محمد إبراهيم مسعود
محمد ابراهيم مسعود (١٩١٩ - ٢٠٠٠) واحدا من رموز الدبلوماسية السعودية وأبرز مسؤوليها.الوكيل السابق لوزارة الخارجية, وزير الدولة عضو مجلس الشورى ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ إن وأخواتها ❝ ❞ المبتدأ والخبر ❝ ❞ كان وأخواتها ❝ ❞ الأسماء الخمسة ❝ ❱تم إيجاد له: 4 كتب.
مولده وتعليمه
ولد محمد ابراهيم مسعود سنة ١٩١٩ في مدينة جدة ودرس في مدرسة الفلاح بجدة.حاصل على درجة البكالوريوس تخصص «تجارة» من جامعة بيروت الوطنية.
حياته المهنية
ـ بدأ حياته العملية مدرسا في مدرسة الفلاح ثم أمينا عاما للصندوق في الفترة من 1936 ـ 1937.
ـ انتقل للعمل في وزارة المالية والاقتصاد الوطني بوظيفة قارىء شفرة بإدارة المعادن والاشغال العامة العام 1941. ووصل خلالها إلى منصب رئيس قسم التموين في الوزارة بدرجة مدير.
ـ مثل العام 1951 تغيرا كبيرا في مجرى حياته، حينما انتقل للعمل في وزارة الخارجية وزيرا مفوضا بالدرجة (أ) ومفتشا بالسلك الدبلوماسي والقنصلي في الفترة من 1951 ـ 1959.
ـ انتقل للعمل كوزير مفوض بالسفارة السعودية في بغداد ثم سفيرا في الفترة من 1951 ـ 1968، عاصر خلالها ثورة عبد الكريم قاسم الوطنية.
ـ تم بأمر ملكي تعيينه وكيلا لوزارة الخارجية في العام 1968 بالدرجة الممتازة.
ـ تم تعيينه وزيرا للدولة عضو مجلس الوزراء في الفترة من 1975 ـ 1995.
حظي محمد ابراهيم مسعود بلقب (الموفد الخاص) خلال عمله الرسمي في وزارة الخارجية في عام 1951 كوزير مفوض ثم وكيل للوزارة في عام 1968 وايضا كوزير دولة في عهد الملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، اذ كان مكلفا وموفدا يحمل الرسائل الخاصة للقيادة السعودية الى ملوك وقادة وزعماء ورؤساء الدول الخليجية والعربية والاسلامية والدولية. وتجدر الاشارة هنا الى ان الفقيد بدأ حياته العملية مبكرا في الدولة فهو من الرعيل الاول للمسؤولين السعوديين الذين عملوا مع الملك عبد العزيز لمدة 15 عاما، قبل تأسيس وزارة الخارجية رسميا في عام 1930. وبذلك يمكن القول، ان الراحل محمد ابراهيم مسعود قد وقف شاهدا حقيقيا على تاريخ سعودي كامل خلال الحقبة الماضية اضافة الى لعبه دورا كبيرا في تأسيس هوية الدبلوماسية السعودية، حتى تعيينه وزيرا للدولة عضو مجلس الوزراء في الفترة من 1975 ـ 1995.
ويسجل التاريخ الدبلوماسي السعودي الدور الذي لعبه محمد ابراهيم مسعود في العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي أبرمتها الرياض مع جاراتها في منطقة الخليج وبعض الدول العربية، ومن أبرزها معاهدة الحدود السعودية ـ اليمنية واتفاقية الحدود السعودية ـ العُمانية. ونال الفقيد الراحل لدوره البارز العديد من الاوسمة والنياشين من حكومات العديد من الدول، من بينها: اسبانيا ومصر ولبنان وموريتانيا والسنغال والصين والولايات المتحدة وتونس.
وهنا يقول الدكتور نزار عبيد مدني وكيل وزارة الخارجية السعودية تعليقا على وفاة محمد ابراهيم مسعود لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كانت حياته حافلة بالبذل والعطاء والجهود المخلصة في خدمة الدين والمليك والوطن امتدت لنحو 60 عاما». مضيفا «ولا شك ان خدمته لوزارة الخارجية كانت علامة مميزة وبارزة في مسيرتها، ترك من خلالها بصمات واضحة على العمل الدبلوماسي، وتعايش من خلالها على نشأة وزارة الخارجية وصاحب مراحل تطورها وتوسع علاقات السعودية الدبلوماسية حتى تقلد منصب وكيل الوزارة». وقال ايضا «من خلال عملي الطويل مع الفقيد تلمست فيه الانضباط التام والقدرة القيادية والحنكة الدبلوماسية مع التواضع الجم والاخلاق الفاضلة، داعيا الله ان يتغمده بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته وان يلهم أهله الصبر والسلوان».
وتحمل سيرة الراحل قصصا عديدة تعلم منها القريبون منه اثناء عمله إذ تلقوا خلالها نصائح وتجارب عميقة في فن العمل الدبلوماسي. وأتيحت في هذا الشأن فرصة لنجله رحاب المستشار في السفارة السعودية في واشنطن، الذي عاصر جزءا من حياة الفقيد اثناء عمله ورحلاته. وهو يقول هنا: «تلقيت نصائح عديدة منه في مقدمتها: الهدوء في التصرفات واللباقة وان تكون مؤمنا ايمانا كاملا بوطنك ورسالتك وأمينا وصادقا في النقل، فهي أمانة يؤتمن عليها».
موضحا في هذا الشأن انه تلقى تجربة عميقة تعلم خلالها من الفقيد كيف يكون الدبلوماسي دبلوماسيا. ويسرد رحاب قصة هذه الحادثة، بأنها تمثلت في مرافقته لوالده في رحلة نقل فيها رسالة من القيادة السعودية الى السلطان قابوس بن سعيد حول اتفاقية الحدود السعودية ـ اليمنية. ويقول «تصادف ان السلطان قابوس التقى مبعوثا روسيا قبيل لقائنا، وحينما جاء موعد لقائنا فوجئت بأن والدي بدأ الحديث في أمور اخرى لا تتعلق بموضوع الرسالة فقد تحدث معه في الادب والشعر والموسيقى، واندمج الاثنان في هذا الحديث، ثم تحدث معه بعد ذلك في موضوع الرسالة». واضاف «لدى عودتي في الطائرة سألته حول سبب بدء الحديث عن الادب والشعر والموسيقى عوضا عن الموضوع الرئيسي». وهنا قال لي «على الدبلوماسي ان يتحسس مشاعر من يتحدث اليهم حتى تكون رسالتك ناجحة، فليس المهم ان تكون دبلوماسيا ناقلا للرسالة فقط بل يجب ان تكون ملما بجميع الظروف المحيطة بالمهمة المكلف بها مثل: الحالة النفسية لمن ستنقل اليه الرسالة، واهتماماته وغيرها من العوامل التي تؤثر ايجابا في كيفية نقل الرسالة». مشددا على القول «لقد كان درسا لن انساه».
وسألت «الشرق الأوسط» رحاب عن المسؤولية التي تركها والده الراحل فيه باعتباره النجل الوحيد له الذي يعمل في حقل الدبلوماسية، فأجاب «من الصعب ان يصل الابن الى مرحلة والده، فقد كان جبلا شامخا يصعب الوصول اليه».
وتحدث رحاب عن الحياة الخاصة والعائلية لوالده وكيفية تعامله مع ابنائه فقد اشيع عنه الصرامة والحزم والشدة معهم، فقال «هذا صحيح فقد كان صارما دون قسوة وكان حازما دون عنف»، وتمثل حزمه الشديد ـ والحديث لرحاب ـ في عدم التهاون والتساهل فيما يتعلق بالواجبات الدينية. واذكر انه كان يصر ان نرافقه في شهر رمضان لأداء العمرة يوميا. ومن الصفات التي كان يتشدد فيها دون تساهل «الصدق في التعامل والاعتراف بالخطأ، وهو اسلوب كان ايضا في عمله». ويقول ايضا «كان ابا حنونا بارا بوالديه يهتم باسرته بشكل عجيب رغم مسؤولياته».
ويلفت نجل الفقيد الراحل النظر الى ان والده كان يرفض كتابة مذكراته لفلسفة خاصة كان يؤمن بها رغم الحاح ابنائه عليه في هذا الجانب على اعتبار أن هذه المذكرات تمثل جزءا كبيرا ومهما من التاريخ السعودي، وهو يقول في هذا الجانب «في آخر أيامه سألني عن قضية لوكربي وآخر الاوضاع فيها، وانتهزت هذه الفرصة لأقول له إن رئيس الوزراء اليمني السابق محسن العيني قد نشر مذكراته، فلماذا لا يرد على هذه المذكرات خاصة وأنه جزء منها»، فرد لي القول: كنت دائما أقول لك إن عملي مؤتمن عليه، وأنا شخص لا أحب الكذب، إذا أردت كتابة هذه المذكرات فيجب أن أقول الصدق ولا أغير الحقائق بدون تزييف أو تغيير، وهذا يصعب جدا». سيرة ذاتية ـ من مواليد مدينة جدة، غرب السعودية، عام 1919.
مناقشات واقتراحات حول صفحة محمد إبراهيم مسعود :