📘 قراءة كتاب إزالة البؤس بقصص الأنس ج1 أونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد :
نقرأ الكثير عن روائع القصص الواقعية وقد قام أصحابها بتدوينها أو ساهم المؤرخون بتقصي أخبارهم في مجال من المجالات أو مصر من الأمصار.
وهذه المجموعة تتقدم سلسلة أعزم بعون الله على إخراجها ، انتقيتها من أحسن ما كتبت، واصطفيتها من أحسن ما جمعت.
ومن هذا المنطلق أخرجت هذه القصص للتجديد في الطرح وللتغير للأفضل بعيداً عن التنظير والتأطير، ملامسة للواقع.
آمل أن يجد فيها القارئ رسائل مؤثرة وقصص تصل إلى القلب، في زمن سادت فيه الروتينية، ورفع شعار القلق فهيا بنا نبدأ رحلة ماتعة كلها ثقة وتفاؤل لمستقبل مشرق وغدٍ جميل وعاقبة حسنة.
فقد باعدت الأشغال بيني وبين كتبي التي كنت أستعن بها على البحث والمطالعة في (بريدة) المحروسة من كل شر.
فرأيت أن أقيد ما يمر تحت نظري من القصص الظريفة، وقلت لنفسي ربما فتحت باباً، ورب عبرة سيرت همم.
أجتمع لي عدد من المواقف والقصص بلغت 500 قصة، وحرصت على نشرها.
فأخذت للنشر أهبته وسارعت إليها ولكن حال دونها الحوائل.
وأكتفيت بهذا المقدار تحرزاً من الإطالة المملة.
وهاأنذا أزف إلى الشباب والفتيات ما أخترته من القصص الجميلة آملاً أن تجد القبول والتوفيق ، وقد أسميتها (إزالة البؤس بِقَصَص الأنُس)
وصلى الله وسلم على خاتم رسله سيدنا محمد آله وصحبه أجمعين.
إعداد
منصور بن محمد الفهد الشريدة
القصيم – بريدة
1432هـ
1- المعلمة
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات × بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة (راسب) في أعلى تلك الأوراق.
وذات يوم طلب منها مراجعة السجلات الدراسية للسنوات السابقة لكل تلميذ، فوضعت سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية، وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما ! لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: (تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحلة . إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق. وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب. أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً ، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه أن لم تتخذ بعض الإجراءات . بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس.
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي . فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط، ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: أن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي ! وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة! ، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة ، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة «معلمة فصل» وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها. وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: إنها أفضل معلمة قابلها في حياته.
سنة النشر : 2014م / 1435هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 592 كيلوبايت .
نوع الكتاب : ppt.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات ppt
يمكن تحميلة من هنا 'http://www.microsoftstore.com/store/msmea/ar_EG/pdp/Office-365-Personal/productID.299498600'