❞ 📚 أهم كتب في المستشرقين . ❝
الأهم والأكثر تحميلًا .. في كتب من اكبر موقع لـ المستشرقين . . جميع الكتب المتعلقة بـ المستشرقين . . الاستشراق (Orientalism) هو دراسة كافّة البنى الثّقافيّة للشّرق من وجهة نظر غربية. وتستخدم كلمة الاستشراق أيضاً لتدليل تقليد أو تصوير جانب من الحضارات الشرقية لدى الرواة والفنانين في الغرب. المعنى الأخير هو معنى مهمل ونادر استخدامه، والاستخدام الأغلب هو دراسة الشرق في العصر الاستعماري ما بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر. لذلك صارت كلمة الاستشراق تدل على المفهوم السلبي وتنطوي على التفاسير المضرّة والقديمة للحضارات الشرقية والناس الشرقيين. وجهة النظر هذه مبيَّنة في كتاب إدوارد سعيد الاستشراق (المنشور سنة 1978).
مراحل الاستشراق
من أبرز المراحل الّتي يُقسّم إليها الاستشراق ما ذهب إليه الدّكتور المبروك المنصوري في كتابه "الدّراسات الدّينيّة المعاصرة من المركزيّة الغربيّة إلى النّسبيّة الثّقافيّة: الاستشراق، القرآن، الهويّة والقيم الديّنيّة"، إذ قسّم الاستشراق إلى ثلاث مراحل أساسيّة هي: الاستشراق الاستعماري (Colonial Orientalism): ويشمل كلّ ما أٌنتج من بداية تشكّل هذا التوجّه مع الحركة الرّومانسيّة الغربيّة إلى حوالى 1960. الاستشراق ما بعد الاستعماري (Post Colonial Orientalism): وهو التوجّه الّذي تشكّل في المرحلة ما بعد الاستعماريّة. ويرتكز أساسا على الجانب الثّقافيّ واللّغويّ وقد تلبّس لبوسا جديدا. الاستشراق الجديد (New Orientalism): وهو التيّار الّذي تشكّل في بداية هذا القرن. وقد دشّنه كريستوف لكسنبرغ بكتابه "القراءة السّريانيّة الآراميّة للقرآن" .
تاريخ الاستشراق
من الصعب أن نكون دقيقين عن أصل الفرق بين الغرب والشرق. لكن ازدهار المسيحية والإسلام خلق خلافا حضاريا كبيرا بين أوروبا المسيحية والشرق وشمال أفريقيا الإسلامي. في العصور الوسطى كان الأوروبيون المسيحيون يرون المسلمين كأعداء جهنميين لهم. وكان معرفة الأوروبيين للحضارات أبعد شرقاً من الشرق الإسلامي أكثر خيالاً. ولكن كان هناك معرفة قليلة للحضارات الهندية والصينية من حيث كان تأتي سلع غالية مثل السيراميك والحرير. وبكثرة الحملات الاستعمارية والاستكشافية صار هناك تمييز بين الحضارات الغير كاتبة، مثل في أفريقيا والأمريكتين، والحضارات الكاتبة والمثقفة في الشرق.
في القرن الثامن عشر، المفكرين المنورين يصفون أحياناً جوانب من الحضارات الشرقية كأحسن من الغرب المسيحي. مثلاً: فولتير روَّج البحث والدراسة عن الزردشتية، في أنها ديانة تدعم الربوبية العقلانية أحسن عن المسيحية. آخرين مجدوا التساهل الديني في الشرق الإسلامي بدلاً من الغرب المسيحي، أو منزلة العلم في الصين والشرق عامةً. مع ترجمة الافيستا واكتشاف اللغات الهندوروبية، وضِّح الاتصال بين التاريخ الشرقي والغربي القديم. ولكن صار ذلك الاكتشاف في وسط المنافسة بين فرنسا وبريطانيا في الهيمنة على الهند، وكان الاكتشاف متعلق في فهم الحضارات المستعمرة كي يتحكم عليها المستعمر بسهولة. ولكن الاقتصاديين الليبيراليين مثل جيمس ميل ذم الأمم الشرقية بأن الحضارات تلك كانوا ثابتات وفاسدة أو فاسقة. حتى كارل ماركس وصف أسلوب التصنيع الأسياوي كرافضة التغيير. والمبشرين المسيحيين كانوا يثلبون الديانات الشرقية كمجرد خرافات.
في المعنى الاصطلاحي: علم يقضي بمسائل الشرق ودراسة وتحليل واقعه، وبعبارة أخرى: هو الدراسات التي تتعلّق بالشرق. أمّا المعنى اللغوي للفظ (شرق) بالإنجليزية فهو (بالإنجليزية: Orient)، والدول الشرقية تسمّى (The orient)، والإنسان الشرقي (بالإنجليزية: Oriental)، وكلّ من يبحث في تاريخ الشرق وأحوال أُممه يُدعى (بالإنجليزية: Orientalist) أو مستشرق.
الدكتور محمد صالح العمري من جامعة آوكسفورد قد كتب حول موضوع ""دراسة العالم العربي والإسلام بالولايات المتحدة وبريطانيا في اطار "الحرب على الإرهاب " و أهميتها في سياق الإستشراق الحديث.
ظهور الاستشراق
يعتبر الاستشراق حديث الظهور إلاّ أنّ معرفة الشرق وما يتعلّق به من أفكار فذلك يعود إلى الأزمان الغابرة، ويؤيّد ذلك ما عثر عليه في التنقيبات من النقوش الأثرية على الأحجار، ثمّ تلت ذلك حركة الاستشراق في القرون الوسطى، لتؤكّد ذلك من خلال الوقائع التاريخية والنصوص الجغرافية، وكتب الأسفار وغيرها.
أمّا ما هو الزمن الذي أخذ فيه الاستشراق نموّه الحقيقي، وأصبح علماً يُدرّس، فيمكن القول: إنّ المساعي التي بذلها الباحثون من إيطاليا وبريطانيا والبرتغال لدراسة الشرق، كان في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، وكان من بينهم على سبيل المثال توماس هربرت.
كان هذا الباحث الشاب ذكياً وماهراً، استطاع الوصول إلى السواحل الجنوبية لإيران قادماً من الهند، بالتنسيق مع السفير البريطاني آنذاك، فبدأ بكتابة بحوثه حول إيران والإيرانيين. في القرن السابع عشر والثامن عشر أخذ الاستشراق بالانتشار حتّى أنّ كتاب (كلستان سعدي) طبع لأوّل مرّة في أوروبا خلال تلك الفترة.
ومنذ أواخر القرن السابع عشر الميلادي أصبحت مدينتا لندن وباريس من المراكز الرئيسية في تدريس الاستشراق، ثمّ توسّع حتّى أصبحت أكثر البلدان الأوربية في الوقت الحاضر لديها معاهد خاصّة بتدريس الاستشراق بجميع أقسامه، وتخرّج في كلّ عام أعداداً كبيرة من الأساتذة، الذين يغذّون البحوث والدراسات في أوروبا في مجال الاستشراق.
أقسام البحوث والتخصّصات
يمكن تقسيم البحوث التي كتبها المستشرقون إلى ما يأتي: التاريخ، الاقتصاد، الجغرافية، اللغة، الآداب، علم الإنسان، الفنون، الأديان، الفلسفة، علم الآثار.
أمّا الفروع الموجودة في الجامعات الغربية، والتي اختصّت بدراسة تاريخ الأُمم السابقة وأحوالها، فهي: فرع دراسة المصريين، فرع دراسة الآشوريين، فرع دراسة الإيرانيين، فرع دراسة العرب، فرع دراسة الأتراك، فرع دراسة الصينيين، فرع دراسة الهنود، فرع دراسة اليابانيين، فرع دراسة الساميين والسومريين.
ملاحظة: توسّع قسم دراسة أحوال المصريين حتّى شمل جميع أنحاء القارة الأفريقية.
المستشرقون الحقيقيون
إنّ الذين جاءوا لدراسة الشرق كانوا أفراداً متفاوتين، فمنهم من جاء بلباس عسكري أو غير عسكري، أو بصفة أطباء أو معلّمين، لكنّهم في حقيقة الأمر قساوسة كان هدفهم التنصير بالدين المسيحي، وكانوا يتردّدون بكثرة على لبنان وسوريا ومصر. ظلّت حركة الاستشراق موضع شكّ لدى الكثير، وبسبب هذا الغموض انقسم الناس نحوها إلى فريقين:
الأول: ينظر إلى المستشرقين بعين الاحترام.
والثاني: ينظر إليه على العكس من ذلك، لأنّه كان من بينهم أُناس مهّدوا للاستعمار الغربي، وكانوا أداة لتسلّط الغرب على الشرق، كما لا يخفى أنّ منهم جماعة دفعهم شوق التعرّف على الشرق وأسراره، وتحمّلوا في سبيل ذلك كثيراً من الصعوبات والمشاق. وعلى أيّ حال مهما كانت الأغراض والدوافع التي دفعت للاستشراق، فإنّ الاستشراق شيء، والمستشرقين شيء آخر.
الاستشراق الفرنسي
ظھر الاستشراق الفرنسي بقوة مع مطلع القرن السادس عشر واكتملت في ھذه الفترة ملامحه حیث یقول عنه روبیر منتران: "یمثل الاستشراق الفرنسي لوحة كبیرة رُسِمَت ملامحھا في القرن السادس عشر". وتعد المدرسة الاستشراقیة الفرنسیة من أھم المدارس الأوروبیة التي قامت بجھود جبارة حول الدراسات الشرقیة خاصة مع "إنشاء مدرسة اللغات الشرقیة الحیة سنة 1795م والتي رأسھا المستشرق المشھور سلفستر دي ساسي Sylvester de Sasi وكان ھذا المستشرق یعد عمید الاستشراق الأوروبي في النصف الأول من القرن التاسع عشر دون منافس".
