❞ كتاب يا جميل ياللي هنا ❝ ⏤ أشرف عبد الشافي
رشاقة وخفة لا يملك مفاتيحهما غيره، يغزل صديقى الكاتب الروائى والصحفى الكبير أشرف عبدالشافى فصول كتابه الأحدث «يا جميل ياللى هنا»، وهو الذى صدر قبل أيام قليلة من بداية الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب عن دار «ريشة» للنشر والتوزيع، وتتصدر غلافه رائق التصميم والخطوط صورة كبيرة للموسيقار محمد فوزى، صاحب الأغنية العنوان، والروح المحلقة على طول فصول الكتاب، ما يجعل الكثيرين، وأنا منهم، يظنون أول الأمر، أنه عن سيرة حياة أو موسيقى فوزى، خصوصًا إذا ما ترافق ذلك مع تخصص دار النشر فى كتب السيرة الذاتية لأعلام مصر من الكتّاب والنجوم والفنانين ورجال الفكر والأدب والسياسة، غير أن الأمر لم يسر حسبما سارت توقعات جمهور أشرف المحب لموسيقى فوزى وخفة روحه التى انطبعت على موسيقاه وكلمات أغانيه، وطبعت سماتها على شخصيات الكتاب التى اقترب منها الكاتب، وعاش معها، وفتش فى أعماقها، ثم كتب عنها بلغة من ألطف ما يكون على الرغم من أنه يبدأ أول فصول كتابه بقوله: «يحتاج فوزى إلى لغة ناعمة للكتابة، يحتاج إلى رقة وحلاوة تناسب خفة الروح وجمال الطلعة.. والحروف السوداء التى تقرؤها الآن مجرد محاولة فاشلة للتعبير عن حبى له، فهو أحلى من الكتابة بأى لغة».. والحقيقة أنها ليست محاولة فاشلة بأى حالٍ من الأحوال، فهل هناك لغة ألطف من تلك التى كتب بها أشرف عبدالشافى ذلك السفر المطبوع بأحبار المحبة الخالصة، وهل هناك ما هو أدق فى التعبير عن روح فوزى الحلوة من قوله: هو حاضر بروح وثّابة منطلقة من حنجرته وملامحه وابتسامته وحتى من قامته المحندقة الشيك التى جعلته خالدًا فى وجدان طفولتنا منذ أن «ذهب الليل وطلع الفجر»، ووعدنا صوته بأن «ماما زمانها جاية».. هو شبيه الفرح والبهجة وشقاوة شاب قرر أن يغامر و«يبقى عريس ويكتب كتابه يوم الخميس والدعوة عامة وهتبقى لمّة». وهو شبيه الحسرة والشجن والألم كلما مرّت صورته على سرير المرض شابًّا وديعًا جميلًا هزمت روحه عنجهية الغباء، وصادروا حلمه فمات كمدًا قبل أن ينهش المرض جسده ويرحل فى عامه الثامن والأربعين.
أشرف عبد الشافي -
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ يا جميل ياللي هنا ❝ الناشرين : ❞ دار ريشة للنشر والتوزيع ❝ ❱
من فنون ادبية وسينما - مكتبة كتب الأدب.