مؤلفاته، ومكاتباته، ومراسلاته يدعو الناس إلى تحقيق التوحيد ، وتصفية العقيدة ، وإخلاص العبادة ، التي بعث بها النبيون . قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون )الأنبياءِ(25) ، فطفق يبين للناس حقيقة التوحيد ، ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ، ومعنى الحنيفية .

وقد استهل الشيخ، رحمه الله ،كتاب التوحيد بالأبواب التالية:
1- باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب .
2- باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب .
3- باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله .
4- باب الدعاء إلى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله .

ثانياً : التحذير من الشرك :
اجتناب الشرك قرين التوحيد، ولازمه ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) الإسراء36، وقال : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ) البقرة256، وقال : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) آل عمران :64
وقد رأى الشيخ بعيني رأسه ما آل إليه حال الأمة الإسلامية ، لا في بلاد نجد فحسب ، بل في جميع الأقطار التي زارها وقت الطلب ؛ في البصرة ، والزبير ، والأحساء ، ومكة ، والمدينة ، حتى إنه صنف أشهر كتبه ؛ (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) حين كان في البصرة لِما رأى من حال العامة ، ووقوعهم في الأعمال الشركية . فلما أنكر عليهم، أخرجوه وقت الهاجرة ، حتى كاد أن يهلك من العطش . وعاين بعض الجهال حال وقوفهم عند الحجرة النبوية ، وهم يدعون ، ويستغيثون بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله شيخه المحدث محمد حياة السندي، رحمه الله : ما تقول ؟ فقال الشيخ :(إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

ومن هنا ، فقد عني الشيخ ، رحمه الله ، بتتبع مظاهر الشرك العملي ، المؤسس ، غالباً ، على شرك اعتقادي . ويظهر ذلك جلياً في أبواب ( كتاب التوحيد ) مثل :
1- باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما ، لرفع البلاء أو دفعه .
2- باب ما جاء في الرقى والتمائم .
3- باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما .
4- باب ما جاء في الذبح لغير الله .
5- باب من الشرك النذر لغير الله .
6- باب من الشرك أن يستغيث بغير الله ، أو يدعو غيره ...الخ

بالإضافة إلى الأبواب المتعلقة ببعض الممارسات الشركية ، كالسحر ، والنشرة ، والطيرة ، والتنجيم ، والأبواب المتعلقة بالشرك الأصغر من الألفاظ ، كقول :(ما شاء الله وشئت)، وقول :(عبدي وأمتي) وقول :(مطرنا بنوء كذا وكذا)،والحلف بغير الله . وفوق ذلك ، عقد أبواباً تتعلق بسد الذرائع المفضية إلى الشرك ، مثل :

1- باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم، وتركهم دينهم، هو الغلو في الصالحين.
2- باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح .
3- باب ما جاء أن الغلو في الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله .
4- باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد ، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك .

إن هذا الحس الإيماني المرهف لدى الشيخ ، وتتبعه لجذور الشرك ، ومظاهره ، وذرائعه ، قد أحيا في الأمة روح التوحيد الخالص ، الذي غشيته غواشي البدع ، وكدرت صفاءه تراكمات الشرك ، والتعلق بغير الله . لقد كان مشروع الشيخ ، رحمه الله ، تجديد دعوة المرسلين ، ونفض غبار السنين الذي حجب نقاء التوحيد .

ثالثاً : الولاء والبراء :
لم تكن دعوة الشيخ ، رحمه الله ، تقريراً عقدياً ، أو تنظيراً علمياً ، فحسب ، بل كانت تطبيقاً عملياً جاداً ، يسعى لتمثل المبادئ والعقائد التي يؤمن بها واقعاً معاشاً ، يترسم السيرة النبوية ، ويحاكيها في مواجهة المخالفين ، مع الأخذ بالاعتبار الفروقات الأساسية في التعاطي مع مجتمع كافر يدعى إلى الإسلام، كما في الحال النبوي ، ومجتمع مسلم دبت فيه بعض مظاهر الشرك ، كما في حالة الشيخ .

إن الولاء والبراء تابعان للإيمان ، ومعتقد أهل السنة والجماعة أنه يمكن أن يجتمع في المؤمن ولاية من وجه، وعداوة من وجه، بناءً على أصلهم العظيم في مسألة الإيمان ؛ أنه يمكن أن يجتمع في المؤمن طاعة ومعصية ، وبر وفجور ، خلافاً للخوارج والمرجئة على حدٍ سواء . فالناس يتفاضلون في ولاية الله، بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى ، فهي تزيد وتنقص، وتكون كاملة وناقصة ، فالمطيع تزيد ولايته ومحبته ، والعاصي تنقص ولايته ومحبته، وتأسيساً على ما تقدم ، فقد ألح الشيخ في كثير من تقريراته على مسألة الولاء والبراء، وضرورة التناصر بين المؤمنين، ومجافاة المبطلين، وإن لم يبلغ الأمر مبلغ الكفر .

وهذه الثلاثية ( تحقيق التوحيد، واجتناب الشرك، والولاء والبراء ) ثلاثية متلازمة عند الشيخ ، رحمه الله ، فهو يقول في ( الأصول الثلاثة ) : ( اعلم ، رحمك الله ، أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمُ هذه المسائل والعملُ بهن :
الأولى : أن الله خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى : إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16) المزمل .
الثانية : أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته؛ لا ملك مقرب،ولا نبي مرسل. والدليل قوله تعالى :وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) الجن .

الثالثة : أن من أطاع الرسول، ووحد الله، لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب . والدليل قوله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (22) المجادلة )
وقد ظن بعض الناس أن ذلك يقتضي تكفير مخالفيه بإطلاق ، وأنه يُلزم الناس بالهجرة إليه ! ولكنه دفع هذه الفرية ، وأنكرها بشدة ، فقال : ( ..وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم : إنا نكفِّر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفِّر من لم يكفِّر ، ومن لم يقاتل ، ومثل هذا وأضعاف أضعافه ؛ فكل هذا من الكذب والبهتان ، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله . وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما ، لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفِّر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ، أو لم يكفر ويقاتل ؟! سبحانك هذا بهتان عظيم ) وقال أيضاً :( وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفّر بالظن، وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله) مجموع مؤلفاتالشيخ : 5/25.وقال في جوابه لابن صياح عندما طلب منه بيان موقفه فيما نسب إليه: ( فمنها : إشاعة البهتان، بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه ، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس، إلا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟! وهل يقول هذا مسلم؟! إني أبرأ إلى الله من هذا القول، الذي لا يصدر إلا عن مختل العقل، فاقد الإدراك؛ فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة) الدرر السنية : 1/80

رابعاً : الاتباع ، ونبذ الابتداع :
لما كان مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ، كما فسرها الشيخ : ( طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ) فقد دعا إلى تعظيم النصوص ، وتقديمها على أقوال الرجال ، والاعتماد على الدليل ، ونبذ التعصب والتقليد ، ولكن ! ليس إلى الحد الذي يهدر الفقه ، ويجرئ السفهاء على أئمة الدين ، وأعلام الأمة ، كلا ! بل لم يزل ، رحمه الله ، وتلاميذه ، وأتباعه ، ينمون أنفسهم إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفروع ، لكونه المذهب السائد في بلاد نجد ، ويتبرأ من إحداث مذهب جديد ، كما يشغب عليه بذلك خصومه .فهو يقول : ( وأما مذهبنا، فمذهب الإمام أحمد بن حنبل ، إمام أهل السنة ، في الفروع . ولا ندعي الاجتهاد . وإذا بانت لنا سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عملنا بها، ولا نقدم عليها قول أحد ، كائناً من كان ) الهدية السنية : 99

ومع تأثر الشيخ بالإمامين ، ابن تيمية، وابن القيم، رحمهم الله ، إلا إنه يقرر بحزم : ( الإمام ابن القيم ، وشيخه ، إماما حق ، من أهل السنة ، وكتبهم عندنا من أعز الكتب ، إلا إنا غير مقلدين لهم في كل مسألة ) الهدية السنية : 53،

وقال ايضاً : (ولست _ولله الحمد_ أدعو إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم، مثل: ابن القيم، والذهبي، وابن كثير،وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) مجموع مؤلفات الشيخ 5 /252

وقد تصدى ، رحمه الله ، للبدع الاعتقادية ، والعملية ، الحادثة في زمانه ، ومن شواهد ذلك ما ذكره مؤرخ الدعوة ، حسين بن غنام :( كان في العيينة ، وما حولها كثير من القباب والمشاهد والمشاهد المبنية على قبور الصحابة والأولياء، والأشجار التي يعظمونها، ويتبركون بها، كقبة قبر زيد بن الخطاب، في الجبيلة، وكشجرة قريوة، وأبي دجانة، والذيب . فخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومعه عثمان بن معمر، وكثير من جماعتهم، إلى تلك الأماكن بالمعاول، فقطعوا الأشجار، وهدموا المشاهد والقبور، وعدلوها على السنة. وكان الشيخ هو الذي هدم قبة زيد بن الخطاب بيده، وكذلك قطع شجرة الذيب مع بعض أصحابه، وقطع شجرة قريوة ثنيان بن سعود، ومشاري بن سعود، وأحمد بن سويلم، وجماعة سواهم ) تاريخ نجد :1/78 .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

لقد كان شيخ الإسلام ، الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي ، المشَرَّفي ، الوهْبي ، التميمي ، رحمه الله ، مجدد القرن الثاني عشر الهجري بحق . فقد كانت ولادته سنة ألف ومائة وخمس عشرة (1115)، ووفاته سنة ألف ومائتين وست (1206) ، فانطبق عليه شرط التجديد ، كما قال ابن الأثير ، رحمه الله : ( المراد من انقضت المائة وهو حي، عالم، مشهور، مشار إليه ) جامع الأصول 11/324 ، وقال السيوطي ، رحمه الله ، في منظومته المسماة ( تحفة المهتدين بأخبار المجددين ) :

والشرط في ذلك أن تمضي المائة ***  وهو على حياته بين الفئة
يشار بالعلم إلى مقامــــه  ***  وينصـر السنة في كلامه

     وقد جهر الشيخ بدعوته ، وتصدى للناس ، بعد وفاة والده القاضي عبد الوهاب سنة ألف ومائة وثلاث وخمسين ( 1153) ، وعمره يناهز الأربعين ، فأمضى نصف قرن من الزمان في حركة دائبة ، غيرت مسار التاريخ ، وكان لها ما بعدها . ومن ثمَّ تنازع الكتَّاب والمحللون ، في حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؛ هل كانت تجديداً دينياً، أم نشاطاً علمياً، أم إصلاحاً اجتماعياً، أم مشروعاً سياسيا ؟ً أم هو جميع ذلك ؟ ناهيك عما ينبزها به خصومها الظالمون من الدعاوى المغرضة ؛ بأنها مذهب خامس ، أو حركة خوارج تكفر المسلمين ، وتستبيح دماءهم !!
     إن من السهولة بمكان ، على الباحث المنصف ، أن يجد الجواب الصريح على هذه التساؤلات ، والرد المفحم على هذه الشبهات، فيما خلفه الشيخ وتلاميذه من تراث ضخم ، وفيما حفظه التاريخ من وقائع وأعمال تنبئ عن حقيقة هذه الدعوة الفريدة . ويمكننا الإشارة إلى جملة من المعالم البارزة في دعوة الشيخ ، رحمه الله :
 
أولاً : تحقيق التوحيد :
     لا ريب أن عماد دعوة الشيخ، رحمه الله، باتفاق الموالين والمناوئين ، توحيد الله، عز وجل، بأنواعه الثلاثة :
1-   توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله ؛ من الخلق، والملك، والتدبير .
2-   توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد ؛ كالدعاء، والنذر، والذبح.
3-   توحيد الأسماء والصفات ، وهو توحيده بما سمى ووصف به نفسه .

وقد عني الشيخ عناية خاصة بتوحيد العبادة ، وقرره بأوضح عبارة ، فقال في (الأصول الثلاثة) : ( اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملةَ إبراهيم ، أن تعبد الله وحده ، مخلصاً له الدين . وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها ، كما قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ، ومعنى يعبدون : يوحدون . وأعظم ما أمر الله به التوحيد ، وهو إفراد الله بالعبادة ، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، وهو دعوة غيره معه . والدليل قوله تعالى :"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" )

     وظل الشيخ يأوي إلى هذا الركن الشديد، في جميع مؤلفاته، ومكاتباته، ومراسلاته يدعو الناس إلى تحقيق التوحيد ، وتصفية العقيدة ، وإخلاص العبادة ، التي بعث بها النبيون . قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون )الأنبياءِ(25) ، فطفق يبين للناس حقيقة التوحيد ، ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ، ومعنى الحنيفية .

     وقد استهل الشيخ، رحمه الله ،كتاب التوحيد بالأبواب التالية:
1-   باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب .
2-   باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب .
3-   باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله .
4-   باب الدعاء إلى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله .
 
ثانياً : التحذير من الشرك :
     اجتناب الشرك قرين التوحيد، ولازمه ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) الإسراء36، وقال : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ) البقرة256، وقال : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) آل عمران :64
     وقد رأى الشيخ بعيني رأسه ما آل إليه حال الأمة الإسلامية ، لا في بلاد نجد فحسب ، بل في جميع الأقطار التي زارها وقت الطلب ؛ في البصرة ، والزبير ، والأحساء ، ومكة ، والمدينة ، حتى إنه صنف أشهر كتبه ؛ (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) حين كان في البصرة لِما رأى من حال العامة ، ووقوعهم في الأعمال الشركية . فلما أنكر عليهم، أخرجوه وقت الهاجرة ، حتى كاد أن يهلك من العطش . وعاين بعض الجهال حال وقوفهم عند الحجرة النبوية ، وهم يدعون ، ويستغيثون بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله شيخه المحدث محمد حياة السندي، رحمه الله : ما تقول ؟ فقال الشيخ :(إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)  

     ومن هنا ، فقد عني الشيخ ، رحمه الله ، بتتبع مظاهر الشرك العملي ، المؤسس ، غالباً ، على شرك اعتقادي . ويظهر ذلك جلياً في أبواب ( كتاب التوحيد ) مثل :
1-            باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما ، لرفع البلاء أو دفعه .
2-            باب ما جاء في الرقى والتمائم .
3-            باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما .
4-            باب ما جاء في الذبح لغير الله .
5-            باب من الشرك النذر لغير الله .
6-            باب من الشرك أن يستغيث بغير الله ، أو يدعو غيره ...الخ

بالإضافة إلى الأبواب المتعلقة ببعض الممارسات الشركية ، كالسحر ، والنشرة ، والطيرة ، والتنجيم ، والأبواب المتعلقة بالشرك الأصغر من الألفاظ ، كقول :(ما شاء الله وشئت)، وقول :(عبدي وأمتي) وقول :(مطرنا بنوء كذا وكذا)،والحلف بغير الله .    وفوق ذلك ، عقد أبواباً تتعلق بسد الذرائع المفضية إلى الشرك ، مثل :

1-            باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم، وتركهم دينهم، هو الغلو في الصالحين.
2-            باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح .
3-            باب ما جاء أن الغلو في الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله .
4-    باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد ، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك .

     إن هذا الحس الإيماني المرهف لدى الشيخ ، وتتبعه لجذور الشرك ، ومظاهره ، وذرائعه ، قد أحيا في الأمة روح التوحيد الخالص ، الذي غشيته غواشي البدع ، وكدرت صفاءه تراكمات الشرك ، والتعلق بغير الله . لقد كان مشروع الشيخ ، رحمه الله ، تجديد دعوة المرسلين ، ونفض غبار السنين الذي حجب نقاء التوحيد .
 
ثالثاً : الولاء والبراء :
     لم تكن دعوة الشيخ ، رحمه الله ، تقريراً عقدياً ، أو تنظيراً علمياً ، فحسب ، بل كانت تطبيقاً عملياً جاداً ، يسعى لتمثل المبادئ والعقائد التي يؤمن بها واقعاً معاشاً ، يترسم السيرة النبوية ، ويحاكيها في مواجهة المخالفين ، مع الأخذ بالاعتبار الفروقات الأساسية في التعاطي مع مجتمع كافر يدعى إلى الإسلام، كما في الحال النبوي ، ومجتمع مسلم دبت فيه بعض مظاهر الشرك ، كما في حالة الشيخ .

     إن الولاء والبراء تابعان للإيمان ، ومعتقد أهل السنة والجماعة أنه يمكن أن يجتمع في المؤمن ولاية من وجه، وعداوة من وجه، بناءً على أصلهم العظيم في مسألة الإيمان ؛ أنه يمكن أن يجتمع في المؤمن طاعة ومعصية ، وبر وفجور ، خلافاً للخوارج والمرجئة على حدٍ سواء . فالناس يتفاضلون في ولاية الله، بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى ، فهي تزيد وتنقص، وتكون كاملة وناقصة ، فالمطيع تزيد ولايته ومحبته ، والعاصي تنقص ولايته ومحبته، وتأسيساً على ما تقدم ، فقد ألح الشيخ في كثير من تقريراته على مسألة الولاء والبراء، وضرورة التناصر بين المؤمنين، ومجافاة المبطلين، وإن لم يبلغ الأمر مبلغ الكفر .

     وهذه الثلاثية ( تحقيق التوحيد، واجتناب الشرك، والولاء والبراء ) ثلاثية متلازمة عند الشيخ ، رحمه الله ، فهو يقول في ( الأصول الثلاثة ) : ( اعلم ، رحمك الله ، أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمُ هذه المسائل والعملُ بهن :
الأولى : أن الله خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى : إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16) المزمل .
     الثانية : أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته؛ لا ملك مقرب،ولا نبي مرسل. والدليل قوله تعالى :وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) الجن .

     الثالثة : أن من أطاع الرسول، ووحد الله، لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب . والدليل قوله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (22) المجادلة )
     وقد ظن بعض الناس أن ذلك يقتضي تكفير مخالفيه بإطلاق ، وأنه يُلزم الناس بالهجرة إليه ! ولكنه دفع هذه الفرية ، وأنكرها بشدة ، فقال : ( ..وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم : إنا نكفِّر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفِّر من لم يكفِّر ، ومن لم يقاتل ، ومثل هذا وأضعاف أضعافه ؛ فكل هذا من الكذب والبهتان ، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله . وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر ، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي ، وأمثالهما ، لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفِّر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ، أو لم يكفر ويقاتل ؟! سبحانك هذا بهتان عظيم ) وقال أيضاً :( وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفّر بالظن، وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله) مجموع مؤلفاتالشيخ : 5/25.وقال في جوابه لابن صياح عندما طلب منه بيان موقفه فيما نسب إليه: ( فمنها : إشاعة البهتان، بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه ، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس، إلا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟! وهل يقول هذا مسلم؟! إني أبرأ إلى الله من هذا القول، الذي لا يصدر إلا عن مختل العقل، فاقد الإدراك؛ فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة) الدرر السنية : 1/80

رابعاً : الاتباع ، ونبذ الابتداع :
     لما كان مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ، كما فسرها الشيخ : ( طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ) فقد دعا إلى تعظيم النصوص ، وتقديمها على أقوال الرجال ، والاعتماد على الدليل ، ونبذ التعصب والتقليد ، ولكن ! ليس إلى الحد الذي يهدر الفقه ، ويجرئ السفهاء على أئمة الدين ، وأعلام الأمة ، كلا ! بل لم يزل ، رحمه الله ، وتلاميذه ، وأتباعه ، ينمون أنفسهم إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفروع ، لكونه المذهب السائد في بلاد نجد ، ويتبرأ من إحداث مذهب جديد ، كما يشغب عليه بذلك خصومه .فهو يقول : ( وأما مذهبنا، فمذهب الإمام أحمد بن حنبل ، إمام أهل السنة ، في الفروع . ولا ندعي الاجتهاد . وإذا بانت لنا سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عملنا بها، ولا نقدم عليها قول أحد ، كائناً من كان ) الهدية السنية : 99

     ومع تأثر الشيخ بالإمامين ، ابن تيمية، وابن القيم، رحمهم الله ، إلا إنه يقرر بحزم : ( الإمام ابن القيم ، وشيخه ، إماما حق ، من أهل السنة ، وكتبهم عندنا من أعز الكتب ، إلا إنا غير مقلدين لهم في كل مسألة ) الهدية السنية : 53،

     وقال ايضاً : (ولست _ولله الحمد_ أدعو إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم، مثل: ابن القيم، والذهبي، وابن كثير،وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) مجموع مؤلفات الشيخ 5 /252

     وقد تصدى ، رحمه الله ، للبدع الاعتقادية ، والعملية ، الحادثة في زمانه ، ومن شواهد ذلك ما ذكره مؤرخ الدعوة ، حسين بن غنام :( كان في العيينة ، وما حولها كثير من القباب والمشاهد والمشاهد المبنية على قبور الصحابة والأولياء، والأشجار التي يعظمونها، ويتبركون بها، كقبة قبر زيد بن الخطاب، في الجبيلة، وكشجرة قريوة، وأبي دجانة، والذيب . فخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومعه عثمان بن معمر، وكثير من جماعتهم، إلى تلك الأماكن بالمعاول، فقطعوا الأشجار، وهدموا المشاهد والقبور، وعدلوها على السنة. وكان الشيخ هو الذي هدم قبة زيد بن الخطاب بيده، وكذلك قطع شجرة الذيب مع بعض أصحابه، وقطع شجرة قريوة ثنيان بن سعود، ومشاري بن سعود، وأحمد بن سويلم، وجماعة سواهم ) تاريخ نجد :1/78

معنى الاسلام
ما هو الاسلام
ما هو الاسلام الصحيح
شرح تعريف الاسلام
معلومات عن الاسلام
بحث عن الدين الاسلامي
تعريف الاسلام للاطفال
موقع الاسلام

مفهوم الدين pdf
معنى الدين
الدين الاسلامي
ما هو الدين الحقيقي في العالم
المعتقدات الدينية الاسلامية
الدين المال
تعريف الدين الحق
بحث عن الدين

 



حجم الكتاب عند التحميل : 828.7 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
عبد الرحمن بن حماد آل عمر - Abdul Rahman bin Hammad Al Omar

كتب عبد الرحمن بن حماد آل عمر ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإرشاد إلى توحيد رب العباد ❝ ❞ (دين الحق صينية ) ❝ ❞ دين الحق ❝ ❞ دین حق ❝ ❞ الذكرى - نصائح عامة ❝ ❞ Die Religion der Wahrheit ❝ ❞ حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ❝ ❞ ديـنُ الحـقّ ❝ ❞ حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ❝ الناشرين : ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار العاصمة للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب عبد الرحمن بن حماد آل عمر