📘 قراءة كتاب الذيل على طبقات الحنابلة الجزء الأول 2 أونلاين
طبقات الحنابلة هو كتاب الفقه للعلامة الحنبلي ابن أبي يعلى في تراجم رجال المذهب الحنبلي ابتداء من الإمام أحمد بن حنبل وحتى نهاية عهد المؤلف، وكان كتاب طبقات الحنابلة أول ما ألف من كتب طبقات المذاهب الأربعة، إذ عجب المؤرخون أن مذهب الإمام أحمد بن حنبل هو آخر المذاهب نشوءا ولكنه يعد أول مذهب ترجمت طبقات أعلامه في كتاب، وأن مذهب أبي حنيفة هو أول المذاهب الاربعة نشوء ولكنه آخر مذهب ترجمت طبقات اعلامه في كتاب،
وقد جمع العلامة ابن أبي يعلي الفراء في كتابه طبقات الفقهاء المعروف بطبقات الحنابلة تراجم رجال المذهب الحنبلي إلى عصره أي من (القرن3هـ=9م إلى منتصف القرن 6هـ= 12م)، فكان كتابه أشهر كتاب في تراجم العلماء.
ولقد عبر الشيخ ابن أبي يعلي بإشارة وجيزة في صدر كتابه إلى موضوع كتابه الفريد فقال: "" هذا كتاب استخرنا الله في تأليفه وسألناه المعونة على تصنيفه، وسطرنا فيه ما انتهى إلينا من أخبار شيوخنا أصحاب إمامنا الإمام الأفضل أبي عبد الله "".
ثم أفضى إلى كتابه الذي رتبه على حروف المعجم معتمداً الحرف الأول فقط من كل اسم وفقا لطريقة القدماء، ثم استهله بترجمة وافية للإمام أحمد بن حنبل إمام المذهب الحنبلي، ثم افتتح طبقات الكتاب وجعل تصنيف كتابه على ست طبقات، الأولى : لمن روى عن الإمام أحمد بن حنبل، ومن الثانية إلى الرابعة كانت للطبقات المتتابعة بعد ذلك، إلى أن وصل إلى عهد والده أبي يعلي الفراء الذي خصه وحده بالطبقة الخامسة، ثم ختم الكتاب بالطبقة السادسة وهي طبقة أصحاب والده أبي يعلي الفراء.
احتوى كتاب طبقات الحنابلة بالمعلومات والفوائد، وقد حرص على توثيق آراء وأقوال الشخصيات التي تعرض لها بالترجمة، وعلى الرغم مما يؤخذ على ابن أبي يعلى من عدم اعتنائه بالترتيب الدقيق للتراجم وعدم الوضوح المنهجي لتقسيم الطبقات لديه وتفويته الكثير من الحنابلة الذين لم يترجم لهم، إلا أن الكتاب لقي قبولا حسنا بين أهل العلم وطلابه، حيث عني الحافظ ابن رجب الحنبلي بتأليف ذيل عليه ليتمه إلى عصره في كتابه ذيل طبقات الحنابلة كما ألف العليمي كتابه الثمين المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد الذي جمع فيه بين طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى وذيله لابن رجب الحنبيل ثم زاد عليهما، وألفت ذيول على تلك المؤلفات، لتكمل ما جاء بعدهم من فقهاء الحنابلة.
ذيل طبقات الحنابلة هو كتاب في تراجم علماء الحنابلة، ألفه الحافظ ابن رجب الحنبلي (736 هـ-795 هـ، يعتبر الكتاب ذيل على كتاب طبقات فقهاء أصحاب الإمام أحمد المعروف بطبقات الحنابلة للقاضي أبي الحسين محمد بن القاضي ابن أبي يعلى، وابتدأ فيه ابن رجب بأصحاب القاضي ابن أبي يعلى، وجعل ترتيبه على الوفيات.
قال الحافظ ابن رجب في مقدمة ذيل طبقات الحنابلة:
ذيل طبقات الحنابلة هذا كتاب جمعته، وجعلته ذيلاً على كتاب طبقات فقهاء أصحاب الإمام أحمد للقاضي أبي الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى رحمهم الله، وابتدأت فيه بأصحاب القاضي أبي يعلى. وجعلت ترتيبه على الوفيات. والله المسؤول أن ينفع به في الدنيا والآخرة بمنه وكرمه..
فالكتاب أضخم ما ألف في طبقات الحنابلة. ويضم تراجم أعلام الحنابلة في (255) سنة، مابين 460 و 751هـ. ضمنه كثيراً من رواياتهم وأسانيدهم ومسائلهم وفتاويهم، ونوادر أشعارهم. وجعله ذيلاً على طبقات ابن أبي يعلى المتوفى سنة (526) وقد استعار منه الطبقة الأخيرة فافتتح بها كتابه، وهي الطبقة السادسة من كتاب ابن أبي يعلى، وتضم تلاميذ والده: أبي يعلى.
إلا أن ابن رجب توسع في تراجم طائفة من هذه الطبقة، كترجمة أبي إسماعيل الأنصاري الهروي: شيخ الإسلام، وأبي الوفاء ابن عقيل. وعلى (ذيل ابن رجب) وضع ابن حميد النجدي (ت1295هـ) كتابه: (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة-ط) ترجم فيه لمشاهيرهم ما بين (751 و1291هـ) انظر التعريف به في مجلة العرب (س31 ص718).
وانظر (طبقات الحنابلة) في هذا البرنامج. أما طبقات ابن أبي يعلى فتبدأ بترجمة الإمام أحمد نفسه، وتنتهي بأصحاب أبي يعلى: والد المؤلف، وقد رتبها على حروف المعجم معتمداً الحرف الأول فقط، وهي طريقة القدماء.
وخالفه ابن رجب في ترتيب الذيل، فجعله مرتباً على الوفيات، وأوله: وفيات سنة 460هـ. وقد طبعت طبقات ابن أبي يعلى في مصر سنة 1952م 1371هـ وذلك بعد طباعة مختصر النابلسي لها في دمشق سنة 1350هـ وننبه هنا إلى أن صاحب المختصر توسع في كثير من تراجم الأصل، وسمى كتابه (اختصار طبقات ابن أبي يعلى).
وانتهى ابن رجب كما أسلفنا إلى سنة 751هـ وهي السنة التي توفي فيها شيخه: ابن القيم، وبه اختتم الكتاب، مع أنه عاش بعده، حتى سنة 795هـ إلا أنه لم يشأ أن يترجم لمن هم دون ابن القيم، فيزيل حلاوة الخاتمة.
أما ما وجد في بعض النسخ من زيادة ترجمة أحمد بن الحسن بعده، فليست من صنيع المؤلف، يشهد على ذلك أسلوب إعداد الترجمة. طبع الكتاب لأول مرة في دمشق سنة 1951م بتحقيق هنري لاووست وسامي الدهان. ثم طبع سنة 1952م بعناية محمد حامد الفقي، وعثرت في كلا الطبعتين على تكرير الرقمين (92 و93)!
وعلى هذا يكون مجموع تراجم الكتاب 553 ترجمة، عدا الترجمة الملحقة. أما مخطوطات الذيل: فقد وصلتنا منها نسخ كثيرة، كتب أقدمها بعد وفاة ابن رجب بثلاث سنوات. وكانت وفاته يوم الإثنين 4 / رمضان / 795هـ وقبره في دمشق، جوار ضريح أبي الفرج الشيرازي عبد الواحد بن محمد (ت489هـ): مدخل المذهب الحنبلي إلى دمشق.
الإسلام: هو المنهج الذي وضعه الله سبحانه وتعالى للناس كي يستقيموا عليه، وتكون حياتهم مبنيةً عليه، والذي بيَّنه رسوله -صلى الله عليه وسلّم- لهم، وإنّ للإسلام مجموعة من المبادئ والأُسس التي يجب على الإنسان حتى يكون مسلماً بحق الالتزام بها وهي اركان الإسلام. الإسلام دين التَّوحيد، فالإيمان والاعتقاد الجازم بوجود خالقٍ واحدٍ مدّبرٍ لهذا العالم؛ يجعل منه ديناً تقبله العقول المُفكِّرة؛ فالإسلام يُنظِّم الحياة البشريّة في أيّ مجتمعٍ في مختلف الميادين الاقتصاديّة، والسِّياسيّة، والثَّقافيّة، والإجتماعيّة. جاء الإسلام ليكون خاتمة الأديان السّماويّة؛ فجاء بتعاليم سمحةٍ وقابلةٍ للتّطبيق في أيّ زمانٍ ومكانٍ على المجتمعات العربيّة وغير العربيّة، فأولى الإسلام في تعاليمه ومبادئه اهتماماً كبيراً بالمجتمع وقبله الأُسرة؛ فمجموع الأُسر الصّالحة هو مجتمعٌ صالحٌ قادرٌ على مواجهة التَّحديات الدَّاخليّة والخارجيّة. الإسلام وبناء المجتمع.
- ما هي اهمية الدين في حياتنا ؟ لماذا علينا تعلم اصل ديننا الإسلامي ؟ ما مدى احتياجنا للدين والإسلام ؟
خلق الله عزوجل الإنسان وكرّمه عن سائر المخلوقات بأن خلقه في أحسن تقويم، وأعطاه العقل الذي هو بمثابة القوّة التي تحرّكه، فالعقل هو تلك الأداة التي يفكّر ويتفكّر بها الإنسان ليحقّق الغاية التي خُلق من أجلها ألا وهي عمارة الأرض، فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي كلّفه جل وعلا بعمارة الأرض، إلا أنّه سبحانه وتعالى لم يترك الإنسان هائماً على وجهه في هذا العالم بل جعل له منظومة من العقائد، والمفاهيم، والأحكام، والأخلاق والتي تندرج جميعها تحت الدين، فالدين هو الذي ينظّم حياة الإنسان ويجعله يحقّق الغاية من خلقه، فأيّ إنسان على وجه الأرض لا يستطيع أن يعيش دون وجود الدين، فحاجة البشريّة إلى الدين كحاجة الأرض إلى الماء، فهو بالنسبة لهم أهمّ من أيّ شيء في هذه الحياة.
والدين هو الفطرة التي يفطر الله عزوجل الناس عليها منذ أن يولدوا من بطون أمهاتهم كما جاء في قول رسولنا الكريم : " كل مولود يولد على الفطرة "، ومن هنا ظهرت حاجة الإنسان الفطريّة إلى الدين، أي إنّه في وقت الشدائد والمصائب يجد نفسه لا إراديّاً يطلب العون والغوث من قوّة مطلقة عليا لديها القدرة وحدها على إخراجه مما ألم به من مصائب الدنيا، لذا جاء القرآن الكريم ليبين لنا أن الله عزوجل وحده هو القادر على فعل كل شيء وهو وحده القادر على إخراجنا من أيّ من المشاكل والملمّات التي نمر بها، كما جاء في الآية الكريمة : "وإذا مسّ الناس ضرٌّ دعوا ربهم منيبين إليه، ثمّ إذا أذاقهم منه رحمة، إذا فريقٌ منهم بربهم يشركون"(الروم:33).
الإنسان بطبعه دائم التفكّر في كل ما يجري في هذا وفي كيفيّة نشأته وإلى أين سيكون مصيره بعد الموت، ممّا جعله في حيرة دائمة حيال تلك الأمور، لذا جاء الدين ليعرّف الإنسان بقدرة الله عزوجل على خلق هذا الكون وكل ما فيه، وقد اهتمّ الدين اهتماماً كبيراً بالجانب العلميّ من الحياة، فقد جاء ليعلم الإنسان ما يحدث في واقعه وأنّه جزء لا يتجزّأ من هذا الكون الواسع الذي يعيش فيه، كما عرفه بالمصير الذي سيؤول إليه بعد موته، وأنّه ليس هنالك أيّ شيء خالد في هذا الكون إلا الله عزوجل وحده، كما قال سبحانه : "كل من عليها فان، ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام"(الرحمن:26، 27).
تكمن أهمّيّة الدين بأنّه جاء بمثابة الوحي الذي يهدي عقولنا إلى الطريق القويم، وبالتالي استقامة النفس واستقرارها وابتعادها عن كلّ ما يسبّب لها الاضطراب والجزع، كما أنّه مهمّ جدّاً لحياة المجتمع فهو الذي يضمن تحقيق العدل والمساواة بين الناس، فيجعل الناس يلجؤون إليه فيه كل أمور حياتهم، ليكون هو مصدر القوّة الذي يستندون إليه ويحتمون به، ممّا يجعل المسلم صابراً وممتثلاً لأمر الله، لإيمانه ويقينه بقدرة الله عزوجل.
الدين هو الذي يجعل الإنسان يقوم بكل ما يأمره به الله عزوجل من عبادات وطاعات لتوصله إلى الطريق المؤدّي إلى رضاه جلّ وعلا، وإلى جنان الخلد التي وعد بها سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الطائعين، كما جاء في الذكر الحكيم : "ومن يعمل من الصالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيرا"، كما أنّه الذي يجعل الفرد مستشعراً لمراقبة الله سبحانه وتعالى له، وبالتالي يعزّز لديه الشعور بالمسؤوليّة تجاه ربّه ونفسه ومجتمعه، فيهذّب النفس ويزجرها عن الوقوع في الملذات والشهوات المحرمة، ويوقظ ضميره للسير على الطريق الصحيح والسليم الذي يتفّق وفطرته التي فطره الله عزوجل عليها، وصلاح الدين يعني صلاح الدنيا والآخرة للإنسان، فقد كان رسولنا الكريم يدعو دائماً : " اللهمّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري".
كيف يجعل الإسلام حياتنا افضل وينظم جميع جوانبها ؟
ركزّ الإسلام في بناء المجتمع المُسلم على الفرد المسلم أولًا ثُم الأُسرة، ثُمّ المجتمع،وبنى علاقاتٍ تبادليّةٍ بين هؤلاء الأطراف؛ فجعل لكلّ واحدٍ منهم حقوقٌ وواجباتٌ من خلال:
• تأكيد روح التّساوي والأخوة بين المسلمين،
فالإسلام يُنكر وينهى عن العصبيّة والفوارق على أساس العِرق واللَّون والنّسب التي تُدمر المجتمع،
وجعل معيار التّفاضل بالتّقوى والصّلاح، قال تعالى:"إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم".
• الإسلام يسعى إلى تنظيم المجتمع من خلال تنظيم حياة الفرد المُسلم،
والعنصر الرئيسيّ في ذلك هو تنظيم الوقت واستغلاله في العمل والعبادة ومساعدة الآخرين وفعل الخير.
• دعوة الإسلام إلى العمل وترك الكسل والتّواكل؛
فالمجتمع يُبنى بالعمل الدَّؤوب المنتظم في مؤسساتٍ وأعمالٍ فرديّةٍ،
كي تعود بالنّفع على الفرد المسلم وعائلته فيلبون احتياجاتهم الخاصّة،
كما بالعمل تُقللّ الأعباء الواقعة على كاهل المجتمع نتيجة البطالة وارتفاع
معدّل الفقر وبالتالي الجريمة والانحراف السُّلوكيّ والأخلاقيّ.
• الإسلام يدعو كافّة أبناء المجتمع المسلم في مختلف الأعمار
إلى طلب العلم والتَّطور والبحث العلميّ في كافّة المجالات؛
فالإسلام دين العلم والنُّور والهداية،
فالمسلمون كانوا في القرون الوسطى مشاعل العلم في مختلف العلوم العصريّة؛
فبرز العديد من العلماء الأجلاء كابن الهيثم، والبيروني، وابن سينا وغيرهم.
• حددّ الإسلام مواثيق هامّة في المجتمع أهمها ميثاق الزَّواج
ليكون الإطار الشّرعيّ لعلاقة الرَّجل بالمرأة، ثُمّ حددّ حقوقاً وواجبات كُلِّ طرفٍ،
ثُمّ حددّ حقوق الأبناء على والديهم وبالعكس؛
وكلُّ ذلك لبناء الأُسرة الصّالحة العفيفة الشّرعيّة التي يسودها الحب والسّكينة؛
فتكون قادرةً على تنشئة الأبناء تنشئةً صالحةً ممّا ينعكس أثرها على المجتمع.
• حددّ الإسلام وبشكلٍ دقيق طبيعة العلاقات بين النّاس وحقّ كلِّ فردٍ وواجبه؛
فحددّ أحكام البيوع والتجارة والزواج والطلاق،
وأحكام الجوار، وأحكام القضاء، والقَصاص، والعقوبات، وأحكام الحاكم والمحكوم.
• ندب الإسلام الشّباب وأصحاب الأموال إلى المساهمة في بناء المجتمع
من خلال العمل الخيريّ والتَّطوعيّ، سواءً بالعمل الميدانيّ،
وتقديم العون للنّاس أو بدفع الصّدقات والتّبرعات النَّقديّة والعينيّة لمن يُساهم في إفادة المجتمع منها.
سنة النشر : 2005م / 1426هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 2.1 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'