وقد ذكر ادوار سعید في كتابه "الاستشراق" أن اھتمام فرنسا بالشرق بدأ مع حملة نابلیون على مصر وتوسعت دائرة الاستشراق الفرنسي "بعد احتلال تونس ومراكش إذ صار حتمیا التعرف على اللغة والتاریخ والدیانة فترجمت ونشرت نصوص عربیة كثیرة".
اهتم الاستشراقُ الفَرنسي... بالجوانب اللغوية والأدبية، واهتمَّت المدرسة الألمانية والفَرنسية أيضًا بتحقيق ودراسة المواضيعِ العلمية في الحضارة العربية. يمثِّل الاستشراق الفرنسي لوحةً كبيرة، رسمت ملامحها في القرن السادس عشر، وقد لعبت فرنسا دورًا هامًّا في الاستشراق، منذ تأسيس مدرستي "ريمس" و"شارتر" لتدريس اللغة العربية في باريس، وكرسي للدراسات الإسلامية في جامعة السوربون، والتي ألحق بها معهد الدراسات الإسلامية، ومنذ الثورة الفرنسية 1789 أُنشِئت مؤسسة جديدة هي مدرسة اللغات الشرقية، وكانت اللغات التي تدرس - بموجب تلك المعاهدة - هي العربية الفصحى والعامية، وبوسعنا أن نعتبر أن العقدَ الأخير من القرن الثامن عشر انطلاقةٌ حقيقية للدراسات الشرقية الفرنسية.
بدخول القرن العشرين ظهر تحول واضح في الاستشراق الفرنسي؛ فقد سمح بإنشاء المدرسة العلمية للدراسات العليا في باريس، مما أدى إلى تجديدِ المواد المتنوعة والمتخصصة في الدراسات الاستشراقية، وظهر أساتذة متميزون؛ من أمثال: "لويس ماسينيون"، "وليم مارسيه"، و"جورج مارسيه"، و"جان داني".
خصائص المدرسة الاستشراقیة الفرنسیة
لم تكن المدرسة الاستشراقیة الفرنسیة بدعا عن باقي المدارس الاستشراقیة، من حیث الأھداف والخصائص العامة الا أن المدرسة الفرنسیة تمیزت ببعض الخصائص نظرا لسبقھا في مجال الاستشراق فقد "بدأ اھتمام فرنسا بطلب الثقافة العربیة مبكرا في مدارس الأندلس وصقلیة وبخاصة في القرن الثاني عشر، وساھم العرب والمسلمون في إنشاء المدارس المختلفة في فرنسا مثل مدرسة الطب في مونبلییه والتي أنشأتھا الجالیة الإسلامیة المغربیة 1220م".
فمن الخصائص التي تمیزت بھا المدرسة الفرنسیة نجد بأنھا "تمتاز المدرسة بالشمول والتعدد فھي لم تترك میدانا من میادین المعارف الشرقیة إلا وتناولته بحثا أو نقدا أو تمحیصا سواء من جانب اللغات وآدابھا أو التاریخ أو مقارنة الأدیان أو الآثار والفنون أو القانون.
فالمدرسة الاستشراقیة الفرنسیة كانت تحاول معرفة كل شيء عن الشرق وذلك راجع لأھدافھا الاستعماریة فھي لم تترك أي مجال من المجالات إلا وبحثت فیه وذلك من خلال إرسال مستشرقین ھدفھم تسجیل كل شيء عن البلدان المراد استعمارھا ولھذا نجد فرنسا من أكثر الدول الأوروبیة من حیث الدول التي استعمرتھا، إذ لعب الاستعمار الفرنسي "دورا في بناء نظریة الايدیولوجیة الاستعماریة ومھد لھا سبل استعمار الشرق عسكریا وسیاسیا وفكریا".
مما جعل المدرسة الاستشراقیة الفرنسیة تتعرض للامتدادات الجغرافیة حتى یسھل علیھا عملیة السیطرة؛ وحتى تحكم السیطرة على الدول المستعمرة والاستفادة من مواردھا المادیة والمعنویة عملت على الاھتمام "كذلك بفقه اللغة العربیة ونحوھا ولھجتھا العامیة كما عملت على الدعوة إلى تمجید العامیة ومحاولة إحلالھا بدیلا للفصحى"، ولم تھتم باللغة العربیة الفصیحة فقط، بل درست تراث الكثیر من الدول "لم تقتصر ھذه المدرسة على دراسة تراث العرب فحسب ولكنھا تناولت تراث الفرس والأتراك أیضا"...
مناقشات واقتراحات حول صفحة المستشرقين .: