خليفة بن بطاح الخزي
هو الشيخ خليفة بن بطاح بن محمد بن عبدالله (وعبدالله هو الملقب بخزّي جد عائلة آل خزي) بن بطاح بن محمد بن مسعود من آل مشرف من آل وهبة من بني تميم. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الليبراليون الجدد الواقع المحلي ❝ الناشرين : ❞ دار وائل للنشر والتوزيع، الأردن ❝ ❱تم إيجاد له: كتاب واحد.
هو الشيخ خليفة بن بطاح بن محمد بن عبدالله (وعبدالله هو الملقب بخزّي جد عائلة آل خزي) بن بطاح بن محمد بن مسعود من آل مشرف من آل وهبة من بني تميم.
نشأته وحياته التعليمية:
هو الشيخ خليفة بن بطاح بن محمد بن عبدالله (وعبدالله هو الملقب بخزّي جد عائلة آل خزي) بن بطاح بن محمد بن مسعود من آل مشرف من آل وهبة من بني تميم.
وُلِد في الشنانة عام 1370هـ، وذكرت عنه والدته أنه تكلم مبكراً في السنة الأولى من عمره خلافاً للمعتاد من الأطفال، وعاش في أسرة متواضعة تسكن في إحدى المزارع المجاورة لبلدة الشنانة من بلدات محافظة الرس في منطقة القصيم، ونشأ حياته الأولى فيها، فدرس الابتدائية في مدرسة الشنانة، وانتهى من المرحلة الابتدائية عام 1382هـ وهو من الأجيال الأولى الذين درسوا وتخرجوا من هذه المدرسة، ثم التحق في المعهد العلمي ببريدة، حيث لم يكن افتتح المعهد العلمي بالرس آنذاك، وكانت المعاهد العلمية بنظام المرحلة الواحدة خمس سنوات لمرحلة المتوسطة والثانوية، وأتم دراسة المرحلة الثانوية في المعهد عام 1388/1389هـ.
والتحق بكلية اللغة العربية عام 1389هـ، ونال منها الشهادة الجامعية (البكالوريوس) عام 1392/1393هـ، وهي الكُلية التي كانت تابعة للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية آنذاك – التي هي مع كلية الشريعة تُعدُّ نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فيما بعد ذلك –.
وقد أسهمت دراسته المنهجية في المعهد العلمي ببريدة بتحديد شخصيته العلمية والفكرية وتوجيه بوْصلة حياته، فهي المرحلة الأولى التي شكَّلت حياته العلمية والدعوية، حيث درس العلوم الشرعية، وكان مُكثراً في القراءات الحرة من الكُتب والمجلات العلمية، كما كان للعلماء الشرعيين والدعوة دورٌ بارز في تكوين شخصيته ومساره الثقافي والفكري والدعوي، لاسيما أن من أساتذته ومشايخه في المعهد العلمي من كان بارزاً في الجوانب العلمية والدعوية، ومن هؤلاء حسب ما كتبه زميله ورفيق دربه في دراسته في المعهد والكلية الشيخ محمد الشيبان: «ومن المشايخ الذين تتلمذ عليهم الشيخ خليفة في معهد بريدة، واستفاد منهم في العلم والدعوة: الشيخ صالح بن ابراهيم البليهي -رحمه الله- الذي كان مدرساً في المعهد، وأحد علماء بريدة المشهورين، وكان إماماً وخطيباً في مسجده بحي الخبيب قريباً من المعهد، وبقرب البيت الذي كان خليفة يسكن فيه، وكانت للشيخ البليهي دروسٌ علمية في مسجده استفاد منها الشيخ خليفة بحضوره لكثيرٍ من هذه الدروس، ومن مشايخه في المعهد الشيخ علي الضالع -رحمه الله- مدرس العقيدة في المعهد، كما أن من مشايخه في المعهد الذين استفاد منهم في الدعوة والعلم الشيخ محمد سرور زين العابدين -حفظه الله- المدرس في المعهد، والذي كان له الأثر البارز للشيخ خليفة وبعض أقرانه في التوجه للدعوة الاسلامية، حيث لفت انتباه طلابه إلى الاهتمام بأمور الاسلام والمسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، والتنبه المبكر إلى خطورة الأفكار الوافدة المنحرفة كالناصرية والشيوعية، كما لفت انتباه طلابه إلى التعرف على الكتب الاسلامية الحديثة، ومن مشايخه في المعهد الشيخ عبد الرحمن الجاسر، وكذلك الشيخ صالح الزايد، والشيخ صالح السُّكيْتي وغيرهم، وكان لهم أثرٌ في التوجيه والإرشاد للطلاب، إلى جانب الإفادة العلمية».
