برهان الدين القاضي

هو العلامة برهان الدين قاضي قضاة المالكيّة، أبو الأمداد، أبو اسحاق، إبراهيم بن حسن بن علي بن عبد القدّوس، الشّهير باللَّقَّاني، نسبته إلى (لقانة) من البحيرة بمصر. وقد حلاه العلماء بقولهم: خاتمةُ المُحَقِّقِّين، وسيّد الفقهاء والمتكلمين، إمام الأئمة، ومُوضِّح المُشكِلات المُدَلْهَمَة، عالم مصر وإمامها، أحد الاعلام المشار إليهم بسعة الأطلاع في علم الحديث والدراية والتبحر في الكلام والفقه، وكان إليه المرجع في المشكلات والفتاوى في وقته بالقاهرة وكان قويّ النفس، عظيم الهيبة، تخضع له الدّولة، ويقبلون شفاعته، وهو منقطع عن التردُّد إلى الناس، يصرف وقته في الدَّرس والأفادة، وله نسبة هو وقبيلته إلى الشّرف والسّيادة، لكنه لا يظهره تواضعا منه، وكان جامعا بين الشريعة والحقيقة، وله كرامات خارقة ومزايا باهرة، أخذ عنه العلم و طريقَ التربيةِ والتّصوفِ خلقٌ كثير. (000 - 1041 هـ = 000 - 1631 م) ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ براءة الإسلام ❝ الناشرين : ❞ المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع ❝ ❱

---

تم إيجاد له: كتاب واحد.

رجمة العلامة برهان الدين قاضي قضاة المالكيّة، أبي الأمداد، أبي اسحاق، إبراهيم بن حسن ، الشّهير باللَّقَّاني صاحب جوهرة التوحيد:
هو العلامة برهان الدين قاضي قضاة المالكيّة، أبو الأمداد، أبو اسحاق، إبراهيم بن حسن بن علي بن عبد القدّوس، الشّهير باللَّقَّاني، نسبته إلى (لقانة) من البحيرة بمصر.

وقد حلاه العلماء بقولهم: خاتمةُ المُحَقِّقِّين، وسيّد الفقهاء والمتكلمين، إمام الأئمة، ومُوضِّح المُشكِلات المُدَلْهَمَة، عالم مصر وإمامها، أحد الاعلام المشار إليهم بسعة الأطلاع في علم الحديث والدراية والتبحر في الكلام والفقه، وكان إليه المرجع في المشكلات والفتاوى في وقته بالقاهرة وكان قويّ النفس، عظيم الهيبة، تخضع له الدّولة، ويقبلون شفاعته، وهو منقطع عن التردُّد إلى الناس، يصرف وقته في الدَّرس والأفادة، وله نسبة هو وقبيلته إلى الشّرف والسّيادة، لكنه لا يظهره تواضعا منه، وكان جامعا بين الشريعة والحقيقة، وله كرامات خارقة ومزايا باهرة، أخذ عنه العلم و طريقَ التربيةِ والتّصوفِ خلقٌ كثير. (000 - 1041 هـ = 000 - 1631 م)

شيوخه:

أخذ عن الشمس محمد الرَّملي، والعلامة ابن قاسم العباس، والعلامة أحمد بن قاسم صاحب الآيات البينات وغيرهم من الشافعية والشيخ إبراهيم العلقمي أخي الشيخ شمس الدين شارح الجامع الصغير المُسمَّى: بالكوكب المنير. والشيخ نور الدين الزياس، والشيخ أبى بكر الشنواني، و علامة الاسلام شمس الملة والدين محمد البكري الصِّدِّيقي، وشيخ الاسلام علي بن غانم المقدسي، والشمس محمد النِّحريري، والشيخ عمر بن نجيم من الحنفية، والشيخ محمد السنهوري والشيخ طه والشيخ أحمد المنياوي وعبد الكريم البرموني مؤلف الحاشية على مختصر خليل وغيرهم من المالكية ومن مشايخه في الطريق الشيخ أحمد البلقيني الوزيري والشيخ محمد بن الترجمان وغيرهم.

وأكثر الأخذ عن الأمام الهمام أبي النَّجا سالم السَّنْهُورِي ويليه الشيخ محمد البَهْنَسِي لأنَّه كان يختم في كلِّ ثلاث سنين كتابا من أمَّهات الحديث في رجب وشعبان ورمضان ليلا ونهارا، ويليه الشيخ يحيى القرافي المالكي إمام الناس في الحديث تحريرا واتقانا.

تلاميذه:

وممن أخذ عنه العلوم الشرعية والعقلية، والفنون الأدبية العلامة محمد بن علاء الدين البابلي، والشيخ علي بن علي الشبراملسي، وولده إبراهيم وخليل وعبد السّلام وأبو المواهب صاحب المشيخة، ويوسف الفيشي ويس الحمصي وحسين المناوي وحسين الخفاجي وأحمد العجمي ومحمد الخرشي المالكي وغيرهم ممن لا يحصون كثرة،ولم يكن أحد من علماء عصره أكثر تلامذة منه.

وبالجملة فهو متفق على جلالته وعلو شأنه وأخذ عنه كثير من الأجلاء.

كراماته وأحواله:

حكى الشِّهاب البَشْبيشِي قال: ومما اتفق أنَّ الشيخ العلاَّمة حجازي الواعظ وقف يوما على درسه، فقال له اللَّقاني: تذهبون أو تجلسون ؟ فقال له العلاَّمة حِجازي:بل أصبر ساعة، ثم قال: والله يا ابراهيم ما وقفت على درسك إلا وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عليه وهو يسمعك حتى تنتهي.

وأوصاه شيخُه الشَّرنوبيّ أن لا يُبَرِّرَ لأحد عن ذنب أو عيب وسَمَه به، ولو كان بغير حقٍّ، بل يعترف له به ويظهر له التَّصديق على سبيل التورية لتزكية نفسه وهضما لحقِّه، فما خالفه بعد ذلك أبدا.

وينقل عنه فوائد كثيرة منها: أنَّ من قرأ على المولود ويد القارىء على رأس المولود ليلة ولادته سورة القدر لم يزن في عمره أبدا.

وبخطه أيضا:

يس تُنجي من دخان الواقعة ... والمُلك والأنسان نِعم الشَّافعه

ثم البروج لها انشراح هذه ... سبع وهن المنجيات النَّافعه

مؤلّفاته:

1- نظم جوهرة التّوحيد: وهي التي نقوم بشرحها

وحُكي: أنَّه كان شرع في إقراء المنظومة المذكورة فكتب منها في يوم واحد خمسمائة نسخة وألف عليها ثلاثة شروح الكبير والأوسط والصّغير، والأوسط منها لم يُحرِّره فلم يظهر.

ونقل في شرحه على الجوهرة قال: ليس للشَّدائد والغموم مما جرَّبه المُعتَنون مثل التوسل به صلى الله عليه وسلم، ومما جُرِّب في ذلك قصيدتي المُلَقَّبَة: بكشف الكروب بملاحات الحبيب والتوسل بالمحبوب

التي أنشأتها باشارة وردت على لسان الخاطر الرَّحماني عند نزول بعض المُلِمَّات، فانكشفت يإذن خالق الارض والسموات وكاشف المهمات، لا أله غيره ولا خير الاخيره وهي:

يَاأَكْرَمَ الْخَلْقِ قَدْ ضَاقَتْ بِيَ السُّبُلْ ... ودَقَّ عَظْمِي وَغَابَتْ عَنِّي الْحِيَلْ

وَلَمْ أَجِدْ مِنْ عَزِيِزٍ أَسْتَجِيرُ بِهْ ... سِوَى رَحِيِمٍ بِهِ تَسْتَشْفِِعُ الرُّسُلْ

مُشَمِّرُ السَّاقِ يَحْمِي مَنْ يَلُوذُ بِِهْ ... يَوْمَ البَلاَءِ إِذَا مَا لَمْ يَكُنْ بَلَلْ

غَوْثُ المَحَاوِيِجِ إِنْ مَحَلٌ أَلَمَّ بِهِمْ ...كَهْفُ الضِّعَافِ إِذَا مَا عَمَّهَا الْوَجَلْ

مُؤْمِلُ البَائِسِ الْمَتُرُوكِ نُصْرَتَهْ ...مُكْرِمٌ حِينَ يَعْلُو سِرَّهُ الْخَجَلْ

كِنْزُ الْفَقِيرِ وَعِزُّ الْجُوُدِ مَنْ خَضَعَتْ ... لَهُ الْمُلُوكُ وَمَنْ تَحْيَا بِهِ الْمِحَلْ

مَنْ لِلْيَتَامَى بِمَالٍ يَوْمَ أَزْمَتِهِمْ ... وَلِلْأََرَامِلِ سِتْرٌ سَابِغٌ خَضِلْ

لَيْثُ الْكَتَائِبِ يَوْمَ الْحَرْبِ إِنْ حَمِيَتْ ... وَطِيِسُهَا وَاسْتَحَدَّ الْبِيِضُ وَالْأَسَلْ

مَنْ تُرْتَجَى فِي مَقَامِ الْهَوْلِ نُصْرَتُهْ ... وَمَنْ بِهِ تُكْشَفُ الغَمَّاءُ والْغُلَلْ

مُحَمَّدُ ابنُ عَبْدِ اللهِ مَلْجَاؤُنَا ... يَوْمَ التَّنَادِي إِذَا مَا عَمَّنَا الْوَهَلْ

الْفَاتِحُ الْخَاتَمُ الْمَيْمُوُنُ طَائِرُهُ ... بَحْرُ الْعَطَاءِ وَكَنْزُ نَفْعِهِ شَمَلْ

اللهُ أَكْبَر جَاءَ النَّصْرُ وَانْكَشَفَتْ ... عَنَّا الْغُمُومُ وَوَلَّى الضِّيِقُ وَالْمِحَلْ

بِعَزْمَةٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَادِقَهْ ... وَهِمَّةٌ يَمْتِطِهَا الْحَازِمُ الْبَطَلْ

أَغِثْ أَغِثْ سَيِّدَ الْكَوْنَيْنِ قَدْ نَزَلَتْ ... بِنَا الرَّزَايَا وَغَابَ الْخِلُّ وَالْأَخَلْ

وَلَاحَ شَيْىءٌ وَوَلَّى الْعُمْرُ مُنْهَزِمَا ... بِعَسَكِرِ الذَّنْبِ لاَيَلْوِي بِهِ عَجَلْ

كُنْ لِلْبَاكِي مُغِيِثًا عِنْدَ وِحْدَتَهِ ... وَكُنْ شَفِيعًا لَهُ إِنْ زَلَّتِ النَّعلْ

فَجُمْلَةُ الْقَوْلِ أَنِّي مُذْنِبٌ وَجِلْ ... وَأَنْتَ غَوْثٌ لِمَنْ ضَاقَتْ بِهِ السُّبُلْ

صَلَّى عَلَيْكَ إِ لَهِي دَائِمًا أَبَدَا ... مَا إنْ تَعَاقَبَتْ الضَّحْوَاءُ وَالأَصَلْ

وَآلِكَ الْغَرِّ وَالصَّحْبِ الْكِرِامِ كَذَا ... مُسْلِمًا وَالسَّلاَمُ الطَّيِّبُ الْحَفِلْ

2- توضيح الفاظ الاجرومية. في النحو

3- وقضاء الوطر من نزهة النظر في توضيح نخبة الاثر للحافظ ابن حجر في المصطلح. وكان يقول: أجلُّ نعمة الله على المؤمنين بعد الإيمان وجود الشهاب ابن حجر العسقلاني وكان يدعى في حياته بأمير المؤمنين في الحديث. منه بدار الكتب المصرية أربع نسخ خطية (275/1)

4- وإجمال الوسائل وبهجة المحافل بالتعريف برواة الشمايل. في علم الجرح والتعديل والرّجال.

- ومنار أصول الفتوى وقواعد الافتاء بالاقوى. في أصول الفقه، وقد قام بتحقيقها الباحث عبد المجيد بن حسن بن عبد العزيز الصّايغ كرسالة تخرج في مرحلة الماجستير.

6- وعقد الجمان في مسائل الضمان ونصيحة الاخوان باجتناب شرب الدخان .

طبعت بمكتبة الشرق تحقيق محمد الحاج قاسم وقد عارضها معاصره الشيخ علي بن محمد الأجهوري المالكي برسالة أولى وثانية أثبت فيهما القول بحلِّ شربه ما لم يضرّ.

7- حاشية على مختصر خليل.

8- وكتاب تحفة دُرّية على ابهلول بأسانيد جوامع أحاديث الرسول.

ومن مؤلّفاته التي لم تتمّ:

9- تعليق الفوائد على شرح العقائد للسّعد التّفتزانيّ.

10- وشرح تصريف العِزِّى للسَّعد أيضا.

11- خلاصة التعريف بدقائق شرح التصريف.

12- وحاشية على جمع الجوامع سماها بالبدور اللوامع من خدور جمع الجوامع.

13- وجمع جزءا في مشيخته سماه نثر المآثر فيمن أدرك من القرن العاشر ذكر فيه كثيرا من مشايخه.

وفاته:

وكانت وفاته وهو راجع من الحج سنة احدى وأربعين وألف 1401 هـ ودفن بالقرب من عقبة أيلة بطريق الركب المصري.

توفي بقرب العقبة عائدا من الحج.