❞ كتاب إعراب القرآن الكريم لياقوت ❝ ⏤ محمود سليمان ياقوت
تم دمج المجلدات للتسلسل . إعراب القرآن الكريم من علوم القرآن .هذا الكتاب قضى مصنفه في تحبيره سنين طويلة من عمره ليخرج بهذه الحلة العلمية القشيبة، ومن تصفحه أدرك سعة علم الأستاذ "محي الدين الدرويش"، كما أدرك مبلغ العناء الذي كابده في وضع هذا الكتاب، والعناية التي بذلها في جميع مواده، وتنسيق مباحثه.
وول ما يخطر للناظر فيه أنه لا ينظر في إعراب القرآن فقط، وإنما هو ينظر في (دائرة معارف) على القرآن، تضمنت شرحاً لآياته، ثم تاريخاً وأدباً وف هذا الكتاب قضى مصنفه في تحبيره سنين طويلة من عمره ليخرج بهذه الحلة العلمية القشيبة، ومن تصفحه أدرك سعة علم الأستاذ "محي الدين الدرويش"، كما أدرك مبلغ العناء الذي كابده في وضع هذا الكتاب، والعناية التي بذلها في جميع مواده، وتنسيق مباحثه.
وول ما يخطر للناظر فيه أنه لا ينظر في إعراب القرآن فقط، وإنما هو ينظر في (دائرة معارف) على القرآن، تضمنت شرحاً لآياته، ثم تاريخاً وأدباً وفقهاً وأحكاماً، سوى الأصل الذي بني عليه الكتاب، وهو إعراب القرآن.
وهذا الكتاب من أجل ما صنف في كتب أعاريب القرآن في العصر الحديث، الذي هو بأمس الحاجة إلى مكتبة قرآنية جامعة، فقد ضم اللغة، والتفسير، والإعراب، والبلاغة، وشذوراً من الملامح التاريخية، وأسباب النزول، وغيرها، ولا يعدو هذا الكتاب الذي هو تصنيف جامع أن يكون في الحقيقة نتيجة عمر المؤلف في خضم دراساته، وجهوده مع كتب التراث العربي نحواً، وصرفاً، وبلاغة، فقد وجد المؤلف تراثاً ضخماً يتميز بالتكامل والنضج، وهو بحاجة إلى جمع وتنسيق، فذهب يختار ما ترتاح إليه نفسه من تراث النحو القرآني بعبارة سهلة، وفكرة واضحة، وتعبير طيع يدخل أعماق الفكر الإنساني بيسر، وسهولة.
ومن الجدير بالذكر أن نعرض للقارئ الكريم صورة بارزة مجملة لجهود المؤلف في هذا الكتاب، ونبين مدى استفادته من كتب التراث العربي الغني، ونضيء أبرز الإشارات التي عني بها في بيانه، وإعرابه.
ففي التفسير: اعتمد من التفاسير أوثقها، كجامع البيان للإمام الطبري، والمحرر الوجيز لابن عطية، والكشاف للزمخشري، والبحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، والدر المصون وغيرها. وهو يورد آراء المفسرين ويناقشها، فيستحسن ويوجه، ويستدرك، ويوجز ذلك بكلام مختصر قريب من الفهم.
وفي النحو: يجد القارئ نفعاً كبيراً في الفوائد الإعرابية التي دونها المؤلف، واستقاها من المصادر المهمة في النحو العربي، فهو يسجل آراء أئمة النحو كسيبويه، والفراء، والكسائي، والزمخشري من مظان هذه الآراء، وخاصة كتاب "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" للإمام ابن هشام، و"الكشاف" للزمخشري، و"التبيان" للعكبري"، وهي المصادر المعتمدة في تراثنا النحوي في إعراب القرآن الكريم.
وآية التوفيق في هذا الكتاب هو اختيار المؤلف لما هو أكثر ملاءمة للمنطق والذوق من تراكيب العربية، وتوجيهها نحو ما يتفق مع معاني الآية القرآنية، والعناية بأصح التوجيهات والتقديرات، ومن هنا نرى المؤلف يرد على ما يراه مجرد تكلف، ومجرد صناعة لا تمت إلى نحو القرآن بسبيل. كما اعتمد تلخيص ما كان يراه مفيداً نافعاً من آراء المعربين، والمفسرين، والفقهاء، والتي شغلت منهم وقتاً وطويلاً، وجهداً واسعاً.. جاءت عنده بإلماح سريع لعله يفي بالغرض، ويحقق المطلوب.
على أنه ربما استدعى فحوى بعض المسائل النحوية، والبلاغية، والصرفية مزيداً من البسط والتدليل على فهمها وتوضيحها، فكان المؤلف حريصاً على الإسهاب فيها، ومشدوداً إلى البسط الذي يحتاج فهمه إلى رهافة ذوق، وشفوف طبع، وربما أطال في مسألة نحوية، أو مبحث صرفي أو حديث عن أسرار الحروف، أو توضيح لما خفي من بيان إعراب الجمل، ومزايا الأفعال في العربية.
وكانت هذه الإطالة لأغراض مهمة، ولدواع أملتها عليه ظروف الحديث عن الآية القرآنية، كأن يجد النحاة قد اضطرب كلامهم فيها اضطراباً شديداً، أو أن يجد أن بعض المراجع الحديثة قد خلط في بيان مسألة لغوية، فأضاع بذلك الطالب والمراجع في متاهات لا منافذ لها، أو أن يشعر أن هذه الفائدة اللغوية أو البلاغية من أسرار القرآن الكريم، فهي من الدقة والحسن بمكان يستحق البسط، والإطناب.
ومما يتصل بعنايته اللغوية أيضاً: تخصيصه فوائد نحوية، ولغوية، وبلاغية بأبحاث مستقلة، انطلاقاً من الآية القرآنية، وتوجيه قواعد النحو والتصريف الصحيحة منها، ويورد بعض الشروح اللغوية، مظهراً براعته في تفصيلها، وفي إبداع بعض الآراء التي فاتت من سبقه، كما يذكر الكثير من أسرار الإعراب، وتذوق معنى القرآن، مما أغفل كثيراً منه المعربون القدامى، وكثير من المحدثين.
وكانت للمؤلف عناية كبرى بذكر القراءات القرآنية، واعتمادها حجة، وشاهداً على مسائل اللغة والنحو، فقد أبرز إعراب القراءة، وتوجيهها، وأقوال النحاة فيها، وقد درج على عدم الإشارة إلى قراءة ما إلا إذا كانت تنطوي على بحث مهم.
وما يتعلق بأحكام التجويد، وما يتبعه من الفوائد، فقد كان المؤلف حريصاً على تبيان أدق المصطلحات في هذا العلم -علم التجويد- كحديثه عن الإدغام، والإعلال، والقلب، وقد أفاض الحديث في كثير منها.
كما تعرض المؤلف لإعراب الصعب والمشكل من الأحاديث النبوية، التي كان يسوقها في شرح الآية القرآنية.
ولم يخل الكتاب من الحديث الدقيق عن آيات الأحكام، وقد كان كتاب "شرح المنهاج" لابن حجر عمدة المؤلف في بيان أحكام الفقهاء في التشريع، وبيان آراء العلماء في العقيدة، والفقه، والمعاملات، ونحوها.
وعني المؤلف في إعراب القرآن وبيانه بتلمس الفوائد المتكاثرة، والفرائد المتناثرة من أوجه إعجاز القرآن، والتقطها، وأبرزها في أسمى دليل بياني، ووجه فكري مشرق.
وأما الشواهد الشعرية في الكتاب، فإن المؤلف مغرم بها، على تنوعها من شواهد نحوية، وأدبية، وبلاغية، فلا يكاد يخلو من بعض الشواهد، يستعين بها المؤلف لفهم الآية.
غير أن المؤلف لم يقتصر على الشعر الجاهلي في احتجاجه، إنما ذكر أشعار من بعدهم كالمتنبي، وابن الرومي، ونحوهم، ويبدو أن المؤلف كان مولعاً بروائع شعرهم، فراح يربط المعاني السامية، في الشعر العربي بما يجده مناسباً لتوضيح معاني القرآن الكريم وبيانه.
يضاف إلى ذلك أن في الكتاب معالم عن الشعر العربي، وأغراضه، وفنونه، كانت مائلة في فكر المؤلف، وروحه، وصعب عليه أن يتركها، فضمنها ما يناسبها عند حديثه عن الآيات، وما فيها من فنون أدبية كان سلكها الشعراء الجاهليون في شعرهم.
وأخيراً فإن هذا السفر النفيس ليفيد الطالب والأستاذ، فمؤلفه جمع مكتبة قرآنية في كتاب، مع صفاء الأسلوب، وتحقيق علمي يأخذ بمجامع القلوب، ويأسر نفوس أولي النهي.
محمود سليمان ياقوت - دكتور فى كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
من كتب الإعراب و إعراب القرآن الكريم كتب علم اللغة العربية - مكتبة الكتب العلمية.