❞ كتاب ترجمة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ❝  ⏤ سليمان بن محمد النصيان

❞ كتاب ترجمة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ❝ ⏤ سليمان بن محمد النصيان

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.

ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.

نشأ الحافظ ابن حجر في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب والفضل، فجدّه «قطب الدين محمد بن محمد بن علي» سمع من جماعة من العلماء، وحصل على إجازات منهم. وعم أبيه «عثمان بن محمد بن علي» المتوفى سنة 714هـ، كان أكبر فقهاء الإسكندرية في مذهب الشافعي وانتهت إليه رئاسة الإفتاء، وأبوه «نور الدين علي» كان قد انصرف من بين إخوته لطلب العلم، فمهر في الفقه والعربية والأدب، وأما أمه فهي من بيت عُرف بالتجارة والثراء والعلم. ولابن حجر أخت أكبر منه بثلاث سنوات اسمها «ست الرَّكب» كانت قارئة وكاتبة قال عنها ابن حجر: "لقد انتفعت بها وبآدابها مع صغر سنها"، ويذكر ابن حجر أن له أخًا من أبيه، قرأ الفقه وفضل، وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة.

وقد نشأ ابن حجر يتيمًا أباً وأمًا، فقد توفي والده في رجب سنة 777هـ، وماتت أمُّه قبل ذلك بمدة، وكان أبوه قبل وفاته قد أوصى به إلى رجلين ممن كان بينه وبينهم مودة هما: زكي الدين الخرُّوبي رئيس التجار بالديار المصرية، وشمس الدين بن القطان من فقهاء الشافعية. فنشأ الحافظ في غاية العفّة والصيانة في كنف الوصي الأول الخرُّوبي. ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد. وأكمل ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين. ولما رحل الخروبي إلى الحج سنة 784هـ رافقه ابن حجر وهو في نحو الثانية عشرة من عمره، وفي سنة 785هـ، وهو لايزال متواجدًا مع وصيه الخروبي في مكة سمع من الشيخ عفيف الدين عبد الله بن محمد بن محمد النشاوري، ثم المكي، غالب صحيح البخاري، وهو أول شيخ سمع عليه الحديث. وفي تلك السنة صلى بالناس التراويح إمامًا في الحرم المكي وكذلك أخذ فقه الحديث عن الشيخ جمال الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المكي، في كتاب عمدة الأحكام، للحافظ عبد الغني المقدسي. فكان أول شيخ بحث عليه في فقه الحديث. وبعد رجوع ابن حجر مع وصيه الخرُّوبي من الحج سنة 786هـ، حفظ «عمدة الأحكام للمقدسي»، و«ألفية العراقي» في الحديث، و«الحاوي الصغير للقزويني»، «ومختصر ابن الحاجب» في أصول الفقه، و«منهاج الأصول للبيضاوي»، و«ملحة الإعراب للحريري»، و«ألفية ابن مالك»، وغيرها.

وبعد وفاة زكي الدين الخروبي سنة 787هـ، انتقل الحافظ إلى وصاية شمس الدين بن القطان، وكان الحافظ حينها قد راهق حيث بلغ أربع عشرة سنة. وكان ابن القطان فقيها وعالما بالقراءات، فدرس ابن حجر عليه الفقه والعربية والحساب وقرأ عليه شيئاً من«الحاوي الصغير»، فأجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف على شيوخ الدراية. وفي سنة 790هـ أكمل ابن حجر السابعة عشرة من عمره، فقرأ القرآن تجويداً على الشهاب الخيوطي، وسمع «صحيح البخاري»على بعض المشايخ، كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ. ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعراً إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وطارح الأدباء، وقال الشعر الرّائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبوية والمقاطيع. ثم حبب إِليه فن الحديث فَأقبل عليه سماعاً وكتابَة وتخريجاً وتعليقاً وتصنيفاً، وبدأ الطلب بنفسه في سنة 793هـ، غير أنه لم يكثر من الطلب إلا في سنة 796هـ، وكتب بخطه عن ذلك قائلًا: «رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السبيل». فأخذ عن مشايخ ذلك العصر، واجتمع بالحافظ العراقي، فلازمه عشرة أعوام. وتخرَّج به، وانتفع بملازمته. وقرأ عليه «الألفية»، و«شرحها»، وانتهى منهما في رمضان سنة 798هـ بمنزل شيخه العراقي بجزيرة الفيل على شاطئ النيل، كما قرأ عليه «النكت على ابن الصلاح» في مجالس آخرها سنة 799هـ، وبعض الكُتب الكبار والأجزاء القصار، وقرأ وسمع على مُسْنِدي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة، فوقع له سماع متصل عالٍ لبعض الأحاديث.

بدأ المرض بالحافظ ابن حجر في ذي القعدة سنة 852هـ، ومع مرضه إلا أنه كان يواصل أعماله ويحضر مجالس الإملاء وهو ضعيف الحركة، يكتم عن الناس وعكه، وخشي الأطباء أن يناولوه مسهلًا لأجل سنه، فأشير "بلبن الحليب"، فتناوله، فلانت الطبيعة قليلًا، وأدى ذلك إلى نشاط يسيرٍ ونوع خِفَّة، ثم عاد الكتمانُ، وتزايد الألمُ بالمعدة، ولم يستطع أن يؤدي صلاة الأضحى الذي صادف يوم الثلاثاء، وهو الذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، وكان آخر ما سمع عليه فضل ذي الحجة لابن أبي الدنيا يوم عرفة، وتوجه إلى زوجته الحلبية، وقد احس بدنو أجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها، واستعطف خاطرها واسترضاها، وكان يقول: «اللهم حرمتني عافيتك، فلا تحرمني عفوك»، ثم ينشد:

ثاءُ الثَّلاثينَ قد أوهت قُوى بَدَنيفكيف حاليَ في ثاء الثمانينا
وقد تزايد المرض واشتد به، وتردد إليه الأطباء، وهرع النَّاسُ مِنَ الأمراء والقُضاة والعلماء والمباشرين والطَّلبة لعيادته، وممَّن حضر إليه: الأمير دولات باي، والقاضي وليُّ الدِّين السَّفطي، والبدر العيني، والقاضي سعد الدين بن الديري. وفي يوم الثلاثاء 14 ذي الحجة، اشتد عليه مرضه، وصار يصلي الفرض جالسًا، وترك قيام الليل، ثم تتابع عليه الصرع من يوم الأربعاء إلى أن توفي ليلة السَّبت في أواخر شهر ذي الحجة سنة 852هـ.

وقد اختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، مع اتفاقهم على أن وفاته كانت ليلة السبت من ذي الحجة، إلا أنهم اختلفوا أي سبت هو، فقال بعضهم كانت وفاته في الثامن والعشرين من ذي الحجة، وقال آخرون في التاسع عشر منه، وذهب فريق ثالث إلى أن وفاته كانت في الثامن عشر من ذي الحجة.

جنازته
كانت جنازته مشهودة، لم يكن بعد جنازة ابن تيمية أحفل منها، قال السخاوي: «وكانت ساعة عظيمة، وأمرًا مهولًا، ووقع النَّوْحُ في سائرِ النَّواحي مِنْ أصناف الخلق، حتَّى مِنْ أهل الذِّمَّة. واجتمع في جنازته مِنَ الخلق مَنْ لا يحصيهم إلا اللَّه عز وجل، بحيث ما أظن كبير أحد مِنْ سائر النَّاس تخلَّفَ عَنْ شهودها. وقفلت الأسواقُ والدَّكاكين، ويقال: إنَّه حُزِرَ مِنْ مشى في جنازته بنحو خمسين ألف إنسان، وعندي أنَّه لا يتهيأ حصرُهم، ولا يُدْرَك حدُّهم». وشعيته القاهرة كلها وحمل نعشه إلى مصلى المؤمني حيث أمر السلطان جقمق بأن يحضر إلى هناك، ومشى في جنازته الخليفة سليمان المستكفي بالله، والقضاة، والعلماء، والأُمراء، والأعيان بل غالب الناس، حَتَّى قيل عن بعض الأذكياء أنه حزر من مشى في الجنازة أكثر من خمسين ألف إنسان.
سليمان بن محمد النصيان - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإلمام بما في الصحيحين من أحاديث الأحكام ❝ ❞ أذكار الصلاة في صحيح السنة ❝ ❞ ترجمة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ❝ ❞ ما لا يسع المربي جهله في أحكام الطهارة والصلاة ❝ ❞ اللباب بما في الصحيحين من أحاديث البر والآداب ❝ ❞ مختلف الحديث ... ❝ ❞ آداب الصيام ❝ ❞ تخريج حديث أبي ذر في تغيير الشيب دراسة نقدية ❝ ❞ مختلف الحديث ... ❝ الناشرين : ❞ دار التدميرية للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب السير و المذكرات التراجم والأعلام - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
ترجمة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.

ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.

نشأ الحافظ ابن حجر في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب والفضل، فجدّه «قطب الدين محمد بن محمد بن علي» سمع من جماعة من العلماء، وحصل على إجازات منهم. وعم أبيه «عثمان بن محمد بن علي» المتوفى سنة 714هـ، كان أكبر فقهاء الإسكندرية في مذهب الشافعي وانتهت إليه رئاسة الإفتاء، وأبوه «نور الدين علي» كان قد انصرف من بين إخوته لطلب العلم، فمهر في الفقه والعربية والأدب، وأما أمه فهي من بيت عُرف بالتجارة والثراء والعلم. ولابن حجر أخت أكبر منه بثلاث سنوات اسمها «ست الرَّكب» كانت قارئة وكاتبة قال عنها ابن حجر: "لقد انتفعت بها وبآدابها مع صغر سنها"، ويذكر ابن حجر أن له أخًا من أبيه، قرأ الفقه وفضل، وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة.

وقد نشأ ابن حجر يتيمًا أباً وأمًا، فقد توفي والده في رجب سنة 777هـ، وماتت أمُّه قبل ذلك بمدة، وكان أبوه قبل وفاته قد أوصى به إلى رجلين ممن كان بينه وبينهم مودة هما: زكي الدين الخرُّوبي رئيس التجار بالديار المصرية، وشمس الدين بن القطان من فقهاء الشافعية. فنشأ الحافظ في غاية العفّة والصيانة في كنف الوصي الأول الخرُّوبي. ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد. وأكمل ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين. ولما رحل الخروبي إلى الحج سنة 784هـ رافقه ابن حجر وهو في نحو الثانية عشرة من عمره، وفي سنة 785هـ، وهو لايزال متواجدًا مع وصيه الخروبي في مكة سمع من الشيخ عفيف الدين عبد الله بن محمد بن محمد النشاوري، ثم المكي، غالب صحيح البخاري، وهو أول شيخ سمع عليه الحديث. وفي تلك السنة صلى بالناس التراويح إمامًا في الحرم المكي وكذلك أخذ فقه الحديث عن الشيخ جمال الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المكي، في كتاب عمدة الأحكام، للحافظ عبد الغني المقدسي. فكان أول شيخ بحث عليه في فقه الحديث. وبعد رجوع ابن حجر مع وصيه الخرُّوبي من الحج سنة 786هـ، حفظ «عمدة الأحكام للمقدسي»، و«ألفية العراقي» في الحديث، و«الحاوي الصغير للقزويني»، «ومختصر ابن الحاجب» في أصول الفقه، و«منهاج الأصول للبيضاوي»، و«ملحة الإعراب للحريري»، و«ألفية ابن مالك»، وغيرها.

وبعد وفاة زكي الدين الخروبي سنة 787هـ، انتقل الحافظ إلى وصاية شمس الدين بن القطان، وكان الحافظ حينها قد راهق حيث بلغ أربع عشرة سنة. وكان ابن القطان فقيها وعالما بالقراءات، فدرس ابن حجر عليه الفقه والعربية والحساب وقرأ عليه شيئاً من«الحاوي الصغير»، فأجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف على شيوخ الدراية. وفي سنة 790هـ أكمل ابن حجر السابعة عشرة من عمره، فقرأ القرآن تجويداً على الشهاب الخيوطي، وسمع «صحيح البخاري»على بعض المشايخ، كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ. ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعراً إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وطارح الأدباء، وقال الشعر الرّائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبوية والمقاطيع. ثم حبب إِليه فن الحديث فَأقبل عليه سماعاً وكتابَة وتخريجاً وتعليقاً وتصنيفاً، وبدأ الطلب بنفسه في سنة 793هـ، غير أنه لم يكثر من الطلب إلا في سنة 796هـ، وكتب بخطه عن ذلك قائلًا: «رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السبيل». فأخذ عن مشايخ ذلك العصر، واجتمع بالحافظ العراقي، فلازمه عشرة أعوام. وتخرَّج به، وانتفع بملازمته. وقرأ عليه «الألفية»، و«شرحها»، وانتهى منهما في رمضان سنة 798هـ بمنزل شيخه العراقي بجزيرة الفيل على شاطئ النيل، كما قرأ عليه «النكت على ابن الصلاح» في مجالس آخرها سنة 799هـ، وبعض الكُتب الكبار والأجزاء القصار، وقرأ وسمع على مُسْنِدي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة، فوقع له سماع متصل عالٍ لبعض الأحاديث.

بدأ المرض بالحافظ ابن حجر في ذي القعدة سنة 852هـ، ومع مرضه إلا أنه كان يواصل أعماله ويحضر مجالس الإملاء وهو ضعيف الحركة، يكتم عن الناس وعكه، وخشي الأطباء أن يناولوه مسهلًا لأجل سنه، فأشير "بلبن الحليب"، فتناوله، فلانت الطبيعة قليلًا، وأدى ذلك إلى نشاط يسيرٍ ونوع خِفَّة، ثم عاد الكتمانُ، وتزايد الألمُ بالمعدة، ولم يستطع أن يؤدي صلاة الأضحى الذي صادف يوم الثلاثاء، وهو الذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، وكان آخر ما سمع عليه فضل ذي الحجة لابن أبي الدنيا يوم عرفة، وتوجه إلى زوجته الحلبية، وقد احس بدنو أجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها، واستعطف خاطرها واسترضاها، وكان يقول: «اللهم حرمتني عافيتك، فلا تحرمني عفوك»، ثم ينشد:

ثاءُ الثَّلاثينَ قد أوهت قُوى بَدَنيفكيف حاليَ في ثاء الثمانينا
وقد تزايد المرض واشتد به، وتردد إليه الأطباء، وهرع النَّاسُ مِنَ الأمراء والقُضاة والعلماء والمباشرين والطَّلبة لعيادته، وممَّن حضر إليه: الأمير دولات باي، والقاضي وليُّ الدِّين السَّفطي، والبدر العيني، والقاضي سعد الدين بن الديري. وفي يوم الثلاثاء 14 ذي الحجة، اشتد عليه مرضه، وصار يصلي الفرض جالسًا، وترك قيام الليل، ثم تتابع عليه الصرع من يوم الأربعاء إلى أن توفي ليلة السَّبت في أواخر شهر ذي الحجة سنة 852هـ.

وقد اختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، مع اتفاقهم على أن وفاته كانت ليلة السبت من ذي الحجة، إلا أنهم اختلفوا أي سبت هو، فقال بعضهم كانت وفاته في الثامن والعشرين من ذي الحجة، وقال آخرون في التاسع عشر منه، وذهب فريق ثالث إلى أن وفاته كانت في الثامن عشر من ذي الحجة.

جنازته
كانت جنازته مشهودة، لم يكن بعد جنازة ابن تيمية أحفل منها، قال السخاوي: «وكانت ساعة عظيمة، وأمرًا مهولًا، ووقع النَّوْحُ في سائرِ النَّواحي مِنْ أصناف الخلق، حتَّى مِنْ أهل الذِّمَّة. واجتمع في جنازته مِنَ الخلق مَنْ لا يحصيهم إلا اللَّه عز وجل، بحيث ما أظن كبير أحد مِنْ سائر النَّاس تخلَّفَ عَنْ شهودها. وقفلت الأسواقُ والدَّكاكين، ويقال: إنَّه حُزِرَ مِنْ مشى في جنازته بنحو خمسين ألف إنسان، وعندي أنَّه لا يتهيأ حصرُهم، ولا يُدْرَك حدُّهم». وشعيته القاهرة كلها وحمل نعشه إلى مصلى المؤمني حيث أمر السلطان جقمق بأن يحضر إلى هناك، ومشى في جنازته الخليفة سليمان المستكفي بالله، والقضاة، والعلماء، والأُمراء، والأعيان بل غالب الناس، حَتَّى قيل عن بعض الأذكياء أنه حزر من مشى في الجنازة أكثر من خمسين ألف إنسان.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

ترجمة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى

ترجمة ابن حجر العسقلاني سير اعلام النبلاء

ابن حجر العسقلاني الكتب

لماذا سمي ابن حجر العسقلاني بهذا الاسم

ترجمة ابن حجر العسقلاني pdf

ابن حجر العسقلاني فتح الباري

اقوال ابن حجر العسقلاني

شيوخ ابن حجر العسقلاني

قصة ابن حجر في طلب العلم

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.

ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.

نشأ الحافظ ابن حجر في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب والفضل، فجدّه «قطب الدين محمد بن محمد بن علي» سمع من جماعة من العلماء، وحصل على إجازات منهم. وعم أبيه «عثمان بن محمد بن علي» المتوفى سنة 714هـ، كان أكبر فقهاء الإسكندرية في مذهب الشافعي وانتهت إليه رئاسة الإفتاء، وأبوه «نور الدين علي» كان قد انصرف من بين إخوته لطلب العلم، فمهر في الفقه والعربية والأدب، وأما أمه فهي من بيت عُرف بالتجارة والثراء والعلم. ولابن حجر أخت أكبر منه بثلاث سنوات اسمها «ست الرَّكب» كانت قارئة وكاتبة قال عنها ابن حجر: "لقد انتفعت بها وبآدابها مع صغر سنها"، ويذكر ابن حجر أن له أخًا من أبيه، قرأ الفقه وفضل، وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة.

وقد نشأ ابن حجر يتيمًا أباً وأمًا، فقد توفي والده في رجب سنة 777هـ، وماتت أمُّه قبل ذلك بمدة، وكان أبوه قبل وفاته قد أوصى به إلى رجلين ممن كان بينه وبينهم مودة هما: زكي الدين الخرُّوبي رئيس التجار بالديار المصرية، وشمس الدين بن القطان من فقهاء الشافعية. فنشأ الحافظ في غاية العفّة والصيانة في كنف الوصي الأول الخرُّوبي. ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد. وأكمل ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين. ولما رحل الخروبي إلى الحج سنة 784هـ رافقه ابن حجر وهو في نحو الثانية عشرة من عمره، وفي سنة 785هـ، وهو لايزال متواجدًا مع وصيه الخروبي في مكة سمع من الشيخ عفيف الدين عبد الله بن محمد بن محمد النشاوري، ثم المكي، غالب صحيح البخاري، وهو أول شيخ سمع عليه الحديث. وفي تلك السنة صلى بالناس التراويح إمامًا في الحرم المكي وكذلك أخذ فقه الحديث عن الشيخ جمال الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المكي، في كتاب عمدة الأحكام، للحافظ عبد الغني المقدسي. فكان أول شيخ بحث عليه في فقه الحديث. وبعد رجوع ابن حجر مع وصيه الخرُّوبي من الحج سنة 786هـ، حفظ «عمدة الأحكام للمقدسي»، و«ألفية العراقي» في الحديث، و«الحاوي الصغير للقزويني»، «ومختصر ابن الحاجب» في أصول الفقه، و«منهاج الأصول للبيضاوي»، و«ملحة الإعراب للحريري»، و«ألفية ابن مالك»، وغيرها.

وبعد وفاة زكي الدين الخروبي سنة 787هـ، انتقل الحافظ إلى وصاية شمس الدين بن القطان، وكان الحافظ حينها قد راهق حيث بلغ أربع عشرة سنة. وكان ابن القطان فقيها وعالما بالقراءات، فدرس ابن حجر عليه الفقه والعربية والحساب وقرأ عليه شيئاً من«الحاوي الصغير»، فأجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف على شيوخ الدراية. وفي سنة 790هـ أكمل ابن حجر السابعة عشرة من عمره، فقرأ القرآن تجويداً على الشهاب الخيوطي، وسمع «صحيح البخاري»على بعض المشايخ، كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ. ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعراً إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وطارح الأدباء، وقال الشعر الرّائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبوية والمقاطيع. ثم حبب إِليه فن الحديث فَأقبل عليه سماعاً وكتابَة وتخريجاً وتعليقاً وتصنيفاً، وبدأ الطلب بنفسه في سنة 793هـ، غير أنه لم يكثر من الطلب إلا في سنة 796هـ، وكتب بخطه عن ذلك قائلًا: «رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السبيل». فأخذ عن مشايخ ذلك العصر، واجتمع بالحافظ العراقي، فلازمه عشرة أعوام. وتخرَّج به، وانتفع بملازمته. وقرأ عليه «الألفية»، و«شرحها»، وانتهى منهما في رمضان سنة 798هـ بمنزل شيخه العراقي بجزيرة الفيل على شاطئ النيل، كما قرأ عليه «النكت على ابن الصلاح» في مجالس آخرها سنة 799هـ، وبعض الكُتب الكبار والأجزاء القصار، وقرأ وسمع على مُسْنِدي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة، فوقع له سماع متصل عالٍ لبعض الأحاديث.

بدأ المرض بالحافظ ابن حجر في ذي القعدة سنة 852هـ، ومع مرضه إلا أنه كان يواصل أعماله ويحضر مجالس الإملاء وهو ضعيف الحركة، يكتم عن الناس وعكه، وخشي الأطباء أن يناولوه مسهلًا لأجل سنه، فأشير "بلبن الحليب"، فتناوله، فلانت الطبيعة قليلًا، وأدى ذلك إلى نشاط يسيرٍ ونوع خِفَّة، ثم عاد الكتمانُ، وتزايد الألمُ بالمعدة، ولم يستطع أن يؤدي صلاة الأضحى الذي صادف يوم الثلاثاء، وهو الذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، وكان آخر ما سمع عليه فضل ذي الحجة لابن أبي الدنيا يوم عرفة، وتوجه إلى زوجته الحلبية، وقد احس بدنو أجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها، واستعطف خاطرها واسترضاها، وكان يقول: «اللهم حرمتني عافيتك، فلا تحرمني عفوك»، ثم ينشد:

ثاءُ الثَّلاثينَ قد أوهت قُوى بَدَني        فكيف حاليَ في ثاء الثمانينا
وقد تزايد المرض واشتد به، وتردد إليه الأطباء، وهرع النَّاسُ مِنَ الأمراء والقُضاة والعلماء والمباشرين والطَّلبة لعيادته، وممَّن حضر إليه: الأمير دولات باي، والقاضي وليُّ الدِّين السَّفطي، والبدر العيني، والقاضي سعد الدين بن الديري. وفي يوم الثلاثاء 14 ذي الحجة، اشتد عليه مرضه، وصار يصلي الفرض جالسًا، وترك قيام الليل، ثم تتابع عليه الصرع من يوم الأربعاء إلى أن توفي ليلة السَّبت في أواخر شهر ذي الحجة سنة 852هـ.

وقد اختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، مع اتفاقهم على أن وفاته كانت ليلة السبت من ذي الحجة، إلا أنهم اختلفوا أي سبت هو، فقال بعضهم كانت وفاته في الثامن والعشرين من ذي الحجة، وقال آخرون في التاسع عشر منه، وذهب فريق ثالث إلى أن وفاته كانت في الثامن عشر من ذي الحجة.

جنازته
كانت جنازته مشهودة، لم يكن بعد جنازة ابن تيمية أحفل منها، قال السخاوي: «وكانت ساعة عظيمة، وأمرًا مهولًا، ووقع النَّوْحُ في سائرِ النَّواحي مِنْ أصناف الخلق، حتَّى مِنْ أهل الذِّمَّة. واجتمع في جنازته مِنَ الخلق مَنْ لا يحصيهم إلا اللَّه عز وجل، بحيث ما أظن كبير أحد مِنْ سائر النَّاس تخلَّفَ عَنْ شهودها. وقفلت الأسواقُ والدَّكاكين، ويقال: إنَّه حُزِرَ مِنْ مشى في جنازته بنحو خمسين ألف إنسان، وعندي أنَّه لا يتهيأ حصرُهم، ولا يُدْرَك حدُّهم». وشعيته القاهرة كلها وحمل نعشه إلى مصلى المؤمني حيث أمر السلطان جقمق بأن يحضر إلى هناك، ومشى في جنازته الخليفة سليمان المستكفي بالله، والقضاة، والعلماء، والأُمراء، والأعيان بل غالب الناس، حَتَّى قيل عن بعض الأذكياء أنه حزر من مشى في الجنازة أكثر من خمسين ألف إنسان.



حجم الكتاب عند التحميل : 6.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة ترجمة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل ترجمة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
سليمان بن محمد النصيان - Suleiman bin Mohammed Al Nusian

كتب سليمان بن محمد النصيان ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإلمام بما في الصحيحين من أحاديث الأحكام ❝ ❞ أذكار الصلاة في صحيح السنة ❝ ❞ ترجمة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ❝ ❞ ما لا يسع المربي جهله في أحكام الطهارة والصلاة ❝ ❞ اللباب بما في الصحيحين من أحاديث البر والآداب ❝ ❞ مختلف الحديث ... ❝ ❞ آداب الصيام ❝ ❞ تخريج حديث أبي ذر في تغيير الشيب دراسة نقدية ❝ ❞ مختلف الحديث ... ❝ الناشرين : ❞ دار التدميرية للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب سليمان بن محمد النصيان