❞ كتاب تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي ❝  ⏤ د.عبدالقادر بن محمد الغامدي

❞ كتاب تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي ❝ ⏤ د.عبدالقادر بن محمد الغامدي

أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (164-241هـ / 780-855م) فقيه ومحدِّث مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح، وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله: «خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل»، ويُعدُّ كتابه "المسند" من أشهر كتب الحديث وأوسعها.

وُلد أحمد بن حنبل سنة 164هـ في بغداد ونشأ فيها يتيماً، وقد كانت بغداد في ذلك العصر حاضرة العالم الإسلامي، تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة، وكانت أسرة أحمد بن حنبل توجهه إلى طلب العلم، وفي سنة 179هـ بدأ ابن حنبل يتَّجه إلى الحديث النبوي، فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة 183هـ، فظل في بغداد يطلب الحديث حتى سنة 186هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل إلى العراق والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين، وعندما بلغ أربعين عاماً في سنة 204هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف.

اشتُهر ابن حنبل بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم "فتنة خلق القرآن"، وهي فتنة وقعت في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، ثم المعتصم والواثق من بعده، إذ اعتقد هؤلاء الخلفاء أن القرآن مخلوق محدَث، وهو رأي المعتزلة، ولكن ابن حنبل وغيره من العلماء خالفوا ذلك، فحُبس ابن حنبل وعُذب، ثم أُخرج من السجن وعاد إلى التحديث والتدريس، وفي عهد الواثق مُنع من الاجتماع بالناس، فلما تولى المتوكل الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً. وفي شهر ربيع الأول سنة 241هـ، مرض أحمد بن حنبل ثم مات، وكان عمره سبعاً وسبعين سنة.

أخلاقه وصفاته
الورع والزهد
كان أحمد بن حنبل ورعاً زاهداً، فقد كان كثير التعبد في محراب العلم ومحراب الصلاة، دائم الصوم حتى في أيام المحنة، إذ كان يُجلد بالسياط وهو صائم تطوعاً تبتلاً، وكانت صلاته في اليوم ثلاثمئة ركعة، فلما أوذي في المحنة ونزل به من الضرب والجلد ما نزل وبقيت آثار الجلد تؤلمه إلى أن مات، لم يستطع أن يحافظ على الركعات الثلاثمئة فأنزلها إلى مئة وخمسين ركعة في اليوم، وكانت له ختمة في كل سبع ليال.

وكان ابن حنبل يتمثل الموت دائماً، وكان إذا ذكر الموت خنقته العبرة، ويردف قائلاً: «الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب»، كما كان شديد التعلق برسول الإسلام محمد، ولم يكن هذا التعلق بالحب والاهتمام بالحديث النبوي وحسب، وإنما بما يقع تحت يده من آثار النبي محمد، فقد قال ابنه عبد الله: «رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فمه ويقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه، ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حُب الماء، ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه».

ومن شِعر أحمد بن حنبل في الوعظ:

إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقلخلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
لهَوْنا عن الأيام حتى تتابعتذنوبٌ على آثارهن ذنوبُ
فيا ليت أن الله يغفر ما مضىويأذن لي في توبة فأتوبُ
إذا ما مضى القَرن الذي أنت فيهمُوخُلِّفتَ في قرن فأنت غريبُ

غزارة العلم

ذاع علم أحمد بن حنبل واشتهر وهو حي يرزق، بل إن علمه بالحديث والأثر ذاع وهو لا يزال شاباً يتلقى العلم ويأخذ عن الشيوخ، وقد قال فيه أحمد بن سعيد الرازي وهو شاب: «ما رأيت أسْودَ الرأس أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بفقهه من أحمد بن حنبل»، وقال له شيخه الشافعي: «أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان الخبر صحيحاً فأعلمني حتى أذهب إليه كوفياً كان أو مصرياً أو شامياً»، ورُوي عن الإمام الشافعي أيضاً أنه قال: «ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي»، وقال معاصره علي بن المديني: «ليس فينا أحفظ من أبي عبد الله بن حنبل»، وقال أيضاً: «أعرف أبا عبد الله منذ خمسين سنة وهو يزداد خيراً».

وينبغي الذكر أن أحمد بن حنبل كان يعرف اللغة الفارسية ويتكلم بها أحياناً، فقد رُوي أنه قدِم عليه من خراسان ابنُ خالته ونزل عنده، ولما قدَّم له الطعام كان ابن حنبل يسأله عن خراسان وأهلها وما بقي من ذوي أحمد بها، وربما استعجم القول على الضيف، فيكلمه أحمد بالفارسية.

قوة الحفظ
كان أحمد بن حنبل يمتاز بقوة الحافظة، وقد تضافرت الأخبار في ذلك يؤيد بعضها بعضاً، قال ابن حنبل: «كنت أذاكر وكيعاً بحديث الثوري، فكان إذا صلى العشاء خرج من المسجد إلى منزله، فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة أحاديث أو العشرة فأحفظها، فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أملِ علينا، فأمليها عليهم فيكتبونها». كما شهد معاصروه بقوة حفظه وضبطه، فقد قيل لمعاصره أبي زرعة: «من رأيت من المشايخ والمحدثين أحفظ؟»، قال: «أحمد بن حنبل». وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: «كان أحمد بن حنبل يحفظ ألفَ ألفِ حديث»، فقيل له: «وما يدريك؟»، قال: «ذاكرتُه فأخذتُ عليه الأبواب».

الصبر
اتصف أحمد بن حنبل بالصبر والجَلَد وقوة الاحتمال، وهذه هي أبرز صفاته، وهي التي أذاعت ذكره ونشرت خبره، وقد كانت هذه الصفة المزاج الذي اختص به الإمام أحمد، فجمع بها بين الفقر والجود والعفة وعزة النفس والإباء، وبين العفو واحتمال الأذى، وهي التي جعلته يحتمل ما يحتمل في طلب العلم، غير وانٍ ولا راضٍ بالقليل منه، يجوب الأقطار ويقطع الفيافي والقفار، راكباً إن أسعفته الحال، وماشياً إن ضاقت النفقة، ولما صار له شأن وتصدى للدرس والإفتاء نزل به البلاء الأكبر والمحنة العظمى، فكانت تلك الصفة هي عهدته، وبها كانت أهبته، فقد صبر وصابر الذين أنزلوا به الأذى، حتى ملوا الأذى ولم يهن ولم يستكن، ولم يستخذلهم ولم يجبهم إلى قولهم.

ومن الأخبار التي تدل على قوة جنانه وثباته أنه دخل على الخليفة في أيام المحنة، بعد أن هولوا عليه لينطق بما ينجيه ويرضيهم، وكانوا قد ضربوا عنق رجلين في حضرته، ولكنه في وسط ذلك المنظر المروع، وقع نظره على بعض أصحاب الشافعي، فسأله: «وأي شيء تحفظ عن الشافعي في المسح على الخفين؟»، فأثار ذلك دهشة الحاضرين، وراعهم ذلك الجنان الثابت، حتى قال خصمه أحمد بن أبي دؤاد متعجباً: «انظروا لرجل هو ذا يُقدم به لضرب عنقه فيناظر في الفقه».

التواضع
كان أحمد بن حنبل متواضعاً متطامناً لعامة الناس، مقيلاً لعثراتهم، وقد حكى عنه تلميذه المروزي فقال: «لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد الله، كان مائلاً إليهم، مقصراً عن أهل الدنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لا يتصدر، ويقعد حيث انتهى به المجلس».

الهيبة
كان أحمد بن حنبل مهيباً من غير خوف، وموضعاً للإجلال والاحترام من غير رهبة، وكانت له هيبة حتى في نفس أساتذته، فقد كان بعض أساتذته يمزح مع بعض تلاميذه غير عالم بمكان أحمد من المجلس، فلما علم بمكانه لامهم إذ لم ينبهوه على وجوده حتى لا يمزح وهو في حضرته. وكانت الشرطة تهابه أيضاً، أما هيبة تلاميذه له فأعظم من ذلك، فقد قال فيه أحد تلاميذه: «كنا نهاب أن نرد أحمد في الشيء أو نحاجه في شيء من الأشياء»، وقال أحد معاصريه الذين تتلمذوا له: «دخلت على إسحاق بن إبراهيم، وفلان وفلان من السلاطين، فما رأيت أهيب من أحمد بن حنبل، صرت إليه أكلمه في شيء فوقعت علي الرعدة حين رأيته من هيبته»، وقال أبو عبيدة القاسم بن سلام: «جالست أبا يوسف ومحمد بن الحسن ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي فما هبت أحداً منهم ما هبت أحمد بن حنبل».

صفته الشكلية
كان أحمد بن حنبل يوصف بالحُسن، قال أحمد بن العباس بن الوليد النحوي: سمعت أبي يقول: رأيت أحمد بن حنبل رجلاً حسن الوجه، ربعة من الرجال، يخضب بالحناء خضاباً ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظاً إلا أنها بيضاء، ورأيته مُعتمَّاً وعليه إزار. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: خضب أبي رأسه ولحيته بالحناء وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكانت تعلوه سكينة ووقار وخشية، وكان نظيفاً في ملبسه، أنيقاً في هيئته في نطاق الحِفاظ على زهده، وقد وصفه تلميذه عبد الملك بن عبد الحميد الميموني بقوله: «ما أعلم أني رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوباً وشدة بياض من أحمد بن حنبل».

كتبه ومؤلفاته
كان أحمد بن حنبل منقطعاً إلى العلم بصفة عامة وللحديث بصفة خاصة، ولذلك فإنه ترك رصيداً نفيساً من المؤلفات تندرج جميعاً تحت باب الحديث أكثر من اندراجها تحت أي باب آخر من العلوم الدينية، وحتى تلك التي لا يدل اسمها على أنها كتب حديث تعتمد أكثر ما تعتمد على الأحاديث النبوية، تأخذ منها مادتها وتنسج منها موضوعاتها.




تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي. ♦ المؤلف: د. عبدالقادر بن محمد الغامدي. ♦ عدد الصفحات: 289. هذا الكتاب مُنتخَبٌ مِن كتاب "مناقب الإمام أحمد بن حنبل" لابن الجوزي؛ حيث قام الكاتب بتنخيله من الأسانيد والمنكرات، وما يُستشعَر منه الوضْع، وكذا البِدَع، ونحوها.
د.عبدالقادر بن محمد الغامدي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي ❝ ❞ حكم الاستعانة بالجن في المباحات ❝ ❞ البيان المبين بعدم إعذار المشركين ❝ ❞ جهود العلامة ابن إبراهيم في مسألة الحكم بما أنزل الله ❝ ❞ جهود الإمام ابن إبراهيم في مسألة الحكم بما أنزل الله ❝ ❞ جواب الشبهات المثارة حول شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ ❞ تنبيه الأمم على خطر الإلحاد في الحرم ❝ ❞ الأدلة الجلية على وجوب إزالة المكان المزعوم بأنه مولد خير البرية ❝ ❞ أبرز شبهات منتقدي القضاء والرد عليهم من كلام سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي

2016م - 1445هـ
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (164-241هـ / 780-855م) فقيه ومحدِّث مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح، وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله: «خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل»، ويُعدُّ كتابه "المسند" من أشهر كتب الحديث وأوسعها.

وُلد أحمد بن حنبل سنة 164هـ في بغداد ونشأ فيها يتيماً، وقد كانت بغداد في ذلك العصر حاضرة العالم الإسلامي، تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة، وكانت أسرة أحمد بن حنبل توجهه إلى طلب العلم، وفي سنة 179هـ بدأ ابن حنبل يتَّجه إلى الحديث النبوي، فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة 183هـ، فظل في بغداد يطلب الحديث حتى سنة 186هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل إلى العراق والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين، وعندما بلغ أربعين عاماً في سنة 204هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف.

اشتُهر ابن حنبل بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم "فتنة خلق القرآن"، وهي فتنة وقعت في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، ثم المعتصم والواثق من بعده، إذ اعتقد هؤلاء الخلفاء أن القرآن مخلوق محدَث، وهو رأي المعتزلة، ولكن ابن حنبل وغيره من العلماء خالفوا ذلك، فحُبس ابن حنبل وعُذب، ثم أُخرج من السجن وعاد إلى التحديث والتدريس، وفي عهد الواثق مُنع من الاجتماع بالناس، فلما تولى المتوكل الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً. وفي شهر ربيع الأول سنة 241هـ، مرض أحمد بن حنبل ثم مات، وكان عمره سبعاً وسبعين سنة.

أخلاقه وصفاته
الورع والزهد
كان أحمد بن حنبل ورعاً زاهداً، فقد كان كثير التعبد في محراب العلم ومحراب الصلاة، دائم الصوم حتى في أيام المحنة، إذ كان يُجلد بالسياط وهو صائم تطوعاً تبتلاً، وكانت صلاته في اليوم ثلاثمئة ركعة، فلما أوذي في المحنة ونزل به من الضرب والجلد ما نزل وبقيت آثار الجلد تؤلمه إلى أن مات، لم يستطع أن يحافظ على الركعات الثلاثمئة فأنزلها إلى مئة وخمسين ركعة في اليوم، وكانت له ختمة في كل سبع ليال.

وكان ابن حنبل يتمثل الموت دائماً، وكان إذا ذكر الموت خنقته العبرة، ويردف قائلاً: «الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب»، كما كان شديد التعلق برسول الإسلام محمد، ولم يكن هذا التعلق بالحب والاهتمام بالحديث النبوي وحسب، وإنما بما يقع تحت يده من آثار النبي محمد، فقد قال ابنه عبد الله: «رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فمه ويقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه، ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حُب الماء، ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه».

ومن شِعر أحمد بن حنبل في الوعظ:

إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقلخلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
لهَوْنا عن الأيام حتى تتابعتذنوبٌ على آثارهن ذنوبُ
فيا ليت أن الله يغفر ما مضىويأذن لي في توبة فأتوبُ
إذا ما مضى القَرن الذي أنت فيهمُوخُلِّفتَ في قرن فأنت غريبُ

غزارة العلم

ذاع علم أحمد بن حنبل واشتهر وهو حي يرزق، بل إن علمه بالحديث والأثر ذاع وهو لا يزال شاباً يتلقى العلم ويأخذ عن الشيوخ، وقد قال فيه أحمد بن سعيد الرازي وهو شاب: «ما رأيت أسْودَ الرأس أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بفقهه من أحمد بن حنبل»، وقال له شيخه الشافعي: «أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان الخبر صحيحاً فأعلمني حتى أذهب إليه كوفياً كان أو مصرياً أو شامياً»، ورُوي عن الإمام الشافعي أيضاً أنه قال: «ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي»، وقال معاصره علي بن المديني: «ليس فينا أحفظ من أبي عبد الله بن حنبل»، وقال أيضاً: «أعرف أبا عبد الله منذ خمسين سنة وهو يزداد خيراً».

وينبغي الذكر أن أحمد بن حنبل كان يعرف اللغة الفارسية ويتكلم بها أحياناً، فقد رُوي أنه قدِم عليه من خراسان ابنُ خالته ونزل عنده، ولما قدَّم له الطعام كان ابن حنبل يسأله عن خراسان وأهلها وما بقي من ذوي أحمد بها، وربما استعجم القول على الضيف، فيكلمه أحمد بالفارسية.

قوة الحفظ
كان أحمد بن حنبل يمتاز بقوة الحافظة، وقد تضافرت الأخبار في ذلك يؤيد بعضها بعضاً، قال ابن حنبل: «كنت أذاكر وكيعاً بحديث الثوري، فكان إذا صلى العشاء خرج من المسجد إلى منزله، فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة أحاديث أو العشرة فأحفظها، فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أملِ علينا، فأمليها عليهم فيكتبونها». كما شهد معاصروه بقوة حفظه وضبطه، فقد قيل لمعاصره أبي زرعة: «من رأيت من المشايخ والمحدثين أحفظ؟»، قال: «أحمد بن حنبل». وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: «كان أحمد بن حنبل يحفظ ألفَ ألفِ حديث»، فقيل له: «وما يدريك؟»، قال: «ذاكرتُه فأخذتُ عليه الأبواب».

الصبر
اتصف أحمد بن حنبل بالصبر والجَلَد وقوة الاحتمال، وهذه هي أبرز صفاته، وهي التي أذاعت ذكره ونشرت خبره، وقد كانت هذه الصفة المزاج الذي اختص به الإمام أحمد، فجمع بها بين الفقر والجود والعفة وعزة النفس والإباء، وبين العفو واحتمال الأذى، وهي التي جعلته يحتمل ما يحتمل في طلب العلم، غير وانٍ ولا راضٍ بالقليل منه، يجوب الأقطار ويقطع الفيافي والقفار، راكباً إن أسعفته الحال، وماشياً إن ضاقت النفقة، ولما صار له شأن وتصدى للدرس والإفتاء نزل به البلاء الأكبر والمحنة العظمى، فكانت تلك الصفة هي عهدته، وبها كانت أهبته، فقد صبر وصابر الذين أنزلوا به الأذى، حتى ملوا الأذى ولم يهن ولم يستكن، ولم يستخذلهم ولم يجبهم إلى قولهم.

ومن الأخبار التي تدل على قوة جنانه وثباته أنه دخل على الخليفة في أيام المحنة، بعد أن هولوا عليه لينطق بما ينجيه ويرضيهم، وكانوا قد ضربوا عنق رجلين في حضرته، ولكنه في وسط ذلك المنظر المروع، وقع نظره على بعض أصحاب الشافعي، فسأله: «وأي شيء تحفظ عن الشافعي في المسح على الخفين؟»، فأثار ذلك دهشة الحاضرين، وراعهم ذلك الجنان الثابت، حتى قال خصمه أحمد بن أبي دؤاد متعجباً: «انظروا لرجل هو ذا يُقدم به لضرب عنقه فيناظر في الفقه».

التواضع
كان أحمد بن حنبل متواضعاً متطامناً لعامة الناس، مقيلاً لعثراتهم، وقد حكى عنه تلميذه المروزي فقال: «لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد الله، كان مائلاً إليهم، مقصراً عن أهل الدنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لا يتصدر، ويقعد حيث انتهى به المجلس».

الهيبة
كان أحمد بن حنبل مهيباً من غير خوف، وموضعاً للإجلال والاحترام من غير رهبة، وكانت له هيبة حتى في نفس أساتذته، فقد كان بعض أساتذته يمزح مع بعض تلاميذه غير عالم بمكان أحمد من المجلس، فلما علم بمكانه لامهم إذ لم ينبهوه على وجوده حتى لا يمزح وهو في حضرته. وكانت الشرطة تهابه أيضاً، أما هيبة تلاميذه له فأعظم من ذلك، فقد قال فيه أحد تلاميذه: «كنا نهاب أن نرد أحمد في الشيء أو نحاجه في شيء من الأشياء»، وقال أحد معاصريه الذين تتلمذوا له: «دخلت على إسحاق بن إبراهيم، وفلان وفلان من السلاطين، فما رأيت أهيب من أحمد بن حنبل، صرت إليه أكلمه في شيء فوقعت علي الرعدة حين رأيته من هيبته»، وقال أبو عبيدة القاسم بن سلام: «جالست أبا يوسف ومحمد بن الحسن ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي فما هبت أحداً منهم ما هبت أحمد بن حنبل».

صفته الشكلية
كان أحمد بن حنبل يوصف بالحُسن، قال أحمد بن العباس بن الوليد النحوي: سمعت أبي يقول: رأيت أحمد بن حنبل رجلاً حسن الوجه، ربعة من الرجال، يخضب بالحناء خضاباً ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظاً إلا أنها بيضاء، ورأيته مُعتمَّاً وعليه إزار. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: خضب أبي رأسه ولحيته بالحناء وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكانت تعلوه سكينة ووقار وخشية، وكان نظيفاً في ملبسه، أنيقاً في هيئته في نطاق الحِفاظ على زهده، وقد وصفه تلميذه عبد الملك بن عبد الحميد الميموني بقوله: «ما أعلم أني رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوباً وشدة بياض من أحمد بن حنبل».

كتبه ومؤلفاته
كان أحمد بن حنبل منقطعاً إلى العلم بصفة عامة وللحديث بصفة خاصة، ولذلك فإنه ترك رصيداً نفيساً من المؤلفات تندرج جميعاً تحت باب الحديث أكثر من اندراجها تحت أي باب آخر من العلوم الدينية، وحتى تلك التي لا يدل اسمها على أنها كتب حديث تعتمد أكثر ما تعتمد على الأحاديث النبوية، تأخذ منها مادتها وتنسج منها موضوعاتها.




تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي. ♦ المؤلف: د. عبدالقادر بن محمد الغامدي. ♦ عدد الصفحات: 289. هذا الكتاب مُنتخَبٌ مِن كتاب "مناقب الإمام أحمد بن حنبل" لابن الجوزي؛ حيث قام الكاتب بتنخيله من الأسانيد والمنكرات، وما يُستشعَر منه الوضْع، وكذا البِدَع، ونحوها. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (164-241هـ / 780-855م) فقيه ومحدِّث مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح، وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله: «خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل»، ويُعدُّ كتابه "المسند" من أشهر كتب الحديث وأوسعها.

وُلد أحمد بن حنبل سنة 164هـ في بغداد ونشأ فيها يتيماً، وقد كانت بغداد في ذلك العصر حاضرة العالم الإسلامي، تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة، وكانت أسرة أحمد بن حنبل توجهه إلى طلب العلم، وفي سنة 179هـ بدأ ابن حنبل يتَّجه إلى الحديث النبوي، فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة 183هـ، فظل في بغداد يطلب الحديث حتى سنة 186هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل إلى العراق والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين، وعندما بلغ أربعين عاماً في سنة 204هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف.

اشتُهر ابن حنبل بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم "فتنة خلق القرآن"، وهي فتنة وقعت في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، ثم المعتصم والواثق من بعده، إذ اعتقد هؤلاء الخلفاء أن القرآن مخلوق محدَث، وهو رأي المعتزلة، ولكن ابن حنبل وغيره من العلماء خالفوا ذلك، فحُبس ابن حنبل وعُذب، ثم أُخرج من السجن وعاد إلى التحديث والتدريس، وفي عهد الواثق مُنع من الاجتماع بالناس، فلما تولى المتوكل الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً. وفي شهر ربيع الأول سنة 241هـ، مرض أحمد بن حنبل ثم مات، وكان عمره سبعاً وسبعين سنة.

أخلاقه وصفاته
الورع والزهد
كان أحمد بن حنبل ورعاً زاهداً، فقد كان كثير التعبد في محراب العلم ومحراب الصلاة، دائم الصوم حتى في أيام المحنة، إذ كان يُجلد بالسياط وهو صائم تطوعاً تبتلاً، وكانت صلاته في اليوم ثلاثمئة ركعة، فلما أوذي في المحنة ونزل به من الضرب والجلد ما نزل وبقيت آثار الجلد تؤلمه إلى أن مات، لم يستطع أن يحافظ على الركعات الثلاثمئة فأنزلها إلى مئة وخمسين ركعة في اليوم، وكانت له ختمة في كل سبع ليال.

وكان ابن حنبل يتمثل الموت دائماً، وكان إذا ذكر الموت خنقته العبرة، ويردف قائلاً: «الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب»، كما كان شديد التعلق برسول الإسلام محمد، ولم يكن هذا التعلق بالحب والاهتمام بالحديث النبوي وحسب، وإنما بما يقع تحت يده من آثار النبي محمد، فقد قال ابنه عبد الله: «رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فمه ويقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه، ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حُب الماء، ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه».

ومن شِعر أحمد بن حنبل في الوعظ:

إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل        خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
لهَوْنا عن الأيام حتى تتابعت        ذنوبٌ على آثارهن ذنوبُ
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى        ويأذن لي في توبة فأتوبُ
إذا ما مضى القَرن الذي أنت فيهمُ        وخُلِّفتَ في قرن فأنت غريبُ

غزارة العلم

ذاع علم أحمد بن حنبل واشتهر وهو حي يرزق، بل إن علمه بالحديث والأثر ذاع وهو لا يزال شاباً يتلقى العلم ويأخذ عن الشيوخ، وقد قال فيه أحمد بن سعيد الرازي وهو شاب: «ما رأيت أسْودَ الرأس أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بفقهه من أحمد بن حنبل»، وقال له شيخه الشافعي: «أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان الخبر صحيحاً فأعلمني حتى أذهب إليه كوفياً كان أو مصرياً أو شامياً»، ورُوي عن الإمام الشافعي أيضاً أنه قال: «ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي»، وقال معاصره علي بن المديني: «ليس فينا أحفظ من أبي عبد الله بن حنبل»، وقال أيضاً: «أعرف أبا عبد الله منذ خمسين سنة وهو يزداد خيراً».

وينبغي الذكر أن أحمد بن حنبل كان يعرف اللغة الفارسية ويتكلم بها أحياناً، فقد رُوي أنه قدِم عليه من خراسان ابنُ خالته ونزل عنده، ولما قدَّم له الطعام كان ابن حنبل يسأله عن خراسان وأهلها وما بقي من ذوي أحمد بها، وربما استعجم القول على الضيف، فيكلمه أحمد بالفارسية.

قوة الحفظ
كان أحمد بن حنبل يمتاز بقوة الحافظة، وقد تضافرت الأخبار في ذلك يؤيد بعضها بعضاً، قال ابن حنبل: «كنت أذاكر وكيعاً بحديث الثوري، فكان إذا صلى العشاء خرج من المسجد إلى منزله، فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة أحاديث أو العشرة فأحفظها، فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أملِ علينا، فأمليها عليهم فيكتبونها». كما شهد معاصروه بقوة حفظه وضبطه، فقد قيل لمعاصره أبي زرعة: «من رأيت من المشايخ والمحدثين أحفظ؟»، قال: «أحمد بن حنبل». وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: «كان أحمد بن حنبل يحفظ ألفَ ألفِ حديث»، فقيل له: «وما يدريك؟»، قال: «ذاكرتُه فأخذتُ عليه الأبواب».

الصبر
اتصف أحمد بن حنبل بالصبر والجَلَد وقوة الاحتمال، وهذه هي أبرز صفاته، وهي التي أذاعت ذكره ونشرت خبره، وقد كانت هذه الصفة المزاج الذي اختص به الإمام أحمد، فجمع بها بين الفقر والجود والعفة وعزة النفس والإباء، وبين العفو واحتمال الأذى، وهي التي جعلته يحتمل ما يحتمل في طلب العلم، غير وانٍ ولا راضٍ بالقليل منه، يجوب الأقطار ويقطع الفيافي والقفار، راكباً إن أسعفته الحال، وماشياً إن ضاقت النفقة، ولما صار له شأن وتصدى للدرس والإفتاء نزل به البلاء الأكبر والمحنة العظمى، فكانت تلك الصفة هي عهدته، وبها كانت أهبته، فقد صبر وصابر الذين أنزلوا به الأذى، حتى ملوا الأذى ولم يهن ولم يستكن، ولم يستخذلهم ولم يجبهم إلى قولهم.

ومن الأخبار التي تدل على قوة جنانه وثباته أنه دخل على الخليفة في أيام المحنة، بعد أن هولوا عليه لينطق بما ينجيه ويرضيهم، وكانوا قد ضربوا عنق رجلين في حضرته، ولكنه في وسط ذلك المنظر المروع، وقع نظره على بعض أصحاب الشافعي، فسأله: «وأي شيء تحفظ عن الشافعي في المسح على الخفين؟»، فأثار ذلك دهشة الحاضرين، وراعهم ذلك الجنان الثابت، حتى قال خصمه أحمد بن أبي دؤاد متعجباً: «انظروا لرجل هو ذا يُقدم به لضرب عنقه فيناظر في الفقه».

التواضع
كان أحمد بن حنبل متواضعاً متطامناً لعامة الناس، مقيلاً لعثراتهم، وقد حكى عنه تلميذه المروزي فقال: «لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد الله، كان مائلاً إليهم، مقصراً عن أهل الدنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لا يتصدر، ويقعد حيث انتهى به المجلس».

الهيبة
كان أحمد بن حنبل مهيباً من غير خوف، وموضعاً للإجلال والاحترام من غير رهبة، وكانت له هيبة حتى في نفس أساتذته، فقد كان بعض أساتذته يمزح مع بعض تلاميذه غير عالم بمكان أحمد من المجلس، فلما علم بمكانه لامهم إذ لم ينبهوه على وجوده حتى لا يمزح وهو في حضرته. وكانت الشرطة تهابه أيضاً، أما هيبة تلاميذه له فأعظم من ذلك، فقد قال فيه أحد تلاميذه: «كنا نهاب أن نرد أحمد في الشيء أو نحاجه في شيء من الأشياء»، وقال أحد معاصريه الذين تتلمذوا له: «دخلت على إسحاق بن إبراهيم، وفلان وفلان من السلاطين، فما رأيت أهيب من أحمد بن حنبل، صرت إليه أكلمه في شيء فوقعت علي الرعدة حين رأيته من هيبته»، وقال أبو عبيدة القاسم بن سلام: «جالست أبا يوسف ومحمد بن الحسن ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي فما هبت أحداً منهم ما هبت أحمد بن حنبل».

صفته الشكلية
كان أحمد بن حنبل يوصف بالحُسن، قال أحمد بن العباس بن الوليد النحوي: سمعت أبي يقول: رأيت أحمد بن حنبل رجلاً حسن الوجه، ربعة من الرجال، يخضب بالحناء خضاباً ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظاً إلا أنها بيضاء، ورأيته مُعتمَّاً وعليه إزار. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: خضب أبي رأسه ولحيته بالحناء وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكانت تعلوه سكينة ووقار وخشية، وكان نظيفاً في ملبسه، أنيقاً في هيئته في نطاق الحِفاظ على زهده، وقد وصفه تلميذه عبد الملك بن عبد الحميد الميموني بقوله: «ما أعلم أني رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوباً وشدة بياض من أحمد بن حنبل».

كتبه ومؤلفاته
كان أحمد بن حنبل منقطعاً إلى العلم بصفة عامة وللحديث بصفة خاصة، ولذلك فإنه ترك رصيداً نفيساً من المؤلفات تندرج جميعاً تحت باب الحديث أكثر من اندراجها تحت أي باب آخر من العلوم الدينية، وحتى تلك التي لا يدل اسمها على أنها كتب حديث تعتمد أكثر ما تعتمد على الأحاديث النبوية، تأخذ منها مادتها وتنسج منها موضوعاتها.


تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي.  ♦ المؤلف: د. عبدالقادر بن محمد الغامدي.  ♦ عدد الصفحات: 289.     هذا الكتاب مُنتخَبٌ مِن كتاب "مناقب الإمام أحمد بن حنبل" لابن الجوزي؛ حيث قام الكاتب بتنخيله من الأسانيد والمنكرات، وما يُستشعَر منه الوضْع، وكذا البِدَع، ونحوها.

تراجم الأبواب
الباب الأول في ذكر مولده وأصله
الباب الثاني في ذكر نسبه
الباب الثالث في ذكر منشئه في صباه
الباب الرابع في ذكر ابتدائه في طلب العلم ورحلته فيه
الباب الخامس في تسمية من لقي من كبار العلماء وروى عنهم
الباب السادس في ذكر تأدبه عند مشايخه احتراما للعلم
الباب السابع في ذكر إقباله على العلم واشتغاله به
الباب الثامن في ذكر حفظه وقدر ما كان يحفظ
الباب التاسع في بيان غزارة علمه وقوة فهمه وفقهه
الباب العاشر في ذكر ثناء مشايخه عليه
الباب الحادي عشر في ذكر ما حدث عنه من مشايخه ومن الأكابر
الباب الثاني عشر في ذكر من حدث عن أحمد على الإطلاق من الشيوخ والأصحاب
الباب الثالث عشر في ذكر ثناء نظرائه وأقرانه ومقاربيه في السن عليه
الباب الرابع عشر في ذكر ثناء كبار أتباعه عليه بما عرفوه منه في صحبته
الباب الخامس عشر فيما يذكر من إنفاذ إلياس إليه السلام
الباب السادس عشر فيما يذكر من ثناء الخضر عليه
الباب السابع عشر في ثناء غرباء العباد والأولياء عليه
الباب الثامن عشر في ذكر تبرك الأولياء به وزيارتهم له
الباب التاسع عشر في ذكر تنويه ذكره
الباب العشرون في ذكر اعتقاده في الأصول
الباب الحادي والعشرون في ذكر تمسكه بالسنة والأثر
الباب الثاني والعشرون في ذكر تعظيمه لأهل السنة والنقل
الباب الثالث والعشرون في ذكر إعراضه عن أهل البدع ونهيه عن كلامهم وقدحه فيهم
الباب الرابع والعشرون في ذكر تبركه واستشفائه بالقرآن وماء زمزم وشعر الرسول صلى الله عليه وسلم وقصعته
الباب الخامس والعشرون في ذكر الوقت الذي ابتدأ فيه بالتحديث والفتوى
الباب السادس والعشرون في ذكر بذله للعلم واحتسابه في ذلك
الباب السابع والعشرون في ذكر مصنفاته
الباب الثامن والعشرون في ذكر كراهيته وضع الكتب المشتملة على الرأي ليتوافر الالتفات إلى النقل
الباب التاسع والعشرون في ذكر نهيه أن يكتب كلامه أو يروى وكراهته لذلك
الباب الثلاثون في ذكر كلامه في الإخلاص والرياء وستر التعبد
الباب الحادي والثلاثون في ذكر كلامه في الزهد والرقائق
الباب الثاني والثلاثون في ذكر كلامه في فنون مختلفة
الباب الثالث والثلاثون في ذكر ما أنشده من الشعر أو نسب إليه
الباب الرابع والثلاثون في ذكر مكاتباته
الباب الخامس والثلاثون في ذكر صفته وهيئته وسمته
الباب السادس والثلاثون في ذكر هيبته
الباب السابع والثلاثون في ذكر نظافته وطهارته
الباب الثامن والثلاثون في ذكر سهولة اخلاقه وحسن معاشرته
الباب التاسع والثلاثون في ذكر حلمه وعفوه
الباب الأربعون في ذكر ماله ومعاشه
الباب الحادي والأربعون في ذكر تعففه عن أموال الناس وظلف نفسه عنها وقطع طمعه منها
الباب الثاني والأربعون في ذكر كرمه وجوده
الباب الثالث والأربعون في ذكر قبوله الهدية ومكافأته عليها
الباب الرابع والأربعون في ذكر زهده
الباب الخامس والأربعون في ذكر صفة بيته وآلاته
الباب السادس والأربعون في ذكر مطعمه
الباب السابع والأربعون في ذكر رفقه بنفسه
الباب الثامن والأربعون في ذكر لباسه
الباب التاسع والأربعون في ذكر ورعه
الباب الخمسون فى ذكر إعراضه عن الولايات
الباب الحادي والخمسون فى ذكر حبه للفقر والفقراء
الباب الثانى والخمسون فى ذكر تواضعه
الباب الثالث والخمسون فى إجابته الدعوة وخروجه لرؤية المنكر
الباب الرابع والخمسون في ذكر إيثاره العزلة والوحدة
الباب الخامس والخمسون في ذكر إيثاره خمول الذكر واجتهاده في ستر الحال
الباب السادس والخمسون في ذكر خوفه من الله عز وجل
الباب السابع والخمسون في ذكر غلبة الفكر والهم على قلبه
الباب الثامن والخمسون في ذكر تعبده
الباب التاسع والخمسون في ذكر عدد حجاته
الباب الستون في ذكر دعائه ومناجاته
الباب الحادي والستون في ذكر كراماته وإجابة سؤاله
الباب الثانى والستون فى ذكر عدد زوجاته
الباب الثالث والستون فى ذكر سراريه
الباب الرابع والستون فى ذكر عدد أولاده
الباب الخامس والستون فى ذكر أخبار أولاده وعقبه
الباب السادس والستون في ذكر ابتداء المحنة وسببها
الباب السابع والستون فى ذكر قصته مع المأمون
الباب الثامن والستون فى ذكر ما جرى له بعد موت المأمون
الباب التاسع والستون فى ذكر قصته مع المعتصم
الباب السبعون في ذكر تلقى المشايخ إياه بعد انقضاء المحنة ودعائهم له
الباب الحادي والسبعون في ذكر تحديثه بعد موت المعتصم
الباب الثاني والسبعون في ذكر قصته مع الواثق
الباب الثالث والسبعون في ذكر قصته مع المتوكل
الباب الرابع والسبعون في ذكر ما جرى له مع ابن طاهر من طلب استزارته وامتناعه عليه
الباب الخامس والسبعون في ذكر ما جرى له مع ولديه وعمه حين قبلوا صلة السلطان
الباب السادس والسبعون في ذكر جماعة من كبار الذين أجابوا في المحنة
الباب السابع والسبعون في ذكر كلامه فيمن أجاب في المحنة
الباب الثامن والسبعون في ذكر جماعة ممن لم يجب في المحنة
الباب التاسع والسبعون في ذكر مرضه
الباب الثمانون في تاريخ موته ومبلغ سنه
الباب الحادي والثمانون في ذكر غسله وكفنه
الباب الثاني والثمانون في ذكر المتقدم للصلاة عليه
الباب الثالث والثمانون في ذكر كثرة الجمع الذين صلوا عليه
الباب الرابع والثمانون في ذكر ما جرى عند حمل جنازته من مدح السنة وذم أهل البدعة
الباب الخامس والثمانون في ذكر ازدحام الناس على قبره بعد دفنه
الباب السادس والثمانون في ذكر ما خلف من التركة
الباب السابع والثمانون في ذكر تأثير موته عند جميع الناس
الباب الثامن والثمانون في ذكر تأثير موته عند الجن
الباب التاسع والثمانون في ذكر التعازي به
الباب التسعون في ذكر المنتخب من الأشعار التي مدح بها في حياته ورثي بها بعد وفاته
الباب الحادي والتسعون في ذكر المنامات التي رآها أحمد بن حنبل
الباب الثاني والتسعون في ذكر المنامات التي رئي فيها أحمد بن حنبل
الباب الثالث والتسعون في ذكر المنامات التي رئيت له
الباب الرابع والتسعون في فضيلة زيارة قبره
الباب الخامس والتسعون في فضيلة مجاورته
الباب السادس والتسعون في ذكر عقوبة من آذاه
الباب السابع والتسعون في ذكر ما قيل فيمن يتنقصه
الباب الثامن والتسعون في سبب اختيارنا لمذهبه على مذهب غيره
الباب التاسع والتسعون في فضل أصحابه وأتباعه
الباب المئة فى ذكر أعيان أصحابه وأتباعه من زمانه إلى زماننا
ذكر المختارين من الطبقة الأولى
أحمد بن إبراهيم الدورقى
أحمد بن أصرم بن خزيمة المزنى
أحمد بن جعفر الوكيعى
أحمد بن حميد أبو طالب المشكانى
أحمد بن أبى خيثمة زهير بن حرب
أحمد بن سعيد الدارمى
أحمد بن سعيد بن إبراهيم الزهرى
أحمد بن صالح المصرى
أحمد بن الفرات أبو مسعود الضبى
أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروذى
أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثى
أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الأثرم
أحمد بن منصور الرمادى
أحمد بن ملاعب بن حيان
أحمد بن نصر الخزاعى
أحمد بن يحيى ثعلب
إبراهيم بن إسحاق الحربى
إبراهيم بن إسحاق النيسابورى
إبراهيم بن الحارث بن مصعب الطرسوسى
إبراهيم بن هانئ النيسابورى
إسماعيل بن إسحاق السراج
إسماعيل بن يوسف الديلمى
إسحاق بن منصور الكوسج
بشر بن موسى الأسدى
بدر بن أبى بدر أبو بكر المغازلى
جعفر بن محمد النسائى
زكريا بن يحيى الناقد
عبد الله بن محمد بن أبى الدنيا
عبد الله بن محمد بن المهاجر, أبو محمد المعروف بفوران
عبد الوهاب الوراق
عبد الملك بن عبد الحميد الميمونى
عباس بن محمد الدورى
عبدوس بن مالك أبو محمد العطار
الفضل بن زياد القطان
مثنى بن جامع الأنبارى
مهنأ بن يحيى الشامى
تسمية المختارين من الطبقة الثانية
أحمد بن جعفر بن المنادى
أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعى
أحمد بن سليمان أبو بكر النجاد
أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر الخلال
الحسن بن على بن خلف أبو محمد البربهارى
الحسين بن عبد الله الخرقى
سليمان بن أحمد الطبرانى
عبد الله بن أبى داود السجستانى
عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى
عمر بن محمد بن رجاء أبو حفص العكبرى
عثمان بن أحمد الدقاق المعروف بابن السماك
على بن محمد بن بشار, أبو الحسن العالم الزاهد
محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف, أبو على
محمد بن الحسين بن عبد الله, أبو بكر الآجرى
محمد بن عبد الواحد أبو عمر اللغوى, الزاهد المعروف بغلام ثعلب
محمد بن القاسم بن محمد بن بشار, أبو بكر الأنبارى
ذكر المختارين من الطبقة الثالثة
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البرمكى
عمر بن الحسين أبو القاسم الخرقى
عبد العزيز بن جعفر بن أحمد أبو بكر غلام الخلال
أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عمر بن شاقلا
عبد العزيز بن الحارث بن أسد أبو الحسن التميمى
إبراهيم بن محمد بن جعفر أبو القاسم الساجى
يوسف بن عمر بن مسرور أبو الفتح القواس
عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان أبو عبد الله بن بطة العكبرى
عمر بن أحمد بن إبراهيم أبو حفص البرمكى
محمد بن أحمد ابو الحسين بن سمعون
محمد بن الحسن بن قشيش
محمد بن سيما بن الفتح أبو بكر الحنبلى
عمر بن إبراهيم بن عبد الله أبو حفص العكبرى
محمد بن إسحاق بن محمد بن مندة الأصفهانى
أحمد بن عبد الله بن الخضر أبو الحسين السوسنجردى
عثمان بن عيسى أبو عمرو الباقلانى
الحسن بن حامد أبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن جعفر أبو عبد الله البغدادى
عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث أبو الفضل التميم
أحمد بن موسى بن عبد الله الروشنانى
ذكر المختارين من الطبقة الرابعة
عبد السلام بن الفرج أبو القايم المزرفي
الحسين بن محمد بن موسى أبو عبد الله الفقاعي
عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث أبو الفرج التيمي
محمد بن أحمد بن أبي موسى أبو علي الهاشمي القاضي
الحسن بن شهاب بن الحسن أبو علي العكبري
أحمد بن عمر بن أحمد أبو العباس البرمكي
أخوه إبراهيم بن عمر أبو إسحاق البرمكي
محمد بن علي بن الفتح أبو طالب العشاري
ومن الطبقة الخامسة
القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء
ذكر المختارين من الطبقة السادسة
أبو الغنائم علي بن طالب المعروف بابن زبيبا
أبو طاهر عبد الباقي بن محمد البزاز, المعروف بصهر هبة [الله] المقرئ
أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر الخياط المقرئ
أبو الحسن علي بن الحسين بن جدا العكبري
أبو جعفر عبد الخالق بن عيسى الهاشمي
عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة الأصبهاني أبو القاسم
أبو بكر أحمد بن محمد الرازي المقرئ, المعروف بابن حمدويه
أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا
أبو الوفاء طاهر بن الحسين بن القواس
علي بن أحمد بن الفرج البزاز المعروف بابن أخي نصر العكبري
أبو الفتح عبد الوهاب بن أحمد الحراني
أبو علي يعقوب بن إبراهيم البرزبيني
أبو محمد شافع بن صالح بن حاتم الجيلي
أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي
أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التيمي
أبو عبد الله محمد بن الحسن الراذاني
أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق الخياط
أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد العلبي
أبو الفتح محمد بن علي الحلواني
أبو منصور علي بن محمد بن الأنباري
أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي
أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلواذي
ذكر المختارين من الطبقة السابعة
أبو سعد المبارك بن علي المخرمي
علي بن المبارك بن الفاعوس أبو الحسن
محمد بن أبي طاهر عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بن عبد الله ابن كعب بن مالك الأنصاري
أبو بكر محمد بن الحسين بن علي المزرفي
أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء
أخوه أبو خازم محمد بن محمد بن الفراء
أبو الحسن علي بن عبيد بن نصر الزاغوني
ذكر المختارين من الطبقة الثامنة
أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي
أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد الدينوري
أبو منصور موهوب بن أحمد الجواليقي
أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ
أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي
عبد القادر بن أبي صالح الجيلي
أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية
ذكر المختارين من الطبقة التاسعة
أبو العباس أحمد بن بركة الحربي
أبو حكيم إبراهيم بن دينار النهزواني
أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمذاني
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي
أبو يعلى محمد بن محمد بن محمد بن الفراء



سنة النشر : 2016م / 1437هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 18.8 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
د.عبدالقادر بن محمد الغامدي - Dr. Abdul Qader bin Mohammed Al Ghamdi

كتب د.عبدالقادر بن محمد الغامدي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي ❝ ❞ حكم الاستعانة بالجن في المباحات ❝ ❞ البيان المبين بعدم إعذار المشركين ❝ ❞ جهود العلامة ابن إبراهيم في مسألة الحكم بما أنزل الله ❝ ❞ جهود الإمام ابن إبراهيم في مسألة الحكم بما أنزل الله ❝ ❞ جواب الشبهات المثارة حول شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ ❞ تنبيه الأمم على خطر الإلحاد في الحرم ❝ ❞ الأدلة الجلية على وجوب إزالة المكان المزعوم بأنه مولد خير البرية ❝ ❞ أبرز شبهات منتقدي القضاء والرد عليهم من كلام سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ❝ ❱. المزيد..

كتب د.عبدالقادر بن محمد الغامدي