📘 قراءة كتاب أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها أونلاين
الدعوة في الإسلام هي الدعوة إلى دخول الإسلام،
والإيمان به وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وهو بحسب المفهوم الإسلامي قيام المسلم ذي الأهلية ـ في العلم والدين ـ بتبصير الناس بأمور الدين، وحثهم على الخير، وإنقاذهم من شر واقع، وتحذيرهم من سوء متوقع، على قدر الطاقة، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل، ويُختصر تعريف الدعوة بأنه معرفة الدين ودعوة الناس إليه، ويُسمى المُسلم المُتطوع للدعوة بـالداعي أو الداعية، وهو الشخص الذي تطوّع لنفسه لهذا العمل، وهو الذي يدعو الناس إلى الإسلام عن طريق الحوار وإقامة الحُجج بغرض التبليغ وإيصال الرسالة، وُردت أدلة شرعيّة من القرآن والسنة النبوية وكذلك على بعض آثار صحابة نبي الإسلام محمد بأن أساس الدعوة هي اللين والرحمة والتعامل بخُلقٍ حسن، لا الغِلظة والفظاظة، كما يؤمن المُسلمين بأنه لا يُوجد إكراه في الدعوة ولا إجبار، وتكون الاستجابة بالاختيار. لا تكون الدعوة فقط في غرض الدخول في الإسلام، بل الدعوة في العمل بواجباته وأركانه، والتخلي عن ما يناقضه، فالدعوة تكون على المُسلمين وبشكلٍ أكبر على غير المسلمين.
مشكلات الدعوة والدعاة ليس فقط بالكتيب الذي يحوي القيم والمبادئ التي يجدر بكل طالب علم أو من يقف علي باب الدعوة إلي الله أن يقرأها ويتعلم ما فيها، بل إنه –علي ما أرى– لابد وأن يكون منهجًا قويمًا تسير عليه كل المؤسسات والهيئات والجمعيات المسؤولة في -أي بلد من البلدان- عن الدعوة إلي دين الله تعالى. هذه مكانة لايمكن أبدًا لمثل هذه الأعمال أن توضع في أدنى منها.
مقدمة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. والعاقبة للمتقين. ولا عدوان إلا على الظالمين. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان الطيبان الطاهران على سيد الأنبياء وأشرف المرسلين، وأفضل الخلق أجمعين: محمد عبد الله ورسوله، الذي ختم الله به الرسالة، فلا نبي بعده، وختم بكتابه الكتب، فهو المرجع والموئل لكل من طلب الهداية إلى الصراط المستقيم، وجعل شرعته آخر الشرائع وأقومها، لأنها أكملها وأجمعها لكل علم وهدى، وخلق، واعتقاد وعمل يحبه الله تعالى، ويبلغ صاحبه به أعلى الدرجات، وأرفع منازل السعادة والفوز في الدنيا والآخرة، والشقي كل الشقاء من تنكب سبيله، واتخذ إلهه هواه، وعمدته الرأي والاستحسان وحجته ما قال فلان، وما اخترع علان، فإن كل ذلك لا يغني من الحق شيئا، وهو بعد لا ينجي من هول سؤال القبر، وما بعده من مواقف الحساب التي لا ينجي منها إلا القرآن: إيمانا وعلما وعملا والرسول صلى الله عليه وسلم معرفة، وحبا خالصا، وطاعة واتباعا.
اللهم اجعلنا بفضلك من أولئك الناجين، وآتنا هذه الحجة القويمة، واجعل لنا منها يوم القيامة نورا بين أيدينا وبأيماننا، وأتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير.
"أما بعد" فهذه نبذة لطيفة في بيان حقيقة الدعوة الوهابية، وإمامها وشيعتها وأنصارها، أقدمها في هذه الورقات، راجيا أن أكون قد وفقت
(1/1)
لإزاحة حجب الأوهام والأباطيل، والأخطاء، والأكاذيب عن هذه الدعوة وعن إمامها وشيعتها وأنصارها، حتى يعرفها العالم الإسلامي على حقيقتها، ويروها في لونها الحقيقي مجردة عن الزغل، والغش والخداع
وإنما حملني على ذلك، كثرة ما رأيت وما سمعت من تخبط كثير من الناس في شأنها، ما بين مفرط، ومقصر.
وإن من شر ما منى به المسلمون الجرأة على إلقاء القول بدون تحقق، ورمي التهم الشنيعة في وجوه الأبرياء بدون تروٍّ ولا تثبت، ولقد غلب هذا الخلق الذميم على بعض المتعلمينٍ حتى أصبحوا يقلدون العامة في كل شائعة، ويطلقون ألسنتهم بما لا يليق من القول على غير علم ولا بصيرة، وبلا تفكير في عاقبة ذلك ونتيجته في الدنيا والآخرة، ولا واقفين عند قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} - وفي قراءةِِ: فتثبتوا- {أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6] وقوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [قّ:18] وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل فيما رواه أحمد والترمذي والنسائي "أمسك عليك لسانك"، فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك. وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" وقوله صلى الله عليه وسلم "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرقين" رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
أسال الله العافية من كل هذا، وأن يقينا شر أنفسنا وسيئات أعمالنا، ويجعلنا بمنه وكرمه من المؤمنين المخلصين الفائزين في الدنيا والآخرة.
(1/2)
وأن يوفق المسلمين جميعا ملوكا وأمراء، وزعماء، وقادة، وعلماء، وعامة في مشارق الأرض ومغاربها: إلى توحيد كلمتهم، وربط قلوبهم برباط الإيمان الخالص، والتوحيد النقي الصافي، وأن يعيذهم من كل أنواع الشرك وعمله ومن كل ما يقرب إلى النار.
وإنما أتاح لي هذه الفرصة، ومهد لي في نشر هذه الكلمة: أن تحطمت عن القلوب قيود التقليد الأعمى والعصبية، وخلصت الأفكار إلى جو البحث الصحيح في سرور واطمئنان، حين ألقيت مقاليد الرياسة الدينية إلى رجل العصر، ومقيل العلم من كبوته، قوي القلب والنفس، ماضي العزيمة، صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر الحالي، أطال الله أيام رياسته، ليحقق للأمة آمالا للأزهر والإسلام تعيد إليهما عزهما المسلوب وشرفهما المضيع، وليتضح للناس نور الهداية الإسلامية في ظل نصير العلم والدين، الناهض بأمته إلى أعلى درجات الإنسانية الكاملة، صاحب الجلالة ملك مصر المفدى، الملك فؤاد الأول، أدام الله نصره وتأييده صالحا مصلحا، وخادماً للإسلام أمينا، وأقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي أمير الصعيد الأمير فاروق.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وصحبه الخيرة الأبرار، وآل بيته الطيبين الأطهار.
القاهرة في العاشر من ذي القعدة سنة 1354.
وكتبه
محمد حامد الفقي
رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالقطر المصري
سنة النشر : 1935م / 1354هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 28.5MB .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'