الشيخ الموسوعة:
تزداد أهمية الموسوعات العلمية حينما تكون روحاً نابضةً بالحق، وتتأكد الأهمية حينما تكون الموسوعة عالماً أو داعيةً أو مفكراً ومصلحاً، لأن هذا النوع من الموسوعات لا تموت بموت أصحابها باختلافٍ فيما بينهم في الدرجات، فالعلم يُحيي ذكر صاحبه بعد موته أكثر منه في حياته – ولو بعد حين – فآثار العلماء وعلومهم ومؤلفاتهم وأقوالهم النابضة بالحياة هي الحياة بعد مماتهم، كما هو حال كثيرٍ من العلماء، بل إن بعض مخطوطات العلماء بقيت مئات السنين، ثم قيض الله لها من يخدمها بالطبع والنشر والانتشار والانتصار بما لم يسبق له مثيل.
وكأنموذج لحفظ الله لعلم العلماء وتراثهم ما حدث لمؤلفات ابن تيمية –رحمه الله- ففي رواية ابن مري عن تراث شيخه ابن تيمية شاهدٌ واضحٌ وصريح بذلك، رغم أنف كلَّ مناوئ وخصم وعدو من السابقين واللاحقين، وفي الرواية ما يعكس حقيقة الانتصار للفكر ولجهاد القلم، وفيها ما يكشف عن حفظ الله لتراث الصادقين والمخلصين، وقد حورب ابن تيمية وصودرت كُتبه وأحرق الكثير منها، لكن ما بين العبد وربه من إخلاص وتقوى ينعكس إيجاباً على حفظ الله ورعايته للعبد ولعمله الصالح، ومنه علمه الذي يُنتفع به بعد مماته، وفي هذا يقول شهاب الدين أحمد بن مُرِّي الحنبلي لأحد إخوانه في الله من طلاب العلم وكلاهما من تلاميذ ابن تيمية موصياً له بأن يُحافظ على تراث شيخهم: «ووالله، إن شاء الله ليقيمن الله سبحانه لنصر هذا الكلام -يقصد كلام ابن تيمية- ونشره وتدوينه وتفهمه واستخراج مقاصده واستحسان عجائبه وغرائبه رجالاً هم إلى الآن في أصلاب آبائهم، وهذه سنة الله الجارية في عباده وبلاده والذي وقع من هذه الأمور لا يُحصي عدده غير الله تعالى»([14]).
وتتأكد حياة الأعمال بقول الرسول r: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ)([15])، وفيها ذَكرَ علماً يُنتفع به بعد مماته، ولعل الشيخ خليفة من هؤلاء اللذين تركوا إرثاً معرفياً وعلماً يُنتفع به، لاسيما وأنه ممن رسم منهجيةً علمية معنية برصد مُبتدعة العصر وكشفهم في عصره، وله باع واسع وَنَفسٌ طويل في ذلك.
لقد رحل الشيخ –رحمه الله– عن هذه الحياة الدنيا في الرابع والعشرين من رمضان لعام 1436هـ، وخَلَّفَ إرثاً تربوياً وعلمياً ومعرفياً ينتقل بهذا الإرث عمله الصالح لأجيالٍ عديدة وأزمنةٍ مديدة – بإذن الله -، ولعل الله أن يضاعف أجره بذلك، ومن هذا الإرث الفريد مجموعةٌ كبيرةٌ من التلاميذ في الرياض والقصيم بشكلٍ خاص، ولاسيما أن ما جمعه وكتبه يُعد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن الاحتساب على من يريدون أن يُبدلوا في دين الله من مبتدعة ومنافقي العصر الحاضر.
وكذلك من هذا الإرث عددٌ من المحاضرات والدروس الأسبوعية أو الشهرية المكتوبة، وأرشيفٌ ورقيٌ بحجم كبير من المجلات والكُتب والمقالات، وآخر إلكترونيٌ ضخم، وفي كليْهما رصد إعلامي دقيق عن مُبتدعة عصره من أدعياء الليبرالية الجُدد، وهو مما تنوء بحمله العصبة من الرجال، حيث كان رصده اليومي لهذا الفكر الدخيل على مدى ما يزيد عن ثلاثين عاماً من عمره، وحقاً أن الشيخ خليفة صاحب مشروع كبير، مما يحتاج أن يكون إرثه العلمي والمعرفي مشروعاً علمياً لأصحاب الاختصاص –كما سوف يرد تفصيله في المبحث السابع من هذه الترجمة-.
وحُقَّ لمن يعرفه أن يصفه بالموسوعة العلمية والمعرفية بحكم قراءاته المُبكرة والمتنوعة في معظم صُنوف العلومِ والمعارف إن لم يكن كلها، ونبوغه في القراءة السريعة لأي كتاب يُعرض عليه، وفوق ذلك فهو ممن أصبح بهذه القراءات مدرسةً فكريةً في النقد الهادف للكُتب والكتابات والكُتَّاب والأفكار والجماعات والأحزاب والدول والحكومات.
ولا زلت أذكر زيارتنا أنا والشيخ خليفة في زمن مرضه الذي تُوفي فيه للدكتور محمد الهوشان بالرياض، وهو المحامي المشهور وهو من أوائل من حصلوا على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، إن لم يكن الأول، وكان الشيخ خليفة حريصاً على بعض المعلومات التاريخية من الهوشان نظراً لكون الأخير عاصر كثيراً من الحركات القومية واليسارية والناصرية التي كان لها بعض الأدوار السياسية خاصةً الاحتجاجية على ضِعف سعر النفط وحقوق العمال في المنطقة الشرقية، لاسيما حينما كان الهوشان يعمل في شركة أرامكو في أوائل تأسيسها، لكن الهوشان بادر بإعطاء خليفة ورقةً مكتوبة من حوالي تسع صفحات ومن إعداد الهوشان نفسه، وقبل أن ينشرها أراد رأي الشيخ فيها، وكان المقال بعنوان: (نخاولة المدينة المنوّرة .. الافتراء على التاريخ)([16])، وقد تضمن رداً علمياً على كتابٍ أصدره أحد نخاولة المدينة المنورة، وطُبع خارج الوطن، وأشاد به أحد الكُتاب السعوديين في إحدى الصحف المحلية، والكتاب ومقال الإشادة فيه بمجمله ينفي أحقيَّة أهل السنة في المدينة المنورة تاريخياً، وأن الشيعة الرافضة الاثني عشرية (النخاولة) لهم الحق التاريخي في المدينة المنورة، والاستدلال هنا ليس على هذا الخطأ التاريخي المتعمد بحق الوطن كما رآه خليفة والهوشان وبأنه خيانة للدين والوطن وبيعٌ لجزءٍ من الوطن للعدو الإيراني على طبقٍ مجاني، بقدر ما كان عن موسوعية خليفة وقراءته السريعة للمقال، حيث لم تستغرق قراءته حوالي أربع دقائق وإعجابه بالنتائج العلمية التي كتبها الهوشان وضمنها مقاله سابق الذكر، والجدير ذكره في هذا المقام أن الهوشان ممن وُلد في المدينة وعاش فيها ساكناً وزائراً لها فيما بعد ذلك، مما جعله يكتب هذا المقال برؤية الشاهد المعاصر لبداية وجود طائفة نخاولة المدينة.
وعن موسوعيته أيضاً وصفه تلميذه الأستاذ علي الفلاح بقوله: «كان موسوعةً تاريخيةً ناقدة، مُلماً بالأحداث، ذا ملكة حفظ مذهلة بالوقائع وتواريخها».
كما وصفه زميله في الدراسة الجامعية ورفيقه في الدعوة الدكتور أحمد العماري الزهراني، بقوله: «تعاصرت أنا والشيخ خليفة -رحمه الله- في الدراسة الجامعية إلا أنه كان في كلية اللغة العربية، وأنا كنت في كلية الشريعة، وكنا في مبنى واحد، وكان رجلاً جاداً وحاداً، وكان مكثراً للقراءة في المجلات والجرائد، وكان بيننا تواصلٌ بعد التخرج، وقد قمت بزيارته في بيته بالرس بناءً على طلبه، وأطلعني على كمٍ كبيرٍ من المقالات المنحرفة للتيار الليبرالي ورقياً والكترونياً معلقاً على بعض تلك الأوراق بالقلم الأصفر والأحمر، واتفقت أنا والشيخ على طباعة ما لديه بعد ترتيبها، وأنا أتولى معه الشراكة في طباعتها، وبالفعل رتب كتابه وأرسله إلكترونياً، ثم أبلغني بذلك، وقمت أنا بدوري في الصف الطباعي، وعرضت الموضوع على فضيلة الشيخ الدكتور وليد الرشودي فتبناه مشكوراً ودفعه إلى أحد معارفه من مصر، متبنياً تكاليف طباعته في مصر جزاه الله خيراً، ولم تكن هذه الطبعة المصرية التي تُعدُّ الأولى من الناحية الفنية بمستوى القيمة العلمية للكتاب، مما دعاني للاتصال بالدكتور نبيل الأمير مدير دار الدراسات العلمية للنشر والتوزيع بمكة، وعرضت عليه إعادة طباعة الكتاب بمصر مرةً أخرى فتبنى مشكوراً مأجوراً إن شاء الله معي ذلك فكانت الطبعة الثانية، وسُرَّ الشيخ بذلك وبمستوى الطباعة كذلك».
ومن ملامح موسوعيته العلمية ما عُرف عنه من قوة الذاكرة وسعة الاطلاع في سنٍ مبكرة من عمره، حيث كان طالباً للعلم، وقارئاً في معظم صنوف العلوم والمعارف، وهو فيما بعد ذلك المعلم معظم حياته، وهو المدير لمدارس ثانوية، ثم هو المعلم في تحفيظ القرآن، وهو المُربي والداعية، وهو المفكر والراصد الإعلامي الكبير للانحراف الفكري الحادث والطارئ على بلاد الحرمين، والخطير في الوقت ذاته على وحدة العقيدة والفكر فيها، وهذا مما ضاعف موسوعيته العلمية وتزكية علمه.
وقد يدخل في هذا الاستدلال عن موسوعيته ما وصفه به مشرف التحقيق أو كبير المحققين في سجن المباحث العامة حينما كان سجيناً -كما روى الشيخ نفسه لبعض جلسائه- فحينما كان يتحدث معه المحقق المباشر الذي يبدو أنه كان جديداً على التحقيق، وكان يقول له: اقرأوا وتنوروا وتثقفوا! وكانت هذه الكلمات على مسمع مشرف التحقيق الذي علَّق قائلاً على كلام زميله: هذا مشكلته جاءت من قراءته الكثيرة!
وعن موسوعيته العلمية والمعرفية فأنا لا أذكر أنني سألته عن مسألة تاريخية أو ثقافية أو علمية أو سياسية إلا أجاب عنها وبلغة الوثائق والأرقام وبالمراجع والمصادر.
بل إنه صاحب حظٍ وافر من المعرفة عن الشعوب والأقليات العرقية عالمياً وعبر التاريخ، فحينما تسمعه –على سبيل المثال- يتحدث عن جنس الألبان والبوشناق (البوسنويين) والسنجق من شعوب أوروبا الشرقية من المسلمين والفروقات بينهم ودولهم السابقة واللاحقة ترى نفسك أمام موسوعة علمية معنية بالأعراق والشعوب والفرق والأديان، والأمثلة في هذا كثيرة تُعد ولا تُحصى، ولا تسأل عن إلمامه الواسع والكبير في التاريخ الإسلامي وتاريخ الشعوب والدول من المسلمين وغيرهم.
وهو في الوقت ذاته مُلم بعموم العلوم الطبيعية في الفيزياء والكيمياء، والمعرفة العلمية العامة في علوم الأجنة والوراثة وتعديلاتها والجينات والاستنساخ ، وعلوم الجغرافيا بما يشد السامع له ويفيده كجوانب علمية معرفية.
وقد كتب عنه كثيرون في هذا الشأن ومن هؤلاء على سبيل المثال، ما كتبه زميله ورفيق دربه الأستاذ علي الزيدي في مقاله المُعنون (الشيخ خليفة بن بطاح الخِزِّي -رحمه الله- في سطور) حول بُعد الشيخ الثقافي وأنه موسوعةٌ علميةٌ متحركة، وفيه قال: «فما عليك إذا أردت معلومةً من [الشيخ] إلا أن تأتي بكلمة أو شخصية لها علاقة بما تسأل عنه، فستجد نفسك أنك تأخذ منه ما أردت وأكثر مُدعِّماً حديثة بالأرقام والتواريخ والأيام، لافتاً النظر إلى المصادر والمراجع في هذا الموضوع، وفرق بين من يقرأ الحدث من خلال ظواهره فقط، وبين من يسبر غوره تحليلاً ونقداً واستشرافاً للمستقبل، فكان كثيراً ما يذكر في مجالسه توقعاته المستقبلية والنتائج والآثار المحتملة، وهذه صفة تميزت بها شخصيته عن الآخرين، فقد كان الشيخ يعيش الحدث بماضيه وحاضره ومستقبله، وهذه نتيجة طبيعية للتكوين العلمي والثقافي السابق ذكره، فإذا جلست إليه واستمعت إلى حديثه فإن الحيرة تتملكك في تصنيفه، فهل هو شخصية سياسية، أم ثقافية، أم اجتماعية؟! وهذه تجعلنا نطلق عليه أنه شخصية موسوعية ذات أبعاد عِدَّة، ومن جوانبه الثقافية -وهي كثيرة- إلمامه بالجانب الجغرافي للبلدان ومسألة الطقس والأحوال الجوية التي كان يوليها اهتمامه الشخصي، فإذا سألته عن الجو وأحواله فستجد جواباً شافياً مبنياً على معلومات علمية وواقعية، وإذا ما سألته عن مكان فستجد أن الإجابة تتضمن تاريخه وتضاريسه وطبيعته بكل وضوح وكأنك تقرأ كتاباً في هذا الشأن، وكذلك المعارف العلمية العامة فله معها باع طويل، فحينما يتكلم عن مسألة علمية في العلوم فإنك سوف تقول في نفسك: هل أنا أمام مدرس في الأحياء أم في الفيزياء أم في الرياضيات؟ فالعجب يتملَّكك من موسوعيته، ولكن من يعرفه لا يستغرب ذلك! فتكوينه العقلي وقراءاته المتواصلة طوال عمره، وثراؤه المعرفي جعله أشبه ما يكون بموسوعة علمية معرفية، ولكنها موسوعة بشرية متحركة»([17]).
كما كتب الزيدي في ختام مقاله سابق الذكر عن موسوعيته وبُعده الموسوعي في الفكر والدعوة، وكان مما قال: «أما حياته مع الكتب اقتناءً ومطالعةً وقراءةً فحدث ولا حرج، فمكتبته مليئة بالكتب في شتى أنواع المعارف، وإن كان يغلب عليها الجانب الشرعي ثم الفكري والسياسي، وبعد ظهور وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت فقد مال الشيخ إلى استخدامها كثيراً حتى تكوَّن لديه إرشيف إلكتروني خاص، إضافة إلى إرشيفه الورقي السابق قبل العصر الإلكتروني.
مناقشات واقتراحات حول صفحة خليفة بن بطاح الخزي: