🏆 💪 أكثر الكتب تحميلاً في علم جغرافيا المدن:
تعريف المدينة
- أمام تزايد النمو الحضري و تطور ظاهرة التمدين، يصعب تقديم تعريف واضح و دقيق للمدينة ذلك أن هذه الأخيرة ظاهرة متغيرة في الزمان و المكان. - ففي العصور القديمة و الوسطى، كانت معالم المدينة واضحة و غالبا ما تكون المدينة محاطة بالأسوار من اجل الدفاع و الحماية . و بالتالي كل ما يكون خارج الأسوار فهو يندرج ضمن الريف أو القرية. - ومع تطور المجتمعات البشرية بفضل التقدم التكنولوجيا و توفر ظروف الأمن خاصة في العصر الحديث، بدأت معالم المدينة القديمة تتغير فأصبحت المدينة العصرية تظهر خارج الأسوار التقليدية في أنماط سكنية جديدة . - لقد ساهم تطور وسائل المواصلات و وسائل النقل المتطورة في نمو المدن العصرية خصوصا في البلدان الصناعية المتقدمة. - لقد أدى التطور الحضري إلى تطور و تعدد و اختلاف التعاريف حسب العصور و المجتمعات. - يتبين لنا إذا أن مفهوم المدينة يختلف باختلاف الزمان و المكان مما يؤدي إلى ظهور مفاهيم متعددة للمدينة تنطلق من معايير مختلفة. - تختلف المدن من حيث الأشكال و الأحجام و المواقع و الهندسة وكذلك في التنظيم الداخلي و الأدوار. -يختلف تعريف المدينة بين الإحصائي والجغرافي و المعماري و الإداري بل يختلف كذلك بين القواميس (بين المنجد و لسان العرب ). - إن أهمية تحديد مفهوم المدينة راجع إلى سببين: * الأول: مسالة تحديد مفهوم المدينة أمر أساسي للمقارنة بين مدن العالم . ** الثاني: تحديد مفهوم المدينة ضروري للتمييز بين ماهو ريفي و ماهو حضري خصوصا عند كل عملية الإحصاء.
- تشكل المدينة مجال جغرافي يتميز بخصائص و مميزات معينة و يمارس وظائف متنوعة جعلت منها قطبا ينظم المجال الجغرافي الإقليمي و الوطني و الدولي . - في البداية، تعتبر مسالة تعريف المدينة سهلة و بسيطة لأننا نعتمد على المقارنة بين المدينة و الأرياف و نقول بان المدينة هي عكس الأرياف. - ولكن إذا أردنا تحديد بشكل دقيق مفهوم المدينة تصبح مسالة تعريف المدينة صعبة و معقدة لأنه كيف يمكن أن نقدم تعريفا لمدن عدد سكانها 10000 نسمة و مدن عدد سكانها 100000 نسمة و أخرى يتجاوز عدد سكانها 200000 نسمة.. - السؤال و الإشكال المطروح هو كالتالي : لماذا مسالة تعريف المدينة صعبة ؟؟؟ * إن صعوبة تقديم تعريف شامل و دقيق للمدينة تتجلى في عدم دقة المصطلحات المستعملة في عدة قواميس و اللغات من جهة ** إن عدم إعطاء تعريف دقيق للمدينة أدى إلى ظهور تعاريف متعددة تنطلق من معايير مختلفة من جهة ثانية.
1- تعدد معايير تحديد مفهوم المدينة المدينة ظاهرة جغرافية متطورة و متغيرة في الزمان و المكان وقد أدى هذا إلى ظهور تعاريف مختلفة و متعددة لها تنطلق من معايير مختلفة أهمها: -ا- المعيار الأول: نوعية النشاط: فالمدينة هي التي يقوم اغلب سكانها بأنشطة القطاع الثالث أي أن معظم سكانها يشتغلون في الصناعة والتجارة و الخدمات. -ب- المعيار الثاني :عدد السكان: يختلف هذا العدد من دولة إلى دولة أخرى و بالتالي يستحيل تحديد العدد الذي يمكن أن نميز به ما بين المدينة و القرية * فالمدينة في فرنسا مثلا هي التي يفوق عدد سكانها 2000 نسمة. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فهي 2500 نسمة. ** أما المدينة في السويد فهي التي يتجاوز عدد سكانها 200 نسمة. أما في هولندا فهي 20000 نسمة. *** أما في المغرب، 1500 نسمة. وفي اليابان 30000 نسمة، وفي بلجيكا 5000 نسمة ، وفي الدانمارك 250 نسمة -ج- المعيار الثالث: المنظر المورفولوجي: تختلف مميزات المدينة عن مميزات القرية بكونها عبارة عن نسيج متصل و كثيف من البنايات التي تتجمع في رقعة محدودة و تختلف من حيث أهميتها و هيئتها عن مثيلاتها في القرى
-د- المعيار الرابع : المعيار الإداري: يمثل هدا المعيار أحيانا المعيار الأساسي و الوحيد في تحديد تعريف المدينة في بعض الدول كما هو الشأن في اليابان و تركيا و المغرب و العراق. يعتمد هذا الأساس الإداري على مجموعة من الشروط لإضفاء صبغة المدينة على تجمع سكاني كالمرافق الاجتماعية مثلا: مستشفى، مستوصف، شبكة الماء الصالح للشرب، شبكة الواد الحار، ثانوية، محكمة، الشبكة الكهربائية... .
2- تعدد تعاريف المدينة المدينة في اللغة تعني الإقامة و الاستقرار، لكن من الصعب تحديد مفهوم المدينة تحديدا شاملا بسبب اختلاف التعاريف بين اللغات و القواميس والباحثين. ا- حسب بعض القواميس و بعض اللغات. * قاموس المنجد: فالمدينة هي تجمع البيوت التي يزيد عددها على بيوت القرية آو هي المصر الجامع. في نفس القاموس، نجد بان القرية بدورها تعني المصر الجامع. ** قاموس لسان العرب: المصر حسب هذا القاموس هو البقعة التي تتجمع فيها البيوت و القرى . لدينا إذا تعريف غامض و غير واضح. *** قاموس الديموغرافيا المتعدد اللغات : - المدينة هي :“جماعة لا تلعب الأنشطة الزراعية دورا أساسيا في حياتها“. Grand Larousse **** قاموس لاغوس الكبير: يشير إلى أن المدينة :“ مركب اقتصادي و ديموغرافي و اجتماعي مكون من تمركز أشخاص يزاولون أنشطة غير زراعية.“ ***** بالنسبة إلى اللغة الانجليزية: علما أن هذه الأخيرة تعني قلب المدينة .City و Tawn نجدها تستعمل كلمتي
-ب- حسب بعض الباحثين * عبد الرحمان ابن خلدون: اعتبر ابن خلدون المدن بمثابة مواضع محصنة تستعملها الأمم التي وصلت إلى غايتها المطلوبة من الحضارة و الترف. يرى كذلك أن البحث عن الكماليات (العيش اللين و الرفاهية) من أهم العوامل التي تميز الحضريين عن الريفيين . ** ابن منظور: المدينة هي الحصن العظيم. *** بالنسبة للجغرافي: تعريف المدينة حسب الجغرافي هو تعريف وظيفي. فالمدينة هي تجمع سكني يتميز بتركز أنشطة نوعية (خاصة أنشطة الصناعة و التجارة و الخدمات). تقدم المدينة خدمات لسكانها و كذلك لسكان بعض مناطق نفوذها الخارجي. **** بالنسبة للإداري: المدينة غالبا ما تعني مكان تواجد خدمات التسيير بالنسبة لجزء من التراب الوطني. ***** للمخطط المعماري: المدينة تعني تجمع سكني متواصل و نسيج حضري كثيف (كثرة البنايات) و شبكات متعددة (طرق، قنوات مد الماء الصالح للشرب، الكهرباء، الواد الحار...).
:RATZEL / راتزال يقول: ”المدينة هي تجمع بشري و سكني متواصل يشمل مساحة شاسعة و يتوسط أهم الطرق و المواصلات“. اخذ بعين الاعتبار السكن، ففي القرية يكون السكن غالبا اقل ازدحاما مما عليه في المدن ثم يشترط كذلك أن لا يقل هذا التجمع عن 2000 نسمة ثم يفرق بين أوجه نشاط القرية التي لها علاقة بالزراعة و أوجه نشاط المدن التي ترتكز على الصناعة و التجارة بالدرجة الأولى. :WAGNER// فاكنر ”المدينة عبارة عن المكان الذي يتركز فيها النشاط التجاري.“ اذن حسب هذا الباحث، الأساس بالنسبة للمدن هو النشاط التجاري. VAN RICHTOFEN /// ”المدينة تجمع بشري لا يتكسب أفراده من الفلاحة بل بالدرجة الأولى من التجارة و الصناعة.“ على ضوء هذه التعاريف يمكننا وضع الملاحظات التالية: -الملاحظة 1: نجد بان كلمة التمركز واردة في جل التعاريف و لكننا لا نجد أي تدقيق فيما يخص قياس درجة هذا التمركز: أي هل يتعلق الأمر بحجم المركز ، حسب عدد السكان أم بكثافة التعمير وإذا كان احدهما هو المقصود فما هو الحد الأدنى الذي يجب الاحتفاظ به ؟ -الملاحظة 2: اليد العاملة الحضرية تشتغل في أنشطة متعددة حيث تبقى الأنشطة الزراعية قليلة الأهمية. - يحق لنا هنا التساؤل عن الحد الأدنى الذي يجب أخذه بعين الاعتبار لتحديد غلبة الأنشطة غير الزراعية. التي يشكل الزراع السواد الأعظم من سكانها. Agrovilleالاشتراكية - يحق لنا كذلك التساؤل عن مصير المدن الزراعية
إذن أمام صعوبة إيجاد تعريف شامل و واضح للمدينة يصبح الالتجاء إلى التعريف الإحصائي أمرا ضروريا. ج- التعريف الإحصائي. إن من أهم المعايير الإحصائية المعتمدة لتحديد المدينة بصفة عامة هي كالتالي: - حجم السكان. - كثافة السكان و السكنى. - نوع النشاط غير الزراعي المسيطر. - وجود شبكة الماء الصالح للشرب و الكهرباء و قنوات مياه التصريف. - بعض الخدمات كالمستشفى و المستوصف و الثانوية... - الوظيفة الإدارية. * فيما يخص استعمال هذه المعايير، سنجد بان اغلب الدول تعتمد على حجم السكان كأحد المعايير بل أحيانا كالمعيار الأساسي و الوحيد لتحديد مفهوم المدينة. ** وهنا تجدر الإشارة كذلك إلى أن الحد الأدنى لحجم السكان يعرف تباينات و اختلافات من بلد إلى بلد آخر.
- نموذج المغرب: *- كان المغرب إلى حدود أواخر 1970م من القرن الماضي يعتمد لتحديد المدينة على ظهير مؤرخ ب 23 يونيو 1960م المتعلق بتنظيم الجماعات وهو ينص على أن الجماعات الحضرية هي ”البلديات و المراكز ذات الشخصية المدنية و المتمتعة بالاستقلال المالي.“ **- أما بالنسبة لإحصاء 1982 فالوسط الحضري يتكون من: 1- مجموع المراكز الحضرية المحصاة سنة 1971م و التي تضم على الأقل 1500 نسمة. 2- الدواوير الكبرى التي تتوفر على أربعة شروط من الشروط السبعة التالية: - شبكة كهربائية. - شبكة الصالح للشرب. - شبكة الواد الحار. - مستشفى او محكمة. - ثانوية. - محكمة. من السكان على الأقل لا يزاولون النشاط الزراعي.%- 50 خلاصة: - إذا كان مفهوم المدينة يبدو واضحا و سهلا في البداية فانه من الصعب تحديد تعريف مضبوط التعابير ويشمل كل أنواع التجمعات الحضرية لان المفاهيم المستعملة تختلف حسب البلدان. - أصبحنا اليوم نتجاوز مفهوم المدينة وصرنا نتحدث عن المجموعات الحضرية عوض المدينة الناتجة عن تضخم المدينة التي أصبحت تنفجر خارج حدودها
مناقشات واقتراحات حول صفحة علم جغرافيا المدن: