❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أزهار من رياض (سيرة الإمام العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود) ❝ ❞ أزهار من رياض (سيرة الإمام العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود) ❝ ❞ أزهار من رياض (سيرة الإمام العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود) ❝ ❞ أنهار من رياض سيرة الإمام العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ❝ ❞ أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها ❝ الناشرين : ❞ دار علم السلف ❝ ❱
1892 م - 1959 م.
تم إيجاد له: 5 كتب.
محمد حامد الفقي (1892 - 16 يناير 1959) مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية.
ولد محمد حامد الفقي بقرية جزيرة نكلا العنب في سنة 1310 هـ الموافق 1892م بمركز شبراخيت مديرية البحيرة. نشأ في كنف والدين كريمين فوالده أحمد عبده الفقي تلقى تعليمه بالأزهر ولكنه لم يكمله لظروف اضطرته لذلك. أما والدته فقد كانت تحفظ القرآن وتجيد القراءة والكتابة، وبين هذين الوالدين نما وترعرع وحفظ القرآن وسنّه آنذاك اثني عشر عامًا. ولقد كان والده أثناء تحفيظه القرآن يوضح له معاني الكلمات الغريبة ويعلمه مبادئ الفقه حتى إذا أتَّم حفظ القرآن كان ملمًا إلمامًا خفيفًا بعلومه ومهيأ في الوقت ذاته لتلقي العلوم بالأزهر على الطريقة التي كانت متبعة وقتذاك.
طلبه العلم
كان والده قد قسم أولاده الكبار على المذاهب الأربعة المشهورة ليدرس كل واحد منهم مذهبًا، فجعل الابن الأكبر مالكيًا، وجعل الثاني حنفيًا، وجعل الثالث شافعيًا، وجعل الرابع وهو الشيخ محمد حامد الفقي حنبليًا.
ودرس كل من الأبناء الثلاثة ما قد حُدد من قبل الوالد ما عدا الابن الرابع فلم يوفق لدراسة ما حدده أبوه فقُبل بالأزهر حنفيًا.
بدأ محمد حامد الفقي دراسته بالأزهر في عام 1322 هـ ـ 1904م وكان الطلبة الصغار آنذاك يبدؤون دراستهم في الأزهر بعلمين هما: علم الفقه، وعلم النحو. وكانت الدراسة المقررة كتابًا لا سنوات، فيبدأ الطالب الحنفي في الفقه بدراسة مراقي الفلاح، ويبدأ في النحو بكتاب الكفراوي، وهذان الكتابان هما السنة الأولى الدراسية، ولا ينتقل منها الطالب حتى يتقن فهم الكتابين.
كان آخر كتاب في النحو هو الأشموني، أما الفقه، فحسب المذاهب ففي الحنابلة الدليل، وعند الشافعية التحرير، وعند الحنفية الهداية، وعند المالكية الخرشي، أما بقية العلوم الأخرى كالمنطق وعلم الكلام والبلاغة وأصول الفقه فكان الطالب لا يبدأ في شيء منها إلا بعد ثلاث سنوات.
بدأ الشيخ محمد حامد الفقي دراسته في النحو بكتاب الكفراوي وفي الفقه بكتاب مراقي الفلاح، وفي سنته الثانية درس كتابي الشيخ خالد في النحو وكتاب منلا مسكين في الفقه ثم بدأ في العلوم الإضافية بالسنة الثالثة، فدرس علم المنطق، وفي الرابعة درس علم التوحيد ثم درس في الخامسة مع النحو والفقه علم الصرف وفي السادسة درس علوم البلاغة، وفي هذه السنة وهي سنة 1910م بدأ دراسة الحديث والتفسير وكانت سنه حينئذ ثمانية عشر عاما فتفتح بصره وبصيرته بهدي رسول الله ﷺ وتمسك بسنته لفظًا وروحًا.
عقيدته[عدل]
يقول حماد الأنصاري: أما عن حياة حـامد الفقي: فعندمــا اجتمعتُ معه عام 1367هـ جئتُهُ وهو يُدرِّسُ «تفسير ابن كثير» عند (باب علي بالمسجد الحرام)، وعندمــا سَمِعْتُهُُ، قلت: هذا هو ضالّتي، فكان يأخذ آيــات التوحيد ويسلّط عليها الأضــواء، وسمعتُهُ من بعيد، فجلست في حلقَتِهِ، وكانت أولُ حلقة أجلسُ فيها بالحرم وأنا شاب صغير، وكان عُمري لا يتعدّى الثانية والعشرين، وسمعت الدرس، وكان الدرسُ في تفسير آيــات التوحيد، وبعدمـا انتهى الدرس وصلينا العشـاء جاءنا شخصٌ سوري لا أتذكّر اسمَهُ الآن وقال للشيخ: أنا أرى أن تشربوا القهوة عندي. فقال لهُ الشيخ: ومن معي. قال لهُ الرجل: أحضر من شئت. وكانت هذه أول مرة أرى فيها الشيخ، على الرغم أنني سمعت عنه كثيراً، لأن شيخي وهو الشيخ محمد عبد الله المدني التنبكتي كان تلميذًا لحامد الفقي. وذهبنا إلى بيت الأخ السوري، وعندمــا وصلنا إلى البيت وجلسنا قال لنا: أنا أريد أن أسلم لكم سيوفاً من الخشب، وسلم الأخ السوري كل واحدٍ سيفًا من الخشب، وقال لنا: تعالوا نتسايف أولاً، وبعد ذلك نشرب القهوة حتى نطبق النونين التين تركز عليهما الإسـلام، وأخذ كلُّ واحدٍ منَّـا سيفَهُ، وأَخَذَ مع صاحبه يتجاولان، حتى انتهينا من المجاولة جلسنا وشربنا القهوة. وقلت للشيخ حامد الفقي –-: يا شيخ أنا عندي سؤال؟ فقال: ما هو سؤالك يا ولدي؟
فقلتُ لهُ: كيفَ صرتَ موحداً وأنت درست في الأزهر؟ (وأنا أريدُ أن استفيد والناس يسمعون) فقال الشيخ: والله إن سؤالك وجيه. قال: أنا درست في جـامعة الأزهر، ودرست عقيدة المتكلمين التي يدرِّسونَها، وأخذت شهادة الليسانس وذهبت إلى بلدي لكي يفرحوا بنجاحي، وفي الطريق مررتُ على فلاّح يفلح الأرض، ولما وصلت عندَه قال: يا ولدي اجلس على الدكّة وكان عندهُ دكة إذا انتهى من العمل يجلس عليها، وجلستُ على الدكة وهو يشتغل، ووجدت بجانبي على طرفِ الدكة كتاب، فأخذت الكتاب ونظرت إليه فإذا هو كتـاب «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية» لابن القيم؛ فأخذت الكتاب أتسلى به، ولما رآني أخذت الكتاب وبدأت أقرأ فيه تأخر عني حتى قدّر من الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتــاب. وبعد فترة من الوقت وهو يعمل في حقلِهِ وأنا أقرأ في الكتاب جاء الفلاّح وقال: السلام عليكم يا ولدي، كيف حالك؟ ومن أين جئت؟ فأجبتهُ عن سؤالهِ.
فقال لي: والله أنت شاطر، لأنك تدرجت في طلبِ العلم حتى توصلت إلى هذه المرحلة؛ ولكن يا ولدي أنا عندي وصية. فقلتُ: ما هي؟
قال الفلاّح: أنت عندك شهادة تعيشك في كل الدنيا في أوروبا في أمريكا، في أيِّ مكان. ولكنها ما علمتك الشيء الذي يجب أن تتعلمه أولاً. قلتُ: ما هو؟!
قال: ما علمتك التوحيد!
قُلتُ لهُ:التوحيد!!
قال الفلاّح: توحيد السلـف.
قلتُ لهُ: وما هو توحيد السلــف؟!!
قال لهُ: انظر كيف عرف الفلاّح الذي أمامَك توحيـد السلـف. هذه هي الكتب: كتــاب «السنة» الإمام أحمد الكبير. وكتـاب «السنــة» للإمام أحمد الصغير. وكتـاب "التوحيد" لابن خزيمة. وكتـاب «خلق أفعال العباد» للبخاري. وكتـاب «اعتقاد أهل السنة» للحافظ اللالكائي. وعدَّ لهُ كثيراً من كتب التوحيد. وذكر الفلاّح كتب التوحيد للمتأخرين. وبعد ذلك كتب شيخ الإســلام ابن تيمية وابن القيم.
وقال لهُ: أنــا أدلك على هذه الكتب إذا وصلت إلى قريتك ورأوك وفرحوا بنجاحك لا تتأخر ارجع رأساً إلى القاهرة فإذا وصلت القاهرة أدخل دار الكتب المصرية ستجد كل هذه الكتب التي ذكرتُها كلها فيها ولكنها مكدّسٌ عليها الغبار وأنا أريدك تنفض ما عليها من الغبار وتنشرها.
وكانت تلك الكلمات من الفــلاّح البسيط الفقيه قد أخذت طريقَها إلى قلبِ الشيخ حامد الفقي لأنها جاءت من مُخْلِص. استوقفت الشيخ وسألتُهُ: كيــف عرف الفلاّح كل ذلك؟!
قال الشيخ حامد: لقد عرفَهُ من أُستاذِهِ (الرمال).. هل تسمعون بـ (الرمال)؟
قلتُ لهُ: أنا لا أعرف (الرمَّال) هذا.. ما هي قصتُهُ؟
قال: (الرمَّال) كان يفتش عن كتب سلفه ولما وجد ما وجد منها بدأ بجمع العمال والكنّاسين وقام يُدرّس لهم وكان لا يُسمح لهُ أن يُدرسَ علانيــة وكان من جُملَتِهم هذا الفلاّح.. وهذا الفلاّح يصلح أن يكون إماماً من الأئمة ولكنهُ هناك في الفلاحة فمن الذي يصلح أن يتعلم؟! ولكن ما زال الخيرُ موجوداً في كُلّ بلدٍ حتى تقوم الساعـة.
ولما رجعتُ إلى قريتي في مصر وذهبتُ إلى القاهرة ووقفت على الكتب التي ذكرها لي الفلاّح كلها ما عـدا كتاب واحد ما وقفت عليه إلاّ بعد فترة كبيرة.
وبعد ذلك انتهينـا من الجلســةِ وذهــب الشيخ حـامد الفقي.. وكان يأتي إلى السعودية ونستقبلهُ ضمن البعثة المصرية أيّام الملك فاروق كل عام، وكــانت هذه القصة هي إجــابة للسؤال الذي سألتُهُ للشيخ حـامد في مجلس الرجل السوري.
موقفه من حزب الإخوان المسلمين وأوجه الاختلاف بينه وبينها
كان الشيخ منذ بدايته يعلم أن حزب الإخوان المسلمين ليس حزباً يدعو للحق ولا ينير طريق، فلا علم يتصفون به فضلاً عن أن يكونوا مؤهلين له، ولا عقيدة يتبنونها ويتقنونها فضلاً عن أن يعتقدوها، بل كان حزباً سياسياً له مطامع بالسلطة والنفوذ والمال، ويفعلون من أجل تحقيق مطامعهم والوصول إليها أي شيء فكثرت في البلاد اغتيالاتهم، وكان يطلق عليهم ((الخوّان المسلمين)) [كما شهد بذلك محدث العصر الإمام المجدد محمد ناصر الدين الألباني عندما قابله في حج عام 1367 قبل اغتيال حسن البنا بسنة واحدة، على الرغم من أنه أنكر عليه شدته في القول، ولم ينكر عليه مخالفته لهم والتي استمر عليها الشيخان حتى لقيا ربهما].
أما جماعة الشيخ (جماعة أنصار السنة المحمدية) فقد كانت تدعو للحق وتعلم الناس دينهم، وتنور طريقهم، بعملٍ دؤوب لا يشوبه بحث عن مصالح دنيوية أو مكاسب سلطوية، ولا جرائم ولا اغتيالات ولم يتعرضوا لحاكم البلاد ولم يشقوا عصا الطاعة ولم يفرقوا جماعة المسلمين.
مناقشات واقتراحات حول صفحة محمد حامد الفقي: